#1
|
|||||||
|
|||||||
حصري: سفك الدماء
سفك الدماء الكاتب: بهاء الدين شلبي.مقتطفات من مخطوط كتاب _ الدخان الأسود لقد ترددت كثيرًا قبل أن ألخص بحثي في مسألة سفك الدماء، وكشف الصلة بين سفك الدماء وبين طقوس السحر وعبادة الشياطين،لحاجته إلى كتاب مستقل، لما لهذا الموضوع من أهمية بالغة وتفاصيل قد لا يلقى لها بالا من لم يرى تحت قدميه صرعى المس والسحر والتسلط الشيطاني، حيث أن السحرة لا رحمة في قلوبهم ولا شفقة، فلا يبالون بحرمة الدم وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، فقد يصل الأمر في الغالب إلى قتل الأطفال قربانا للشيطان، ولعل في هذا تفسيرًا لسر اختفاء الأطفال وخاصة الرضع، وهذا بلاغ إلى كل الجهات المعنية في كشف ذلك وإثباته، فمن باع دينه ونفسه للشيطان فلا تسأله بعد ذلك عن حرام، فليس بعد الكفر ذنب، وهذا الموضوع على وجه الخصوص أخطر من أن يؤجل فما سأذكره هنا مجرد تنويه يقرب مدى شغف الشيطان بالدم. محمد جعفر يذكر كيفية تعميد السحرة من النصارى فيقول: (ويتقدم الساحر ومعه قطعة القربان المقدسة فيبصق عليها ويهرسها بأقدامه ويطأ الصليب بقدميه وهنا يخرج العمدة حماماة أو طيرا صغيرا يتلو عليه بعض التلاوات فينقلب الطير إلى غلام صغير وهذا الطفل يخطفه عادة العمدة قبل ليلة التعميد ليقدمه قربانا للشيطان ليلة الاحتفال بتعميد السحرة الجديدين ويمسك الاسحر الطفل ويذبحه وسط تهليل واستحسان السحرة ثم يلوث بدماء الطفل البريء أجزاء من جسده وجسد مندوب الشيطان وباقي السحرة حتى إذا نزفت دماء الطفل جميعها ألقوا به في وعاء كبير جدا ليستوي مع باقي المأكولات القذرة التي أتى بها السحرة لالتهاماه ليلة التعميد). حتى أن عقود السحرة والتي يتم تحريرها بين الساحر والشيطان، يتم كتابتها بالدماء، ليس هذا فقط بل إن الشيطان يقدم للساحر نسخة مخطوطة من كتب السحر، وهذه النسخ عادة مكتوبة بمداد من الدماء، ويحتفظ بها الساحر بشكل سري، ويستردهام نه الجن بعد وته. رفاعي سرور يقول: (ومما يؤكد التقابل بين السحر ومعنى الدين من خلال العبادة؛ هو أن الطقوس التقليدية المحققة للسحر غالبا ما تكون شركًا، وهو الأمر الذي ينقض الدين من أساسه. وأخطر هذه الطقوس هي الذبح لغير الله الذي ينقض حقيقة التوحيد). () والدم هو سائل الحياة، ومجرى الشيطان من ابن آدم، فمنذ مقتل ابن آدم وإلى وقتنا هذا والدماء تسيل من أجل الصراع على الدنيا، وبسبب الحسد الذي يأكل قلوب الناس، وما أرى سفك الدم إلا أنه أعظم قربان للشيطان، خاصة دم المسلم، وهو وسيلة السحرة للتعميد ونيل رضى إبليس، وحتى يتنازل ويعلمهم السحر و يحقق لهم آمالهم الشريرة، وذلك بواسطة أعوانه ووزرائه من الشياطين. (وما زال الذبح للجن حتى الآن يقوم به الكهنة والسحرة الذين يتصلون بالجن، فمن ذلك أننا نرى الجهال يذهبون إلى هؤلاء السحرة ليحلوا سحرًا أو ليعالجوا مصروعًا أو ما شابه ذلك، فيطلبون منهم حيوانات بأوصاف معينة ثم يذبحونها ويلطخون المريض بدمها ثم يأمرون برميها في بئر وأن لا يذكر اسم الله عليه أثناء الرمي وهذا هو الذبح للجن المنهي عنه وإن لم يتلفظ الذابح باسم الجن وإنما الأعمال بالنيات).() والذابح لغير الله ملعون ففي صحيح مسلم من حديث علي ابن أبى طالب رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعن الله من ذبح لغير الله).() من الملاحظ أن من أكثر مطالب الجن والشياطين سفك الدماء وإحراقها، فالشيطان عليه اللعنة شغوف بها إلى حد كبير، لما لها من حرمة عند الله، فلا تهرق إلا بشروطه عز وجل، لذلك يجرنا الشيطان إلى تجاوز تلك الشروط ليستزلنا إلى عبادته ويصرفنا عن عبادة الله وحده، و يسوقنا إلى ما فيه هلاكنا وبئس المصير. السفك في اللغة: الإراقة والإجراء لكل مائع، وقد إنسفك، ورجل سفاك للدماء سفاك للكلام. وكأنه بالدم أخص.() ويتضح شغف الشيطان بالدماء ولو بالقدر اليسير مما قد يسيل من الدماء في أثر تبتيك أذان الأنعام، حيث توعد إبليس أن يؤمر بنى آدم بتبتيك أذان الأنعام: (وَلأمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ الأنْعَامِ) [النساء: 119]، (قال قتادة والسدى وغيرهما يعنى تشقيقها وجعلها سمة، وعلامة للبحيرة والسائبة والوصيلة).() والبتك في اللغة: القطع، وقال الليث: قطع الأذن من أصلها.() ومن نتائج قطع الأذن من أصلها نزول بعض الدماء، وهكذا يتضح شغفه ورضاه ولو بالقليل من الدماء، ما دامت في غير طاعة الله، وإذا كان هذا هو حاله مع الأنعام فما بالنا كيف تكون فرحته بدماء البشر وخاصة المؤمنين منهم، فالدماء إن لم تهرق لله وحده، فهي من أعظم القربات للشيطان وهو يتمنى أي قربان من الإنسان حتى ولو ذبابة. عن طارق بن شهاب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (دخل الجنة رجل في ذباب، دخل النار رجل في ذباب). قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: (مر رجلان على قوم لهم صنم، لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئًا، فقالوا لأحدهما: قرب. قال: ليس عندي شيء أقرب. قالوا له: قرب ولو ذبابا. فقرب ذبابا، فخلوا سبيله. فدخل النار. وقالوا للآخر: قرب، فقال: ما كنت لأقرب لأحد شيئًا دون الله عز وجل. فضربوا عنقه فدخل الجنة) رواه أحمد صحيح موقوفًا.() فهذا رجل أطاع شياطين الإنس فضلا عن شياطين الجن فقرب لغير الله ذبابًا فدخل النار، والرجل الأخر عصى شياطين الإنس والجن فتقرب إلى الله بدمه فدخل الجنة، فكيف الحال بمن يسفكون دماء المسلمين حتى يخرج الجن من أصابعهم استجابة لطلب الجن والشيطاين؟! وما حجم تلك الذبابة بالمقارنة إلى دماء المسلم فضلا عما يقرب للشيطان تحت أي مسمى كان؟ وما قد يفوت الكثيرين التنبه إليه خاصة من يقومون بالحجامة الرطبة لعلاج الأمراض الجنية، حيث أن الدم الخارج من جسد المريض يكون محملا بمكونات سحرية مفككة، فيقوم الجن بإعادة بناء مكوناتها، والعودة إلى جسد المريض أشد قوة من ذي قبل، فيشعر المريض بعدها براحة شديدة، وهذا للأسف مكر من الشيطان، لأنه صار أقوى من ذي قبل وأشد خصانة، خاصة وأن معظم المعالجين يسيؤن التعامل مع الدم الخارج، فيلقى في المراحيض أو في القمامة، وهذه الحشوش محتضرة من الشياطين، فتتجمع على الدم حشود من الشياطين، وهذا ما لم يلتفت إليه الكثير من المعالجين، لذلك أقصر الحجامة في علاج أمراض الجن على الحجامةالجافة، ولا أقوم بالحجامة الرطبة إلا لمجرد تطهير الجسم من المخلفات السحرية بعد شفاء المريض. وكذلك ما استحدث من استخدام النساء لحفاضات الدورة الشهرية، فأيضا يتم التخلص منها بإلقاءها في القمامة، وترك النساء استخدام (القصة البيضاء)، حيث يتم غسلها وإعادة استخدامها مرة أخرى، أما قطع الحفاض المغلفة فهي تقد وجبة شهية من الدماء الساخنة للسحرة والشياطين. والأخطر أيضا ما عرف اليوم ببنوك الدم حيث تتجمع فيها أكياس متنوعة من دماء المسحورين داخل الثلاجات، وطبعا يتم عن طريقها نقل العدوى بالسحر والمس من شخص مصاب إلى شخص سليم، وكذلك معاملتحاليل الدم يتعامل فيها الأطباء مع الدماء معاملة مباشرة، وأغلب هذه الدماء مسحورة ومكدسة بالشياطين. إذًا فالذبح وسفك الدماء وإهراقها بدون التزام الشروط الشرعية يعد عبادة للشيطان، ذلك لحرمة الدماء عند الله عز وجل قال تعالى: قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَآءَ [البقرة:30]، وقال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَآئَكُمْ) [البقرة:84]، وقال تعالى: (وَلا تَقْتُلُواْ النَّفْسَ التي حَرَّمَ اللهُ إِلا بِالْحَقِّ) [الأنعام:151]. الذبح للجن: فالذبح إن لم يكن على نهج الله تعالى فهو على نهج الشيطان، درج السحرة وإخوان الجن والشياطين الذبح بطرق مختلفة لا تتفق مع الشرع، أملاً في نيل رضى الجن وتقربا إليهم واستعاذة بهم، وتناقل الناس تلك الأساليب المخالفة للشرع حتى صارت عادات وتقاليد شركية يظللها الخرافات والجهل، من أمثال ذلك ما اعتاد الناس ذبحه في مواسم الموالد عند الأضرحة والتي تنتشر في ربوع البلاد الإسلامية، ومنها ما يذبح على عتبة البيت بغرض دفع أذى الجن واتقاء لشرورهم، ثم القيام بتزفير باب الشقة والسيارة بطبع الأيادي الملوثة بالدماء على الجدران والأبواب وغيرها، ومن ذلك ما يعرف باسم [الوطوطة] حيث اعتادت النساء ذبح (وطواط) ومسح جسد البنات الصغيرات بدمائه حتى تصير بشرتهن ناعمة ملساء بدون شعر في المستقبل، ونجد في البلاد البحرية ما يعرف بشرب دماء [الترسة] وهى السلحفاة البحرية يذبحونها ثم يشربون دمائها. ونجد صور استباحة الدماء تختلف وتتنوع، فنجد بعض من يدعون العلاج يقلدون تقليدًا أعمى، ومن صور ذلك أنهم يخرجون الجن من إصبع الممسوس، وذلك بتجميع الجن نفسه في إصبع المريض، ثم يحبس الدم في ذلك الإصبع بالضغط عليه، وبعد ذلك يشك الجلد بدبوس فتنفجر الدماء خارجة معها الجن إلى خارج الجسد، بخلاف استخدام الحجامة بغير نص في ذلك يفيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخدمها في علاج المس و السحر. أحيانا يطلب الجني من المعالج أن يخرج من الأصابع، باستنزاف دم المريض، و هذه حيلة ذكية من الجني يحتال بها على ضحل الخبرة من باب المماطلة وفي أحسن الأحوال ليتمكن من الخروج من الجسد سليما، فباستنزاف الدم ترتكب جريمة تنفر منها الملائكة وتحجب رحمة الله عن المريض والمعالج، وهنا إما أن يتملعن الجني ولا يخرج مطلقا، وإما أن يخرج سليما معافى عل حساب ما ارتكبه المعالج من وزر، لأن هذه الطريقة بما تحمله من أذى متمثل في سفك الدم المندفع من الجسد، هذا إلى جانب ما يشعر به المريض من وخز وألم، فهي في الحقيقة تعد قربانا للشيطان، فالدم الذي يخرج من الجسد ولو قطرة واحدة بدون مسوغ شرعي يعد سفكًا للدم، فما بالنا لو كان دم مسلم موحد بالله، مع العلم أن تلك الطريقة مأخوذة عن الكنائس حيث يقوم القساوسة بفعلها لإخراج الجن، كما ذكر لي بعض من عالجتهم بعد أن بائت طريقتهم بالفشل تمامًا. ويذكرنا (سيسرو) أن ملوك الشرق كانوا عندما يرغبون في التحالف يضمون أياديهم اليمنى فيربط إبهاما المتحالفين معا، وتعقد عليهما عقدة وثيقة حتى تنحبس الدماء عند طرفي الإبهامين، ثم يشك طرفا الإصبعين فتندفع منهما الدماء ويمص كل ملك دماء الآخر.() محمد جعفر يقول: (وقديما كان السحر إذا أراد أن يهلك أو يتلف مزروعات أحديعمد إلى ذبح فرخة سوداء عذراء لم (تبيض أبد) ويتلو عليها أثناء ذبحها الأراد والكلمات الشيطانية ويجمع دمها في وعاء خاص منقوش به الرموز والإشارات اللازمة ويقصد إلى الغيط ويرش على كل ركن من أركانه فوق المزروعات قليلا من دم الفرخة فيتلف الزرع في الحال. أما إذا كان يريد إهلاك البهائم فيأتي بقطة سوداء جربانة أو مريضة ويذبحها ويجفف جلدها لبضعة أيام ثم يرسم على هذا الجلد صور الحيوانات المراد هلاكها إن كانت بقرة أو جاموس..