#41
|
|||||||
|
|||||||
الموالي جمع مولى ... وقد تأتي للمذكر والمؤنث ...
قال تعالى : ( فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ )[الحديد:15] قال تعالى : ( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا )[الأحزاب:5] قال تعالى : ( وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا)[النساء:33] قال تعالى : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) [النحل:76]
|
#42
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
معذرة على قدرة استيعابي البطيئة ..فكلمة الموالي مازالت غير واضحة لي .. سؤال : على ماذا ارتكزتم في تفسير كلمة الموالي على أنّها النساء ؟ هل اعتمدتم في شرحها على القواميس ؟
|
#43
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
|
#44
|
|||||||
|
|||||||
الكاتب: بهاء الدين شلبي.
إن مشركي مكة هم أنفسهم بني إسرائيل أي بني إبراهيم وإسماعيل معا، ومن أنفسهم خرج رسول الله صلى الله عليهم وسلم أي أنه من بني إسرائيل، لذلك فأغلب الخطاب في كتاب الله العظيم موجه إلى بني إسرائيل خاصة، قال تعالى: (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ * لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ) [العنكبوت: 65؛ 67]. نجد الله تعالى يتكلم عن قوم امتن عليهم بفضله فقال: (لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ) أي يكفروا بما آتيناهم من الكتاب وغيره من النعم، وجعل لهم (حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) ورغم هذا (إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ)، فهم غير مشركين عن جهل وإنما عن علم بدليل قوله تعالى (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ). فهذا الكلام مداره حول أهل الكتاب وتحديدا بني إسرائيل، فهم من أنعم الله تعالى عليهم (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ) [المائدة: 20]. وهذا الأمن استجابة لدعوة إبراهيم عليه السلام لبنيه فقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ) [إبراهيم: 35]. وقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [البقرة: 126] البلد الآمن هنا هو مكة المكرمة البلد الأمين لقوله تعالى: (وَهَٰذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) [التين: 3]. أما قوله تعالى: (وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ) فإن مراده بقوله (أَهْلَهُ) هم أهل الحرم أي بني إبراهيم عليه السلام خاصة ومن ساكنهم في الحرم عامة، فبني إبراهيم عليه السلام هم من عمروا مكة وهم أهل الحرم الذين (أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) [إبراهيم: 37] .. وهم من يأتي إليهم الناس من كل فج عميق لأداء الحج كل عام لقول تعالى: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) [الحج: 27]. فلا يمكن القول أن أهل الحرم هم بني إسماعيل فقط تبعا للمفهوم التاريخي الدارج والذي تم تفسير القرآن الكريم تبعا له رغم أنه من الواجب تعديل التاريخ بحسب القرآن الكريم، ولكن قلبت القاعدة فصار القرآن يفسر ويشرح بحسب علم التزكية المسمى (علم الرجال) والذي وضعه مؤرخي الرجال والسنة، فمن أجمع على تزكيته من السلف صار نقله صحيحا وكلامه دينا معتبرا، ومن طعنوا فيه أسقطوا عدالته وردوا نقله، فبشر يزكي بعضهم بعضا متجاهلين كتمان المنافقين ما في قلوبهم، وأنه لن يطلع عليه أحد سواء كان مزكي أو مزك.ى وإلا فلا يصح أن نخرج بني إسحاق من جملة أهل الحرم ، لأن الحج فريضة على كل بني إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام .. خاصة أنه في موضع آخر من نفس دعاءه للحرم خص إبراهيم عليه السلام نفسه أن يجنبه الله عز وجل وبنيه جميعا دون تخصيص عبادة الأصنام فقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [إبراهيم: 35، 36] .. وهذا التعميم في قوله (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ) لا تخصيص فيه لبني إسماعيل دون بني إسحاق عليهما السلام .. لأن بني إسرائيل ذرية مشتركة لإسماعيل الجد وإبراهيم زوج ابنته كما في قوله تعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [البقرة: 127؛ 129] فإن دعائهما (وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ) ورد بصيغة الجمع