#1
|
|||||||
|
|||||||
الجيش الجزائري ...واسرار حرب 1973
فى عام 1973 طلب الرئيس الجزائرى السابق هوارى بومدين من الاتحاد السوفيتى شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين عقب وصول معلومات من جاسوس جزائرى فى أوروبا قبل حرب اكتوبر بأن إسرائيل تنوى الهجوم على مصر، وباشر الرئيس الجزائرى اتصالاته مع السوفيت لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة فما كان من الرئيس الجزائرى إلا أن أعطاهم شيكا فارغا وقال لهم أكتبوا المبلغ الذى تريدونه، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر وقد شاركت جميع الدول العربية تقريبا فى حرب 1973 طبقاً لاتفاقية الدفاع العربى المشترك، لكنها كانت مشاركة رمزية عدا سوريا والعراق والجزائر التى كان جنودها يشاركون بالفعل مع المصريين فى الحرب بحماس وقوة على جبهة القتال.
كانت الجزائر ثانى دولة من حيث الدعم بعد العراق خلال حرب 1973 فشاركت على الجبهة المصرية بفيلقها المدرع الثامن للمشاة الميكانيكية بمشاركة 2115 جندى و812 صف ضباط و192 ضابط جزائري. وامدت الجزائر مصر بـ 96 دبابة و32 آلية مجنزرة و12 مدفع ميدان و16 مدفع مضاد للطيران وما يزيد عن 50 طائرة حديثة من طراز ميج 21 وميج 17 وسوخوى 7. فى مذكراته - على الجبهه المصريه - شاهد على الاحداث - يروى الجنرال خالد نزار قائد القوات الجزائريه فى حرب 73 ووزير الدفاع الاسبق يوميات ابطال الجيش الجزائرى مع اخوانهم المصريين فى السويس خلال ايام الحرب العصيبه ويكشف عن اسرار اذهلت العالم واعادت النظر فى المفاهيم والنظريات العسكرية الحديثة بعد معارك كانت سببا فى التهديد باستخدام الاسلحة النوويه والكيمياوية. تشققت الشفاه عطشا. تضورت الأمعاء جوعا. وخوت البنادق من الرصاص. وتحت حصار مطبق رفعت أيادى الأبطال راية الصمود. فتغلب شوقهم للشهادة على مؤامرات العدو، فكان النصر حليفهم فى واحدة من أروع ملاحم العرب والمسلمين. ولم ينجح العدو فقط فى إخفاء كل ما يتعلق بالدور الجزائرى على جبهه القتال فى حرب اكتوبر، بل ونجح أيضا فى تحويل مخاوفه من كشف حقيقة هذا الدور إلى خنجر مشهر منذ ذلك الوقت وحتى الآن فى وجه الجزائريين والعرب. لنا أن نتخيل مدى التعاون العربى عندما قررت الجزائر وقف خطة التنمية بها وتوجيه كل ميزانياتها لمعركة اكتوبر 73 ليس ذلك فقط ولكن شارك ابطال الجيش الجزائرى بمعداتهم العسكرية زملاءهم المصريين اما العراق فحارب ابناؤه على الجبهتين المصرية والسورية وقدموا اروع البطولات وقررت ليبيا توفير كل المواد البترولية والسلاح والاموال لمصر وسوريا مجانا طوال فترة الحرب وقدمت كل دولة عربية ما تملك من امكانات لخدمة معركة العرب الكبرى - بلا ادنى شك كانت حرب 73 هى حرب الامة العربية عسكريا ودبلوماسيا واقتصاديا ومعنويا وهو ما دعا «جولدا مائير تعهدت فى الصفحة 194من كتابها «حياتي»: «.أستطيع أن أؤكد لكم أن العرب لن يخوضوا حربا جماعية ضدنا لمدة نصف قرن على الأقل وبررت لشعبها سبب الهزيمة فى التفاف الجيوش العربية تحت راية واحدة». الهزيمة والغضب يكشفان المستور: دافيد اليعازر، رئيس الأركان الصهيوني، الذى شاهد أول هزيمة لكيانه، والذى كان كبش فداء للمؤسسة العسكرية والذى اتهم بالقصور والتردد، فقد غضب وانهار، وهنا قررت مائير إقالته ومحاصرته. كلمات اليعازر التى قالها للمرة الأولى والأخيرة نشرتها صحيفة «معاريف» العبرية بتاريخ 29 أكتوبر 1973، وجاء فيها حرفيا: لست مسؤولا عن هزيمة صنعها قادة إسرائيل الأغبياء. استهانوا بالقوات العربية المحتشدة على الجبهتين الشمالية والجنوبية. ما حدث لقواتنا فى ميناء الأدبية كان نتيجة للاستهانة والاستهتار بعدد وعتاد الوحدات الجزائرية. لقد توقع شارون المغرور أن الجزائريين بأسلحتهم البدائية سيفرون بمجرد رؤية دباباته. لكنهم نصبوا له الفخ، فخسرنا فى يوم واحد 900 قتيل من أفضل رجالنا وفقدنا 172 دبابة. الجزائريون يسقطون جنرالات بنى صهيون فى الفخ: وحينما سئل ديان عن قراره وخطة الهجوم على الأدبية أجاب قائلا: مثلما حدث فى بقية مجريات الحرب. المصريون خدعونا وجعلونا نعتقد أن ميناء الأدبية غير محصن. كلفوا القوات الجزائرية بمهمة حمايته. فبنينا خططنا على أساس معلومات تؤكد لنا أن تلك النقطة