إلخ. وينقش عليها الرموز والعلامات الخاصة ويلقي بها فس حظيرة البهائم في أي جهة كانت بها فلا تنقضي ثلاثة أيام إلا وتنفق جميعها. وأيضا إذا أراد إصابة شخص بمرض خطير يذبح الساحر فرخة سوداء ويحشوها بشعر وأظافر الشخص المطلوب مرضه ويرمى بها في مجرى ماء راكد حتى تتعفن وتتآكل فيصاب الشخص بالمرض فورا..) والذبائح الشيطانية التي ترتكب في الزار لعقد الصلح مع الجن وإرضائهم حسب الطلبات الشيطانية، تدفن مخلفات وبقايا تلك الذبائح فيما يعرف بالماينجه ليأكل منها الجن، بغرض أن يجتمعوا حول المكان الذي يعقد فيه الزار. وفى لسان العرب: ذبائح الجن: أن يشترى الرجل الدار أو يستخرج ماء العين وما أشبه فيذبح لها ذبيحة للطيرة، وفى الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم، نهى عن ذبائح الجن؛ كانوا إذا اشتروا دارًا أو استخرجوا عينًا أو بنوا بنيانًا ذبحوا ذبيحة، مخافة أن تصيبهم الجن فأضيفت الذبائح إليهم لذلك؛ معنى الحديث أنهم يتطيرون إلى هذا الفعل، مخافة أنهم إن لم يذبحوا أو يطعموا أن يصيبهم فيها شيء من الجن يؤذيهم فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم هذا ونهى عنه.() وهذا النوع من الذبح لغير الله صار شائعًا في بلاد المسلمين، وإن لم يربط الناس بين الذبح والجن ظاهرًا، ولكن ما عليه حال الناس يدلك على خوفهم مما يحمله المستقبل من فشل، وعدم التسليم بقضاء الله وقدره، بخلاف خوفهم الدفين من السحر والعكوسات من الإنس والجن، مما يحبط التوكل على الله إلى أدنى الدركات، بحيث ينعدم التوكل تمامًا وينفتح باب الشرك بالله وتكون هذه هي البداية إلى الهاوية. ولا يجوز أن نمنع النسك لله، لأن الصدقات مأمور بها عند استقبال كل أمور الحياة الدنيا والآخرة قربة لله، وإظهارًا للعبادة والتذلل لله عز وجل، وطلبا للتوفيق وقضاء الحوائج، وبغية نيل الفلاح في الدنيا والآخرة قال تعالى: (لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ، وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَىْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ) [آل عمران: 92]. (هذا حث من الله لعباده على الإنفاق في طرق الخيرات فقال (لن تنالوا) أي: تدركوا وتبلغوا البر الذي هو كل خير من أنواع الطاعات وأنواع المثوبات الموصل لصاحبه إلى الجنة، حَتَّى تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ أي من أموالكم النفيسة التي تحبها نفوسكم… ودلت الآية أن العبد بحسب إنفاقه للمحبوبات يكون بره، وأنه ينقص من بره بحسب ما نقص من ذلك).() لا يصح بحال أن نفصل مطلقًا بين النية والكيفية والمقصد، فإذا اختل أحدهم بأن تم على غير أوامر الله والضوابط الشرعية، خرج العمل من دائرة التوحيد، وصار الذبح لغير الله، لأنه استبيحت حرمات الله، وهذا خلاف ما أمر به الله تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ المُسلِمِيَنَ) [الأنعام: 162،163]. (يأمره الله تعالى أن يخبر المشركين الذين يعبدون غير الله ويذبحون لغير اسمه أنه مخالف لهم في ذلك فإن صلاته لله ونسكه على اسمه وحده لا شريك له وهذا كقوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) [الكوثر: 2] أي أخلص له صلاتك وذبحك فإن المشركين كانوا يعبدون الأصنام ويذبحون لها فأمره الله تعالى بمخالفتهم والانحراف عما هم فيه والإقبال بالقصد والنية والعزم على الإخلاص لله تعالى قال مجاهد في قوله: إِنَّ صَلاتِى وَنُسُكِى النسك الذبح في الحج والعمرة وقال الثوري عن السدى عن سعيد بن جبير (ونسكى) قال ذبحي وكذا قال السدي والضحاك).() (قُل إِنَّ صَلاتِى وَنُسُكِى : أي ذبحي، وذلك لشرف هاتين العبادتين وفضلهما، ودلالتهما على محبة الله تعالى، وإخلاص الدين له، والتقرب إليه بالقلب واللسان والجوارح، وبالذبح الذي هو بذل ما تحبه النفس من المال، لما هو أحب إليها وهو الله تعالى، ومن أخلص في صلاته ونسكه، استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله).() أصول الذبح الشرعى: إن الأصل في الذبائح هو عدم الحل إلى ذلك أشار جميع من العلماء … وإن الأصل في ذبائح المسلمين الحل؛ لورود الشريعة المطهرة بهذا إلا إذا طرأ مانع يحرم ذبيحة المسلم، كردة وشرك.() وإنما تحل الذبيحة إذا توفرت لها شروط الذكاة وهى: 1- الذابح: ويعتبر له شرطان: أن يكون مسلمًا أو كتابيا، وأن يكون عاقلا… 2- الآلة: ولها شرطان: الأول: أن تكون محدة تقطع أو تخرق بحدها لا بثقلها. الثاني: أن لا تكون سنًا ولا ظفرًا. 3- محل: وهو الحلق واللبة وهى الوحدة التي بين أصل العنق والصدر، ولا يجوز الذبح في غير هذا المحل بالإجماع وقد روى في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الزكاة في الحلق واللبة) [رواه الدارقطني عن أبى هريرة]. 4- ذكر التسمية: فإذا تركت التسمية عمدًا، أو ذكر غير اسم الله حرمت… 5- فعل: وهو قطع المريء والحلقوم، والأكمل قطع الودجين). فإذا توفرت هذه الشروط حلت الذبيحة، وإذا انعدمت أو انعدم أحدها حرمت الذبيحة.() وهناك حالات محددة غير الذبح قد حرمها الله وهى تخرج عن كونها ذبح إلى كونها ميتة لا يجوز أكلها قال تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) [المائدة: 3]، ثم قال تعالى مفصلاً هذه النوعيات التي تدخل تحت مسمى الميتة لإنها لم تذبح بشروطها قال تعالى: (وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيرِ اللهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرِدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ) [المائدة: 3]. وكل ما خرج عن شيء مما سبق ذكره من حيث النية وقصد التوجه إلى الله عز وجل أو من حيث التزكية وطريقة الذبح وذكر اسم الله عليه ومكان الذبح حيث حرم الله الذبح في الأماكن التي كان يذبح عندها المشركين لقوله تعالى: (وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ) [المائدة: 3]. (قال مجاهد وابن جريج كانت النصب حجارة حول الكعبة قال ابن جريج وهى ثلاثمائة وستون نصبًا كانت العرب في جاهليتها يذبحون عندها وينضحون ما أقبل منها إلى البيت بدماء تلك الذبائح ويشرحون اللحم ويضعونه على النصب وكذا ذكره غير واحد فنهى الله المؤمنين عن هذا الصنيع وحرم عليهم أكل هذه الذبائح التي فعلت عند النصب حتى ولو كان يذكر عليها اسم الله في الذبح عند النصب من الشرك الذي حرمه الله ورسوله وينبغي أن يحمل هذا على هذا لأنه قد تقدم تحريم ما أهل به لغير الله).