لا بالتثنية (ذريتينا) .. مما دل على أنهما مشتركين في البنين وأن ذرية إسحاق ويعقوب عليهما من أبناءهما .. وأن إسماعيل ليس بولد إبراهيم عليه السلام .. وهذا شاهد على أن الله عز وجل سيبعث لبنيهما رسولا منهم لا من غيرهم (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ) أي رسولا من بني إبراهيم وإسماعيل معا .. فلم يرد تخصيص في الدعاء أن يكون الرسول من ذرية إسماعيل عليه السلام فقط .. ودعاءه (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ) ثم قوله بعدها (فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) يشير ضمنا إلى معرفته مسبقا بأن من ذريته من سيعبد الأصنام .. وقد كان ذلك بالفعل باتخاذهم العجل وعبادته في حياة موسى وهارون عليهما السلام .. ثم عادوا إلى عبادتها قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعبدوا الأصنام حول الكعبة .. إذن فبني إسرائيل هم من جملة كفار مكة وأهلها قال تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) [النساء: 163] نفهم من هذا النص وجود نبيين بين نوح وإبراهيم عليهما السلام لقوله تعالى: (أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ) ثم على الترتيب أوحى الله تعالى إلى (وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ) ثم خص الله تعالى دواود عليه السلام وحده بالزبور فأخر ذكره إلى ما بعد ذكر ابنه سليمان عليه السلام فقال: (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) .. وهذا شاهد أن الله عز وجل أرسل إسماعيل بعد أن أرسل إبراهيم عليه السلام ليكون سندا وعونا له في الكبر على بناء البيت .. فعلى الترتيب قال تعالى: (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [البقرة: 133] وهنا ذكر أبناء يعقوب أسماء آبائه (قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ) فعددوهم على الترتيب بحسب من أوحي إليه أولا بعبادة الله وحده فقالوا (إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ) وفلم يذكروهم وفق ترتيب الميلاد .. لأن مقتضى سياق النص متعلق بترتيب من أنزل عليهم الوحي لا بترتيب الميلاد كما ورد صريحا في قوله تعالى: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [البقرة: 136] .. نخلص من هذا أن قوله تعالى (قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ) لا يعني ان إسماعيل عليه السلام ابنا لإبراهيم عليه السلام وإنما نزل عليه الوحي من بعده على الترتيب .. وقوله (آبَائِكَ) يفيد أن إسماعيل عليه السلام جد لإسحق ويعقوب عليهما السلام .. فالعم لا يدخل في معنى الأبوة نسبا إلا مجازا وبقرينة .. فلا يوجد ذرية مستقلة لإسماعيل عليه السلام وإنما ذريته مشتركة مع إبراهيم عليه السلام وهذا ما قد يفسر لنا أن الخطاب في قوله تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) [التوبة: 128] كان موجها لبني إسرائيل .. فقوله (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ) أي جاءكم رسولا منكم يا بني إسرائيل .. خاصة وأن من اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكونوا من نفس واحدة أو قبيلة واحدة أو يجمعهم أصل واحد مشترك .. وإنما كان منهم الحبشي والفارسي والرومي والقبطي واليماني .. هذا فيما عدا بني إسرائيل فهم من أصل ونسب واحد مشترك .. فمن المستبعد تماما أن أن يكون الخطاب في قوله (رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ) موجها إلى كل هؤلاء الأنفس والقوميات المختلفة على اختلاف نشأتهم وألسنتهم وأنسابهم .. فقوله (مِّنْ أَنفُسِكُمْ) لا تفيد اختلاف الأنساب .. وإنما تؤكد على وحدة النسب بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين من أرسل إليهم تحقيقا لدعوة إبراهيم وإسلماعيل عليهما السلام (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ) لا من غير نسبهم .. فخص بني إسرائيل في بداية الآية فقال تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ) .. ثم بين أنه يعز عليه تعنت أهله وقرابته وأنه حريص عليهم لأنه منهم فقال تعالى: (عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم) .. ثم عمم في نهاية الآية لتشمل رأفته ورحمته كل من آمنوا به سواء كانوا من بني إسرائيل أم من غيرهم فقال