الاستراتيجية فى متناولنا، فحاولنا الاستيلاء عليه فى الأيام الأولى للحرب، من أجل فتح منفذ على الجبهة تمر منه مدرعاتنا والمدرعات الأمريكية لتطبيق خطة التطويق، فوجهنا قصفا صاروخيا ومدفعيا شديدا ومركزا على المنطقة كلها، فى حين لم نلقَ مقاومة ولم تطلق قذيفة واحدة من المكان المستهدف، فتأكدنا أن الوضع آمن، وأننا دمرنا أسلحة الرد الثقيلة لدى القوات الجزائرية، أو أن هذه الأسلحة سحبها المصريون لاستخدامها فى الهجوم، كانت كل المعطيات والتحليلات تدل على أن الجزائريين لا يملكون أسلحة قادرة على عرقلة العملية، وكنا قد جمعنا معلومات أخرى تشير لوجود حالة تذمر وانشقاق داخل تلك القوات بسبب عدم سماح المصريين لهم بالمشاركة فى الهجوم على سيناء، وهنا أعطينا الضوء الأخضر لحلفائنا الأمريكيين، وفى الوقت ذاته أمرت اللواء 190 مدرع بالهجوم بكامل قوته على القوات المصرية فى منطقة القنطرة شرق لشغل المصريين وإبعاد أنظارهم عن السويس وبالتحديد الأدبية، ثم أمرت اللواء مدرع 178 بقيادة الجنرال شارون بمهاجمة الميناء والاستيلاء عليه بسرعة، وقبيل وصول اللواء 178 للميناء فوجئنا بخبر إسقاط طائرة أمريكية عملاقة من طراز سى 5 جلاكسى بواسطة صاروخ أطلق من مواقع القوات الجزائرية، ووصلتنى إشارة عاجلة تفيد بانقلاب الموقف رأسا على عقب، حيث تصدت مضادات جزائرية متطورة للطائرات الأمريكية وأمطرتها بعشرات الصواريخ فأسقطت واحدة وأصابت اثنتين أخريين نجحتا فيما بعد فى الهبوط فى أحد مطارات النقب، ولم تمر خمس دقائق أخرى حتى وصلتنى رسالة ثانية تفيد بإطلاق بطاريات الصواريخ والمدفعية الثقيلة للقوات الجزائرية النيران بكثافة على المواقع التى انطلق منها القصف الإسرائيلى على الأدبية، هنا شعرت أننا وقعنا فى فخ خطير، وأن العدو نجح فى استدراجنا بخبث لم نعهده فى حروبنا السابقة معه، وأن كارثة على وشك الحدوث، فحاولت الاتصال بالجنرال شارون ليوقف الهجوم ولكنه كان مجنونا. صاروخ جزائرى يهز أمريكا: وقبل سماع بقية شهادات ديان، أذهب للأدميرال «توماس مورير»، عضو هيئة الأركان الأمريكية المشتركة أثناء حرب أكتوبر، والذى يقول فى مذكراته: إصابة السى 5 جلاكسى أصابت هيئة الأركان الأمريكية بالفزع، فقد كانت المرة الأولى التى يفقد فيها الأسطول الجوى الأمريكى واحدة من طائراته العملاقة الست، ولولا العناية الإلهية لفقدنا اثنتين أخريين، وبلغ الإحباط مداه حينما أعلن الرئيس نيكسون حالة الطوارئ داخل مقر قيادة الهيئة، طالبا تقديم تفسير مناسب لتلك الخسارة الفادحة، فلم نكن نملك أية تفصيلات أخرى باستثناء عبارات عاطفية وصلتنا من تل أبيب تتحدث عن خدعة وسوء تقدير، وبعد 18 ساعة كامل? جمعنا المعلومات التى صيغ منها التقرير الذى تسلمه الرئيس فى صباح اليوم التالى التاسع من أكتوبر 1973، والذى ذكرنا فيه أن السوفيت زودوا العرب بصواريخ حديثة كانت سببا مباشرا فى فشل عملية الإنزال فى منطقة السويس، وأجلت خطة الالتفاف على القوات المصرية لأكثر من أسبوع، لكننا اكتشفنا بعد تحليل حطام الطائرة أنها أصيبت بصاروخ سام عادى استوردته الجزائر من موسكو عام 1972. فقرات من شهادات ديان: اتهامى بالمغامرة بحياة جنودنا بناء على توقعات خاطئة ليس صحيحا، فبمجرد أن أشعل العدو النار فى الأدبية حاولت إيقاف الهجوم البري، وأمرت الجنرال شارون بالانسحاب الفوري، لكنه كسر الأمر العسكري، واندفع باتجاه القوات الجزائرية، فوقعت الكارثة، تلك الكارثة تحدث عنها موشى ديان بالأرقام 900 قتيل و172 مركبة . لكن المؤرخ والكاتب الصهيونى «شفتاى تيبت» يتحدث عام 2000 عن سبب حجب كتابه المتعلق بخبايا حرب يوم الغفران، فيقول: لأكثر من ربع قرن وكتابى ممنوع من النشر لأنى أكشف فيه عن حقيقة جبن شارون الذى قدمته المؤسسة العسكرية الإسرائيلية للشعب الإسرائيلى على أنه بطل حرب كيبور، فقد كنت ضابطا فى اللواء 178 مدرع الذى تعرض لمجزرة لم يشهد مثلها جيش الدفاع من قبل، مات أغلب رفاقي، وبقيت رفقة قائد اللواء أرئيل شارون وثلاثة جنود. نعم لم ينجُ من لواء مدرع بأكمله مدعوم بكتيبة مظلات سوى خمسة أشخاص، بقيت حيّا لأشهد على «شجاعة» و«بسالة» شارون «العظيم». الذى يتحمل وحده ما وقع لإسرائيل فى هذا اليوم الأسود. شارون كان يسير باتجاه الأدبية منتشيا ولم