() وعن ثابت بن الضحاك رضى الله عنه قال: (نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا. قال: فهل كان فيه عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم). () فيه المنع من الوفاء بالنذر إذا كان في المكان وثن، ولو بعد زواله.. وفيه استفصال المفتى، والمنع من الوفاء بالنذر بمكان عبد الجاهلية ولو بعد زواله). () قوله: (أوف بنذرك) هذا يدل على أن الذبح لله في المكان الذي يذبح فيه مشركون لغير الله. أي في محل أعيادهم. معصية لأن قوله: (أوف بنذرك) تعقيب للوصف بالحكم بالفاء، وذلك يدل على أن الوصف سبب الحكم، فيكون سبب الأمر بالوفاء خلوه عن هذين الوصفين. فلما قالوا (لا) قال: (أوف بنذرك) (وهذا يقتضي أن كون البقعة مكانا لعيدهم، أو بها وثن من أوثانهم: مانع من الذبح بها ولو نذره). قاله شيخ الإسلام.() قال شيخ الإسلام رحمه الله: العيد: اسم لما يعود من الاجتماع العام على وجه معتاد، عائد: لها بعود السنة، أو بعود الأسبوع، أو الشهر أو نحو ذلك. والمراد به هنا: الاجتماع المعتاد من اجتماع أهل الجاهلية. فالعيد يجمع أمرًا منها: يوم عائد، كيوم الفطر ويوم الجمعة، ومنها: اجتماع فيه، ومنها: أعمال تتبع ذلك من العبادات والعادات. وقد يختص العيد بمكان بعينه، وقد يكون مطلقًا.وكل من هذه الأمور قد يسمى عيدًا. فالزمان كقوله النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة: (إن هذا يوم قد جعله الله للمسلمين عيدًا)(). والاجتماع والأعمال كقول ابن العباس: (شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم)؛ والمكان كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تتخذوا قبرى عيدًا)() وقد يكون لفظ العيد اسمًا لمجموع اليوم والعمل فيه وهو الغالب، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (دعهما يا أبا بكر؛ فإنه لكل قوم عيدًا). () انتهى. () سفك الدماء قربان للشيطان: بمتابعة تاريخ سفك الدماء سنجده كان ولازال أعظم قربة للشيطان في سبيل تنفيذ السحر، واستطلاع الغيب، ودفع ضره، وجلب نفعه، ويأخذ ذلك صورة الفدو والتضحية بالأنعام، وقد تطور الأمر إلى الفديات البشرية، وما كان ذلك ليحدث إلا بوحي من الشيطان وبتحفيز منه استخفافًا بأتباعه من بنى آدم، فكان له ما أراد على مر العصور بدأ من قصة ابني آدم ومرورًا بالحروب والمعارك والمذابح التي أريقت فيها دماء الملايين من البشر. (وفى العديد من الثقافات يلاحظ أن قتل الحيوان ما هو إلا إهانة وتحقير له، وإن الدماء بمثابة تدنيس، وبصفة خاصة دماء الحيض، وفى مثل هذا النظام، لن يوجد سوى تبرير واحد ألا وهو: اعتبار قتل حيوان ما بمثابة محو لمخلوق شؤم ونحس تجسد فيه عدو ديني أو سياسي، ومن هذا المنظور، ينخرط كل شيء في إطار النظام: فنظام العالم يتأكد ويتدعم بواسطة تدمير الحيوان، بديل العدو ونائبه. فقتل الحيوان ليس خطأ بل هو عمل إيجابي).() (وكانت الذبائح والقرابين تقدم للشيطان حتى تستمد التمائم والتعاويذ قوة منه وفعالية، فتقذف في النار الموقدة أمام تلك التمائم قطع من دهن حيوان أو دمه أو أجزاء من لحمه).() (ولقد تطور هذا المعتقد وبدأ يأخذ صور أخرى كالتطبيب والمعالجة فتوصف الذبائح كعلاج ولازال هذا التطور يحدث في عصرنا، ومن العادات المنتشرة في الريف المصري إذ توصف أجزاء خاصة من أحشاء الحيوان أو الطير مثل الثعلب أو الذئب والهدهد… والغراب لعلاج مرض مزمن أو نقص يصيب الإنسان، فقلب الذئب يؤكل ليقوى قلب الإنسان ويجعله يحتمل الجري مسافات طويلة، ويوصف للأطفال الذين يتأخرون في الكلام أكل لحم الغراب بعد طبخه فينطلق لسانهم. وكان أهالي سيوة يعتقدون حتى بداية القرن العشرين أن أكل لحم الكلب يشفى من الأمراض الخبيثة).() فمعتقد الناس هنا ناشئ من وحي شيطاني لا صلة له بالدين أو العقل، حيث تسود تلك المعتقدات السحرية في قدرة الشيطان على إعطاء الناس بعض القوى والشفاء باستخدام تلك الدماء واللحوم، شريطة أن تكون من المحرمات أو مما ذبح بطريقة غير ما أحل الله وأمر به، وتتفاضل القرابين من مخلوق صغير كالجعران وهو حشرة صغيره وانتهاء بالإنسان نفسه. (فقد كان يؤتى بحيوان ما من أجل إغراقه في الماء، وبهذه الطريقة يصبح هذا الحيوان مؤلهًا مقدسًا ويصير وسيطًا بين الساحر والآلهة، وبهذا، يكون لدى الساحر وسيلة اتصال مع الإله أو الآلهة حيث يتمكن من أن يطلب منها ما يريده، ومثل هذه الممارسة لا تجد في أعقابها أي (انتقام) من جانب الحيوان… وهذه المخلوقات التي يتم إغراقها، ولا تعتبر مخلوقات خطرة، بل هي بالأحرى تعتبر بمثابة عناصر مساعدة كما توضح ذلك هذه الفقرة المقتطفة من (البرديات الديموطيقية): ( إذا أردت أن تجذب نحوك الآلهة وأن يقوم الترتيل بمهمته السحرية على الفور، فيجب أن تأخذ جعرانا وتغطسه في لبن بقرة سوداء، ثم تضعه فوق النار، فهنا يتألق سحره حقيقة، في اللحظة المطلوبة ويسطع النور).