#1
|
|||||||
|
|||||||
شاهد على العصر - اللواء جمال حماد
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
|
#2
|
|||||||
|
|||||||
حول هذه الحلقة يستضيف البرنامج كاتب البيان الأول لثورة يوليو 1962 في مصر والملقب بمؤرخ الثورة جمال حماد ليتحدث في شهادته عن عصر الثورة. أحمد منصور:ولد جمال حماد في مصر عام 1921، تخرج من الكلية الحربية في منتصف أبريل عام 1939 حيث بدأ خدمته العسكرية في السودان ثم انتقل لمنطقة القناة ثم إلى الإسكندرية أثناء الحرب العالمية الثانية، عمل مدرسا لمادة التكتيك العسكري والأسلحة في مدرسة المشاة والكلية الحربية في مصر بين عامي 1942و 1946، خلال دراسته في كلية أركان الحرب عمل أركان حرب الكتيبة السابعة مشاة خلال حرب فلسطين عام 1948 انتقل بعد ذلك ليكون أركان حرب سلاح المشاة الذي كان يقوده اللواء محمد نجيب وذلك بين عامي 1950و1952، انضم للضباط الأحرار عام 1950 وشارك في الإعداد لثورة يوليو عام 1952 في مصر وكتب بيان الثورة الأول، كما ساهم في ضم بعض كبار ضباط الجيش للثورة وبعد نجاحها عين مديرا لمكتب القائد العام للثورة اللواء محمد نجيب ثم كلف بعد ذلك بالانتقال للعمل ملحقا عسكريا لمصر بين عامي 1952و1957 في كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق وكان مقره في دمشق، عين بعد عودته أقدم معلمي الكلية الحربية في مصر ثم كبيرا للمعلمين، ابتعث إلى كلية الحرب في الاتحاد السوفياتي عام 1958 ثم عين بعد عودته إلى مصر قائدا للواء الثامن عشر مشاة الذي كان مقره في منطقة العريش العسكرية، ثم عين رئيسا لهيئة الاتصال بالأمم المتحدة في سيناء وقطاع غزة بين عامي 1960و1962 بعدها عين قائدا لمعهد المشاة ثم كلف عام 1962 بالعمل رئيسا لهيئة الخبراء في اليمن وكلف بتأسيس الجيش اليمني والكليات والمعاهد العسكرية هناك، وبعد عودته إلى مصر عام 1963 التحق مع كبار قيادات القوات المسلحة وكان برتبة لواء للحصول على أعلى فرقة عسكرية في القيادة لكن قبل أن ينهي فرقته العسكرية صدر قرار بنقله من القوات المسلحة على غير رغبة منه ليصبح محافظا لكفر الشيخ ثم محافظا للمنوفية وذلك بين عامي 1965و 1968، قبض عليه بتهمة السعي لانقلاب عسكري ليلة الثالث والعشرين من يوليو عام 1969 لكن أفرج عنه بعد أيام بعدما ثبت أن التهمة ملفقة، وضع اسمه على رأس قائمة الضباط الأحرار حينما صدر قرار جمهوري بأسمائهم، أصدر عدة كتب عن ثورة يوليو وأسرارها حتى لقب بمؤرخ الثورة. نتابع في هذه الحلقة والحلقات القادمة شهادته على عصر ثورة يوليو. سيادة اللواء مرحبا بك. جمال حماد:أهلا وسهلا. وضع الجيش المصري والملك أيام الحرب العالمية الثانية أحمد منصور:تخرجت من الكلية الحربية في 15 أبريل 1939، لماذا التحقت بالكلية الحربية؟ جمال حماد:التحقت بالكلية الحربية لأنه كانت البلد محتلة، فأنا طبعا لما دخلت الثانوي ابتديت أعرف السياسة، طبعا في الابتدائي ما كنتش عارف حاجة لكن لما رحت الثانوي أدركت أن مصر محتلة من الإنجليز بعدين حصل في سنة 1935 كان المد الوطني كبر جدا والجامعة عملت إضرابات ضخمة جدا فحصل فيها ضربوهم بالرصاص فوقع شهداء فهنا طبعا تفتحت نفسي للاحتلال وشفت بقى، كنت بشوف ثكنات الإنجليز في قصر النيل وفي العباسية وفي القلعة فكنت بأشعر بغيظ شديد جدا من أن ناس أجانب موجودين عندنا وبعدين ما كنا بندرس التاريخ بقى وعرفت إزاي هم دخلوا مصر واحتلوا مصر عن طريق التواطؤ مع الخديوي الخائن توفيق وأن الثورة العربية فشلت فأنا يعني امتلأت بقى بالحماس اللي كان موجودا في البلد كلها واللي البلد كلها أجمعت في هذا الوقت على حاجتين الجلاء ووحدة وادي النيل فكان كل ده همنا في هذا الوقت، فقلت أنا الحاجة اللي أنا أشعر بها اللي أنها ممكن تنفع بلدي أنه أنا أقدر أدخل الكلية الحربية علشان أقدر أقاتل مع الجيش المصري عندما نأخذ الثأر من الإنجليز إذا احتلوا بلدنا. أحمد منصور:من أبرز الذين كانوا معك من زملائك؟ جمال حماد:أبرزهم المشير عبد الحكيم عامر وبعدين الفريق أول محمد أحمد صادق. أحمد منصور:تخرجت من الكلية الحربية وأصبحت ضابطا في الجيش المصري، ماذا كانت طبيعة ودور الجيش المصري آنذاك في ظل أن الحرب العالمية اندلعت في نفس العام؟ جمال حماد:بريطانيا كان كل همها الاستفادة من الجيش المصري علشان أنها توفر جهودها وجنودها للمهام بتاعتها فعملت إيه بقى؟ كان كل.. يعني هي ما كانتش بتدينا السلاح اللي نحن عاوزينه إطلاقا، وطبعا شيء معروف أن إنجلترا مش عاوزة تدينا السلاح وخصوصا لا تدينا الدبابات ولا أسلحة مضادة للدبابات علشان ما يجيش وقت من الأوقات ونحاربها، فجاؤوا في الحرب العالمية الثانية بقى اضطروا أنه في سلاحين بالذات بالجيش أنهم يدوهم كل الأسلحة والمعدات اللي هم إيه؟ مدفعية السواحل والدفاع المضاد للطائرات علشان الإسكندرية دي كانت القاعدة بتاعتهم في البحر المتوسط. أحمد منصور:أنت كنت في الإسكندرية في الجيش في ذلك الوقت؟ جمال حماد:كنت أنا في الإسكندرية. أحمد منصور:إيه طبيعة الدور اللي كنتم بتقوموا به؟ جمال حماد:كنت بأقوم بدور مهم جدا وهو حراسة المرافق العامة في الإسكندرية ومساعدة القوات البريطانية في أعمالها ضد العملاء والجواسيس والحاجات دي.. أحمد منصور (مقاطعا): يعني كنتم بتعملوا لصالح الجيش البريطاني. جمال حماد:طبعا. كان لازم نعمل كده.. أحمد منصور:يعني ليس كان أملك الذي قلت فيه بأنك تخرجت حتى تحارب الإنجليز وتجليهم عن مصر؟ جمال حماد:إنما كان يعني إحنا كناس يعني عسكريين نطيع الأوامر فكانت الأوامر اللي جاي لنا أنه أعمل المرافق، أحافظ على المرافق العامة. أحمد منصور:الأوامر كانت أوامر من الإنجليز ولا من قيادة الجيش المصري؟ جمال حماد:لا، من قيادة الجيش المصري طبعا. أحمد منصور: لكن هي في النهاية كانت أوامر من الإنجليز. جمال حماد:لصالح الإنجليز، هم الإنجليز بقى مش من النوع اللي هم يدخلوا، ينزلوا للطبقات المنخفضة، هم يمسكون الرؤوس فهم مسيطرون على قادة الجيش وعلى الملك ومصر كلها كانت.. بيقولوا حاجة غريبة قوي، قالوا ملك إيطالي شعب ألماني حكومة بريطانية. أحمد منصور:مصر آنذاك؟ جمال حماد:مصر أنذاك. أحمد منصور:كان الشعب متعاطفا مع الألمان ضد البريطانيين وضد الحلفاء على اعتبار أن مصر محتلة من البريطانيين. جمال حماد:فإحنا كلنا كضباط كنا نرحب أن الألمان يدخلوا ومش واخدين بالنا أنه نحن بنستبدل سيدا بسيد آخر يمكن يكون أشد قسوة خصوصا لما عرفنا بقى أن الألمان لما بيدخلوا في بلاد والنازي والجستابو والحاجات ده فكان في مظالم كثيرة جدا بتحصل، فنحن كنا يعني عندنا سذاجة يعني نحن شباب صغير فاكرين أنه عدو عدوي يبقى إيه؟ صديقي، فكنا فاكرين الألمان لما يدخلوا حيعملوا لنا الحرية ويطردوا الإنجليز. أحمد منصور:حينما تولى علي ماهر باشا رئاسة الوزارة للمرة الثانية في 18 أغسطس عام 1939 قام بتعيين الفريق عزيز المصري رئيسا لأركان الجيش، من هو عزيز المصري؟ جمال حماد:عزيز المصري ده رجل ضابط من الضباط المتحمسين والوطنيين وكان تعلم العسكرية في تركيا ودخل كلية الأركان، أركان حرب في تركيا وتعلم على درجة عالية من التعليم العسكري ولما حصلت الحرب الطرابلسية، إيطاليا لما جاءت تغزو ليبيا فهو جاء من تركيا إلى طرابلس علشان يقاتل ضد الإيطاليين هو وعبد الرحمن عزام وصالح حرب، فالثلاثة هؤلاء كانوا مسمينهم الثلاثي المعادي لإنجلترا ومن الغريب بقى أن رئيس الأركان عزيز المصري وزير الدفاع وقتها كان سمى نفسه وزير الدفاع صالح حرب قائد الجيش المرابط عبد الرحمن عزام، فكان بيقول لك الثلاثي المعادي. أحمد منصور:عزيز المصري ما أثر تعيينه رئيسا للأركان عليكم أنتم كضباط في الجيش؟ جمال حماد:نحن طبعا كنا منشوف الأول، أول ما رحنا، كنا منشوف طبقة من القادة الجهلاء.. أحمد منصور(مقاطعا): الجهلاء؟! جمال حماد:الجهلاء، لأنهم كانوا بيدخلوا بالابتدائية، كان زمان بيدخلوا المدرسة الحربية بالابتدائية، فمعظم الجنرالات وقتها كانوا من المتخرجين من الابتدائية فكانوا طبعا ناس بالنسبة لنا أنهم ثقافتهم منخفضة جدا وكان كل همهم أنهم يشخطوا ويزعقوا ويدوا جزاءات لنا ويعني زي نوع من أنواع المركب الناقص بقى، نحن يعني فاكرين نفسنا إيه؟ هم الطبقة العليا في هذا الوقت، فكنا يعني ما نبص لهم باحترام فلما جاءنا عزيز المصري وجدنا موضوع ثاني خالص، أنه رجل مثقف من الناحية العسكرية والثقافية والرجل بقى بيمشي في القوات ويكلم ويسب.. أحمد منصور (مقاطعا): كان يمر بنفسه على الوحدات وعلى القوات من شمال مصر إلى جنوبها. جمال حماد:مر علينا وقال لنا البعثة البريطانية دي، دي مش بعثة عسكرية دي بعثة تجارية جاية بتبيع لنا الأسلحة بضعف ثمنها.. أحمد منصور (مقاطعا): في ظل الاحتلال؟ جمال حماد:في ظل الاحتلال كان ماشي عمال يعني يسب ويلعن في الإنجليز. أحمد منصور:لذلك البريطانيون كانوا يرفضون بقاءه في الجيش؟ جمال حماد:طبعا قعدوا ضغطوا على علي ماهر ضغطا شديدا جدا لغاية ما أعطاه إجازة طويلة. أحمد منصور:أبعده في سنة ،1940 لم يبق إلا مدة قليلة رئيسا للأركان. جمال حماد:قطعا. أحمد منصور:ما أثر إبعاده عن الجيش؟ أبعد في 17، ده أبعد بعد استقالة حكومة علي ماهر في 17 يونيو 1940؟ جمال حماد:إبعاده، حصل لنا يعني نوع من رد فعل، أنه إحنا يعني الرجل الكويس اللي هو توسمنا فيه أنه هو ده حينهض بالجيش المصري فعلا وجدنا أن الإنجليز اضطروا، أو اضطر علي ماهر أنه هو يعزله من وظيفته. أحمد منصور:كان في حركات سرية كثيرة داخل الجيش المصري آنذاك، هل دعيت للاشتراك في أي منه أو انتميت إلى أي منها؟ جمال حماد:كان في الجيش كله كان بيموج بالجماعات السرية وكان بقى إيه؟.. أحمد منصور (مقاطعا): إيه انتماءاتها، إيه ارتباطاتها؟ جمال حماد:يعني ما أقدرش أقول لك إنها كلها مثلا جماعات، إنما كلنا كنا يعني بنقعد مع بعض مثلا في الميس بتاع الضباط، فبنتكلم كلنا بلهجة واحدة وبشعور واحد وهو أن الإنجليز دول هم سبب نكبتنا وسبب بلاءنا وأنه نحن نتمنى زوالهم وهزيمتهم ولذلك لما الألمان دخلوا بيتقدموا في الصحراء الغربية فكنا يعني سعداء جدا والشعب المصري كله كان سعيدا لدرجة طلعت مظاهرات بتقول إلى الأمام يا رومل، لما رومل وصل إلى العلمين قالوا إلى الأمام يا رومل. أحمد منصور:على أساس أن الألمان حيخلصوهم من البريطانيين؟ جمال حماد:أيوه، ده كان. أحمد منصور:حادث 4 فبراير 1942 كان له تأثير كبير جدا على الجيش المصري حينما حاصرت الدبابات قصر عابدين وأجبرت الملك على تعيين حكومة النحاس، ما أثر ذلك عليكم أنتم في الجيش؟ جمال حماد:كلنا شعرنا أنه إحنا أصبنا بصفعة شديدة جدا من الإنجليز وأصبحنا يعني منتهى ما يمكن من الكراهية والمقت للإنجليز وعايزين نعمل أي حاجة ضدهم. أحمد منصور:من أجل الملك؟ جمال حماد:من أجل الملك، لأن الملك مش كان بقى ساعتها زي الملك بتاع سنة 1952 أو الخمسينات، الملك كان لسه جاي بقى، بقى له يعني حاجة بسيطة يعني سنوات قليلة وكان بقى لسه شابا صغيرا وكان، ماكانش بقى عمل الحاجات اللي إحنا اشتكينا منها بعد كده، فكنا كلنا وبعدين.. أحمد منصور (مقاطعا): معنى ذلك أنكم كضباط وفي الجيش كنتم تحبون الملك آنذاك؟ جمال حماد:قطعا كنا بنحبه جدا وكنا نهتف بحياته، يعيش فاروق ملك مصر، فهو كان وقتها يمثل لنا الرمز، رمز مصر فكونهم انتهكوا رمز مصر ده شعرنا أنها ضربة لكرامتنا ولذلك اجتمعنا في نادي الضباط حوالي خمسمائة ضابطا، خصوصا أنهم كانوا عاملين كتمانا شديدا جدا على حادث 4 فبراير بحيث لا كتب في الجرائد، كان في رقابة شديدة جدا فما حدش عرف إيه اللي حصل إنما رغم هذا بلغنا أن اللي حصل الدبابات حاصرت قصر عابدين ده وشعرنا بذلة وإهانة، واللواء محمد نجيب كان وقتها مقدما، قدم استقالته من الجيش وعملنا بقى اجتماعا في نادي الضباط وابتدأ بقى المتطرفون يعني مننا أنهم يقولوا إنه إحنا نهاجم المعسكرات البريطانية وإنه إحنا نطرد.. أحمد منصور (مقاطعا): في نادي الضباط علنا؟ جمال حماد:أيوه في نادي الضباط، الوطنية كانت موجودة في كل نفس، أنه إحنا نهاجم الإنجليز واللي يقول إنه إحنا نترك مواقعنا اللي إحنا فيها دي، مش نحن منساعد الإنجليز، نترك المواقع بتاعتنا ونعود إلى ثكناتنا وبتاع، الناس بقى الكبار أنه يا جماعة إحنا كده لو حصل هذا حيصل أنهم حيضربونا بالطيران وحيكسروا المعسكرات بتاعتنا وحيفنى الجيش المصري ونرجع ثاني مصر تبقى من غير جيش فده خطر أنه نحن نعمل كده لأنه في تباين كبير جدا بين قوتنا وأسلحتنا وبين الإنجليز فاتفقنا بقى في الآخر أنه أحسن حاجة أنه إحنا كلنا نتجه بعرباتنا إلى عابدين ونقف في ساحة عابدين قدام الحتة اللي فيها الملك ونهتف ثلاثا بحياة الملك، الملك أطل علينا.. أحمد منصور (مقاطعا): ذهبتم بالفعل؟ جمال حماد:أيوه.. أحمد منصور:عددكم كان قد إيه تقريبا؟ جمال حماد:حوالي خمسمائة واحد. أحمد منصور:كلكم ضباط؟ جمال حماد:كلنا ضباط. أحمد منصور:تفتكر من من الناس اللي، ممن عرفوا بعد ذلك؟ جمال حماد:والله كان في واحد اسمه الرحماني، كامل الرحماني، ده لأنه إحنا شفنا أن رئيس الأركان عطا الله باشا كان مترددا مش عاوز يروح ومش عاوز يأخذنا وبتاع لأنه هو ماشي مع الإنجليز خالص مش عاوز يزعل الإنجليز، فالرحماني ده كده بصوت عالي خالص قال له يا عطا الله باشا، تفضل يا عطا الله باشا إحنا دلوقت واقفين علشان نحيي الملك، كان هو بقى كان بعيدا شوي فقلع البالطو -كان لابس بالطو- قلع البالطو بتاعه ووقف قدامنا بقى كلنا علشان نهتف للملك.. أحمد منصور:هتفتم قلتم إيه؟ يعيش فاروق.. جمال حماد:يعيش فاروق ملك مصر، يعيش فاروق ملك مصر ثلاث مرات، وقف لنا وعمل لنا كده هو، بيديه، بقبضة يديه.. أحمد منصور:فاروق؟ جمال حماد:فاروق، عمل لنا كده هو، أنا فاكر، واخد بالك؟ وبعدين الشعب كله كان واقفا برضه من ناحية ثانية بيصفق وبتاع يعني كان في حماس فظيع جدا. أحمد منصور:لكن الملك بدا هزيلا حينما أبدى استعدادا للبريطانيين بأن يتنازل عن العرش مقابل أن يخرج من مصر؟ جمال حماد:هو الملك فاروق لعلمك رجل أنا على ضوء اللي أنا شفته كله في حياته رجل يخشى على حياته بشكل كبير جدا، غير مستعد أن يضحي بحياته أبدا، فهو خاف من الإنجليز لما جابوا له التنازل عن العرش كان حيمضي خلاص.. أحمد منصور:نعم، كان عنده استعداد يمضي؟ جمال حماد:كان عنده استعداد يمضي ويمشي لأنه خايف. أحمد منصور: والإنجليز ذهلوا لجبنه الشديد؟ جمال حماد:جبنه، هو جبان جدا، ما هو اللي أنا فعلا عرفت هذا بعد كده وبعدين أنا بلغني من مصدر وثيق جدا بالسرايا أنه في 26 يناير أثناء حريق القاهرة لما هو شاف الحريق قرب من عابدين، أنه هو قال لهم حضروا الشنط علشان نمشي من مصر، واخد بالك، وده يثبت أنه هو مش مشترك في حريق القاهرة لأنه ده هو فعلا قال لهم حضروا الشنط علشان يمشوا. وبعدين لما إحنا عملنا الثورة ضده.. أحمد منصور (مقاطعا): سآتي إلى هذا بالتفصيل لا أريد أن أستبق، لكن تفضل. جمال حماد:لا، أنا بأتكلم على جبنه، يعني هو من كلام جلال علوبة في مذكراته.. أحمد منصور:جلال علوبة باشا، نعم. جمال حماد:قال لك أول ما سمع بس أن الجيش عمل تمردا في مصر راح مكلم جلال علوبة قال له حضر المحروسة ولو بطاقم منخفض علشان نمشي على طول، أنا بأوري لك بس مراحل على جبنه. الساحة السياسية وأوضاع التنظيمات بعد الحرب أحمد منصور:نعم، انتهت الحرب العالمية الثانية في 1945، في شهادته معي على العصر قال حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية الأسبق إن الخدمات التي قدمها الجيش المصري للبريطانيين أثناء الحرب بلغت قيمتها أربعمائة مليون جنيه إسترليني. كيف كان الجو السياسي في مصر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية؟ جمال حماد:الجو السياسي طبعا في هذا الوقت أنه إحنا كنا بنساعد والحكومة بتساعد الإنجليز على أمل أنه إحنا بقى الجلاء، فابتدأ بقى يعني وكان الإنجليز مفروض طبقا لمعاهدة 1936 أنهم يروحوا منطقة القناة، ما يقعدوش في المدن الرئيسية لا القاهرة ولا الإسكندرية فهم خالفوا شروط المعاهدة وبقوا في مصر والإسكندرية والمدن الكبرى وما راحوش القناة وده طبعا علشان الحرب إنما بعد ما خلصت الحرب بقى فإحنا، الشعب كله تحرك وحصلت بقى وقائع أنه في مظاهرات راحت قرب ثكنات قصر النيل فالعساكر البريطانيون من شبابيك قصر النيل في سنة 1945، 1946 ضربوا عليهم بالرصاص ووقع شهداء وفي الإسكندرية.. أحمد منصور (مقاطعا): 1946، مظاهرات الطلبة المشهورة. جمال حماد:مظاهرات الطلبة راحوا وسقط شهداء في هذا الوقت وكان يوجد شعور مضطرم خالص وبعدين النقراشي راح في مجلس الأمن علشان خاطر يطالب، وقال عليهم قراصنة، واخد بالك، ده شعور بقى كل واحد فينا، الله الجماعة هؤلاء آخرتها إيه؟ أحمد منصور:الجيش في نفس الوقت كانت تموج فيه الكثير من الحركات، أسست كثير من التنظيمات السرية آنذاك، الملك أسس الحرس الحديدي، الأخوان المسلمون أسسوا النظام الخاص، مصر الفتاة أسست القمصان الزرقاء، كلها حركات سياسية سرية مسلحة، ألم تدع للاشتراك في أي من هؤلاء؟ جمال حماد:أنا الحقيقة دعيت إلى الكثير من هذه الحركات فكنا نقعد بس إيه؟ ما كانتش على مستوى واسع، يعني مثلا ضباط كل وحدة يقعدوا في الميس يتكلموا ونتكلم وحنعمل إيه.. أحمد منصور (مقاطعا): ألم تجذبك أي من هذه الحركات آنذاك، الأخوان المسلمين، الوفد..؟ جمال حماد:أنا كنت يعني ما بأحبش أدخل في أي تنظيمات أو أحزاب أو غيره علشان أنا كرجل عسكري المفروض أنه أنا ما انضمش إلى أي حاجة زي دي. أحمد منصور:الملك أسس الحرس الحديدي وانضم إليه أنور السادات، هل دعيت للاشتراك في الحرس الحديدي؟ جمال حماد:لا. أحمد منصور:معلوماتك إيه عن الحرس الحديدي؟ جمال حماد:معلوماتي عن الحرس الحديدي أنه كان في قضية قبل كده، قبل ما ينشأ الحرس الحديدي كان في قضية سموها قضية رشاد مهنا والضباط معه وقبضوا عليهم.. أحمد منصور:في الأربعينات نعم، حكم رشاد مهنا في الأربعينات نعم. جمال حماد:رشاد مهنا ومعاه group من الضباط فهؤلاء الدكتور يوسف رشاد لما تعرف بالملك لما في حادثة القصاصين فالملك أحبه وخلاه بقى من ضمن الرجال، رجال الملك، أنه المستشار الطبي بتاعه، فبعدين يوسف رشاد بقى عاوز يخلي.. أحمد منصور:الضباط هؤلاء. جمال حماد:الضباط يعني مغامرون، ناس من المغامرين، يعني عمل الحرس الحديدي فأخذ من الناس هؤلاء اللي هم كانوا في القضية لأن القضية دي كانت ضد رئيس الأركان ابراهيم عطا الله، فبعد التحقيق والحاجات دي كلها الملك عرف أن الضباط هؤلاء يعني الجيش كله بيكره ابراهيم عطا الله فهو أراد أن يتحبب إلى الجيش فشال إبراهيم عطا الله من منصبه وجاب عثمان المهدي وأفرج عن الضباط اللي هم كانوا مغضوب عليهم. أحمد منصور:وأخذ يوسف رشاد بعضهم وشكل منهم الحرس الحديدي. جمال حماد:يوسف رشاد أخذ بعض الضباط هؤلاء وعاوز أقول لك إن هؤلاء من الضباط المغامرين مش الوطنيين لأن الرجل الوطني ما يروحش علشان يشتغل سفاح ويقتل فهو عمل لأن جاب المجموعة دي.. أحمد منصور (مقاطعا): إيه الدور الأساسي لهذه المجموعة، الحرس الحديدي؟ جمال حماد:تصفية كل أعداء الملك ومن ألد أعداء الملك في نظر الملك؟ النحاس باشا، ثلاث محاولات لقتل النحاس، ثلاث محاولات من الحرس الحديدي. أحمد منصور:السادات وخالد محي الدين وكمال الدين حسين وعبد الحكيم عامر بايعوا قادة الأخوان المسلمين وانضموا للنظام الخاص، في صفحة 44 و 45 من مذكراته خالد محي الدين في كتابه والآن تكلم يقول إن هناك مجموعة كبيرة من الضباط سنة 1944 كانت تلتقي مع حسن البنا كما سماها لقاءات أخوانية من بينهم جمال عبد الناصر، كمال الدين حسين، حسين حمودة، سعدي توفيق، صلاح خليفة، عبد اللطيف البغدادي، حسن إبراهيم، أحمد مظهر الذي أصبح ممثلا بعد ذلك، مجدي حسين. هل كان لديك أي علم أو صلة بهذه المجموعات؟ جمال حماد:لا، هو هذه المجموعة مجرد يعني بعضهم مجرد أنهم التحقوا بالأخوان المسلمين إنما في ناس راحت على الجهاز السري بتاع الأخوان المسلمين كعبد الرحمن السندي وأقسموا على المصحف والمسدس، منهم.. أحمد منصور:منهم جمال عبد الناصر. جمال حماد:جمال عبد الناصر وعبد المنعم عبد الرؤوف وخالد محي الدين وكمال الدين حسين، هؤلاء حلفوا على المصحف والمسدس بقوا.. أحمد منصور:وعبد الحكيم عامر أيضا؟ جمال حماد:لا، عبد الحكيم عامر.. أحمد منصور (مقاطعا): بس كمال حسين في رسالة أرسلها لعبد الحكيم عامر ذكره بأنهم أقسموا على المصحف والمسدس في البيت القديم في الصليبة. جمال حماد:في الصليبة؟ أحمد منصور:نعم. جمال حماد:حي طولون؟ أحمد منصور:نعم. جمال حماد:بس أنا أؤكد لك أن عبد الحكيم عامر ما حلفش على المصحف والمسدس، أنا واثق من هذا.. أحمد منصور:لكن كان بيحضر معهم الجلسات. جمال حماد:كان بيحضر لكن المصحف والمسدس هم الأربعة اللي أنا قلت لك عليهم، فهؤلاء لأن هؤلاء يعني معناه أنهم دخلوا في الجهاز السري وأنهم هم بعد كده ممكن أن يدوهم مهاما للقتل وسفك الدماء. أحمد منصور:بدأ تنظيم الضباط الأحرار والسادات أسس مع حسن توفيق أولا وآخرون الجمعية السرية والملك أسس الحرس الحديدي بقيادة يوسف رشاد، السادات كان على صلة بالأخوان المسلمين وكان على صلة بالألمان وتمت سلسلة من الاغتيالات السياسية آنذاك في تلك الفترة، هل اشتركت أو كان لك أي صلة أو علاقة أو ترتيب في هذه المجموعات آنذاك؟ جمال حماد:لا، أنا يعني كنت رجلا محافظا على الكيان العسكري بتاعي أنه أنا لا أشترك في أي منظمات أو أحزاب ولكن الحاجة الوحيدة اللي اشتركت فيها لما جمال عبد الناصر أنشأ الضباط الأحرار هنا دخلت أنا في العملية لأني وجدت أنه هنا فعلا طريق إلى طريق أنه إحنا نعمل شيئا لمصر، قبل كده هؤلاء كانوا بيقعدوا يعني مش بس مجموعات سرية كانوا بيقعدوا بقى بعضهم يعني بيقعد قعدات قفش وهزار وضحك وبتاع وحاجات بقى من اللي بالك فيها يعني. أحمد منصور:لا أنا ما أعرفش حاجة، قل لنا. جمال حماد:يعني مثلا في ناس كان بتدخن الحشيش مثلا لما كانوا يقعدوا مع بعض، ناس بيعملوا تحضير أرواح يقعدوا ومنهم يعني عبد الناصر كان وعبد الحكيم عامر.. أحمد منصور:كانوا بيحضروا جلسات تحضير الأرواح؟ جمال حماد:يحضروا، تحضير الأرواح. أحمد منصور:وبعض المصادر وبعض الضباط قالوا إنهم كانوا بيقعدوا بيلعبوا. جمال حماد:أيوه، أيوه، حصل هذا. أحمد منصور:حتى أن علوي حافظ في كتابه "مهمتي السرية بين عبد الناصر والأميركان" قال إنه كان بيسهر مع عبد الناصر في أحد القصور في منطقة الهرم وكانوا بيسهروا وبيلعبوا؟ جمال حماد:هم طبعا شباب لسه صغير، فكان الشباب أنت عارف الشباب وانحرافاته بقى كشباب يعني لكن يعني طبعا لما الناس كبرت شوية طبعا اتزنت وبقيت. أحمد منصور:متى انضممت إلى الضباط الأحرار؟ جمال حماد:1950. أحمد منصور:من الذي دعاك للانضمام إليه؟ جمال حماد:عبد الحكيم عامر بحكم أنه أنا عينت في رئاسة سلاح المشاة فوجدت عبد الحكيم عامر دفعتي وصديقي موجود هناك برضه أركان حرب لسلاح المشاة، وأنا أركان حرب لسلاح المشاة. أحمد منصور:كان قائد سلاح المشاة اللواء نجيب آنذاك. جمال حماد:كان اللواء محمد نجيب آه، فهنا بقى عبد الحكيم ضمني إلى تنظيم الضباط الأحرار وقال لي إحنا بنعمل.. أنت عاجبك -يعني كضباط إحنا الاثنين بقى مع بعض بنتكلم بصراحة- أنت عاجبك الأحوال؟ قلت له لا مش عاجباني، قال لي مش رأيك أن إحنا لازم نعمل شيئا يعني في هذا الموضوع؟ قلت له طبعا، فقال لي طيب أنت موافق يعني عن أنك تدخل معنا؟ قلت له قوي، أدخل معك بس على الله يكون حاجة جدية مش أنه إحنا نقعد نروح مثلا نعمل أي كلام. أحمد منصور:هل كانت لديكم رؤية واضحة ما الذي ينبغي أن تقوموا به كضباط أحرار؟ جمال حماد:كان كل همنا أنه إحنا يعني لازم نغير هذا النظام اللي موجود في مصر واللي هو يعني نظام سيء انتشرت فيه الرشوة والفساد، والأغنياء يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقرا وما حدش بيبص لمصلحة البلد، كل الناس الكبار هؤلاء كل واحد بيدور على مصلحته فقط لا غير، فطبعا كان شيئا مؤلما جدا لنا أنه إحنا نشوف البلد بهذه الطريقة وعاوزين نغير هذا النظام. أحمد منصور:هل تعرفت على أحد غير عبد الحكيم عامر في تلك المرحلة؟ جمال حماد:أيوه. أحمد منصور:من؟ جمال حماد:تعرفت على صلاح سالم، كان صديقا عزيزا جدا لي وجمال عبد الناصر نفسه كان.. أحمد منصور (مقاطعا): إيمتى تعرفت على جمال عبد الناصر؟ جمال حماد:كان بيجي كل يوم عندنا في رئاسة المشاة لأنه هو كان في ذلك الوقت مدرسا في مدرسة الشؤون الإدارية في معسكر العباسية ما كانش لسه راح كلية أركان حرب، فكان إحنا بقى رئاسة المشاة جنب منه وصديقه الصدوق عبد الحكيم عامر فكل يوم بعد ما يخلص المحاضرات بتاعته يجي لنا يشرب قهوة و يشرب سجائر وبتاع ويقعد يتكلم معنا، فكان يعني حصل صلة وثيقة معه. [فاصل إعلاني] نشأة تنظيم الضباط الأحرار ومؤسسيه أحمد منصور:هناك روايات كثيرة حول نشأة الضباط الأحرار ومن الذي أسس الضباط الأحرار، السادات في كتابه "البحث عن الذات" قدم رواية، في روايات لقيتها في مصادر أخرى عديدة، ما هي روايتك أنت لنشأة الضباط الأحرار؟ جمال حماد:بعض الناس فاكرين أنه مجرد يقعد هو وخمسة ستة ضباط مع بعض يبقى هو عمل جماعة أو عمل تنظيما، كثير كده بيفتكروا هذا الكلام، فالموضوع مش أنه كل ما نقعد عشرة ضباط مع بعض يبقى تنظيما، التنظيم اللي هو نطلق عليه لقب تنظيم هو التنظيم الذي يكون له أغراض واضحة وعنده أعضاء منتشرون ويستطيع أن يفعل شيئا، فإحنا لما نبص للتنظيمات اللي كانت موجودة طيب ما هي النتائج اللي عملوها؟ يعني في كذا واحد عملوا تنظيمات طيب إيه النتيجة؟ مثلا البغدادي عمل تنظيم الطيران هو بيقول هم كانوا أربعة خمسة ضباط طيارين وعمل تنظيم البغدادي، طيب هذا التنظيم ما هي أهدافه وما هي الأهداف التي حققها؟ أحمد منصور:كل مجموعة من الضباط بتفكر أنها تنقذ البلد زي ما أنتم تفكرون. جمال حماد:أيوه، ما أنا بأقول لك بس ده مش تنظيم، ما أقدرش أقول عليه تنظيم، دي جماعات، جماعات مع بعض كثير جدا، الجيش مليان بالجماعات دي، فالحاجة اللي يطلق عليه تنظيم بصحيح هو تنظيم الضباط الأحرار لأنه كان فعلا يطلق عليه تنظيما لأن طريقته هي الطريقة المثلى للتنظيمات التي تحقق أهدافها بعد كده. أحمد منصور:أرجع للنشأة، كيف كانت نشأة التنظيم؟ جمال حماد:نشأة التنظيم عقب هزيمة الجيش في سنة 1948 في فلسطين وعودة الجيش إلى القاهرة وإلى مصر يعني وعملوا هدنة دائمة مع إسرائيل، فبدأ بقى جمال عبد الناصر يفكر في أنه يعمل تنظيما علشان يقدر يحقق الأهداف الوطنية التي كلنا يعني، كل الضباط بيفكروا فيها بس ما فيش حاجة تجمعهم. أحمد منصور:بس عبد الناصر كان جزءا من تنظيمات موجودة؟ جمال حماد:هو مش جزء من تنظيمات، هو راح في كل حتة، جمال عبد الناصر التحق بكثير من الأحزاب والتنظيمات لكن هو التنظيم اللي عمله بقى النهائي هو تنظيم الضباط الأحرار. أحمد منصور:اللي هو يؤرخ أنه أسس في سبتمبر عام 1949؟ جمال حماد:تمام. أحمد منصور:في رواية أخرى يعني لم أجدها هذه الرواية بشكل واحد في مصدر واحد ولكن جمعت عدة مصادر وحأقول لك على الرواية دي، الرواية أخذتها من كمال الدين حسين في روايته إلى سامي جوهر في كتاب "الصامتون يتكلمون"، من الشهود الذين جمع منهم أحمد حمروش شهادتهم في كتابه "شهود ثورة يوليو" معظمهم من الضباط الأحرار ما رواه عبد المنعم عبد الرؤوف في مذكراته أرغمت فاروق على التنازل عن العرش، ما كتبه حسين حمودة في مذكراته الضباط الأحرار والأخوان المسلمون، خلاصة الروايات دي أن كثيرا من هؤلاء الضباط الأحرار كانوا في الأصل ينتمون إلى الأخوان المسلمين وأنهم كانوا جزءا من التنظيم الذي أسسه الصاغ محمود لبيب في الفترة من سنة 1943 إلى سنة 1948 ومحمود لبيب كان وكيل حسن البنا مرشد الأخوان للشؤون العسكرية وجمع هؤلاء الضباط وأسس منهم تنظيما ولم يكن أحد يعلم بأسماء التنظيم كافة إلا شخصين، محمود لبيب وحسن البنا، حسن البنا قتل في فبراير 1949، محمود لبيب في سنة 1949 كان يصارع الموت على فراش المرض، استدعى شخصين حتى يعطيهم أسماء كل التنظيم، هم عبد المنعم عبد الرؤوف وجمال عبد الناصر، تخلف عبد المنعم عبد الرؤوف لم يذهب وذهب جمال عبد الناصر فأعطاه محمود لبيب كافة أسماء الضباط الأحرار في كل الأسلحة فاستخدمهم جمال عبد الناصر ليكونوا نواة أساسية في تأسيس تنظيم الضباط الأحرار. جمال حماد:هذه الرواية صحيحة 100% لأنه أنا اللي أعرفه أن جمال عبد الناصر نواة التنظيم بتاعته كانت الضباط اللي منضمين للأخوان المسلمين وهم لما انضموا للأخوان المسلمين وكثر عدد الضباط فحسن البنا عمل لهم بقى جناحا مخصوصا في الأخوان المسلمين وخلى اتصالاتهم كلها بالصاغ محمود لبيب، الرجل ده كان ضابطا وكان في ألمانيا ورجع وبتاع، فهو الوحيد اللي كان بيتعامل معهم، ففعلا الضباط الأحرار النواة بتاعتهم كلهم من الأخوان المسلمين. أحمد منصور:ولذلك كثير من الضباط اللي أخذ شهادتهم أحمد حمروش في "شهود ثورة يوليو" قالوا إنهم كانوا من الأخوان المسلمين؟ جمال حماد:أيوه، ما هو.. أحمد منصور (مقاطعا): معنى ذلك أنه إحنا نقول إن تنظيم الضباط الأحرار أصله كان من الأخوان المسلمين؟ جمال حماد:أيوه. أحمد منصور:لكن عبد الناصر كما قال لحسين حمودة ضم إليه كثيرين ولم يلتزم بالضوابط اللي حطها محمود لبيب والأخوان؟ جمال حماد:بالضبط كده، يعني هو في الأول كانوا كلهم من الأخوان المسلمين، نواة التنظيم، وبعدين جاء عبد الناصر بقى ترك كل الاتجاهات اليمينية واليسارية والأخوان، كله. أحمد منصور:حسين حمودة في صفحة 72 من كتابه، 74 و75 من كتابه يقول "قال لي جمال عبد الناصر إنه بموت حسن البنا ومحمود لبيب انقطعت صلة الأخوان المسلمين بالتنظيم السري لضباط الجيش الذي بدأه محمود لبيب سنة 1943 وقال عبد الناصر إنه اتفق مع محمود لبيب قبل موته على أن يكون اسم التنظيم الضباط الأحرار حتى نبعد الشبهة عن الأخوان المسلمين". جمال حماد:لا، أولا أنا أحب أقول لك إن محمود لبيب مش هو اللي أسس الجناح ده العسكري، يعني ده تأسس بمعرفة حسن البنا وكان جزء من الأخوان المسلمين يعني مش منفصلا عن الأخوان المسلمين إنما كان ده اسمه جناح الضباط، كان بيضم ضباط الجيش وضباط البوليس العسكريين.. أحمد منصور (مقاطعا): نعم، كمال الدين حسين أيضا يقول لسامي جوهر في "الصامتون يتكلمون" صفحة 33 "بدأ نشاط كان محوره جمال عبد الناصر بعد وفاة المرحوم الصاغ محمود لبيب الذي كنا نعتبره الأب الروحي لنا". جمال حماد:أيوه، لكن أنا بأقول لك يعني إنه اللي عاوز أقوله لك إن محمود لبيب ده كان بيعمل تحت قيادة حسن البنا. أحمد منصور:هو كان وكيل حسن البنا. جمال حماد:كان وكيله، فلما عمل يعني جناح، ما اسمهوش تنظيم بقى، ده جناح في الأخوان المسلمين ويعني متصل بمحمود لبيب، دي الحقيقة الواقعة، وبعدين جمال عبد الناصر عمل التنظيم بتاع الضباط الأحرار فأخذ بقى من هؤلاء الناس، الضباط هؤلاء، جاؤوا لعنده وبعدين ترك الموضوع بقى يدخل أي واحد سواء أخوان سواء شيوعيين من كل الأجناس يعني. أحمد منصور:حتى بعض الضباط قالوا إنهم استاؤوا وذهبوا إلى جمال عبد الناصر وقالوا إنه جاب بعض الحشاشين ولعيبة القمار المشهورين في الجيش وكذا وأدخلهم فقال إنه هو أحب أن يستفيد من الكل. جمال حماد:ما هو يعني كان رأيه أنه إحنا نستفيد من الجميع دلوقت وبعدين يبقى نفرز لكن دلوقت إحنا محتاجون للعدد. أحمد منصور:إيمتى عرفت بوجود قيادة لتنظيم الضباط الأحرار؟ جمال حماد:عرفت بقى لما أنا ضغطت على عبد الحكيم عامر وسألته وقلت له مين القائد بتاعكم؟ قال لي لا، لا، يعني دي حاجة سرية وبتاع، قلت له لا، أنا مش ضابط عادي، أنا زيك بالضبط أنت صاغ أركان حرب وأنا صاغ أركان حرب أنا مش ملازم ولا نقيب ولا بتاع، فأنا لازم أعرف، أنت حتضمني لحاجة أنا ما أعرفهاش؟ فكان يعني بيتهرب من الإجابة يعني في الأول وبعدين يعني سألني طيب أنت ترى من يعني يكون القائد بتاعتنا؟ فأنا قلت له فؤاد الصادق في الأول.. أحمد منصور(مقاطعا): ده كان قائد الجيش؟ جمال حماد:لا، كنا لسه راجعين من فلسطين. أحمد منصور:آه، وكان هو قائد القوات في حرب 48. جمال حماد:قائد القوات هناك وفرض الهيبة بتاعته على اليهود وفرض شخصيته على القيادة بتاعتها في القاهرة اللي كانت زمان بتدي لأحمد المواوي تقول له روح على المجدل روح على أسدود والرجل يقول حاضر ما كانش يقول لهم لا، إنما فؤاد صادق بقى رجل له شخصية ويبعث لهم إشارات قاسية جدا ويتهكم على القيادة، فكلنا كنا مرتبطين به لدرجة أنه إحنا في آخر.. لما جاء عمل خطبة في آخر الحرب وجمع الضباط كلها والضباط هتفوا له أنه يعيش فؤاد صادق وبتاع وده يمكن اللي خوف الملك منه. أحمد منصور:الملك شعر أنه في منافس. جمال حماد:شعر أنه في واحد قوي جدا في الجيش. أحمد منصور:ودي عقدة الملوك والرؤساء أن يظهر أحد قوي في الجيش. جمال حماد:ما حدش لازم يبقى قويا، فقال لي، قلت له فؤاد صادق؟ فقال لي لا، لا، فؤاد صادق يعني إذا انتصرنا أول حاجة حيعملها أنه حيصفينا، على طول كده، قال لي طيب إيه رأيك في اللواء محمد نجيب؟ أنا الحقيقة أعرفه سطحيا أسمع على شجاعته لكن ما كنتش خدمت معه، فقال لي ده، كان ماسك هو مدرسة الضباط العظام وقتها، فقلت له يعني إذا كان يعني محمد نجيب سمعته كويسة جدا كقائد ولكن أنا ما خدمتش معه، فبعد كده بقى عرفت بقى أنه إحنا.. أحمد منصور (مقاطعا): قال لك إيمتى في أي وقت من..؟ جمال حماد:يعني يمكن سنة 1951. أحمد منصور: 1951. جمال حماد:أيوه، قبل انتخابات نادي الضباط. دور انتخابات نادي الضباط في قيام الثورة أحمد منصور:نعم، انتخابات نادي الضباط مثلت دورا كبيرا جدا التي جرت في 3 يناير 1952 كانت أول مواجهة مباشرة بين الضباط الأحرار والملك، أنت كنت مرشحا ونجحت وأصبحت عضوا في مجلس إدارة النادي، كيف كانت هذه الانتخابات مثلت أول ظهور للضباط الأحرار في الجيش؟ جمال حماد:انتخابات نادي الضباط واجتماع الجمعية العمومية للضباط دي كانت أول مرة يحصل رأي عام في الجيش لأنه إحنا مبعثرون في وحدات المدفعية والمشاة والفرسان ما حدش بيشوف الثاني فأول مرة الجمعية العمومية دي تجمع ضباطا من مختلف الأسلحة ومن مختلف الرتب فدي عملت بعد كده رأيا عاما في الجيش، فانتخابات نادي الضباط دي يعني أنا بأعتبرها حاجة مهمة جدا قفزت بتنظيم الضباط الأحرار إلى الأمام فرسخ أقدامه، لأنه كان الأول يعني اللي يعرف التنظيم بتاع الضباط الأحرار يعني عدد محدود يعني خذ بالك أنه في جهات كثيرة كانت بتراقب.. أحمد منصور (مقاطعا): طبعا ده جيش. جمال حماد:آه، مخابرات حربية ومخابرات الملك ومخابرات الإنجليز نفسهم والبوليس السياسي يعني كان كل حتة، فالحقيقة لأول مرة بقى أنه إحنا نشعر أنه إحنا لنا كيان.. أحمد منصور (مقاطعا): ألم تكونوا خائفين أن ترشحوا ويكشف تنظيمكم لاسيما وأن التنظيم سري؟ جمال حماد:يعني إحنا ما عملنهاش.. أحمد منصور (مقاطعا): وكان محمد نجيب على رأسكم مرشحا؟ جمال حماد:أيوه، ما هو إيه؟ يعني إحنا وجدنا أن الانتخابات بتاعة نادي الضباط دي فرصة لمعرفة مدى قدرة التنظيم ده ومدى استجابة الضباط له في الجيش لأنه إحنا جايز جدا أنه إحنا فاكرين نفسنا تنظيم بينما ما حدش معنا في الجيش فكنا عاوزين نعرف مدى قوتنا، فترشح محمد نجيب وترشحنا إحنا، وفي الجمعية العمومية ما كانش طبعا الأعضاء، كانت الجمعية العمومية حوالي 450 ضابطا من مختلف الأسلحة، طبعا مش كلهم من الضباط الأحرار، يعني الضباط الأحرار لم يزيدوا عن مثلا10% من اللي موجودين لكن قدروا بتكتلهم أنهم يخلوا الجمعية كلها، العمومية، تمشي في نفس الاتجاه، لأن الضباط كلهم كان في هذا الوقت.. أحمد منصور (مقاطعا): ونجح ضباط لم يكونوا ينتمون للضباط الأحرار مثل رشاد مهنا مثلا. جمال حماد:آه، بس رشاد مهنا ده ما حدش فينا كان يعتقد أن ده مش من الضباط الأحرار. أحمد منصور:ده جاب أعلى رقم في الانتخابات. جمال حماد:أعلى رقم، 90%، 94% أكثر من محمد نجيب، وقام بدور كبير جدا في نجاح الانتخابات. أحمد منصور:عبد اللطيف البغدادي في صفحة 36 من الجزء الأول من مذكراته يقول "ليس هناك من وسيلة أمامنا لتحقيق هذا الهدف إلا بالعمل على القيام بانقلاب عسكري" هل كان واضحا لديك كأحد الضباط الأحرار في ذلك الوقت أنكم تسعون للقيام بانقلاب عسكري؟ جمال حماد:طبعا. أحمد منصور:انقلاب عسكري؟ جمال حماد:طبعا، ما هو لا يمكن إصلاح الحال إلا بانقلاب عسكري لأنه.. أحمد منصور (مقاطعا): لأن الكلام كله كان عن حركة وليس عن انقلاب عسكري. جمال حماد:ما هو إحنا سموها حركة علشان ما يقولوش ده انقلاب عسكري زي انقلابات سوريا اللي كانت بتحصل وأن انقلابات سوريا كان كل اللي بيحصل أن طبقة الحكام تتغير فقط لا غير ولكن إحنا كان تغيير مجتمع بحاله. أحمد منصور:لكن عبد الناصر في أكثر من رواية من الروايات التي قرأتها المتناثرة في الكتب كان يعد لأن يكون هذا سنة 1956 مثلا، سنة 1954 ليس 1952 وأكثر من مرة قال الثورة قامت مبكرة عن موعدها ربما ثلاث سنوات؟ جمال حماد:هو كان الأول باعتبار أن لسه التنظيم ضعيفا فكانت الفكرة أنه يتعمل 1955 وبعدين.. أحمد منصور(مقاطعا): فعلا كنتم مرتبين أن الثورة تقوم 1955 أو الانقلاب العسكري؟ جمال حماد:1955 أو الانقلاب العسكري على أساس أن يكون بقى ساعتها الخلايا انتشرت في الجيش لأنه ما كانش لسه حصل انتخابات نادي الضباط وغيره في الأول في بادئ الأمر، بعدين بقى بعد.. أحمد منصور (مقاطعا): يعني انتخابات نادي الضباط في 3 يناير لعبت دورا كبيرا.. جمال حماد(مقاطعا): مش في 3 يناير، الانتخابات تمت في 31 ديسمبر سنة 1951 واخد بالك، وطبعا دي أعطت تنظيم الضباط الأحرار قوة كبيرة جدا وأحسينا أنه إحنا لنا كيان ولنا قوة في الجيش. أحمد منصور:بعد الانتخابات بأيام قليلة جدا في 8 يناير 1952 قام جمال عبد الناصر بمحاولة اغتيال حسين سري عامر كان قائد سلاح الحدود، حتى أن عبد اللطيف البغدادي في مذكراته يقول إنه نشبت بينه وبين عبد الناصر مشادة وقرر أنه يبتعد عن الضباط الأحرار بسبب قيام عبد الناصر بهذه المحاولة، كان عندك معلومات عنها؟ جمال حماد:بيني وبينك ما حدش عرف هذه الواقعة إطلاقا، عرفنا طبعا أنه في اعتداء على.. أحمد منصور (مقاطعا): حسين سري عامر. جمال حماد:محاولة قتل حسين سري عامر لكن ما عرفناش من اللي عمل المحاولة دي لأنه لو أحد عرفها كان حيمسكوه على طول. أحمد منصور:كان معه حسن التهامي وكمال رفعت وحسن إبراهيم. جمال حماد:تمام، هو حسن إبراهيم قعد جانب جمال عبد الناصر في العربية بعيد عن الواقعة واللي كانوا حيطلقوا النار هما حسن التهامي وكمال رفعت، وبعدين حسن التهامي قال لكمال رفعت أنت ما تضربش سيبني أنا حأضرب أنت احمني، احم ظهري فقط لا غير، فاللي ضرب هو حسن التهامي وضرب عشرين طلقة بالرشاش بتاعه لأن الرشاش ما يسعش غير عشرين طلقة، فضرب عشرين طلقة فهو بيقول أنا قصدت أنه ما أموتهوش وأضرب بعيدا عنه، فأنا أثبت له في مقالة لي أنك أنت كنت تقصد قتله وحكاية أنه أنت كنت عايز تبعد عنه لا. أحمد منصور:الروايات بتقول إنهم كانوا قاصدين قتله وإن عبد الناصر أصيب بحالة نفسية شديدة بعدها. جمال حماد:أيوه، فهو كان بيقول أنا كنت بس عاوز أهدده فقط، قلت له لا، أنت كنت قاصد قتله بس ماعرفتش رغم أنك أنت رجل من ضمن النيشانجية اللي في الجيش بحيث أنه هو في جماعة يعني اللي بيدخلوا مسابقات والحاجات دي، يعني هو ضريب يعني، لكن هو بقى القدر أراد أن الرجل ده لا يصاب. أحمد منصور:حسين سري عامر كان رجل الملك؟ جمال حماد:ده بكل صراحة بالكامل يعني. أحمد منصور:في 26 يناير 1952 احترقت القاهرة وكنت أنت برتبة رائد وتتولى أركان حرب سلاح المشاة الذي كان يقوده اللواء محمد نجيب، أين كنت يوم حريق القاهرة؟ أبدأ معك به الحلقة القادمة. شكرا جزيلا لك كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة اللواء أركان حرب جمال حماد كاتب البيان الأول لثورة يوليو وأحد كبار الضباط الأحرار، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. http://www.aljazeera.net/programs/centurywitness/2008/11/13/%D8%AC%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%AF-%D8%B4%D9%87%D8%A7%D8%AF%D8%AA%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B9%D8%B5%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AC1