يستطع إخفاء أحلامه الشاذة فى المجد والخلود، فقال لي: «سنبيد هذه الحشرات فى لحظات»، وأمرنى والجنود بتدمير كل شئ حى على الأرض وقتل أى أسير والتنكيل بالجثث، لقد قال بالحرف الواحد: «أريد أن ترتج السماء والأرض بانتصاركم الوشيك». لقد كان يتصرف وكأنه ذاهب لإبادة قرية لا يوجد بها سوى نساء وأطفال عزل. وصرخ فى الجميع عبر مكبر الصوت يخطب وكأنه داود، قائلا: «على بعد أمتار ينتظركم المجد. قلوب أمهاتكم وقلوب العالم كلها معكم. بعد ساعة واحدة من الآن ستنظر لكم إسرائيل من تحت. أبيدوا هذه الفئران الجبانة التى ترتعد من بأسكم. لا ترحموهم. علموا العالم كيف يتعامل مع هذه الحثالة. لا تتركوا بيتا واحدا فى الجزائر إلا متوشحا السواد. ومن بعد التفتوا إلى المصريين الجبناء. من الآن استعدوا لبناء أمجاد إسرائيل». ويواصل تيبت كشف أسرار هذه المعركة قائلا: اندفعنا بقوة صوب الأدبية تسبقنا قذائف دباباتنا. وما أن توغلنا فى عمق المنطقة حتى وجدنا أنفسنا محاصرين من كل الجهات. كانت دباباتنا تنفجر بمعدل ثلاث إلى أربع دبابات فى الثانية، فظننت أننا سقطنا فى حقل ألغام. لكن أصوات الأعداء كانت تأتى من كل الاتجاهات، يقولون قولتهم الشهيرة «الله أكبر» وهم يمطروننا بالصواريخ المحمولة كتفا «آر.بي.جي»، المفاجأة شلت أيدينا وعقولنا. لم نتمكن من إطلاق قذيفة واحدة عليهم. لقد كانوا قريبين جدا. ولم تمر دقائق حتى دمر اللواء المدرع بأكمله، فى حين لم تصمد قوات المظليين لأكثر من 30 دقيقة. وأبيدت عن آخرها. فقفزنا من دبابتنا المحترقة تسترنا النيران المشتعلة فى كل مكان، حتى قفزنا فى مستنقع عشبي، أخذنا نسبح والنيران تلاحقنا. الذرى فى مواجهة الكيمياوى والبيولوجي : نصر رج «إسرائيل». زلزل أمريكا. ووضع العالم على شفا حرب نووية، صمود لم تفلح كل الخطط العسكرية فى اختراقه، شجاعة فشلت معها كل مؤامرات العدو، هذه نتائج معركة الأدبية التى صنعت درعا واقية لانتصار العاشر من رمضان، وشكلت منها القوات الجزائرية حائطا فولاذيا تحطمت تحته الجحافل الصهيونية والأمريكية. المؤرخ والكاتب الصهيونى «شفتاى تيبت» كان أول من تحدث داخل الكيان الغاصب عن تفاصيل معركة «الأدبية»، أو كما يسميها القادة العسكريون «الثغرة الأولى»، وكان أول من كشف حقيقة «أرئيل شارون» أمام الشعب الإسرائيلي، فى الوقت ذاته لم يكن «تيبت» الوحيد من بين الصهاينة الذين قدموا أدلة على الهزائم التى مُنى بها الجيش الصهيونى على يد القوات الجزائرية، فمعركة الأدبية وبالرغم من كونها واحدة من أشرس معارك حرب أكتوبر، إلا أنها لم تكن آخر المواجهات المباشرة بين الجزائريين والصهاينة، بل كانت سببا مباشرا فى توجيه دفة الحرب تجاه مواقع القوات الجزائرية. وقبيل التحدث عن بقية معارك القوات الجزائرية مع العدو، أردت التوقف عند جوانب أزمة خطيرة هددت العالم كله آنذاك، ذلك أن نتيجة معركة الأدبية وتوقيت حدوثها فتح الباب أمام واحدة من أخطر الأزمات النووية العالمية. فبات استخدام السلاح النووى فى المعركة مطروحا على الطاولة. وفى هذا السياق يقول الأدميرال الأمريكى «توماس مورير»: تسببت الهزيمة الثقيلة التى منيت بها أمريكا و«إسرائيل» فى ميناء الأدبية بمدينة السويس فى تصاعد وتيرة الحرب بشكل أوحى لكل الأطراف المتحاربة بأن الحرب النووية على الأبواب، وفى اللحظات الأخيرة تراجع الجميع عن قرارات الهجوم بأسلحة الدمار الشامل بعد فشل الجبهتين المتقاتلتين فى تحديد هوية ونتيجة الحسم. ويضيف مورير: بعد يوم واحد من وقوع معركة ميناء الأدبية، وتحديدا فى صباح يوم التاسع من أكتوبر 1973 ـ رابع أيام الحرب ـ كانت الولايات المتحدة قد حسمت أمرها وقررت شنّ حرب شاملة على العمق المصري، وانطلقت وقتها مقولة «نريد مليونى قتيل»، فقد كانت واشنطن تريد الضغط على الجيش المصرى من خلال إيقاع خسائر فادحة فى صفوف المدنيين، لإجبار القيادة السياسية والعسكرية على وقف الحرب، وتكرار سيناريو اليابان فى الحرب العالمية الثانية التى أجبرت على الاستسلام بعد إبادة سكان هيروشيما ونجازاكي، ولكن هذه المرة بدون استخدام السلاح الذرى تجنبا لاندلاع حرب نووية عالمية، والاستعاضة عن ذلك بقنابل ذات قدرة تدميرية واسعة تصب على التجمعات السكنية المكتظة بواسطة مئات الطائرات، وكان