() ولم يقف كفر الشيطان عند حد الجعران، بل إن جشعه استمر حتى طمع في دماء البشر أنفسهم، فتدرج إلى ما هو أكبر أهمية وحجمًا، واتبع السحرة خطواته حتى وصلوا إلى القرابين البشرية، بقصد التواصل بين السحرة والجن، فنجد من شروط التعميد عند السحرة أن يقربوا للشيطان طفلاً صغيرًا لم يبلغ الحلم بعد، كوسيط بين العراف والجن، أو أن يذبح تحت قدمي إبليس لإثبات الولاء له والكفر بالله عز وجل، وما قرأته وسمعته من أفعال السحرة وشذوذهم في التقرب إلى الشيطان لتقشعر منه الأبدان وتشيب له الولدان، فهم لا يتورعون عن أي فعل شيطاني مهما بلغ كفره من قتل وزنا المحارم ولواط وهتك أعراض وانتهاك حرمة كتاب الله، بل ونبش القبور وانتهاك حرمة الموتى. القرابين البشرية: كان التدرج في أنواع الفديات مسلك شيطاني في سبيل الوصول إلى الفداء البشرى، كل ذلك استغلالاً لإعراض الناس عن الله، ووقوعهم صرعى الابتلائات والمحن. (وربما كان خوف الإنسان من المجاعات وخشيته من مواسم القحط، جعلته يلجأ إلى التفكير في الفديات الإنسانية رغبة منه في تهدئة غضب آلهة الخصوبة أو الآلهة التي تتسبب في وفرة الحاصلات الزراعية. من كثرة الغيث أو فيضان الأنهر والبحيرات. وسادت فترة كانت فيها الفديات البشرية، واتجهت بعض العقائد إلى افتراض أن وفرة الفيضانات والمياه ترتبط بتزاوج آلهة الأنهر بالعذارى التي كانت تزف إليها في كل موسم بإغراقها في مياه تلك الأنهر أو البحيرات.. فلضمان وفرة المحاصيل استبدلت الفديات البشرية بالفديات الحيوانية، وهكذا تحول التقليد من قرابين بسيطة إلى ما يشبه المذابح تسفك فيها دماء البشر. كما اقتضى تعطش الآلهة الزراعية إلى مزيد من الدماء وإلى سفك عدد أكبر من الفديات البشرية).() وكان يحدث فيما مضى أن تلقى فتاة في نيل مصر وبقدوم الإسلام إلى مصر تبددت تلك الطقوس الوثنية واندثرت، إلى أن عادت مصر الآن إلى ممارسة تلك الطقوس تحت مسمى إحياء الفولكلور الشعبي والفرعوني، فبدلاً من إلقاء فتاة صاروا الآن يلقون دمية، تشبها بالوثنيين من الفراعنة، وإحياء لتلك الطقوس بهدف تحويل دفة الانتماء عن الإسلام إلى ملة الفراعنة، المهم هو هجر أصول الإسلام والسنة، والإبقاء على مظاهر الدروشة والتصوف باسم الإسلام، كصورة بديلة عن الصورة السلفية، وهكذا ينتشر الدجل والوثنية المتمثلة في الاحتفال بيوم عيد شم النسيم، وإلقاء تلك الدمية في نهر النيل، مما يثير الخزعبلات حول الإسلام الذي جعلوه قرينًا بالدروشة والخبل الصوفى، ولذلك أتمنى من الله إلغاء تلك الطقوس الوثنية، تأسيًا بما حدث في عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه وأرضاه. من طريق ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عمن حدثه قال: لما افتتحت مصر أتى أهلها عمرو بن العاص، حين دخل بؤنة من أشهر العجم، فقالوا: أيها الأمير، لنيلنا هذا سنة لا يجرى إلا بها. قال: وما ذاك؟ قالوا: إذا كانت اثنتي عشرة ليلة خلت من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها، فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون، ثم ألقيناها في هذا النيل. فقال لهم عمرو: إن هذا مما لا يكون في الإسلام، إن الإسلام يهدم ما قبله. قال: فأقاموا بؤنة وأبيب ومسرى والنيل لا يجرى قليلاً ولا كثيرًا، حتى هموا بالجلاء، فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إليه: إنك قد أصبت بالذي فعلت، وإني قد بعثت إليك بطاقة داخل كتابى، فألقها في النيل، فلما قدم كتابه أخذ عمرو البطاقة فإذا فيها (من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر. أما بعد، فإن كنت إنما تجرى من قبلك ومن أمرك فلا تجر فلا حاجة لنا فيك، وإن كنت إنما تجرى بأمر الله الواحد القهار، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك) قال: فألقى البطاقة في النيل فأصبحوا يوم السبت وقد أجرى الله النيل ستة عشر ذراعًا في ليلة واحدة وقطع الله السنة عن أهل مصر إلى اليوم.() سفك الدماء والتنجيم: (وكانت الطقوس اليونانية القديمة تقضى أن يتقدم السائل بفدية حيوانية قبل سؤال الهواتف، وكانت أحشاء تلك الفدية تفحص بعد نحرها للتنبؤ بما إذا كان وقت سؤال الهواتف ملائمًا أم غير ملائم، فإذا دلت على سنوح الفرصة للسؤال يتقدم الطالب بأسئلة للكاهنة التي كانت بمثابة وسيط بين السائل أو الطالب، والهواتف التي كانت تقطن كهوفًا أو أضرحة، وتجلس الكاهنة عند تلقى الأسئلة من الطالب على مقعد ذي ثلاث أرجل، وتضع في فمها ورقة من نبات الغار، كما تمسك في يدها غصنا من النبات نفسه، وتكون في حالة شبيهة بالغيبوبة والتخدير).() (وقد وجدت آثار نماذج من الفخار على هيئة كبد الحمل، وعليها تقاسيم ونقوش تفسر طريقة قراءة الفأل في كل جزء من أجزاء هذا العضو، وتفسير لأي شذوذ قد يصيبه وإيضاح معانيه.. أما عن صلة هذه الطقوس القديمة بعاداتنا أو فنوننا الشعبية فربما أمكن مقارنتها بتلك العادة الشائعة عند النساء العاميات أو القرويات إذ تندب المرأة عند سماعها بخبر مفزع أو موت قريب أو عزيز بقولها: يا كبدي وكان كبدها هي التي تنبأت بالفاجعة).() ومن ذلك ما اعتاد فعله رواد الزار من شرب دماء الذبائح المذبوحة للجن، وإقبال الممسوسة على كبد الذبيحة لتأكله استفتاحًا لعقد الصلح مع الجن، ووضع نقطة دم على وجهها أو جسدها، وتختلف أنواع الذبائح حسب نوع الجن وبمواصفات خاصة. (فإذا كان (ياوره) مثلا هو الجن الذي حل في جسد العروسة، فإنه يجب ذبح زوج حمام أحمر كجزء من طلباته)() ودقة (سليله) المفتونة بنفسها يذبح حمام هزاز وإذا كانت دقة (جادو) يذبح له أرنب أسود، وإذا كانت دقه روكشى يذبح لها دجاجة رزي.. إلخ. وكان حلف الدماء عند بعض الشعوب الأفريقية يقتضي أن يشرب الفريقان المتحالفان من الدماء النازفة من صبى أو فتاة تختن في هذه المناسبة. وهناك نوع آخر من التحالف كان منتشرًا الشعوب الأفريقية، ولكنه كان مقصودًا على الملوك حيث يبصق كل من المتحالفين في فم الآخر وربما ذكرنا هذا التحالف بالمثل الشعبي الدارج الذي يقول: (تافين في بق بعض) ويضرب هذا المثل لمن يردد نفس الكلام الذي يردده زميله).