التعديل الأخير تم بواسطة مسلم ; 12-26-2014 الساعة 02:09 PM |
#3
|
|||||||
|
|||||||
|
#4
|
|||||||
|
|||||||
جمال حماد.. شهادته عن عصر الثورة بمصر ج2
|
#5
|
|||||||
|
|||||||
مأدبة الغداء عند الملك وحريق القاهرة أحمد منصور:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على العصر حيث نواصل الاستماع إلى شهادة اللواء أركان حرب جمال حماد معد البيان الأول لثورة يوليو في مصر عام 1952 وأحد كبار الضباط الأحرار. سيادة اللواء مرحبا بك، توقفنا في الحلقة الماضية عند الـ 26 من يناير عام 1952 حينما احترقت القاهرة، كنت أنت برتبة رائد تتولى أركان سلاح حرب، سلاح المشاة الذي كان يقوده اللواء محمد نجيب آنذاك، أين كنت في السادس والعشرين من يناير عام 1952؟ جمال حماد:أنا طبعا كنت مدعوا إلى المأدبة اللي بيعملها الملك يومها لضباط الجيش والبوليس وهو الملك فاروق كان ولي العهد ولد أحمد فؤاد وطبعا هو من كثر فرحته عمل عدة مآدب قبل المأدبة بتاعتنا دي للأمراء بتوع العائلة المالكة ثم الوزراء والكبراء فبعدين المأدبة بتاعتنا بقى كانت يوم 26 يناير السبت 26يناير... أحمد منصور:تذكر اليوم. جمال حماد:السبت، فإحنا طبعا يومها رحنا شفنا بعض الحاجات التي كانت في مكاتبنا.. أحمد منصور:وأنتم في طريقكم إلى قصر عابدين. جمال حماد:أنه إحنا خلصنا بعض الشؤون يعني لأن المأدبة كانت متأخرة شوي مثلا، أنه إحنا حنروح الساعة 12 أو حاجة زي دي فرحنا خلصنا حاجتنا وطلعنا من المعسكرات بتاعتنا إلى المأدبة. أحمد منصور:طبعا كان مئات الضباط مدعوين من الجيش. جمال حماد:مئات، ربما حوالي أربعمائة و مائتي واحد من البوليس فكنا حوالي ستمائة وكنا في صالة كبيرة جدا وبعدين إحنا طبعا مشينا بقى بالعربات كلها وبعدين وإحنا ماشيين بقى في شارع الجمهورية حاليا وكان وقتها كان اسمه شارع إبراهيم باشا، لما جئنا ميدان الأوبرا وجدنا تجمعات من الناس واقفين كده بطريقة غريبة شوي، يعني إيه دول؟ تجمعات كده، ولكن ما كانش في دماغنا أنه في، حيحصل حرائق ولا حاجة ولكن حسينا أنه في حاجات يعني اضطرابات حتحصل. أحمد منصور:هل كان لهذا أي علاقة بما حدث في الإسماعيلية في الخامس والعشرين من يناير حينما تم الاعتداء على ضباط البوليس وحدثت ما يسمى بمذبحة الإسماعيلية للشرطة آنذاك؟ جمال حماد:طبعا أن السبب في كل اللي جرى ده المذبحة اللي حصلت للبوليس في الإسماعيلية وإزاي الجيش البريطاني أحاط بالمحافظة وضربهم بالمدفعية والبتاع فكانت يعني معركة غير متكافئة والبوليس قاوم مقاومة شديدة جدا راح منه خمسون قتيلا، خمسون قتيلا، يعني قاتل بشدة، فإحنا بقى ما كانش عندنا فكرة إيه اللي بيحصل ده، شايفين تجمعات لكن مش عارفين إيه السبب إنما توقعنا أنه في شر حيحصل أو مصيبة حتحصل. أحمد منصور:لكن ذهبتم إلى الغداء دون أن تدري أن هناك أي حريق اندلع أو أي شيء؟ جمال حماد:ولا حاجة لسه. أحمد منصور: وانتهى الغداء دون أن تدروا بما حدث، بأي شيء؟ جمال حماد:دون أن ندري حقيقة الموقف بالضبط إحنا مش عارفين وبعدين بقى لاحظنا ونحن أثناء الغداء أن الملك كان موجودا على الطربيزة الرئيسية وجانبه حيدر باشا فكل شوي نبص نلاقي حيدر باشا.. أحمد منصور (مقاطعا): حيدر باشا القائد العام للقوات المسلحة. جمال حماد:القائد العام للقوات المسلحة واحد بيهمس في أذنه وبعدين هو يهمس في أذن الملك وبعدين بعد شوي حيدر باشا نفسه قام طلع بره وبعدين رجع وقعد يهمس في أذن الملك فإحنا نقول إيه يا ترى الحكاية؟ وبعدين بعد ما خلصنا بقى الغداء وطبعا كنا حاسين أنه في شيء غير طبيعي وجدنا إشاعات كده ناس قالوا لنا إنه في الظاهر حرائق أو بتاع لأنه برضه كانت الأصوات عالية وبنسمعها.. أحمد منصور (مقاطعا): لكن الملك كان يتعامل معكم بشكل عادي خالص وكأن شيئا لم يحدث؟ جمال حماد:ما فيش حاجة خالص. أحمد منصور: حتى أن ضباط البوليس وضباط الشرطة أخذوا يهتفون للملك ويتبارون بالهتافات بعد ذلك وكأن شيئا لم يحدث. جمال حماد:كأن شيئا لم يحدث آه. أحمد منصور: الجيش كان يهتف الجيش سيف الملك، والبوليس يهتفون البوليس درع الملك. جمال حماد:أيوه، بس مش كل الناس بتهتف يعني.. أحمد منصور (مقاطعا): يعني أنت سيادتك ما هتفتش معهم؟ جمال حماد:لا ما هتفتش، لا، أؤكد لك أنه أنا ما هتفتش لأن مش معقول أهتف أقول ونحن في التنظيم بنعمل علشان نغير النظام.. أحمد منصور (مقاطعا): طيب ما أنتم كنتم بتهتفوا للملك كل يوم ثلاث مرات. جمال حماد:ما هو بقى ده مكره أخاك لا بطل، وإحنا.. أحمد منصور (مقاطعا): طيب أنتم الآن قاعدين والملك قدامكم، الملك أولى أنكم تهتفوا وهو قاعد. جمال حماد:لا، بس يعني في بعض الناس هتفت وبعض الناس ما هتفتش. أحمد منصور:مين تفتكر من الضباط الأحرار من التنظيم كان معك في هذا اليوم؟ جمال حماد:أنا لا أتذكر سوى جمال عبد الناصر اللي كان قدامي وبعض بقى زملائي.. أحمد منصور (مقاطعا): وصاحبك عبد الحكيم عامر؟ جمال حماد:لا ما كانش موجودا. أحمد منصور: ما حضرش الغداء. جمال حماد:لا ما حضرش، كان في رفح، ما كانش موجود. أحمد منصور: هناك علامات استفهام كثيرة طالما ذكرت جمال عبد الناصر حول دور أو علاقة لجمال عبد الناصر في حريق القاهرة. جمال حماد:أنا يمكن لي أن أؤكد لك أن جمال عبد الناصر لا يمكن أن يكون له دور في حريق القاهرة لأن حريق القاهرة ده عمل ضد حضارة مصر وضد ثروة مصر وضد المجتمع المصري وفي ناس كثير جدا تشردت اللي هم الناس دكاكينهم والحاجات دي كلها اتحرقت، فالعمال اللي عندهم كلهم أصبحوا بلا مأوى ولا فلوس ولا حاجة أبدا. أحمد منصور:ما مصلحة البعض أن يشير إلى علاقة لجمال عبد الناصر في حريق القاهرة؟ جمال حماد:يحاولون أن يسيؤوا إلى سمعته زي ما أساؤوا لسمعته بعد كده. حأقولها لك إنه هو كان لابس ملكي.. لابس مدني ليلة 23 يوليو. أحمد منصور:هناك رواية منشورة في كتاب صلاح شادي "حصاد العمر"، مذكرات حسن العشماوي، مذكرات.. "الصامتون يتكلمون" لسامي جوهر، عدة روايات فيها على لسان العشماوي وشادي يقولون فيها "في السادس والعشرين من يناير عام 1952جاءنا جمال عبد الناصر مذعورا وطلب منا البحث عن مكان لإخفاء أسلحة فيه كان يخفيها في مدرسة الأسلحة الخفيفة عند مجدي حسنين وفي الحال تم الاتفاق على إخفاء الأسلحة في عزبة حسن العشماوي". استخدمت هذه الأسلحة سنة 1954 ضد الأخوان المسلمين وضد حسن العشماوي في قضية الأخوان المشهورة التي أعدم فيها ستة من الأخوان. عندك علم بهذه القصة؟ جمال حماد:أيوه. أحمد منصور:ما معلوماتك؟ جمال حماد:اللي أعرفه أن جمال عبد الناصر كان بيشيل الحاجات دي علشان الفدائيين علشان يمد بها الفدائيين يعني الأسلحة والذخائر اللي موجودة دي اللي إداها لمجدي حسنين في مدرسة المشاة وشالها هناك في مخزن كانت علشان بيمد.. لأن كان الجيش مالناش دور في مقاومة الإنجليز بعد إلغاء المعاهدة، لأنه مش عاوزين أن الجيش يتورط مع الجيش الإنجليزي في معارك بعدين تنتهي في إبادة الجيش المصري، فكان إحنا بقى كان يعز علينا أن البوليس يقاوم ونحن قاعدين نتفرج فكنا بقى نحاول أن نمد الناس دول بالأسلحة والذخائر.. أحمد منصور (مقاطعا): عبد الناصر خاف.. جمال حماد:عبد الناصر كان عنده مخزن مليان حاجات وأسلحة وذخائر وبتاع في مدرسة المشاة عند مجدي حسنين فلما حصل حريق القاهرة هو طبعا خاف أنه حيحصل بقى تفتيش وبتاع فربما يعثروا على هذه الأسلحة، فهو كان صديق حسن العشماوي فقال له أنا عاوز أشيل دول فحسن العشماوي أخدهم في عزبة.. أحمد منصور(مقاطعا): حسن العشماوي أحد قيادات الأخوان المسلمين؟ جمال حماد:أيوه، ما هو كان بيننا وبين الأخوان المسلمين عمار في هذا الوقت، ما فيش حاجة. فهو أخذ الحاجات دي وحطها في مخزن عند حسن العشماوي في العزبة بتاعة ولده، العشماوي باشا لأنه هو كان وزير المعارف، بس مش في الوقت ده يعني، بعدين لما حصل بقى القبض على الأخوان والحاجات دي.. أحمد منصور:سنة 1954. جمال حماد:سنة 1954 بعد أزمة.. أحمد منصور (مقاطعا): حسن العشماوي يقول إنه عدة مرات كان يسأل جمال عبد الناصر بعد الثورة أما ستأتي لتأخذ هذه الأسلحة؟ فكان يقول له لا خليها شوي، فالذي كان يعلم بمكان هذه الأسلحة هو جمال عبد الناصر وحسن العشماوي. جمال حماد:أيوه، إنما في هذا الوقت بقى البوليس، المباحث كانوا بيدوروا على أي أسلحة وذخائر عند الأخوان المسلمين، فيعني لا يمكن جمال عبد الناصر يقول له خذ يا حسن عشماوي الحاجات دي حطها عندك وبعدين يبلغ عنه. أحمد منصور:يعني البوليس عارف أنه هو حيروح العزبة بتاع حسن العشماوي ويفحر تحت الجراش حيبص يلاقي في أسلحة وذخائر محطوطة في صندوق، مين الجني بقى اللي راح قال لهم الكلام ده إذا مش جمال عبد الناصر اللي بلغ؟ جمال حماد:ليه ما يكونش يعني تواترت الأنباء مثلا. أحمد منصور: لا أحد يعلم إلا حسن العشماوي وصلاح شادي وجمال عبد الناصر حسب روايتهم هم، وسيادتك الآن بتقول إنه عندك علم بالموضوع. جمال حماد:أيوه، عندي علم بالموضوع، فأنا اللي بأعتقده أن ده النشاط من البوليس والمباحث وقدروا أنهم يعثروا على هذا يعني هم أو مثلا جماعة فلاحين موجودين هناك في العزبة شافوا حاجات زي دي وهي بتتحط وبلغوا البوليس وقتها. أحمد منصور:إنما مش جمال عبد الناصر. جمال حماد:مش جمال عبد الناصر، لا يمكن جمال عبد الناصر يحط أسلحة وذخيرة وبعدين يبلغ، طيب ما حيقول جمال عبد الناصر اللي جابها لي. أحمد منصور:حسن العشماوي قال إيه؟ جمال حماد:قال له في إذا.. في النيابة قال له إذا كنت عاوز تعرف إيه حقيقة هذا الموضوع اسأل جمال عبد الناصر. التطورات السياسية والبدء في تحديد موعد الثورة أحمد منصور:حسن العشماوي هرب واختفى في الصعيد وبعد ذلك سافر إلى الكويت وعمل مستشارا لأمير الكويت بعد ذلك وروى القصة كاملة في الكتاب وتفصيلات العلاقة بين الأخوان وبين الثوار التي ربما أسألك عنها بعد ذلك لكن لأن هذا الحدث مرتبط بحريق القاهرة بالدرجة الأولى، التطورات السياسية في مصر بعد حريق القاهرة يبدو أن لهب حريق القاهرة ألهب الحياة السياسية وألهب الجيش المصري أيضا؟ جمال حماد:أيوه. أحمد منصور:أنتم في نادي الضباط كيف تعاملتم مع الأمر؟ جمال حماد:إحنا في نادي الضباط كان مفروض أنه حيتعمل جمعية عمومية غير عادية في 18 فبراير لأنه بعد ما جاء لنا الجواب بتاع الفريق عثمان مهدي بأن سلاح الحدود أصبح سلاحا قائما بذاته وعلى ذلك يجب أن يكون له مندوب في مجلس الإدارة زي بقية الأسلحة فإحنا تخلصنا من هذا المأزق وقلنا إنه إحنا لا نملك أن إحنا نعمل هذا لأن ده تعديل في قانون النادي، اللي يوافق عليه الجمعية العمومية اللي يقول أيوه و لا لا هي الجمعية العمومية.. أحمد منصور(مقاطعا): يعني توضيحا للموضوع ده أن الملك كان يريد أن يفرض رجله حسين سري عامل قائد سلاح الحدود عليكم أنتم؟ جمال حماد:بأي شكل من الأشكال. أحمد منصور:وأنتم كضباط كنتم ترفضون هذا. جمال حماد:أيوه. أحمد منصور:يعني بتتحدوا الملك؟ جمال حماد:أيوه، وواضح جدا أنه إحنا كنا بنتحدى الملك. أحمد منصور:يعني كنتم ضباطا أحرارا صحيح؟ جمال حماد:طبعا أمال إيه؟ أحمد منصور:طيب ليه قلبتم النظام ده اللي كنتم تقدروا فيه تتحدوا الملك وجبتم نظاما ثانيا ما حدش يقدر يفتح بقه فيه؟ جمال حماد:نحن كنا بنعمل كده في سبيل الحرية والديمقراطية. أحمد منصور:هي فين دي؟! جمال حماد:فإذا كان ما فيش، دي مش غلطتنا، نحن عملنا مبادئ ثورة، ستة مبادئ والمبدأ السادس بيقول إقامة حياة ديمقراطية سليمة، وقال منع الاحتكار ومنع الإقطاع وكل الحاجات دي فبعضها تحقق وبعضها لم يتحقق. أحمد منصور:حينما يجرؤ ضباط الجيش أن يتحدوا الملك فهذا يعني وجود حجم عال جدا من الحرية والإرادة والرجولة لدى الناس. جمال حماد:أيوه. أحمد منصور:لاسيما وأنكم كنتم تتحدوه في أمر تعتبرونه أمرا وطنيا؟
|
#6
|
|||||||
|
|||||||
جمال حماد:أيوه، فهو إحنا بقى علشان أجاوب لك على السؤال إحنا بقى لما عرض علينا الجواب بتاع عثمان المهدي قلنا نحن لا نملك هذا حنعرضه على الجمعية العمومية وإحنا واثقون أن الجمعية العمومية مش حتوافق، يعني إحنا كان عندنا ثقة في هذا، إحنا تخلصنا من المأزق بدل إحنا عددنا.. أحمد منصور (مقاطعا): بدل تمام يا أفندم وكله تمام وحاضر استطعتم أن تلتفوا على الأمر. جمال حماد:حاولنا أن نلتف على الأمر بقى أنه إحنا ندعو الجمعية العمومية، فحددنا موعدا في 18 فبراير سنة 1952 فهذا الموعد لم يحدث فيه اجتماع ليه؟ لأنه في 26 حصل حريق القاهرة فما قدرناش ندعو الجمعية العمومية وأجلنا هذا إلى أجل غير مسمى لأن الجيش نزل إلى الشوارع، اللواء السادس مشاة نزل يوم 26 يناير قبل الغروب وضرب الفوضى الموجودة والحرائق بيد من حديد وأنقذ القاهرة من الدمار، لأن الإنجليز كانوا بيجهزوا، كانوا مديين أمرا إنذاريا لقواتهم في ظرف 48 ساعة تكونوا جاهزين منشان في أي وقت حننزل على القاهرة والدلتا، فدي حاجة حصلت فعلا، فالجيش لما نزل أنقذ الفوضى وأنقذ الناس.. أحمد منصور:ومنع عودة الإنجليز مرة أخرى. جمال حماد:منع، لأنه كان الإنجليز مستعدين يجوا لأنهم بيتحينوا الفرص طبعا علشان يرجعوا ثاني، فده يوري لك أنه إحنا كانت المشاعر ملتهبة بعد ما حصل هذا الكلام وأدركنا أن الملك لا أمل فيه لأنه ابتدأ يعمل وزارات اسمها، إحنا سميناها وزارات الاحتضار أو وزارات الموظفين. أحمد منصور:أقيلت الحكومة الوفدية بعد حريق القاهرة، أسندت الوزارة إلى علي ماهر باشا في 27 يناير، بقيت 33 يوما فقط خلفتها حكومة نجيب الهلالي الأولى في أول مارس إلى 2 يوليو ثم حكومة حسين سري باشا من 2 يوليو إلى 22 يوليو، عشرون يوما فقط والهلالي باشا كان بيكون الحكومة الثانية له حينما أنتم قمتم بحركتكم. جمال حماد:بس هم حلفوا اليمين على فكرة، الهلالي حلف اليمين هو والوزراء وبقت وزارة فعلا. أحمد منصور:وأقصر وزارة في تاريخ مصر. جمال حماد:أقصر وزارة في تاريخ مصر، لكن يعني ده يوري لك ازي أن الوزارات دي نحن اعتبرناها وليه الملك مثلا لو تسألني الملك ليه بيعمل وزارات موظفين، طيب ليه ما يعملش وزارات أقلية لأحزاب أقلية زي زمان؟ ما هو كان بيلجأ.. أحمد منصور (مقاطعا): لأحزاب الأقلية وهو اللي يدير الحكومة ويحلها وقت ما هو عايز. جمال حماد(متابعا): المرة دي ليه جاب كله ناس مستقلين؟ أحمد منصور:لأنه كان خائفا من الجيش. جمال حماد:لا لأنه هو حلف أنه مش حيجيب الناس دول أبدا وزارات الأقلية لأنهم كتبوا عريضة وهاجموه فيها وحتى يعني أنت عارف، الناس اللي كانت بتستفيد أنهم من الأقليات وبيعمل لهم وزارات هم أنفسهم ضجوا من الملك فعملوا له عريضة مضى عليها ووقعها كل زعماء المعارضة من مختلف الأحزاب، فالملك كان حاطط في جيبه هذه العريضة وحاطط فيها الأسماء وقال ولا واحد من دول حيدخل أبدا الوزارة، ولذلك اضطر غصب عنه أن الوزارات اللي تتعمل كلها كلها مستقلين. أحمد منصور:لكن الهلالي باشا يقال إنه كان رجلا مستقيما وكان يسعى إلى أن يعمل وزارة وطنية حقيقية. جمال حماد:هو كان رجلا فعلا مستقيما وكان ماسك شعار "التطهير قبل التحرير" وكان عنده أمل أنه حيقدر يأخذ العناصر الطيبة والمستقيمة في الوفد ويعمل حزبا جديدا بس فشل في هذا الموضوع.. أحمد منصور (مقاطعا): ما إديتوه فرصة ليه أنتم ورحتمك عملتم حركتم في اليوم التالي؟ جمال حماد:أنت كنت عاوز نعمل إيه أمال؟ كل شوي تقول لي عملتم، أمال كنا عاوزنا نعمل إيه؟ نقعد ساكتين كده نتفرج، الله! رشوة وفساد وقهر وإذلال.. أحمد منصور:هو إيه اللي جرى بعدها يا سيادة اللواء؟ ما الذي تغير بعدها؟ جمال حماد:لا. أحمد منصور:سنأتي بالتفصيل. ولكن كيف أنتم في تنظيم الضباط الأحرار بدأتم تعدون للتحرك للثورة أو للانقلاب العسكري في ظل هذا الوضع؟ جمال حماد:أيوه. أحمد منصور:كيف بدأتم الإعداد؟ جمال حماد:يعني إشارة الابتداء بدأت إيمتى؟ يوم 26 يناير ده يعني اللي أيقظنا أنه لازم نعجل بالثورة في 26 يناير وبعدين كانت الثورة بقى بدأ أنه ميعادها 13 نوفمبر 1952، ليه 13 نوفمبر 1952؟ لأنه كان البرلمان منحلا، كان نجيب الهلالي كان حل البرلمان وأنت عارف أن البرلمان لما يتحل لا يحل إلا مجلس النواب فقط، مجلس الشيوخ لا يحل، فمجلس النواب كان منحلا وكان طبقا للدستور لازم لما يجي 13 نوفمبر لازم يكون فيه مجلس نواب ينعقد فإن لم ينعقد لأنه ما اتعملتش انتخابات وفي مجلس المجلس القديم ينعقد. أحمد منصور:حتى المحلول، المجلس المحلول؟ جمال حماد:حتى المنحل، فكان يعني الهدف من أنه إحنا حنعمل 13 نوفمبر نعمل الانقلاب أنه إحنا بنعمل في، علشان بنؤيد الشعب في الدستور أنه إحنا بنطبق قواعد الدستور وهو أن لازم البرلمان يجي لأنه طبعا الملك مش حيدعو للبرلمان، إحنا بقى بنعمل هذه الثورة عليه علشان هو ضد الدستور. أحمد منصور:يعني أنتم كضباط أحرار حددتم عدة مواعيد للثورة كان الموعد الأول فيها 13 نوفمبر 1952؟ جمال حماد:كان أول عرض 1955. أحمد منصور: 1955؟ جمال حماد:أيوه. أحمد منصور:أول تحديد أن الثورة تقوم في 1955. جمال حماد:وبعدين 13 نوفمبر 1952. أحمد منصور:وده أخذتوه بعد حريق القاهرة؟ جمال حماد:بعد حريق القاهرة، بعدين 5 أغسطس. أحمد منصور:ليه، ليه 5 أغسطس؟ جمال حماد:بعد حل مجلس إدارة نادي الضباط في 16 يوليو 1952. أحمد منصور:مجلس إدارة نادي الضباط الذي كان يرأسه محمد نجيب والذي أنت كنت عضوا في مجلس إدارته والذي كان الضباط الأحرار يشكلون الجزء الرئيسي فيه، ضاق به الملك فقرر حله. جمال حماد:لأنه حصل اجتماع للجمعية العمومية في 16 يونيو 1952 قبل الحل بشهر واحد، هذا الاجتماع أنا اعتبرته أنه أخطر اجتماع عسكري في تاريخ مصر منذ مظاهرة عرابي في عابدين في سبتمبر 1881. أحمد منصور:ليه، إيه الخطورة اللي شكلها هذا الاجتماع؟ جمال حماد:الخطورة بقى أن الضباط أعلنت تمردها في هذا الاجتماع لأنه عرض عليها وعلى الجمعية العمومية أنه كان في اقتراح بقى إحنا جايين ليه؟ علشان خاطر حكاية المندوب بتاع سلاح الحدود. أحمد منصور:كل ده علشان حسين سري عامر؟ جمال حماد:أيوه، ما أنا بأقول لك النادي ضيع ملكه علشان سلاح الحدود، علشان الرجل حسين سري عامر من.. أحمد منصور (مقاطعا): هو كان حيعمل له إيه حسين سري عامر حينما يدخل إلى نادي الضباط؟ جمال حماد:هو يعني مش عاوز أنه فيه يمكن نوع من العند. أحمد منصور:آه، هو شعر أن الضباط بيتحدوه إلى هذا الحد. جمال حماد:الضباط بيتحدوه، طيب هم بيعملوا كده، طيب أنا حأوريهم، فراح كاتب جواب.. ده بقى سلاح مستقل، فجئنا في يوم 16 يونيو عرضنا الموضوع بقى بعد اجتماع الجمعية العمومية فعرض الموضوع أنه عاوزين، أنه جاء لنا جواب من رئيس الأركان بيقول إن ده سلاح قائم بذاته لازم يدخل، فإيه إحنا في اقتراح بقى أنه يدخل وفي اقتراح أنه إحنا نعرضه على الجمعية العمومية العادية في ديسمبر المقبل، فعملنا الاقتراح بتاع ديسمبر المقبل رفض، عملنا الاقتراح بتاع أنه لا، نرفض، فبالإجماع. أحمد منصور:جاء رفض بالإجماع. جمال حماد:بالإجماع رفض، وبعدين بقى حصل أن بيتكلموا بقى كان نادي الضباط كان حصل له شرخ فهدوه وبنوا واحدا ثانيا، فكان عاوز تأثيث، أثاث يعني، فكان الملك كان قال إنه هو حيعمل الأثاث ده، فأمين الصندوق وقف وقال إنه إحنا دلوقت النادي خلص وعاوزين نعمل أثاث وكانت السرايا كانت المفروض أنها تبعث لنا إعانة فما بعثت لنا شيئا، فنعمل إيه دلوقت؟ فالضباط تكالبوا على الميكرفون بقى ويخطوا التلفون من بعض.. أحمد منصور:الميكرفون. جمال حماد:آه ، الميكرفون ويقولوا، واحد يقول بقى إحنا لا يمكن أنه إحنا نأخذ هذه الإعانات من السرايا لأنها مأخوذة من دماء الشعب البائس. أحمد منصور:إلى هذا الحد؟ جمال حماد:إلى هذا الحد. أحمد منصور:تفتكر مين أبرز الضباط اللي تكلموا في.. جمال حماد:عبد المنعم أمين تكلم بجرأة شديدة. أحمد منصور:أدخله عبد الناصر في مجلس قيادة الثورة بعد ذلك. جمال حماد:أيوه. أحمد منصور:نعم، مين غير عبد المنعم أمين؟ جمال حماد:والله في في ناس يعني غير معروفين. أحمد منصور:لكن كان أبرز واحد عبد المنعم أمين؟ جمال حماد:عبد المنعم أمين وقف وعلشان خاطر إيه؟ عبد المنعم أمين قال إيه؟ قال على الحرس الحديدي، لأنه كان في.. أحمد منصور:آه، يعني بدأتم تصلون إلى أنكم تخبطوا في الملك بشكل مباشر؟ جمال حماد:آه، في الحرس الحديدي لأنه كان في ضابط قتل قبلها، ملازم أول وضرب بالرصاص وقالوا إن الحرس الحديدي اللي قتله، فعبد المنعم أمين قال إحنا إيه إحنا لا نستطيع أن نمشي الآن في سلام لأن الحرس الحديدي المجرم بيقتل الناس وبيقتل الضباط فلازم نضع حدا لهذا الكلام.. أحمد منصور:تحدي مباشر للملك. جمال حماد:مباشر، قال الحرس الحديدي، كلنا عارفين الحرس الحديدي. أحمد منصور:لذلك قرر الملك حل مجلس إدارة النادي. جمال حماد:أصله كان بقى أنا زي ما قلت إن الجيش أسقط ولاءه للملك والملك فقد سيطرته على الجيش، هنا بقى الملك خاف جدا أن الجيش، إيه اللي بيعمله ده؟ الله مش هو ده الجيش بتاعي. [فاصل إعلاني] أسباب التعجيل بقيام الثورة أحمد منصور:لكن في معلومات مختلفة منشورة في مصادر كثيرة تقول بأن قيادة تنظيم الضباط الأحرار تسربت إلى القصر وكان هناك مخطط للقبض على هؤلاء الضباط أو إحالتهم إلى التقاعد من الجيش؟ جمال حماد:هذا كلام يعني قيل صحيح إنما هو اتقالت إشاعة ذات شقين، قالوا إنه وصلت أسماء 12 اسما إلى الجهات المختصة وإلى الملك. أحمد منصور:الـ 12 اسما كانوا جمال عبد الناصر وعبد اللطيف البغدادي وباقي المجموعة. جمال حماد:بس ده، يعني أنا لم أستطع رغم البحث الشديد أنه أنا أهتدي إلى حقيقة هذا الموضوع. أحمد منصور:لكن أليس هذا من الأسباب التي أدت إلى التعجيل بقيام الثورة؟ جمال حماد:ما هو في يوم اللي حصل إيه؟ أن الرجل زوج بنت حسين سري باشا محمد هاشم باشا كان وزير الداخلية فدعا محمد نجيب أنه يجي له في البيت يوم 18 يوليو 1952، محمد نجيب راح قابل محمد هاشم باشا في البيت فقال له إنه في 12 واحد إتعرفوا عند الملك وعند المباحث وعند الحاجات دي كلها، هو راح علشان يسأل محمد نجيب إيه اللي بيحصل في الجيش ده؟ أحمد منصور:نعم عايز يفهم منه ماذا يدور. جمال حماد:آه، إيه اللي بيحصل؟ وأنت تفتكر لو أنت جئت وزير حربية أن الأمور حتستقر. أحمد منصور:يعني بيختبر. جمال حماد:ما هو بعد يومين استقال حسين سري فقال له لا أنا مش عاوز أجي وزير حربية ولعلمك أن الهلالي أول واحد فكر يجيب محمد نجيب وزير حربية. أحمد منصور:يعني شعبية محمد نجيب بعد انتخابات نادي الضباط وقيادته لمجلس إدارة النادي أصبحت شعبية كاسحة داخل الجيش وربما خارجه أيضا. جمال حماد:وخارجه، ولذلك الشعب انضم إلى الجيش وإلى الثورة بمجرد ما سمعوا بيان الثورة. أحمد منصور:أن محمد نجيب هو الذي على رأس هؤلاء. جمال حماد:هو القائد. أحمد منصور:متى قررتم كضباط أحرار اختيار يوم 23 يوليو ليكون يوم الانقلاب العسكري كما أطلق عليه الرئيس نجيب نفسه؟ جمال حماد:هو في الأول زي ما كانش، كان هو 5 أغسطس في الأول. أحمد منصور:ليه غيرتم 5 أغسطس. جمال حماد:5 أغسطس على أساس أنه يقدر بقى، الناس كلها إجازات لأنه صيف، الناس في إجازات عاوزين نجيبهم واختار الناس في مناطق الخارجية والحاجات دي كلها حتأخذ وقت، فاللي حصل بقى للتعجيل أن أحمد أبو الفتح كلم ثروت عكاشة يوم 20 يوليو من الإسكندرية وقال له يا ثروت في في أخبار مهمة جدا عاوز أقولها لك، كان هو مقعد معه حسين الشافعي بيتغدى عنده في بيته.. أحمد منصور:رواها لي حسين الشافعي وقال كنا بنتغدى بطيخ، جبنة وبطيخ. جمال حماد:جبنة وبطيخ، فبعدين قال له خذ بالك أن حسين سري قدم استقالته والهلالي هو اللي جاي وينتظر أن حسين سري عامر حيجي وزير حربية فخذوا بالكم ولازم يعني تأخذوا بالكم.. أحمد منصور (مقاطعا): معنى كده أن أحمد أبو الفتح كان عارف أن ثروت عكاشة من الضباط الأحرار؟ جمال حماد:طبعا، طبعا. أحمد منصور:وأحمد أبو الفتح وقف جانبكم. جمال حماد:وقف وقفة شديدة جدا. أحمد منصور:وبعد كده عبد الناصر دمره. جمال حماد:يعني ما أنت عارف بقى.. أحمد منصور(مقاطعا):سنأتي إلى ما بعد ذلك. يعني كان موقفه موقفا وطنيا جيدا معكم. جمال حماد:جدا كان معنا، نشر أسامينا يعني المرشحين، مرشحي الضباط الأحرار نشرهم في المصري، وبعدين لما نجحنا كتب النتائج بالمصري ودول اللي انتخبوا وبعدين في 23 يوليو طبعا لما تمسك المصري يوم 23 يوليو لأن بقية الجرائد ما فيش ولا حاجة على يوم 23 لأنه ما لحقوش يكتبوا، إنما يوم 24 تشوف بقى المصري عامل propaganda في.. والباقي كله خايف يعني الأهرام بقى.. أحمد منصور:المصري دي هذه هي الصحيفة التي كان يملكها آل أبو الفتح. جمال حماد:آل أبو الفتح. أحمد منصور:وكان يرأس تحريرها أحمد أبو الفتح. جمال حماد:كانت صحيفة وطنية وكان جريئا وكتب كل حاجة عن الثورة يعني في يومها بقى كتب كل حاجة بدون خوف ولا. أحمد منصور:نرجع لمكالمة أحمد أبو الفتح لثروت عكاشة. جمال حماد:أحمد أبو الفتح لما قال بقى هذا الكلام فثروت وحسين الشافعي راحوا على طول إلى بيت جمال عبد الناصر وقالوا له حصل كذا وكذا وكذا وطبعا يعني أحمد أبو الفتح كان بيقول لهم تلميحات تدل يعني أنه أنتم الحقوا تعملوا حاجة، فسألهم وقال لهم طيب أنت تقترحوا نعمل إيه؟ قالوا له بكره على طول، يعني 21، ليلة 21، 22. أحمد منصور:مباشرة؟ جمال حماد:مباشرة، قالوا له نحن سلاح الفرسان جاهزين. أحمد منصور:المدرعات يعني. جمال حماد:المدرعات وقتها كانت اسمها سلاح الفرسان، في عندنا 48 دبابة وفي عندنا 48 عربة مدرعة، فدول كافيين جدا أنه نحن نعمل حاجة، قال لهم طيب وهم فعلا قالوا للضباط بتوعهم اقعدوا بقى من يوم 21 قعدوا في المعسكر ما يخرجوش. أحمد منصور:أنت متى بُلغت؟ جمال حماد:بلغت 22 يوليو الصبح. أحمد منصور:مين اللي بلغك؟ جمال حماد:بلغني عبد الحكيم عامر. أحمد منصور:قال لك إيه عبد الحكيم؟ جمال حماد:قال لي النهارده حنشتغل. أحمد منصور:على طول كده، وأنت كنت مستعدا؟ جمال حماد:طبعا، أنا كنت، ما إحنا عارفين أنه لأنه أنا واحد من نادي الضباط اللي انحل. أحمد منصور:أنا يعني حاسس في الجو العام كده أنكم كنتم بتتصلوا بالتلفونات مع بعض، التلفونات ما كانتش مراقبة، وكان عبد الناصر بيعين الأوراق في بيته ما كانش حد بيتدخل ولا زوار فجر بيروحوا يفتشوا ولا يبهدلوكم وكانت الحياة جميلة جدا وكان في ديمقراطية وكان في حرية وماكانش في أحد بيتبهدل وبيتمرمرط زي اللي حصل بعد كده. جمال حماد:والله بقى يعني.. أحمد منصور (مقاطعا): لا ده اللي أنا شايفه هو إحساسي ده صحيح من اللي أنا شايفه في الكتب والمصادر والروايات؟ جمال حماد:أيوه إحنا كنا.. أحمد منصور(مقاطعا): كنتم تشعرون بالأمن والأمان. جمال حماد:أيوه إحنا ما كناش، عمرنا ما جانا.. أحمد منصور(مقاطعا): رغم أنكم بتعدوا للانقلاب على النظام؟ جمال حماد:أيوه، ما هو ما كانش في يعني سيطرة بهذا الوقت. أحمد منصور:ما كانش في سيطرة ولا كان في احترام لآدمية الناس؟ جمال حماد:لا، أنا بأعتبر أنه ما كانش في سيطرة وأنه ما كانش عندهم فكرة أنه في حاجات زي دي بتتعمل. أحمد منصور:سيادة اللواء ما كانش في بوليس حربي، ما كانش في بوليس سياسي، ما كانش في ملاحقات؟ جمال حماد:كان في. أحمد منصور:ومع ذلك رغم أنكم كنت أعضاء مجلس قيادة نادي ضباط بيتحدى الملك ما كانش أحد بيتجسس على تلفوناتكم ولا كان أحدا يلاحقكم ولا بيجي يفتش لكم البيوت ولا بيقبض عليكم؟ جمال حماد:أيوه ما كانش في. أحمد منصور:طيب ما سبتوش الحياة دي ليه تفضل؟ جمال حماد:لأنه كان في حاجات بقى مش بس علشان إحنا.. بالنسبة لأهل البلد نفسها، يعني كانت حالة الفساد منتشرة جدا، الرشوة، الناس باشوات هم اللي معهم الثروة والقوة وبقية الشعب فقير وغلبان فكان.. أحمد منصور (مقاطعا): هو في إيه دلوقت بعد أكثر من 56 سنة على قيام الثورة؟ الصورة اللي سيادتك بتوصفها دلوقت دي بتختلف عن الصورة اللي الناس عايشاها في مصر الآن؟ جمال حماد:يعني.. أحمد منصور:بس في باشوات جدد وفي حاجات ثانية ربما أسوأ كثيرا مما قامت الثورة من أجله. جمال حماد:يعني إحنا والله لما عملنا الثورة كنا مقتنعين أنه إحنا بنخدم مصر وأنه إحنا مبادؤنا أعلناها وأنه إحنا حنعيش في عيشة حرة وديمقراطية وما فيش إقطاع وما فيش احتكار وأنه إحنا عاوزين مصر تستقبل والإنجليز يعملوا جلاء وبتاع فكنا بنعمل اللي قدرنا عليه في هذا الوقت، فإحنا بقى لم نحكم في.. حاليا إحنا لا نحكم مش إحنا الحكام دلوقت علشان نتحاسب إحنا على أي حاجة موجودة دلوقت. الخطط الأولى للثورة وبداية التحرك أحمد منصور:ما يعيشه الناس الآن هو امتداد لتلك الأيام لكن أنا أرجع بك إلى يوم 22 يوليو حينما أبلغك عبد الحكيم عامر بالاستعداد للتحرك، كان واضحا أنكم ستقومون بانقلاب عسكري أم حركة أم كانت الصورة ضبابية إلى حد ما؟ جمال حماد:لا كان واضحا جدا أنه إحنا حنعمل انقلابا عسكريا بس كان في مراحل. أحمد منصور:ما هي مراحل هذا الانقلاب؟ جمال حماد:يعني أولا مثلا المرحلة الأولى أنه إحنا نسيطر على قيادة الجيش، يعني إحنا نسيطر على الجيش في الأول وبعدين نسيطر على الحياة السياسية، اللي الحكومة، الحاجات دي، وبعدين كان لغاية كده بس يعني نحن ما كناش حاطين في مخنا أنه نشيل الملك. أحمد منصور:على الإطلاق؟ جمال حماد:لا. أحمد منصور:لم يكن واردا أنكم حتغيروا النظام الملكي بنظام جمهوري؟ جمال حماد:لا، يعني ما جاش في دماغنا، أو إحنا ما حدش قال لنا يعني كنا على معرفة أنه في أول مرحلة أنه إحنا حنسيطر على الجيش بس. أحمد منصور:ليه الثورة تأخرت يوما؟ المفروض كان تبقى يوم 22 وقامت في.. جمال حماد:21، 22.. أحمد منصور:ليلة 22، يعني يوم 21 بالليل وعملتوها 22 بالليل. جمال حماد:عملناها 22 بالليل، هو بقى يعني جمال عبد الناصر قال إنه علشان يعني ننهي استعداداتنا لأنه إحنا استعدادات سريعة وعاوزين نخلص في وقت مبكر أنه إحنا الناس في إجازات وبتاع فنؤجلها يوم علشان الاستعدادات. أحمد منصور:لكن في مصادر أخرى تقول إنها أجلت يوما للحصول على موافقة المرشد العام للأخوان المسلمين حسن الهضيبي؟ جمال حماد:أنا سمعت هذا الكلام، أنه في أربعة جمال عبد الناصر راح وقال لهم إنه إحنا عاوزين مساعدة الأخوان المسلمين في حالة لو الإنجليز هجموا علينا الأخوان المسلمين يكونوا معنا في صد الإنجليز اللي حيهجموا علينا وعاوزين نتعاون في هذا الموضوع فقالوا له نحن ما نقدرش نعدك إلا بالرجوع إلى المرشد العام حسن الهضيبي، كان موجودا في الاسكندرية فراحوا له ورجعوا في اليوم اللي هو كان حدده علشان يسمع منهم الكلام ده، قالوا له ما جاؤوا لسه فأخر يوما، علشان كده جاءت السيرة بقى أن السبب هو تأجيل من 21 إلى 22 السبب فيه كان أو نقدر نقول إنه من ضمن الأسباب لأنه كان يهمنا جدا أن الأخوان المسلمين.. أحمد منصور (مقاطعا): ليه؟ ليه الأخوان المسلمين بالذات وهناك تنظيمات سياسية موجودة في مصر؟ جمال حماد:الجهة الوحيدة اللي معها سلاح، لأنهم كانوا مشتركين في الكفاح ضد الإنجليز ومنظمين وعندهم أسلحة وجماعة منظمة وتقدر أنها تقف جنبنا في صد الإنجليز في حالة يعني إذا فكروا أنهم يجوا علشان خاطر يجهضوا الثورة. أحمد منصور:هل صحيح أن الأخوان كانوا الجماعة الوحيدة التي أطلعها عبد الناصر أو طلب منها المساعدة أو المشاركة في قيام الثورة أو الانقلاب؟ جمال حماد:أيوه، معلوماتي أن جمال عبد الناصر لم يخطر أي أحد إلا جماعة الأخوان المسلمين وأنه كون الشيوعيون عرفوا فعرفوا من أحمد حمروش مش من جمال عبد العناصر. أحمد منصور:ليس بتكليف من عبد الناصر. جمال حماد:ليس بتكليف ده هو مكلفه أن يسافر الإسكندرية لأنه هو كان دفاع جوي في الاسكندرية فكلفه جمال عبد الناصر أنه هو يسافر الإسكندرية ويبلغ بتوع الإسكندرية عن موعد الثورة قام قال له طيب المطلوب منهم إيه؟ قال له ولا حاجة، بس يعرفوا علشان لما إحنا ننجح يشتركوا معنا. أحمد منصور:ليلة 23 يوليو 1952 كنت أنت برتبة رائد ومن المفترض أنك ستقوم بالمشاركة في انقلاب عسكري في مصر، كنت متزوجا وزوجتك على وشك الولادة، ماذا فعلت؟ شعورك الإنساني ما بين زوجتك وأولادك وما بين أنك رايح تعمل انقلابا، ربما تعلق على عود المشنقة؟ جمال حماد:يعني صدقني أنه أنا لم أخف مطلقا، يعني المفروض أنه أي واحد حيشترك في مغامرة زي دي لازم يخاف لأن الخوف من ضمن طبيعة البشر، ما فيش واحد بشر يقول إنه ما بيخافش، أنا بصراحة كده لم أخش مطلقا أنه أنا حأشترك في هذا الموضوع وبالعكس كنت ماشي بثقة وإيمان شديد جدا، فأنا عملت في هذا اليوم يعني حاجات يعني مؤثرة في سير الثورة.. أحمد منصور (مقاطعا): إيه أهم الحاجات اللي عملتها ليلة 23 يوليو؟ جمال حماد:أنا حأبتدي لك من الصبح. أحمد منصور:أبدأ لي من الصبح. جمال حماد:أنا رحت على رئاسة المشاة في العباسية، فأنا كان عندي أمل أن العقيد أحمد شوقي قائد الكتيبة 13.. أحمد منصور:مشاة. جمال حماد:مشاة، أنه إحنا نقدر نضم هذا الرجل إلى الثورة حتى لو كانت كتيبته فيها ناس حيحركوا ناس منها إنما طبعا كون القائد بتاعها هو اللي يقوم بتحريك سراياها دي حاجة كبيرة جدا.. أحمد منصور:والعقيد أحمد شوقي لم يكن من الضباط الأحرار؟ جمال حماد:لم يكن من الضباط الأحرار، وده جاي كمان بكتيبته من العريش رايح السودان، حيغير الكتيبة الثانية اللي موجودة في الخرطوم وبور السودان.. أحمد منصور: طبعا كانت مصر والسودان وملك مصر والسودان. جمال حماد:لا، بس كانت حاجات شكلية، مش حقيقة. أحمد منصور:بغض النظر، بغض النظر، نعم. جمال حماد:وبعدين أنا كان عندي أمل في الرجل ده لأنه، أنا ما كنتش أعرفه قبل كده، إنما حصل صداقة لأنه أنا المسؤول أن أجهز كتيبته للسفر، ده كان بيجي لي كل يوم.. أحمد منصور:بصفتك أركان حرب سلاح المشاة. جمال حماد:أيوه وهو مشاة، كتيبة مشاة مسافرة السودان فأنا المفروض علي أنه أنا أجيب لها المعسكر بتاعها وأديها كل التجهيزات، واخد بالك، فحصل صداقة بيني وبينه، فأنا كنت مؤمل فيه خيرا لأن كنت بأتكلم معه شوي كده ولا كده أبص ألاقي بيخبط جامد في الكلام، يعني ما بيخافش، فأنا بقى يومها رحت مكلمه قلت له تعال أنا عاوزك ضروري، فجاء لي، أخذته بقى على غرفة محمد نجيب علشان.. أحمد منصور:قائد السلاح كله. جمال حماد:كان موجودا في كشف المرضى في البيت فالغرفة فاضية، أنا مش عاوز أقعد بمكتبي وإلا الناس حيسمعوني حتيجي.. أحمد منصور:ما فيش أجهزة تصنت مزروعة في غرفة محمد نجيب. جمال حماد:أنت كل ما أتكلم تقول لي.. أنا بقى.. أحمد منصور:لا، سيادتك بس أنا بأفهم الجو كان شكله إيه؟ الناس كانت عايشة إزاي؟ جمال حماد:الله، ما كانش في أجهزة تنصت يا سيدي، فنحن قعدنا بقى قدام المكتب بتاع محمد نجيب فيه أريكة كده وهو مندهش أنا جبته ليه.. أحمد منصور:وسيادتك رائد وهو عقيد. جمال حماد:وهو عقيد، قلت له يا أحمد بيه دلوقت أنت شايف أنه نادي.. أنا قلت إيه؟ أمسك يعني طريقة التجنيد بقى أجيب له قضية.. أحمد منصور:قضية نادي الضباط. جمال حماد:نادي الضباط، قلت له نادي الضباط اتحل، هل أنت ترضى بهذا؟ ازاي يحلونا كده وبتاع دي حاجة يعني ما كناش ننتظرها، فلقيته بقى عمال يشتم، شتم بقى حيدر باشا وشتم الناس كلها.. أحمد منصور:بس ما شتمش الملك؟ جمال حماد:يعني برضه شتم، فأنا قلت له طيب، أنت يعني وبعدين محمد نجيب قاعد في البيت مسكين يعني بيراقبوه وعاملين له شغلانة، وقيل إنه هو حيروح أباد قائد المنطقة الجنوبية وعاوزين ينكلوا به ويبعدوه، تحمس كده وراح واقف والله كده، وطلع المصحف من جيبه وحط يده عليه وقال لي والله وحق هذا المصحف لو اللواء محمد نجيب قال لي تحرك بالكتيبة بتاعتك لأتحرك على طول، فأنا طبعا قلت دي حاجة، صيد ثمين. أحمد منصور:نعم، واحد جاهز بكتيبته. جمال حماد:واحد جاهز بكتيبة، واخد بالك. أحمد منصور:وأنتم عمالين تدوروا على دبابات وعلى.. جمال حماد:أي حاجة، فقلت له يعني الكلام اللي أنت بتقوله.. أحمد منصور:ده يوم 22 يوليو الصبح. جمال حماد:الصبح، قلت له طيب، أنت بالمناسبة أنت تلفونك كم، أخذت تلفونه وعنوان بيته وقلت له علشان أنا عاوز أجي لك وأتكلم معك بقى في شوية موضوعات وبتاع، قال لي طيب أهلا وسهلا، قلت له حأكلمك في التلفون لو كنت حأجي لك يعني، قال لي طيب، طلعت بقى على بيت عبد الحكيم عامر في غرب، شارع غرب القشلاق اسمه كده فرحت.. أحمد منصور:غرب القشلاق في العباسية؟ جمال حماد:في العباسية، لقيت عنده ثروت عكاشة. أحمد منصور:صديق عمرك. جمال حماد:صديق عمري ودفعتي وصديقي وكل حاجة، فإحنا الثلاثة بقى دفعة واحدة، فأنا قلت لعبد الحكيم، قلت يا عبد الحكيم موضوع شوقي، أحمد شوقي ده مهم جدا، لأن الرجل ده في فرق أنه هو يبقى الناس طالعين كده بقى ملازمين وبتاع وحاجات وفي فرق أن القائد بتاعهم معهم فالناس كلها.. أحمد منصور:وعقيد وأعلى رتبة عندكم غير محمد نجيب مقدم. جمال حماد:قلت لهم يعني ده كويس قوي أنه يجي، إيه رأيك يا عبد الحكيم؟ قال لي والله ده يبقى كويس قوي، قلت له طيب أنا بقى رأيي أنه إحنا نروح له النهارده البيت علشان خاطر يشتغل معنا، قال لي طيب، على كل حال أنا استناني الساعة أربعة في كازينو خارينوس في ميدان سفير في مصر الجديدة، قلت له طيب فرحت استنيته في الكازينو الساعة أربعة خرجت من بيتي ورحت، وقلت لزوجتي عندنا شغل في.. رايح مع شوية ضباط عندنا شغل، طبعا هي مش واخدة بالها من حاجة، فرحت أنا وهو.. أحمد منصور:كان عندك أولاد؟ جمال حماد:كان عندي برهان وطارق. أحمد منصور: برهان اللي أصبح اللواء برهان حماد بعد ذلك وكيل المخابرات المصرية. جمال حماد:اللواء برهان حماد، واللواء طارق حماد اللي في رئاسة الجمهورية، كانوا أطفال بقى صغيرين، فأنا أخذت.. أحمد منصور:قل لي شعورك الإنساني إيه، في طفلين؟ جمال حماد:ما أنا بقى حأجيب لك شعوري الإنساني وأنا نازل، أنا نازل وسايبهم، في الأول أنا رحت زي ما قلت لك، رحلت لعبد الحكيم، أخذني وطلعنا بيت أحمد أنور بتاع البوليس الحربي اللي بعد كده ولقيت حتى شمس بدران موجود وبعدين جمال عبد الناصر قام معنا، أنا كنت يعني أخذني لهناك على الشقة ونزلنا على طول وركبنا عربية جمال عبد الناصر الأوستن دي، ومشينا على بيت أحمد شوقي وقلت لهم العنوان أهو فوديتهم لغاية بيت أحمد شوقي وطلعنا على أحمد شوقي، أحمد شوقي طبعا بيفتح الباب على أساس أنه حيشوفني أنا لأنه مالوش علاقة بجمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر يعني علاقة سطحية جدا ما يعرفش حاجة، الرجل بقى أول ما فتح الباب ولقى دول بدا عليه الدهشة الشديدة، الله إيه دول؟ فأنا، دخلنا بقى أوضة الصالون وقعدنا، فالرجل، أنا بقى طبعا كنت إيه حامل هم أن أحمد شوقي قال لي الكلام ده أنا وهو لوحدنا في رئاسة المشاة طيب هل يا ترى حيقول هذا الكلام قدام الناس دول ولا لا؟ لاحسن بعدين يقول إيه ده، مين قال أنا قلت كده، واخد بالك، ما فيش شهود عليه، فخفت أنا بقى أطلع قدامهم أنه أنا صغير وأنا جبتهم يعني في إيه، ضيعت وقتهم يعني في كلام زي ده، فبقيت قاعد حامل هم، وبعدين لقيت صورة لواء بوليس متعلقة، الله، فأنا بقى بحسن يعني من غير ما أوعى قلت له يا أحمد بيه هو مين ده؟ قال لي ده خالي أحمد بيه طلعت، يا نهار أسود أحمد بيه طلعت.. أحمد منصور:رئيس حاكم دار بوليس القاهرة. جمال حماد:ده هو ده حاكم دار القاهرة وهو ده اللي عنده فرقة الأمن المدرعة وهو ده اللي حيبقى عدونا نمرة واحد، فأنا أول ما قال لي كده بلّمت طبعا سكت وخفت جدا قلت ده أنا جبتهم بقى في مصيبة يعني أو كمين.. أحمد منصور (مقاطعا): تسمح لي نتابع الكمين من الحلقة القادمة. أشكرك شكرا جزيلا كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم. في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى قصة ثورة يوليو من اللواء أركان حرب جمال حماد كاتب البيان الأول للثورة وأحد كبار قيادات الضباط الأحرار، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جمال حماد.. شهادته عن عصر الثورة بمصر ج2
|
#7
|
|||||||
|
|||||||
الجزء الثالث
|
#8
|
|||||||
|
|||||||
الجزء الرابع
|
#9
|
|||||||
|
|||||||
الجزء الخامس
|
#10
|
|||||||
|
|||||||
الجزء السادس
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
شاهد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|