واضحا أن الأمريكيين متألمون جدا من الهزيمة التى لحقت بهم قبل يوم واحد من هذا القرار. حتى أنهم لم يكونوا فى حاجة لاستغاثة رئيسة الوزراء «جولدا مائير» التى أطلقت نداءها الشهير أنقذوا إسرائيل. لم يبق سوى السلاح الذري، لكنهم فى الوقت ذاته ـ يقصد الأمريكيين ـ منعوا تل أبيب من الإقدام على ضرب القاهرة بالقنابل الذرية، بعد توارد معلومات تؤكد أن المصريين والسوريين تسربت لهم خطة مائير النووية، فحملوا كل ما يملكون من صواريخ متوسطة المدى برءوس كيميائية وبيولوجية وجعلوها فى حالة جهوزية قصوى للإطلاق صوب تل أبيب والنقب وحيفا، وعلى حسب تقدير القيادات الأمريكية آنذاك فإن السادات اتصل بشريكه فى الحرب «حافظ الأسد» وطلب منه الاستعداد لتنفيذ ما أسماه «الخطة الثانية للحرب»، التى أعدها العرب قبيل الحرب للرد بأسلحة الدمار الشامل على أى هجوم ذرى إسرائيلي، وأن عدد هذه الصواريخ إما قارب أو جاوز المائتى صاروخ بقليل، 130 منها على الجبهة الجنوبية (مصر)، و70 على الجبهة الشمالية (سوريا)، وجاءت هذه التقديرات بناءً على نجاح الـ«سي.آي.إيه» فى فك شفرة هذا الاتصال، لكن حتى الآن لا يعلم أحد إذا كان اتصال السادات ما هو إلا مناورة لإخافة خصومه، خاصة وأنه الاتصال الوحيد الذى لم يكن مؤمَّنا، وكأنّ صاحبه يريد وصوله للخصم، إضافة إلى أن عملية التجهيز الصاروخية على الجبهتين المصرية والسورية والتى نفذت بالفعل كانت أيضا مكشوفة ومرصودة بوضوح من قبل الأقمار الاصطناعية، وهو ما لم يكن متوفرا بنفس الدرجة مع التحركات الصاروخية العادية أو التقليدية التى استخدمت بالفعل تحت غطاء تمويهى حال دون كشف القواعد التى تنطلق منها، لكن أياً كان الأمر. فإن العرب كانوا يمتلكون بالفعل عددا كبيرا من الصواريخ القادرة على الوصول للعمق الإسرائيلي، وعددا معتبرا من الرؤس غير التقليدية، فكان إقدام أحد الطرفين على استخدام أسلحة الدمار الشامل بمثابة كارثة للعالم كله، فحيد هذا الخيار، وبحثت «إسرائيل» والولايات المتحدة عن بدائل أخرى. لكن تلك البدائل لم تمكنهما من إبعاد شبح الهزيمة. ابطال الثغره الثانية: العقيد «عساف ياجوري»، قائد اللواء 190 مدرع، والذى وقع فى أسر القوات المصرية فى واحدة من أعنف معارك الدبابات التى شهدها التاريخ، والذى اتهمته القيادات الصهيونية بإفشائه أسرارا للمصريين تسببت فى إحباط عملية الثغرة الثانية، رد على الاتهامات الموجهة ضده أمام لجنة الدفاع بالكنيست قائلا: «تلقيت الأوامر من الجنرال شارون بالهجوم على ميمنة الجيش الثانى الميدانى فى منطقة القنطرة شرق، لشغل أنظار المصريين عن الهجوم الجنوبى على الأدبية، لكن المصريين كانوا يعرفون ميعاد وصولى واستعدوا لاستقبالي، وعلى غرار الفخ الذى نصب فى الأدبية وجدت فخا فى القنطرة، لكننى لم أهرب مثل قائدي. قاتلت واستمرت المعارك أربع ساعات متواصلة. كانت دبابات الأعداء أكثر من دباباتنا. وكانوا يجيدون الرماية على مختلف المسافات. كانوا يتقدمون بسرعة نحونا. وما زاد الطين بلة تطويق عدد من أفراد قواتهم الخاصة لنا، واتباعهم أسلوب التدمير والشل الحركى لمركباتنا ـ يقصد إعطاب مقدمة ومؤخرة طابور الدبابات، فتعجز بقية دبابات المنتصف عن الحركة، وكان الاستسلام هو السبيل الوحيد للنجاة، لكن المصريين استجوبونى بدهاء حتى استدرجونى لكشف هدف الهجوم، ومكانه الحقيقي». شهادة «عساف ياجوري» جاءت متوافقة كثيرا مع ما ورد فى مذكرات المشير الجمسي، الذى تحدث عن هذه العملية قائلا: كانت اعترافات العقيد الإسرائيلى الأسير «عساف ياجوري» مهمة للغاية، وكشفت للقيادات المصرية نوايا العدو الرامية للوصول لحائط الصواريخ، وتدميره لفتح ثغرة للطائرات الإسرائيلية، وكان واضحا لدينا جميعا فى غرفة القيادة أن العدو تأكد تماما من عجزه عن صد قواتنا المهاجمة فى سيناء، لأنها كانت تتحرك تحت مظلة قوية من الدفاعات الأرضية والمقاتلات المصرية، لذا لم تكن توجد حلول أمامه لوقف تقدم قواتنا فى عمق سيناء إلا بانكشاف الغطاء الجوى المصري، لكننا كنا متأكدين ـ بعد فشل محاولة اختراق اللواء 190 مدرع لقواتنا عند محور القنطرة شرق، وفشل عملية الأدبية ـ أن العدو بات عاجزا كليا عن تكرار مثل هذا النوع من العمليات فى مناطق العبور التى أحكمت القوات المصرية قبضتها