تعالى: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) جعل الله تعالى البيت الحرام آمنا لعموم الناس ولأهله خاصة فمن دخله وأقام فيه كان آمنا زائرا كان أم مقيما .. قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا) [البقرة: 125] وقال تعالى: (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا) [آل عمران: 97] إلا أنه خص أهله بالآمان وهم بني إسرائيل الذين تفرقوا قبائل كثيرة .. ومنهم قبيلة قريش .. وهي القبيلة الوحيدة التي ورد باسمها سورة في القرآن الكريم قال تعالى: (لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) [قريش] وهنا يأمرهم الله تعالى بعبادته ويذكرهم بنعمته عليهم إذ (أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ) وهذا من بركة دعوة إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام .. فقريش من نسل إسماعيل عليه السلام .. وهم من بني إسرائيل .. ومنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وام أسهل على من حرفوا التوراة والإنجيل أن يحرفوا الأنساب .. فلما دعاهم للإسلام أبوا ونسوا أن منكن الله حرما آمنا فقال تعالى: (وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [القصص: 57] إذن فقبيلة قريش هي إحدى قبائل بني إسرائيل التي أقامت واستقرت في مكة ومنهم خرج خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام انتقل يعقوب عليه السلام وبنيه من البدو إلى مصر قال تعالى: (وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ) [يوسف: 100] .. أي الحمد لله الذي أتى بكم من حال البدو .. والبدو اسم يعني الخروج من الحضر إلى المراعي في الصحراء وفي اللسان "وقال الليث: البادية اسم للأَرض التي لا حَضَر فيها، وإذا خرج الناسُ من الحَضَر إلى المراعي في الصَّحارِي قيل: قد بَدَوْا، والإسم البَدْوُ." .. فهذا لا يعني أنهم كانوا بدوا رحلا على الإطلاق .. وإنما لما نزل بهم القحط في مكة حيث أقام فيها إسحاق ويعقوب .. فكان بديهيا أن ينقطع الناس عن الحج فتوقفت الموارد والمؤن وانقطعت عنهم .. فدفعتهم الحاجة أن ينطلقوا في البادية سعيا وراء المرعى .. حتى سبب الله عز وجل الأسباب ليأتي بهم إلى مصر فأقاموا فيها تحت حكم يوسف عليه السلام واستمرت إقامتهم في مصر إلى أن صاروا تحت حكم فرعون .. وهنا كان يجب عليهم الخروج من مصر والعودة إلى حاضرتهم التي كانوا يعيشون فيها .. وهنا ذكرهم موسى عليه السلام بفضل الله عز وجل عليهم قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ) [المائدة: 20] فاصطفاكم الله بالنبوة كما اصطفى آدم ونوح من قبل .. (وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا) أي أغناكم برزقه فلم يكن لهم دولة قامت بعد حتى يكونوا ملوكا بالمعنى المعروف فيما عدا ما ثبت من تنصيب يوسف عليه السلام على خزائن الأرض .. ومن نعم الله عز وجل عليهم والتي (لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ) أن مكن لهم حرما آمنا .. فساق إليهم أفئدة من الناس تسعى إليهم بالأرزاق طلبا للحج والعمرة .. وهنا أمرهم الله عز وجل بالعودة إلى ديارهم ودخول الأرض المقدسة قال تعالى: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ) [المائدة: 21] .. فالحقيقة التي لا يمكن المراء فيها أن مكة المكرمة أرض مقدسة .. فلا تنافسها أرض أخرى في قداستها .. فاختارها الله تعالى أول موضع لبيته .. ولن يختار إلا أقدس البقاع من الأرض لبناء أول بيت .. لقوله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ * قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا تَعْمَلُونَ) [آل عمران: 96؛ 98] وإن كانت مكة كذلك فهي أولى وأحق أن يطلق عليها (الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ) معرفة بالألف واللام.
|
#45
|
|||||||
|
|||||||
|
#46