() يثبت لنا مما سبق أهمية الدماء عند الجن سواء سفكت أو شربت وعلى أي حال فالدم له حرمة عند الله عز وجل يجب أن لا تستباح، (وفى جميع هذه الحالات تعتبر الدماء التي تنزف من الجسم أو الجزء الذي فصل عنه بمثابة الفدية).() يونس عليه السلام كفداء بشرى: وهناك فارق واضح بين القربان البشري والذي هو ترضية للآهة بغرض التقرب منها،وبين الفدو والذي هو التضحية بفرد في سبيل انقاذ الجماعة، لقد أعطانا القرآن الكريم مثالا لتلك الفديات البشرية التي كان يطحن بها فداء للمجموعة إذا حاقت بهم الأخطار والأزمات، وقد فصل ذلك في سورة الصافات من قصته نبي الله يونس عليه السلام، قال تعالى: (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ، فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ، فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ، فَلَوْلآ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لَلَبِثَ في بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَآءِ وَهُوَ سَقِيمٌ، وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ، وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِاْئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ، فَأَمَنُواْ فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) [الصافات: 139: 148]. والمقصود أنه عليه السلام لما ذهب مغاضبًا بسبب قومه، ركب سفينة في البحر فلجت بهم واضطربت وماجت بهم وثقلت بما فيها وكادوا يغرقون على ما ذكره المفسرون، قالوا فاشتوروا فيما بينهم على أن يقترعوا فمن وقعت عليه القرعة ألقوه من السفينة ليحتفظوا منه، فلما اقترعوا وقعت القرعة على نبى الله يونس، فلم يسمحوا به، فأعادوا القرعة ثالثة فوقعت عليه أيضًا لما يريده الله به من الأمر العظيم، قال تعالى: (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ، إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ، فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ، فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ) [الصافات: 139: 142]. وذلك أنه لما وقعت عليه القرعة ألقى في البحر، وبعث الله حوتا عظيما، من البحر الأخضر، فالتقمه و أمره الله تعالى أن لا يأكل له لحما و لا شحما و يهشم له عظما، فليس لك برزق، فأخذه فطاف به البحار كلها.() وإذا كانت القصة قد تمت بإرادة الله ولحكمة اقتضاها المولى عز وجل ولكنها تكشف لنا عن وجود فكرة الفدو البشرى من أجل الإبقاء على حياة الآخرين، وأن ذلك المعتقد كان موجودًا متعارف عليه في ذلك الوقت. إسماعيل عليه السلام وفدائه بفدو حيوانى: وهناك صورة أخرى من صور الفداء تتمثل في الفداء الحيواني بالإنساني وهى قصة الذبيح الأول إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وتبين لنا كيف أن الله فداه من الذبح فقال (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) [الصافات: 107]، ولكن هذا المثال فيه امتثال لطاعة الله عز وجل كما سنبين وربما اقتبس الشيطان من ذلك فكرة القربات الشيطانية التي تتمثل في ذبح السحرة طفل صغير كقربان لإبليس حتى ينال منه التعميد كساحر وإبليس عليه لعنة الله يفعل ذلك من باب الندية لله عز وجل. يذكر تعالى عن خليله إبراهيم أنه لما هاجر من بلاد قومه سأل ربه أن يهب له ولدًا صالحًا فبشره الله تعالى بغلام حليم، وهو إسماعيل عليه السلام لأنه أول من ولد له على رأس ست وثمانين سنة من عمر الخليل. وهذا مالا خلاف فيه بين أهل الملل لأنه أول ولده وبكره، وقوله تعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ) [الصافات: 102]، أي شب وصار يسعى في مصالحه كأبيه، قال مجاهد فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْىَ أي شب وارتحل، وأطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل، فلما كان هذا رأي إبراهيم عليه السلام في المنام أنه يؤمر بذبح ولده. هذا وفى الحديث عن ابن عباس مرفوعًا (رؤيا الأبناء وحي). قال عبيد بن عمير أيضا وهذا اختبار من الله عز وجل لخليله في أن يذبح هذا الولد العزيز الذي جاءه على كبر، وقد طعن في السن بعدما أمر بأن يسكنه هو وأمه في بلاد قفر وواد ليس به حسيس ولا أنيس، ولا زرع ولا ضرع، فامتثل أمر الله في ذلك وتركهما هناك ثقة بالله وتوكلاً عليه، فجعل الله لهما فرجا ومخرجًا ورزقهما من حيث لا يحتسبان. ثم لما أمر بعد هذا كله بذبح ولده هذا الذي قد أفرده عن أمر ربه وهو بكره ووحيده الذي ليس له غيره أجاب ربه وامتثل أمره وسارع إلى طاعته، ثم عرض ذلك على ولده ليكون أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قسرًا ويذبحه قهرًا قَالَ (يَا بُنَىَّ إِنِّى أَرَى في الْمَنَامِ أَنِّى أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى) [الصافات: 102]، فبادر الغلام الحليم سر والده الخليل إبراهيم فقال: (يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ، سَتَجِدُنِى إِنْ شَآءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) [الصافات: 102]، وهذا الجواب في غاية السداد والطاعة للوالد ولرب العباد قال الله تعالى: (فَلَمَّآ أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) [الصافات: 103] قيل: أسلما أي استسلما لأمر الله و عزما على ذلك. وقيل هذا من المقدم والمؤجر، والمعنى تله للجبين أي ألقاه على وجهه. قيل أراد أن يذبحه من قفاه لألا يشاهده في حال