عليها تماما، وفى نفس الوقت كانت التحليلات العسكرية تشير إلى أن العدو سينفذ عملية التفاف ولكن من مكان آخر وبأسلوب آخر، وبدراسة دقيقة لنقاط الجبهة وجدنا أن ميناء الزيتية المتاخم للأدبية هو النقطة الأمثل لتنفيذ هذه العملية، وهنا تركنا العواطف جانبا، ورفضنا الاقتناع بأن العدو لن يفكر فى الهجوم على المكان الذى خسر فيه خلال ساعة واحدة لواءً مدرعا كاملا وكتيبة مظليين، وعلى الفور قررنا تدعيم القوات الجزائرية المسئولة عن تأمين الزيتية بكتيبة صاعقة، وكانت المهام الموكلة لتلك الكتيبة جديدة ولم تطبق فى الحروب من قبل، فصعقت العدو وأفشلت عملية الثغرة الثانية. وجها لوجه بالسلاح الأبيض : وحوش. شياطين. سحرة قردة. هذه بعض الأوصاف التى أطلقها الصهاينة على الجزائريين فى ثانى مواجهة عسكرية معهم، إنها معركة الزيتية التى تخلى فيها المقاتلون العرب عن أسلحتهم الثقيلة، ليواجهوا بأجسادهم دبابات العدو ونخبة قواته. قبل التعمق فى البحث عما جرى فى معركة «الزيتية» أو الثغرة الثانية، أتوقف للمرة الأخيرة مع المؤرخ «شفتاى تيبت» الذى يروى تفاصيل فرار شارون من القوات الجزائرية بعد هزيمته فى «الأدبية»، تيبت أدلى بشهادته تلك أمام لجنة التحقيق «أجرانات»، فقال: أعترف أننى انسحبت من ميدان القتال فى أشد اللحظات حرجا فى تاريخ دولة «إسرائيل». لم تكن مبررات انسحابى بالهينة. بل كنت أحاول أن أوصل صوتى من ميدان المعركة لقادتى فى تل أبيب. إنهم لا يرون ما أرى ولم يعايشوا ما عايشت. لقد خدمت مع الجنرال شارون خمس سنوات فلم أر سوى شخص مجنون مصاب بعدة أمراض نفسية خطيرة وحينما علمت أن القيادة كلفته من جديد بقيادة هجوم الزيتية أدركت أن ثمة خطأ ما حاصل فى غرفة القيادة، وأنه لا سبيل لتصحيح الخطأ إلا بإعلان التذمر ليفتح ملف التحقيق قبل فوات الأوان. فى الواقع لم أكن أريد أن أسجل اسمى فى قائمة صانعى هزائم «إسرائيل»، لكننى أيضا لم أكن أريد أن تسير «إسرائيل» إلى حتفها على يد شارون. القتل والذبح على يد «شياطين الظلام» : المؤلفان الصهيونيان «رونين برجمان» و«جيل مالتسر»، يكشفان فى كتاب يحمل اسم «حرب يوم الغفران، اللحظة الحقيقية» عن وثائق سرية من أرشيف هيئة الأركان العامة والحكومة الصهيونية تفضح جزءاً مما حدث فى معركة «الزيتية»، وفى الفصل الثالث من هذا الكتاب وتحت عنوان «الزيتية. بئر الموت» يستهل الكاتبان بالقول: اعترافات الجنود والضباط الناجين من معركة الزيتية أمام لجنة الاستماع تكشف عن ارتكاب القادة العسكريين الإسرائيليين وكذلك القيادة السياسية لجملة من الأخطاء القاتلة، أدت فى النهاية للهزيمة. لقد اختصر القادة أهدافهم وخططهم العسكرية فى إحداث فجوة فى الجيش المصري، لم يكن هدفها الالتفاف على القوات المهاجمة بقدر إحداث ضجة إعلامية، تقلل من وقع الهزيمة عند الرأى العام الإسرائيلي، فمن الجانب العملى كانت هذه الخطة غير قابلة للتطبيق نظرا لتفوق العدو العسكرى بدءا من اليوم الرابع للحرب، وتماسك خطوطه القتالية وتحكمه فى زمام الأمور. وقراءته الصائبة لرد الفعل الإسرائيلي. ويضيف الكاتبان: نتيجة معركة الزيتية تمثل أكبر فشل تعرض له الجيش الإسرائيلي، لكن المؤسف أن صانعى القرار فى «إسرائيل» لم يكتفوا بإخفاء ما حدث فيها، بل قدموها للشعب على أنها واحدة من إنجازات حرب الغفران، وربما استندوا فى رأيهم هذا إلى عودة قرابة الخمسين فى المئة من قواتنا سالمة، وهو ما لم يحدث فى معركة الأدبية التى سبقتها بيوم واحد بنسبة خسائر مئة فى المئة، هكذا إذن بلغ الطموح العسكرى الإسرائيلى فى القتال مع العرب. التغنى بالنجاة والتهليل للتقهقر والفرح لوقف إطلاق النار، وبالاطلاع على شهادات المشاركين فى معركة الزيتية أمام لجنة الاستماع يتضح أن «إسرائيل» لم تنهزم فقط عسكريا، بل انكسرت انكسارا لا تكفى السنون لإصلاحه. ويواصل الكاتبان قائلين: أحد الجنود المشاركين فى هجوم الزيتية الفاشل يقول: لم نكن نحارب بشرا بل شياطين تظهر وتختفي. قذائفنا لا تصل إليهم ونيرانهم تحرق كل شيء. لم نر عدونا لكنه كان يرانا بوضوح. يراقب تحركاتنا فى صمت حتى أطبق علينا. ظننت أن النيران تطلق علينا من السماء، أو من المدفعية البعيدة المدى. تخبطنا وارتبكت صفوفنا. ولم يكن لدينا الوقت الكافى لإعادة