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته صحيح كلامك .. ولكن لا أعلم أكان شيخ مدين هو شعيب عليه السلام أم ليس هو .. قلا يوجد بينة في هذا ولا يزال هناك جزء ثاني من المقال لم أنتهي منه مكمل للجزء السابق .. ربنا يسهل وأنهيه المشكلة أن هذا الكلام كله يدور حول بحثي عن "مصر القرآنية" وهو بحث متخم بالمعلومات والوثائق لكن لم يأذن الله بعد باستكماله ولا بكشفه للناس .. يبدو التوقيت غير مناسب .. فإن خرج ستنشب حروب ومجازر .. فببساطة سيكتشف العرب كم هم أغبياء وكيف تلاعب اليهود بهم وبدينهم وحرفوه .. ولكن صدق المعصوم صلوات الله عليه "لتتبعن سنن من قبلكم" فكلامي هذا كله مجرد تمهيدات وتفتيح للأذهان لاستقبال بحث بهذه الخطورة والأهمية .. لأنه من قاموا بأبحاث مشابهة بحثوا عن مصر التوراتية .. خيبهم الله تبارك وتعالى وأخزاهم .. فلم ينتفض مسلم لكرامته وينافح عن كتاب الله عز وجل .. ولم يستنكر عالم للأباطيل المحشوة في كتب السنة وللتفاسير المجحفة فهناك مسائل عظيمة حول أساطير تفسيرية القرآن العظيم بريء منها .. كالإسراء والمعراج الذي لم يرد عنه حرف واحد في كتاب الله العظيم .. ومن هي المبرأة في حادثة الإفك .. شبيه عيسى عليه السلام فكيف أضل الله الناس فألقى الشبه على أحد تلاميذه لينجي نبيه من القتل؟ هل من أسماء الله الحسنى (المضل)؟ حاشى وكلا .. يضل من يشاء نعم بسبب غوايته .. لكن أن يضلل الله الناس ليفتنهم عن الحق فهذا مفهوم يحتاج وقفة .. ورفعه ونزوله هي عقيدة الرجعة عند الشيعة والتي ينكرها السنة .. وأسطورة القدس وقبة الصخرة والتي لم يثبت في فضلها ولو حديث واحد صحيح .. وجبل الطور .. وطريق العبور .. وزمن وقوع الأحداث الحقيقي منذ ملايين السنين حين كان البشر عمالقة فلم يكونوا أقزاما مثلنا .. كل هذا انكشف لي موثقا وباعترافات القوم أنفسهم وبتقارير رسمية لا تقبل الشك .. لكن بكل أسف نردد التفاسير كالببغاوات ونقرأ القرآن ولا ننظر في دلالة كلماته .. ونقرأ اعترافات القوم وكأنها خزعبلات وألغاز ثم نرمي كتبهم وكأنها لا قيمة لها .. لا أدري أفقد الناس عقولهم أم أعمت الشياطين بصائرهم؟ فلم أختر عنوان "مصر القرآنية" إلا لأثبت فضل القرآن العظيم على غيره من الكتب المحرفة والمترجمة .. ولأرد على كل من بحثوا عن "مصر التوراتية" وأهملوا متعمدين كتاب الله العظيم الجليل .. فلا بد من بتر أيديهم التي كتبت وصاغت وهجرت كتاب الله تعالى وانهمكت تقلب صفحات التحريف لتضل الناس .. فلابد من فضحهم وتجريدهم تماما من كل ستر يتبجحون به على ديننا .. ولولا الفتن الدائرة الآن وتحيط بالأمة لأخرجت البحث كاملا ... ولكني أعلم أن خروجه سيزيد الفتن بين الناس .. ولكن أحسب أن الله يؤخر خروجه لوقت سيكون الناس أحوج ما يكونوا فيه لقبس من نور فهم الآن لا يستحقونه
|
#47
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
بالإضافة إلى أن الملائكة استخدمت نفس اللفظ [غلام] عندما بشروه باسحاق كما في قوله تعالى ( وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ * إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلامًا قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ * قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ * قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ ) [الحجر:51-56] اذن حسب السياق القرآني البشرى جاءت مرة بغلام [حليم] وهو الذبيح ، ومرة بغلام [عليم] وهو نبي الله اسحاق عليه السلام.
|
#48
|
|||||||
|
|||||||
الكاتب: بهاء الدين شلبي.
وحدة لغة التنزيل وتحريف الترجمات: فسر أهل الكتاب دلالات ومعاني نصوص آيات الله تعالى تبعا لأهوائهم، فكانت تفسيراتهم المعوجة بداية طريقهم إلى تحريف متن نصوص التنزيل، فبدؤوا بالإنحراف في المفاهيم، وانتهوا إلى التحريف في النصوص. ومن أهم مظاهر تحريفهم اختلاف ترجماتهم المخلة والقاصرة لكتبهم، فكما هو متعارف عليه؛ لا توجد ترجمة حرفية بين لغتين تتطابق في المعنى والدلالة، وإنما الترجمة هي محاولة لتوفيق معاني لغة ما مع معاني لغة أخرى مغايرة.فكل مترجم لكتبهم كان ينقل معنى التنزيل من لغته الأصلية إلى لغة مغايرة، بحسب فهمه الشخصي، ووفقا لتفسيره المذهبي للنص، ومن هنا انتقلوا من الإنحراف المذهبي، إلى التحريف النصي. في خضم التنافس المذهبي، وسعي كل طائفة منهم لنشر مذهبها والانتصار له، سارعوا في ترجمة كتبهم إلى لغات أعجمية مختلفة، فاختلفت المعاني، وتبدلت الدلالات، وضاع المعنى البلاغي لنصوص التنزيل جراء العبث الترجماني. ومن ثم كانت جريمتهم العظمى؛ أن اتخذوا من ترجماتهم كتبا مقدسة، ليتعاملوا معها بنفس قدسية التعامل مع التنزيل، فصاروا ينافحون ويدافعون عن تحريفاتهم، متناسين أنها مجرد ترجمات غير معصومة، وكأنها لا لبس فيها ولا خطأ، ولا قصور. فنفيهم