ذبحه، قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وقتادة والضحاك. وقيل بل أضجعه كما تضجع الذبائح، وبقى طرف جبينه لاصقا بالأرض وأسلما أي سمى إبراهيم وكبر وتشهد الولد للموت. قال السدي وغيره أمر السكين على حلقة فلم تقطع شيئًا، ويقال جعل بينها وبين حلقة صفيحة من نحاس والله اعلم. فعند ذلك نودي من الله عز وجل: (أَن يَا إِبْرَاهِيمُ، قَدْ صَدَّقْتَ الرُّءْيَآ) [الصافات: 104، 105]، أي قد حصل المقصود من اختبارك وطاعتك ومبادرتك إلى أمر ربك وبذلك ولدك للقربان كما سمحت ببدنك للنيران، وكما مالك مبذول للضيفان، ولهذا قال تعالى: (إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلؤُاْ الْمُبِينُ) [الصافات: 106]، أي الاختبار الظاهر البين وقوله: (وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) [الصافات: 107]، أي وجعلناه فداء ذبح ولده ما يسره الله تعالى له من العوض عنه، والمشهور عن الجمهور أنه كبش أبيض أعين أقرن رآه مربوطًا بسمرة في ثبير. قال سفيان: لم تزل قرنا الكبش في البيت حتى احترق البيت فاحترقا). () عبد الله بن عبد المطلب وفدائه بفدو حيوانى:
وننتقل إلى قصة أخرى من قصص النذر البشرى أو القربات البشرى واستبداله بالفدو الحيواني، وهى قصة الذبيح الثاني عبد الله بن عبد المطلب والد نبينا محمدصلى الله عليه وسلم.قال ابن إسحاق: وكان عبد المطلب فيما يزعمون نذر حين لقي من قريش ما لقي عند حفر زمزم، لئن ولد له عشرة نفر ثم بلغو معه حتى يمنعوه، ليذبحن أحدهم لله عند الكعبة. فلما تكامل بنوه عشرة وعرف أنهم سيمنعونه وهم: الحارث، والزبير، وحجل، وضرار، والمقوم، وأبو لهب، والعباس، وحمزة، وأبو طالب، وعبد الله، جمعهم ثم أخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء لله عز وجل بذلك فأطاعوه، وقالوا: كيف نصنع؟ قال: ليأخذ كل رجل منكم قدحًا ثم ائتوني، ففعلوا. ثم أتوه، فدخل بهم على هبل في جوف الكعبة وكانت تلك البئر هي التي يجمع فيها ما يهدي للكعبة، وكان عند هبل قداح سبع وهى الأزلام التي يتحاكمون إليها إن أعضل عليهم أمر من عقل أو نسب أو أمر من الأمور جاءوه فاستقسموا بها فما أمرتهم به أو نهتهم عنه إمتثلوه. والمقصود أن عبد المطلب لما جاء يستقيم بالقداح عند هبل خرج القدح على ابنه عبد الله وكان أصغر ولده وأحبهم إليه، فأخذ عبد المطلب بيد ابنه عبد الله، وأخذ الشفرة ثم أقبل بها إلى أساف ونائلة ليذبحه، فقامت إليه قريش من أنديتها فقالوا: ما تريد عبد المطلب؟ قال: أذبحه، فقالت له قريش وبنوه أخوة عبد الله والله لا تذبحه أبدًا حتى تعذر فيه، لئن فعلت هذا لا يزال الرجل يجيء بابنه حتى يذبحه، فما بقاء الناس على هذا. وذكر يونس بن بكير عن ابن إسحاق، أن العباس هو الذي اجتذب عبد الله من تحت رجل أبيه حين وضعها عليه ليذبحه فيقال إنه شبح وجهه شجًا، لم يزل في وجهه إلى أن مات. ثم أشارت قريش على عبد المطلب أن يذهب إلى الحجاز فإن بها عرافة لها تابع فيسألها عن ذلك، ثم أنت على رأس أمرك إن أمرتك بذبحه فاذبحه، وإن أمرتك بأمر لك وله فيه مخرج قبلته، فانطلق حتى أتوا المدينة، فوجدوا العرافة وهى سجاح فيما ذكره يونس بن بكير عن إسحاق بخبير، فركبوا حتى جاءوها، فسألوها وقص عليها عبد المطلب خبره وخبر ابنه، فقالت لهم: ارجعوا عنى اليوم حتى يأتيني تابعي فأسأله، فرجعوا من عندها. فلما خرجوا قام عبد المطلب يدعوا الله، ثم غدوا عليها فقالت لهم: قد جاءني الخبر، كما الدية فيكم؟ قالوا عشر من الإبل ثم اضربوا عليها وعليه بالقداح، فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم، وإن خرجت على الإبل فانحروها عنه، فقد رضى ربكم ونجا صاحبكم، فخرجوا حتى قدموا مكة فلما أجمعوا على ذلك الأمر قام عبد المطلب يدعوا الله، ثم قربوا عبد الله وعشرًا من الإبل، ثم خرجوا فخرج القدح على عبد الله، فزادوا عشرًا، ثم ضربوا فخرج القدح على عبد الله، فزادوا عشرًا فلم يزالون يزيدون عشرًا عشرًا ويخرج القدح على عبد الله حتى بلغت الإبل مائة. ثم ضربوا فخرج القدح على الإبل فقالت عند ذلك قريش لعبد المطلب، وهو قائم عند هبل يدعو الله، قد انتهى رضى ربك يا عبد المطلب، فعندها زعموا أنه قال: لا حتى أضرب عليها بالقداح ثلاث مرات فضربوا ثلاثا ويقع القدح فيها على الإبل، فنحرت ثم تركت لا يصد عنها إنسان ولا يمنع.() قربان ابني آدم عليه السلام: ولا يفوتنا في هذا الصدد ذكر قصة ابني آدم وذلك القربان() الذي تقبل من أحدهما ولم يتقبل من الأخر للاستدلال على قدم القربات الحيوانية التي كانت تقرب لله عز وجل، وجعل الشيطان لنفسه نصيبًا منها بأن جر الإنسان للذبح لغير الله حتى تبطل تلك القرابين كعبادات لله عز وجل وبالتالي صارت قربات له عليه لعائن الله. قال تعالى: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَىْ ءَادَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الأَخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ، قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَقِينَ) [المائدة: 27]، وبعد أن دب الحسد في قلب الأخ لأخيه ونزغ الشيطان بينهما فهم الأخ فقتل أخاه وسفك دمه كأول دم يسفك إرضاء للشيطان وبتحفيز منه قال تعالى: (فَطَوَعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [المائدة: 30]، وهذا هو مراد الشيطان الخسارة والحسرة والندامة دأبه مع أولياءه وأتباعه من الذين يسفكون الدماء ويستحلونها بغير ما أحل الله. ذكر السدي عن أبى مالك وأبى صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن ناس من الصحابة أن آدم كان يزوج ذكر بطن بأنثى الأخرى وأن هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل وكان أكبر من هابيل وأخت هابيل أحسن فأراد هابيل أن يستأثر بها على أخيه وأمره آدم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى فأمرهما أن يقربا قربانا وذهب آدم ليحج إلى مكة واستحفظ السموات على بنيه فأبين والأرضين والجبال فأبين فتقبل قابيل بحفظ ذلك. فلما ذهب قربا قربانا فقرب هابيل جذعة سمينة وكان صاحب غنم وقرب هابيل حزمة من زرع من رديء زرعه فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فغضب وقال لأقتلنك حتى لا تنكح أختي فقال إنما يتقبل الله من المتقين).