تنظيمها. وفجأة وجدناهم فى كل مكان. يقفزون كالقردة لا تسترهم سوى سحب الدخان المتصاعد من آلياتنا، فوجدناهم فوق أسطح دباباتنا. وفوق أعناقنا. يطعنون ويذبحون بلا رحمة. لقد كانوا متوحشين فوق الوصف. وملامحهم مخيفة تزرع الرعب فى القلب. وحتى الآن لا أعرف من أين هبطوا علينا. الصاعقة تحرق دبابات العدو: ويواصل الكاتبان فى مؤلفهما المهم سرد اعترافات القادة الصهاينة فى معركة الزيتية فيقولان: يقول الملازم أول «حنان تسائيف»: فى مساء يوم التاسع من أكتوبر وبعد فقدان جيش المنطقة الجنوبية لعدد كبير من آلياته وجنوده فى معركة الأدبية، بدأت عملية الدعم العسكرى للقوات الجنوبية، وشمل الدعم لواء جولانى بكامل تجهيزاته، وكتيبتى مشاة ميكانيكا، ولواءين مدرعين أحدهما أمريكي، والآخر تم تجميعه من فلول قوات المنطقة الوسطى بسيناء، وكانت الدلائل تشير إلى أننا مقبلون على عملية كبيرة، فصدرت الأوامر فى فجر العاشر من أكتوبر للاستعداد لتلقى الأوامر، وفى الثامنة صباحا تحركت كل القوات بقيادة الجنرال شارون باتجاه ميناء الزيتية، استغرق المسير قرابة الساعتين، وقبيل الزيتية بحوالى 12 كيلومترا اندلعت المعركة بشكل مفاجئ، حيث باغتتنا القوات الخاصة للعدو بطريقة لم نتوقعها قط، فالطريق كان سالكا والمنطقة مكشوفة من كل الجهات، ولم تكن هناك أية إشارة توحى بالخطر، لكن هذه القوات قامت بالاختفاء فى حفر برميلية على شكل مربع ناقص ضلع، وما أن ولجت قواتنا فيه، حتى خرجوا من جحورهم ليقذفوا آلياتنا بمئات القذائف المضادة للدروع وصواريخ «ماليتيكا»، استمر القصف الصاروخى قرابة الساعة وكنا نرد على مواقع إطلاق الصواريخ لكن الغلبة كانت لهم، فتراجعت الدبابات بعدما تمكن جنود العدو من اختراق صفوفنا ومهاجمتنا عن قرب، لقد كانوا يتسلقون الدبابات ويفتحون أغطيتها العلوية ليفجروا أطقمها بالقنابل اليدوية، حتى أن بعض الدبابات وسط هذه الفوضى أطلقت النيران على بعضها البعض، فوقعت خسائر كبيرة، إضافة إلى أن قوات المشاة وجولانى كانت عاجزة عن التعامل مع العدو فى ظل هذا الارتباك، فصدرت الأوامر بالانسحاب لإفساح المجال للقتال الفردى بين قواتنا وقوات العدو السحر الأسود و«خبث» العرب : لا شك أن كتاب «حرب يوم الغفران، اللحظة الحقيقية»، يكشف بعض جوانب معركة الزيتية، لكن مذكرات «أهارون ياريف»، مدير جهاز الاستخبارات العسكرية الصهيونية الأسبق، تكشف تفاصيل أكثر دقة حول هذه المعركة. «ياريف» يقول: حرب الغفران تكشف بجلاء عن خبث وخداع العرب، إنهم كالحرباء المتلونة، لم نتمكن من قراءة نواياهم قبيل الحرب وأثناءها، وفشلنا فى ترجمة خططهم القتالية ـ وبعد سرده لعدة مواقع يدلل فيها على «خبث» العرب ـ على حد وصفه ـ يصل ياريف لمعركة الزيتية، فيقول ـ: لقد نجحت مخابرات العدو فى كشف خطتنا، وبسرعة فائقة استعدوا لإفشالها، كانت أعداد دباباتنا وجنودنا تفوق عددهم وعتادهم، فشرعوا فى تحصين الميناء وحركوا الكتائب المدرعة الجزائرية من الأدبية للزيتية، ووصلتنى إشارة عاجلة تفيد بأن العدو يعلن حالة التأهب العسكرى فى الميناء، وفى تلك اللحظات أدركت أن العدو يعرف وجهتنا وأن الأدبية غير محصنة بالمرة، فأرسلت للقيادة إشارة أبلغهم فيها بحقيقة الموقف مرفقة باقتراح معاودة مهاجمة الأدبية، فعدلت القيادة على وجه السرعة الخطة، وقررت مهاجمة الزيتية والأدبية معا، على أن ينشطر جزء من القوات عند «مفرق عتاقة» على بعد 12 كيلومترا من الميناءين ـ ويتجه للسيطرة على الأدبية ثم يلتف من الخلف على الزيتية لدعم القوات الرئيسية وتطهيرها والاستيلاء عليها، وهنا أتذكر ـ يقول ـ ياريف ـ الجنرال «حاييم بارليف» الذى خلف الجنرال «جونين» فى قيادة المنطقة الجنوبية، أتذكر ضحكته العالية التى لا تزال تتردد فى أذنى ومقولته «لقد ابتلع العرب الأغبياء الطعم»، هكذا وتحت مظلة هذه المعلومات تحركت قواتنا، وانتظرنا بفارغ الصبر والثقة أول الأنباء عن سقوط الميناءين، لكن طال الانتظار ولم يصل هذا الخبر، بل وصلتنا أنباء السوء التى لم نكن نسمع سواها فى تلك الأيام العجاف. ويواصل ياريف قائلا: اكتشفنا أن العدو وضع خطة مغايرة، فقد أدرك مسبقا أن تحصين ميناء الزيتية وإمداده لن يحول دون سقوطه فى يدنا، لقد اخترقوا عقولنا بطريقة لا تفسير لها سوى انهم استخدموا نوعا من السحر الأسود فسخروا شياطينهم لتخبرهم بكل كبيرة وصغيرة، وحتى لو كان هذا الاحتمال صحيحا، فكيف تمكنوا من نقل قواتهم بسرعة وسرية إلى موقع المعركة؟ ـ يتساءل ياريف ـ ثم يقول: لقد نقل العدو قواته الخاصة وكانت مشكلة من الكتيبتين 145 صاعقة مصرية وكتيبة صاعقة جزائرية إلى مفرق عتاقة، وهى نفس النقطة التى قررنا استخدامها لقسم القوات المتجهة للأدبية والزيتية، وعوضا عن تدعيم هذه القوات بالآليات والدبابات، قام بتزويدها بعدد كبير من مضادات الدروع والصواريخ والرشاشات الثقيلة، وأمر هذه القوات بحفر الأرض والاختباء بها، نظرا لأن المنطقة مكشوفة، وهو ما أوحى لقواتنا بالتحرك باطمئنان، وبهذا أنقذ العدو آلياته من دمار محقق فى معركة محسومة لنا سلفا، وأمن الميناءين المستهدفين، لكن ما يثير الدهشة أن قيادة العدو وضعت جميع أوراقها فى تلك الحفر، فبالنسبة لى وللقيادات الإسرائيلية عموما لا يمكن أن نعتمد على مثل هذه الخطة لمواجهة عملية بهذا الحجم، لكن ثقة العدو فى قواته الخاصة والأسلوب الذى استحدثه فى القتال جعله يقدم على هذه الخطوة دون تردد، فقد نشر الكتيبة الجزائرية فى الخطوط الأمامية لتضرب قواتنا من الخلف، ونشر الكتيبتين المصريتين فى القلب والميمنة والميسرة، فوقعت عملية التطويق الخطيرة. وقدر لخطة العدو أن تنجح، لتصبح صفحة سوداء فى تاريخ العسكرية الإسرائيلية، فلم يسبق أن خسرنا قرابة اللواءين مدرعين ومئات القتلى و300 أسير فى معركة واحدة، كما لم يسبق للعرب النجاح فى التنسيق القتالى لهذا الحد، وبلغت الخسائر الحد الذى ركعت فيه «إسرائيل» وامتثلت لأوامر العرب، ففى مفاوضات تبادل الأسرى، كان هناك 80 أسيرا إسرائيليا لدى القوات الجزائرية، ورفضت القيادات الجزائرية تسليمهم، بالنظر إلى أننا ليس لدينا أسرى منهم، وبعد مفاوضات استمرت ليومين أصر الجزائريون على مقايضة الأسير بعشرة أسرى على نفس الرتبة العسكرية، ولم يكن أمامنا خيار آخر. الفدائيون المصريون والجزائريون يدافعون عن السويس بأجسادهم العارية واجهت القوات اليهودية وهى تحاول الوصول إلى الإسماعيلية نيرانا هائلة وصمودا وإصرارا من أجل الحيلولة دون احتلال المدينة، كانت صورة الموقف واضحة، وبالرغم من افتقاد القوات الموجودة بالمنطقة للعناصر المدرعة المؤثرة، وللقوات الكافية، فإن الإصرار والحماس والعزيمة كانت من أهم عوامل إحباط محاولات اليهود المحمومة. وأخيرا، اضطر قادة العدو إلى وقف الهجوم باتجاه الشمال، أمام حجم الخسائر البشع الذى لحق بجنودهم، واستدارت قوات العدو باتجاه الجنوب للاستيلاء على السويس متصورة أن خطة حصار الجيش الثالث قابلة للنجاح بثمن أقل من الثمن الذى دفعته وهى فى الطريق إلى الإسماعيلية، وكان اليهود على بينة من أن الفرقتين المدرعتين 4 و21 الاحتياطى الاستراتيجى لقوات المسلمين، قد تحركتا شرقا للاشتراك فى تطوير الهجوم، ولم يبق من الفرقة الرابعة المدرعة سوى لواء مدرع يقوده اللواء عبدالعزيز قابيل قائد الفرقة، وأن هذا اللواء هو الذى أنيط به الدفاع عن المنطقة الممتدة من وصلة ابوسلطان شمالا حتى طريق السويس ـ القاهرة جنوبا، وأن الفرقة 6 المشاة الميكانيكية قد توزعت منذ بداية المعركة ولم يبق من الفرق المتكاملة سوى الفرقة 23 مشاة ميكانيكية وقوات أخرى محدودة. وفى ظل هذه الظروف، انتقلت القوات اليهودية وهى تسابق الزمن، خاصة بعد صدور قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار اعتبارا من يوم 22 أكتوبر، انطلقت من أجل احتلال السويس، لكن تلك القوات اندفعت بقوة فى طريق مخالف للطريق المؤدى للسويس، وهو الطريق المؤدى إلى مشارف المدينة، فقد كان هدف اليهود محاصرة القوات الجزائرية وعزلها عن بقية قوات جيش المسلمين، فاليهود لم تغلب عليهم الأهداف الاستراتيجية قدر إشباع رغبتهم فى الانتقام من رجال الله الذين نصرهم الله فى الأدبية والزيتية. المدنيون ينضمّون للقوات المحاصرة : كان فى تصور اليهود وهم يعلنون عن سقوط السويس أن إنجاز هذا الهدف بات قريبا, لكنه لم يكن سوى الثمرة المحرمة، فقد انقض عليهم أهالى مدينة السويس، ولم يكتفوا بصد محاولات اقتحامها، بل وطاردوا العدو على مشارف المدينة ومن حولها، فدمروا للعدو 103 دبابات وكبدوه 280 قتيلا، فى الوقت ذاته تقدمت