التحريف مع هذا الكم الغزير من الترجمات عبر مختلف العصور، ومع غياب النسخة الأولى من كتبهم، لهو من المغالطات التي تؤخذ عليهم، ولا يجب أن تمرر في خضم إقامة الحجة عليهم. قال تعالى: (مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا) [النساء: 46] قال تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [المائدة: 13] قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَن يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [المائدة: 41] قال تعالى: (أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) [البقرة: 75] فهم ينكرون التحريف، والذي أدانهم به القرآن الكريم صراحة، كما تبين لنا، لكن لا يمكنهم بحال إنكار أن مجرد ترجمة الكتب من لغة إلى لغة أخرى هو تحريف في حد ذاته، وهم لا ينكرون أن كل كتبهم التي بين أيديهم في الوقت الحالي هي مجرد ترجمات. فكلما عثروا على نسخة أثرية من أحد كتبهم أقاموا الدنيا فلم يقعدوها، أملا في العثور على نسختين متطابقتين، وهذا لم يحدث، ولن يحدث أبدا. فلو استنسخوا كتبهم بنفس لغة التنزيل، واحتفظوا بها كما أنزلت إليهم، لما وقعوا في هوة فساد الترجمات، لكنهم لا يملكون نسخة من الكتاب مطابقة حرفيا للتنزيل. فبدلا من تقديم كتبهم للأمم الأخرى بنفس لغتها، ليفرضوا على الأعاجم لغة التنزيل، إلا أنهم تنازلوا عن وجوب تلاوة الكتاب وتعلمه وتعليمه باللغة التي أنزل بها، إلا أنه بات من المؤكد؛ أنهم لم يقدموا على هذه الجريمة إلا لهوى متبع، ولأغراض دفينة في أنفسهم. قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) [آل عمران: 187]. بل في أحيان كثيرة قدموا تنازلات عن التشريعات المنزلة عليهم، في مقابل كسب دخلاء جدد على ملتهم، ليوافقوا عقائد الوثنيين، كشكل من أشكال التقارب بين ملتهم وبين الملل الوثنية. ومن هذا اتخاذ عباد الصليب يوم الأحد Sunday يوم الشمس، بدلا من يوم السب، ليوافقوا يوم عباد الشمس، وهذا من باب التقارب بينهم وبين الوثنيين، ترغيبا لهم للدخول في ملتهم. ونفس تلك السياسة المذمومة قائمة حتى يومنا هذا، وهذا فيما يعرف بمؤامرات التقارب بين الأديان، والحقيقة لا يوجد أي تقارب بين الأديان، فنحن لا نقدم أي تنازلات عن شريعتنا، ولا ننجرف في تبعيات للشرائع الزائغة، في مقابل كسب رضى من أضلهم الله تعالى، وغضب عليهم. وفي المقابل لم يتبعونا في شيء من ديننا، ولم يقدموا أي تنازلات لإرضائنا، ولن يقدموا أبدا، بل تطاولوا على ديننا وعلى أقدس مقدساتنا، حتى نالوا من الله تعالى، ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) [البقرة: 120]. فإرضاءهم غاية شيطانية، وقعوا فيها قبلنا، وتبعناهم فيها على مدار قرون طويلة، مارسوا خلالها دس النصوص المكذوبة في السنة، من خلال أعوانهم من المنافقين، ونقل العلماء التفسيرات المشبوهة عنهم، وحشو كتب التفسير بها. وهذا بدلا من أن يعمل العلماء عقولهم، ويبذلوا جهدهم في استنباط الدلالات والمعاني من كتاب الله تعالى. تعددت الترجمات، من لغة إلى الأخرى، حتى تم إعادة ترجمة الكتب من اللغات الأعجمية إلى لغة التنزيل، على اعتبار أن كتبهم نزلت بلغة أعجمية، وهذا بحسب زعمهم، ولهذا لن نجد نسختين متطابقتين أبدا. حتى أن مستوى الترجمات العربية متدني، وغاية في الردائة، وتكاد تكون نصوصها أقرب إلى اللهجات العامية، منها إلى العربية الفصيحة، في تعمد واضح من المترجمين إلى تدني صياغة الترجمة، استخفافا منهم باللغة العربية، وتشويها لها، وإمعانا في التبرؤ منها، رغم أن اللغة العربية هي لغة التنزيل. فإذا كانت ترجمتهم إلى اللغة العربية بهذه الردائة، فلا يستبعد أن تكون ترجماتهم إلى النصوص الأعجمية أكثر ردائة، وأشد تحريفا. فإن خضعت ترجمتهم العربية لأهوائهم، فمن الحتمي أنهم لم يكونوا أمناء في ترجماتهم بين اللغات الأخرى، وبالتالي خانوا لغة الوحي، وتنكروا لها، حين زعموا كذبا أن التنزيل كان بلسان أعجمي، بينما كل التنزيل بلسان عربي مبين. ترجمة معاني كلمات القرآن الكريم: في عصرنا الحالي؛ تنبه علماء المسلمين لهذه الكارثة التي سقط فيها من قبلنا، لا سيما وأن القرآن الكريم تم ترجمة معانيه فيما سبق على أيدي المستشرقين، فلم نكن نعلم مدى أمانتهم في الترجمة، ومدى توفيقهم في نقل المعنى المراد من النص، فإذا كان كثير من علماء العرب