() اليهود والقرابين البشرية: أخذت القرابين البشرية طريقها إلى اليهود، وذلك عن طريق إتباعهم السحر والكهانة حتى صارت الدماء جزءًا من مناسكهم وعباداتهم المختلفة تبعًا لأوامر الشيطان. (أما القرابين فكانت تشمل الضحايا، فكان الإنسان يقدم مع القرابين الأخرى من الحيوان والثمار، واستمر الأخذ بهذه العادة فترة طويلة امتدت إلى عهد الانتقام حيث قدم الملك (آخاذ) ابنه قربانا للآلهة، وممن قدموا ضحايا للآلهة أيضًا ابنة جفثه (Jrphthah Doughtrr) ثم اكتفت الآلهة بجزء من الإنسان بدلاً من أن يضحى بالإنسان كله، وكان هذا الجزء هو ما يقتطع في عملية الختان، وقد بقيت عملية الختان رمزًا للتضحية، وبقى مع جزء الختان الحيوان والثمار، فأصبح يضحي بالبقر والخراف أو ببواكر الثمار، تحرق أمام المعبد مع الجزء الذي يقطع في الختان، وكانت القرابين عبارة عن هدية يتقرب بها الشخص للإله، رجاء قضاء حاجة يريدها، وكانت أحيانًا للشكر والاعتراف بعون حصل عليه الشخص قبل تقديمها…والتطور في نوع القرابين الذي ذكرناه آنفا كان نتيجة للتطور في الفكر اليهودي عن الإله، فقد كان يهوه في بادئ الأمر إلهًا يحب الدم. وكانت اليهودية دين فزع وذعر وخوف، ولم يكن يطفأ حقد الإله إلا بالدم المسفوك، فلما ترقت فكرة اليهود عن الإله، وقالوا بإله بر وصالح، أصبح هذا يكتفى بالختان بدل الإنسان، كما يكتفى بالحيوان والثمار).() ونخالف مفاد القول السابق، بأن اليهود عرفوا الختان في مرحلة متطورة من مراحل تطور الفكر اليهودي، فلا خلاف على أن الختان عرف كفطرة وكعبادة قبل ظهور الديانة اليهودية بزمن طويل، حيث اختتن نبي الله إبراهيم عليه السلام بعدما أتت عليه ثمانون سنة، وذلك قبل نزول التوراة، أي قبل ظهور اليهود، وهذا القول مجمع على صحته، ولا خلاف عليه بين أهل العلم. عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اختتن إبراهيم خليل الرحمن بعدما أتت عليه ثمانون سنة واختتن بالقدوم). () عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وقص الشارب، وتقليم الأظافر). () (اختتنوا للرب، واتزعوا غرل قلوبكم). [أرميا: (9/25 – 26)]. (ها تأتي أيام يقول الرب، وأعاقب كل مختون وأغلف). [لوقا: (1/59)،(2/26)]. وعند البخاري في صحيحه باب (إذا التقى الختانان) علق عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني فقال: المراد بهذه التثنية ختان الرجل والمرأة، والختن قطع جلدة كمرتة، وخفاض المرأة والخفض قطع جليدة في أعلى فرجها تشبه عرف الديك بينها وبين مدخل الذكر جلدة رقيقة.. ).() يقول فضيلة الشيخ أبى الأشبال الزهيري: وليس إبراهيم أول من اختتن.. بل قد وردت نصوص في الكتب السابقة تفيد أن أول من اختتن هو: آدم عليه السلام، بل يدعي الشعب اليهودي أن الله خصهم بميزة دون سائر الأمم وهى: (الختان)؛ وأن الله قد أخذ عليهم العهد بذلك فهو محفوظ بينهم وبين الله تبارك وتعالى. بل عندهم ما يسمى (بخرافة كرسي النبي إلياهو). النبي إلياهو يعنى النبي (إيلياء) والخرافة هي: أنهم يقيمون حفلاً للمختون. اليهود إلى يومنا هذا. يقيمون حفلاً للمختون، هذا الحفل توضع فيه الكراسي للمدعوين ويبقى كرسي في مكان متميز عال عن بقية الكراسي، هذا الكرسي فارغ تمامًا يحرم على أحد من المدعوين أن يجلس عليه. ويعتقدون أن النبي إلياهو ينزل فيجلس على الكرسي فيشهد حفل الختان ولا يراه أحد من الحاضرين! خرافة يهودية موجودة عندهم. انظر! اليهود يفعلون هذا، ويعتقدون هذا فيما بينهم، ويدعون أن الختان عند المسلمين وحشية! وعملية إجرامية! ويجب محاربتها. بل الوحشية كل الوحشية في ترك البنات هكذا عرضة للفواحش بسبب التهييج الذي تقدم ذكره. ولما ظهر اليونانيون على اليهود جعل اليونانيون عقوبة من قام بإجراء عملية الختان الإعدام! الكلام هذا قبل ميلاد المسيح عليه السلام وقبل بعثته؛ فاليهود واليونانيون كانوا قوتين عظيمتين دارت الحروب الكثيرة بينهما. ولم يترك اليهودي الختان في ذلك الوقت .. بل كان كل واحد يختتن نفسه بنفسه..!! عملية في غاية المشقة، ومع هذا كان اليهودي واليهودية يحافظان على ذلك حتى قامت الحرب و الثورة النكابية سنة 165 قبل الميلاد بين اليهود اليونانيين فوضعت الحرب أوزارها، وتخلص اليهود من سلطة اليونانيين، وأظهروا سنتهم في الختان. والختان كان سببًا في حربهم كذلك مع الرومان. والمسيحية تعمد كل مختون، الولد إذا بلغ سن الثامنة وهى السن التي ختن فيها عيسى عليه السلام وجب ختانه في ذلك السن عند طائفة معينة من النصرانية .. وإلا فليس كل النصارى يختتنون، إنما فريق منهم يختتن وفريق لا يختتن، والفريق الذي يختن لا يعد النصراني نصرانيا إلا إذا تعمد في الكنيسة وختن في سن الثامنة بماء المعمدان. () المصدر: https://depaj.wordpress.com/2007/04/...5%D8%A7%D8%A1/
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحمام, حصري:, سفك |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|