المجموعة رقم 39 صاعقة بقيادة الشهيد العقيد «إبراهيم الرفاعي» لتكسر الحصار المفروض على القوات الجزائرية، فتصدى 50 رجلا لمدرعات العدو وقاتلوا ببسالة حتى استشهدوا جميعا بعد أن نجحوا فى فتح ثغرة كبيرة فى صفوف اليهود مكنت المقاومة الشعبية الباسلة من التدفق من خلالها لتنجح فى تشتيت قوات العدو، وإيصال المؤن والذخيرة للقوات الجزائرية وتدعيمها بأعداد أكبر للذود عن مواقعهم وللحيلولة دون انسحابهم وترك الباب مفتوحا لليهود من جهة الجنوب. وخلال أربعة أيام من أعظم الأيام المشرفة فى تاريخ المسلمين، باتت الزيتية ساحة إلتأم فيها شمل الأمة لقتال عدوها الأبدي، فشارك الجميع فى القتال، قاتل المدنيون وقاتلت المقاومة الشعبية، ورجال منظمة سيناء الذين دربتهم وسلحتهم المخابرات الحربية المصرية. المصدر : إسـرائيل تعترف. بطولات الجزائريين أحد أخطر أسرار الحرب
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
التعديل الأخير تم بواسطة معاذ ; 12-25-2014 الساعة 12:13 AM سبب آخر: تنسيق الكتابة |
#2
|
|||||||
|
|||||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع إحترامي للجميع وإيماني بحرية الرأي في المنتدى سنين وأنا أتابع عن طريق وسائل الإعلام معلومات عن حرب أكتوبر النتيجة التي توصلت إليها هي أن هذه الحرب متفق عليها مسبقا بين الولايات المتحد وإسرائيل ومصر و نتيجتها معروفة مسبقا هدفها محو نكسة 67 و الإحباط الذي أصاب الشعب المصري بسبب هذه الهزيمة و في المقابل تعترف مصر بدولة إسرائيل وبالتالي تكسر ما كان محضور بل ما كان محرم وإمكانية جر دول عربية أخرى للأعتراف بإسرائيل
|
#3
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الله اعلم بالحقيقة .....ونحن هنا للبحث عنها سمعت مرارا وتكرارا وحتى من استاذ التاريخ في المدرسة بحدوث خيانة مصرية في حرب 73 ومنها ظهرت المقولة الشهيرة ( اتفق العرب على ان لا يتفقوا ) . لكن اذا كان هناك اتفاق مسبق بهذه الخطورة فهو على اعلى درجة من السرية وليس كل الاطراف في اسرائيل ومصر كانت على علم به فما بالك بباقي الدول العربية . وبالتالي ليس ما حدث في المعارك تمثيل وانما ما وقع لاسرائيل من خسائر غير متوقعة اربك الاتفاق ووضع الاطراف المتفقة في حرج .
|
#4
|
|||||||
|
|||||||
|
#5
|
|||||||
|
|||||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية فيديو نادراً عن زيارة جولدا مائير رئيسة وزراء دولة إسرائيل ووزير دفاعها موشي دايان يصلان على متن مروحية إلى غرب قناة السويس حتى وصلت إسرائيل إلى الكيلو 101 على مسيرة ساعة فقط ويدخلون مقر القيادة العسكرية في القاهرة ويصور الفيديو النادر زيارة مائير لعدد من الجبهات، أبرزها زيارة معسكر اللواء "أرييل شارون" والذي كان يتمركز على قناة السويس مباشرة ونجح في عبور القناة والدخول إلى السويس بمساعدة الأمريكان من خلال "ثغرة الدفرسوار" Chromeless Video Player الفريق محمد عبد الغنى الجمسى قال : ( عندما صدر قرار مجلس الأمن 338 بإيقاف القتال اعتبارا من غروب شمس يوم 22 أكتوبر ، كانت إسرائيل ـ برغم موافقتها على تنفيذه ـ تضمر نواياها بعدم احترامه لقد كانت إسرائيل تعلم أن موقف قواتها فى غرب القناة ـ منطقة الدفرسوار ـ يضعها فى موقف عسكرى ضعيف إذا استؤنف القتال مرة أخرى . فضلا عن ذلك فإنها لم تحقق هدفا سياسيا أو هدفا عسكريا استراتيجيا ، لفشلها فى ارغامنا على سحب قواتنا فى شرق القناة إلى غربها . كما أنها لم تتمكن من تهديد أو قطع خطوط مواصلات الجيشين أو أحدهما مع قواعد إمدادها . وفى نفس الوقت فشلت فى محاولتها للوصول إلى مدينة الإسماعيلية ولذلك قررت إسرائيل أن تبذل جهدا كبيرا لتحقيق قدر من المكاسب السياسية أو العسكرية قبل أن تلتزم بوقف إطلاق النار . وفى سبيل ذلك ، دفعت إسرائيل بقوات جديدة إلى غرب القناة ليلة 22/ 23 وليلة 23 / 24 أكتوبر لتعزيز قواتها فى منطقة الدفرسوار . ثم استمرت فى القتال وتقدمت قواتها جنوبا للوصول إلى مؤخرة الجيش الثالث لقطع طريق مصر السويس الصحرواى والاستيلاء على مدينة السويس
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
...واسرار, 1973, الجيش, الجزائري, جرت |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|