قديما وحديثا،لا يدركون الكثير من معاني كلمات القرآن الكريم، بسبب قصور علمهم باللغة العربية، فمن المؤكد أن إدراك المستشرقين لهذه المعاني سيكون أقل بكثير جدا مقارنة بالعرب. فلم تخرج نسخة معتمدة من هيئة إسلامية لها اعتبارها إلا في زمننا المعاصر، فكان لزاما على من أراد دراسة القرآن الكريم فيما مضى، أن يتعلم اللغة العربية أولا، وأن يتقنها إلى حد كبير. فلا نجد ترجمة واحدة للقرآن الكريم، وإنما هناك ترجمة لمعاني القرآني الكريم، أي تفسيرات لمعانيه إلى لغات مختلفة، فلا تصلح شرعا هذه الترجمات للمعاني لأداء العبادات بها على الإطلاق، فالقرآن الكريم يقرأ ويرتل ويدرس بلغته العربية المنزل بها. فالترجمة الحرفية ضرب من المحال، ولا تجوز عند أكثر أهل العلم، لأسباب منها غياب مفردات في اللغة المترجم إليها ترادف نفس المعنى بالعربية، واختلاف ترتيب الكلام بين لغة وأخرى، واختلاف أداوت المعاني بين اللغات المختلفة. في مقدمة كتاب «ببليوجرافيا ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية من 1649-2002م: دراسة نقدية» للبرفيسور عبد الرحيم القدوائي - قسم اللغة الإنكليزية، جامعة عليكرة الإسلامية بالهند - ترجمه الدكتور وليد بن بليهش العمري، نشر موقع مجلة البحوث والدراسات القرآنية الصادرة عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ما يلي: "ففي عام 1980م كان هناك (296) طبعة لترجمات معاني القرآن الكريم الكاملة إلى اللغة الإنجليزية، سَجَّلَتْ تفاصيلها المرجعية بدقة “الببليوجرافيا العالمية لترجمات معاني القرآن الكريم: الترجمات المطبوعة” التي أعدَّها مركز أبحاث التاريخ والفن والثقافة الإسلامية التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، ولكن هذا الرقم تضاعف ثلاثة أضعاف خلال عشرين عاماً، أي من (296) ترجمة عام 1980م إلى (890) ترجمة عام 2002م. والجدير بالذكر أن طبقة القراء هذه باتت أكثر انتشاراً على نطاق عالمي، ويؤيد هذا أماكنُ النشر المختلفة للترجمات الإنجليزية، إذ خرجَتْ هذه الترجمات مؤخراً من جميع الدول ذات الشأن في أمريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا، ويبقى الاستثناء الوحيد هو أستراليا.ومما تجدر الإشارة إليه أيضاً أنه – على وجه الإجمال حتى عام 1960م – كانت ترجمات المستشرقين تصدر في الغرب، وبخاصة في بريطانيا وأمريكا، أما ترجمات المسلمين فصدر أغلبها في شبه القارة الهندية.ولكن أغلب الطبعات للمترجمين المسلمين صدرت على نحو منتظم في الماضي القريب من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، فبين عامي 1990 و2000م ظهرت مئات الطبعات لمترجمين مسلمين في الغرب، وعلى الرغم من هذا التحول فإن أغلب المكتبات في الغرب لا تزال تعرض ترجمات المستشرقين. فمثلا ترجمة اليهودي العراقي ن . ج . داود وترجمة أ . ج . آربري متوافرتان في معظم المكتبات ومحلات بيع الكتب، أما ترجمات الهلالي وخان، وبكثول، والدريابادي، فتحتاج إلى وقت ليُعترف بها على أنها ترجمات نموذجية لمعاني القرآن الكريم". [1] فترجمات المعاني هذه على كثرتها تعددت بحسب المترجمين، منهم المستشرقون من الأعاجم، ومنهم المسلمون من الأعاجم أيضا، ولو وجد ترجمة موحدة مطابقة حرفيا لنص القرآن الكريم لما تعددت الترجمات، فلا يوجد ترجمتين متطابقتين معا، لأنه من المحال أن تفي أي ترجمة من لغة إلى الأخرى بنفس المعنى المطلوب أن يفهم به الكلام، خاصة اللغة العربية، فهي وبدون أدنى قدر من التحيز، أوسع وأغزر اللغات ثراءا بالمعاني والمترادفات، وأحق بأن تكون أم اللغات كلها، وأن تكون لغة كل الكتب المنزلة. بني إسرائيل واليهود والمتهودون الخزر: اصطفى الله عز وجل أهل جزيرة العرب، وآثرهم على سائر الأمم، فهم خير أمة، وأصلح الأمم لتبليغ الوحي منذ إبراهيم عليه السلام العربي المسلم، فمن ذريته أخرج جميع الأنبياء والمرسلين للناس، فلا يوجد نبي ولا رسول إلا وهو عربي. ولكن أهل الكتاب كفروا بأصولهم العربية، وفسقوا عن أمر الله تعالى، لقوله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ * لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ) [آل عمران: 110]. ولو كان أهل الكتاب كما يزعمون أعاجم، وكتبهم أعجمية، فإن امتداد أنسابهم، وتجمع قبائلهم داخل جزيرة العرب، وفصاحة لسانهم العربي، تكشف فريتهم، وتفند أكاذيبهم. لذلك يجب أن نفرق بين اليهود كأتباع ديانة، وهم كل من اتبعوا الكتب المنزلة على بني إسرائيل، سواء كانوا عرب أم عجم، وبين بني إسرائيل كقبائل عربية فصيحة اللسان من نسل يعقوب عليه السلام، سكنوا وأقواموا في مكة المكرمة، ثم نزحوا عنها حين القحط إلى مصر، ثم خرجوا منها إلى مكة مرة أخرى، وتفرقوا بعد ذلك في الجزيرة إلى قبائل وطوائف شتى. إن كان بني إسرائيل وذريته عرب أقحاح، لأنهم نشؤوا داخل الحرم المكي، في قلب جزيرة العرب، فإن اليهود منهم العرب الأقحاح، ومنهم الأعاجم، فليس كل اليهود من بني إسرائيل. فمنهم على سبيل المثال يهود (الخزر The Khazars)، هم شعوب تركية قديمة، عاشت في شمال القوقاز، تم تهويدهم من قبل بني إسرائيل، فهم أعاجم يدينون باليهودية، وليسوا يهودا من بني إسرائيل. ففي مقال بعنوان Who Are The Real Israelites كتب أليكس كريستوفير Alex Christopher:"هناك أدلة متزايدة على أن الغالبية العظمى من اليهود اليوم (الاشكناز أو يهود أوروبا الشرقية) ليسوا من أولاد إبراهيم، ولكن من نسل أمة أوروبا الوسطى القديمة من الخزر، وتم تحويلها إلى اليهودية في 740 م." [2] فقد نجح بني إسرائيل، في حبك مؤامرتهم بشكل منقطع النظير، في تهويد الأعاجم، حتى كونوا لهؤلاء العجم دويلة تؤيهم، وبذلك تمكنوا من صرف الأنظار عنهم، وعن مخططاتهم، والتي بكل أسف لا نعلم عنها أي شيء، فهم يعملون من خفاء. فبدلا من أن يواجه المسلمون بني إسرائيل، أو اليهود، فإذا بهم أقحموا في آتون صراع مستعر مع بعض الأعاجم الدخلاء على منطقتهم العربية، تحت مسمى دولة "إسرائيل"، ليمنحوهم بهذا الاسم غطاءا مزيفا بانتمائهم لقبائل بني إسرائيل. وعليه يجب أن نفرق بين اليهود من بني إسرائيل، وبين المتهودون من خارج هذه السلالة. وقد نعتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (لا تقومُ الساعةُ حتى يُقاتِلَ المسلمون التركَ قومًا وجوهُهم كالمَجَانِّ المُطْرَقَةِ يلبسون الشعرَ ويمشون في الشعرِ). [3] وفي نص آخر يقول: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر) [4] وهذه نبوءة بقتالهم، فإن كنا قاتلنا التتر من قبل، وهم من الترك، فإن الخزر كذلك من جنسهم، ولهم نفس وصفهم، ولنا لقاء معهم للمرة الثانية بإذن الله تعالى، نسأل الله عز وجل أن يصرف شرهم عنا. بهذه الطريقة وجد بني إسرائيل من التهويد وسيلة ماكرة، لصرف الأنظار بعيدا عنهم، لإخفاء دورهم المشبوه، وبهذا تمكنوا من التسلل بين المسلمين، لينخروا في عقيدتهم تحت هويات مزيفة، وباسماء مسلمين مستعارة، والمسلمون عن كيدهم غافلون. لذلك يجب مراجعة تاريخ علم الرجال، للتحقق من الأصول العرقية والدينية، لكثير من علماء السلف، خاصة الذين كان لهم دور كبير في جمع الأحاديث، وتدوين التاريخ ووضع التفاسير، فسنجد غالبيتهم أعاجم، وذوي جذور يهودية ونصرانية ومجوسية، وكأن بلاد العرب عقمت من العلماء والمحدثين، رغم أنهم الرواة الناقلين للأحاديث. فالأمر خطير، ويحتاج إلى مراجعة وتدقيق، لا إلى استنكار واستهجان، فلا محل للعواطف في تحقيق الدين. فصراعنا اليوم مع اليهود والمتهودين، مجرد خدعة كبرى من حبكها بني إسرائيل، ومهزلة عظمى يندى لها الجبين، لأننا لا نفرق بين اليهود كأتباع ديانة، وبين بني إسرائيل ذرية يعقوب عليه السلام. وعليه فإن مواجهتنا الموعودة مع بني إسرائيل، لم يحن وقتها بعد، والذين تم إجلائهم عن جزيرة العرب، قد عادوا إليها لفيفا مرة أخرى، ولكن متسترين إلى أن يخرج الدجال، ويتم إجلائهم عن امدينة مرةأخرى، وهذا ما سنتطرق إليه في موضعه. لقد ترجم كُتَّاب التنزيل معانيه بحسب فهمهم الشخصي، ووفق الوعاء البلاغي الضيق لكل لغة أعجمية، والتي تقلص من وفرة المعاني، وغزارة الدلالات، فلن تتكافئ لغتان معا، ولن تصل بلاغة أي لغة، لتتساوى ولغة التنزيل، واللغة العربية هي أثرى اللغات، وأجدرها بالتنزيل والوحي. وهذا مما أدى إلى قصور معاني الآيات الكتابية أثناء ترجمتها، وعدم وفائها بالمعنى البلاغي المطلوب. فالقرآن الكريم عندما سرد لنا حوارات السابقين، لم يكن يسرد لنا ترجمات، إنما في حقيقة الأمر كان يذكر نص حواري بلسان عربي مبين، خاصة وأنه استخدم كلمات عربية فصيحة، لا مرادف لها في أي لغة أعجمية حتى نقول بأنها مترجمة، وهذا يتعارض والقول بأنها ترجمات لكلام أعجمي. فكلمة مثل (حَصْحَصَ) وترجمتها: (The truth has been discovered at last) في قوله تعالى: (قَالَتِ امْرَأَتُ الْعَزِيزِ الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ) [يوسف: 51] وكلمة مثل (فَيُسْحِتَكُم) وترجمتها: (destroys you with a punishment) في قوله تعالى: (قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُم بِعَذَابٍ) [طه: 61] وكلمة مثل (لَشِرْذِمَةٌ) وترجمتها: (small band) في قوله تعالى: (إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) [الشعراء: 54] وكلمة مثل (صَرْحًا) وترجمتها: (tower) في قوله تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ) [القصص: 38] وكلمة مثل (قُرَّتُ عَيْنٍ) وترجمتها: (He will be a comfort to me and you) في قوله تعالى: (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي) [القصص: 9] وكلمة مثل (حَقِيقٌ) وترجمتها: (incumbent upon me) في قوله تعالى: (حَقِيقٌ عَلَىٰ أَن لَّا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ) [الأعراف: 105] مثل هذه الكلمات العربية الفصيحة، الواردة في القرآن الكريم، واسعة الدلالة، محددة المعنى، عالية البلاغة، لا يمكن أن تكون ترجمة لكلمات أعجمية، ولإن أردنا ترجمتها إلى الأعجمية، فلن نجد لها متردفات مكافئة لها في المعنى. وهذا يدل على أن لغة أهل مصر كانت عربية فصيحة، وأن لسان موسى وهارون عليهما السلام، ولسان بني إسرائيل كان عربي مبين. وإن كان أرسل بلسان قومه، فحتما أنزلت عليه التوراة بلسان عربي مبين. وخروجا من مأزق فضح تعارض المفهوم مع المنصوص ليوافق النص أهواءهم، فقد جعلوا الكتاب أوراقا يبدون بعضها، ويخفون أكثرها، حتى ضاعت الأوراق المخفية، فلم يعد يعرف مصيرها، قال تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) [الأنعام: 91]. الحقيقة التي يجب أن نقف عليها؛ أن لغة التنزيل واحدة منذ خلق الله تعالى آدم عليه السلام، وحتى خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام، وهي اللغة العربية، وهذا يتفق ووحدة مصدر التنزيل من الله عز وجل، فمصدر التنزيل واحد، ولغة التنزيل واحدة. فكل التنزيل بلسان عربي مبين، وكل الأنبياء عرب أقحاح، نزل عليهم الوحي باختلاف لهجاتهم العربية الفصيحة، (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ) [إبراهيم: 4] أي بلهجة قومه، وهذا لا يعني بلغات أعجمية على الإطلاق. حيث أن بني إسرائيل تفرقوا قبائل مختلفة، كل قبيلة كانت تتكلم بلسان أي بلهجة عربية مختلفة، ويؤكد على هذا أنهم ذرية إبراهيم عليه السلام، والذين هم أهل الحرم، وأهله عرب أقحاح. _________________ [1] مقدمة في الاتجاهات المعاصرة في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنكليزية » مقدمة في الاتجاهات المعاصرة في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنكليزية اسْتُقِيتْ هذه المقدمة من مقدمة كتاب «ببليوجرافيا ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية من 1649-2002م: دراسة نقدية»، والكتاب قيد الطبع بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، والموضوع للبرفيسور عبدالرحيم القدوائي -قسم اللغة الإنكليزية، جامعة عليكرة الإسلامية بالهند- ترجمه الدكتور وليد بن بليهش العمري – مركز الترجمات، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف-. http://jqrs.qurancomplex.gov.sa/?p=96 [2] http://www.bibliotecapleyades.net/so...pol_zion34.htm [3] الراوي : أبو هريرة المحدث : مسلم المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2912 خلاصة حكم المحدث : صحيح [4] الراوي : أبو هريرة المحدث : البخاري المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 2928 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
|
#49
|
|||||||
|
|||||||
شكرا لكما وعلى مجهودكما الطيب
وزادكم الله علما وخيراً (وَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ) [الزخرف: 30] اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه.
|
#50
|
|||||||
|
|||||||
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
التوراة, الدابة, ذكر, في |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 8 ( الأعضاء 0 والزوار 8) | |
|
|