بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
منتـدى آخـر الزمـان  

العودة   منتـدى آخـر الزمـان > منتدى الباحث الشرعي [بهاء الدين شلبي] > مناقشة الأبحاث والدراسات

مناقشة الأبحاث والدراسات
           


               
 
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #81  
قديم 07-12-2018, 01:09 AM
عضو
 Saudi Arabia
 Male
 
تاريخ التسجيل: 19-07-2017
الدولة: ارض الله
المشاركات: 554
معدل تقييم المستوى: 8
ميراد is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


يقول الله تعالى :
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿لقمان: ٢٧﴾

قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ﴿الكهف: ١٠٩﴾.
هناك إشارة مهمة في هتين الايتين العظيمتين, للطريقة التي ممكن أن يطلع عليها الله عز و جل لو شاء عباده على كلماته [الوحي] و التي هي عن طريق الكتابة, فقرب لنا الله تعالى هذا الكم الهائل لكلماته بالكمية التي تستهلك من الخامات لتوثيقها, و كان بالإمكان أن يبين ذلك مثلا بالقول لو كان ما بالأرض من ملائكة يتلون كلمات ربي ما أحصوها, و يفهم من ذلك أنه ممكن الإقتصار على التبلغ شفاهة, أو ممكن أن تاتي بأي صيغة أخرى توحي بالطريقة التي يريد بها الله تبليغ عباده الوحي, هذا يبين الأهمية الكبرى لكتابة الوحي, حيث لا يعقل أن يأمر الله عز جل بكتابة دين بدراهم معدودات و من طرف كاتب عدل, وأن يترك الوحي لإجتهاد البشر كتبوه متى شاؤوا؟؟؟!!
أي كاتب أعدل من رسول الله صلى الله عليه و سلم من يكتب و يجمع كلام الله في مصحف, حتى يبلغ الرسالة تامة كاملة [..يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ.. ﴿المائدة: ٦٧﴾..الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا.. ﴿المائدة: ٣﴾
بعض المواقف لمن حول النبي صلى الله عليه و سلم و تصرفاتهم في آخر أيامه صلى الله عليه و سلم, تثير التساؤل و أكيد ليست و ليدة يومها.

خلاصة : الايات و مثلها كثير تثبت أنما الوحي يكتب و يحفظ بما يليق به ككلام لرب العزة, و هذا التشويش الواقع إنما لهوى.
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ ﴿آل عمران: ١٤٤﴾

و الله أعلم.



رد مع اقتباس
  #82  
قديم 07-13-2018, 01:15 AM
طمطمينة
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

ذكر في المشاركة رقم 15 من الموضوع
نزول الوحي مكتوبا وألواح موسى عليه السلام

اقتباس:
قال القرطبي في تفسيره: (أضاف خلقه إلى نفسه تكريما له، وإن كان خالق كل شيء وهذا كما أضاف إلى نفسه الروح والبيت والناقة والمساجد. فخاطب الناس بما يعرفونه في تعاملهم، فإن الرئيس من المخلوقين لا يباشر شيئا بيده إلا على سبيل الإعظام والتكرم، فذكر اليد هنا بمعنى هذا. قال مجاهد: اليد ها هنا بمعنى التأكد والصلة؛ مجازه لما خلقت أنا كقوله: (وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ) [الرحمن: 27 ] أي يبقى ربك. وقيل: التشبيه في اليد في خلق الله تعالى دليل على أنه ليس بمعنى النعمة والقوة والقدرة؛ وإنما هما صفتان من صفات ذاته تعالى. وقيل: أراد باليد القدرة؛ يقال: مالي بهذا الأمر يد. وما لي بالحمل الثقيل يدان. ويدل عليه أن الخلق لا يقع إلا بالقدرة بالإجماع. وقال الشاعر: تحملت من عفراء ما ليس لي به ولا للجبال الراسيات يدان. وقيل: (لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ) لما خلقت بغير واسطة.)
قال الله تعالى :

(اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) [ ص: 17 ]

( وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ) [ص:45 ]

الأيدي هنا لا تدل على المعنى الحسي للكلمة بل هي تدل على القدرة وعلى النعم التي خص الله بها أنبياءه
قاموس المعاني :

اليَدُ : الطاعةُ والانقياد والاستسلام

تعريف و معنى أيد في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي
أَيْدٍ: (اسم)
أَيْدٍ : جمع يَدُ

قوّة وقدرة وشِدّة

أيّد: (اسم)
الأيّد : القَويّ الشَّديد
اليَدُ : النِّعمةُ والإِحسان تصطنعهما
اليَدُ : السُّلطانُ
اليَدُ : القُدرة
اليَدُ : القُوَّة

قال الله تعالى :
( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ) [ الذاريات :47 ]

تفسير القرطبي :" قوله تعالى : والسماء بنيناها بأيد لما بين هذه الآيات قال : وفي السماء آيات وعبر تدل على أن الصانع قادر على الكمال ، فعطف أمر السماء على قصة قوم نوح لأنهما آيتان . ومعنى بأيد أي بقوة وقدرة . عن ابن عباس وغيره ."

والله اعلم




التعديل الأخير تم بواسطة طمطمينة ; 07-13-2018 الساعة 01:28 AM
رد مع اقتباس
  #83  
قديم 07-26-2018, 01:02 AM
بودادو
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

قال الله تبارك وتعالى في الآية السادسة من سورة الأعلى ( سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى )

قوله عز وجل ( سَنُقْرِئُكَ ) يعود على ذاته العليّة أي أن الله سيُقرأ رسوله صلى الله عليه وسلم، أرى أن الفعل يحتمل أحد المعنيين والله أعلم

1/ سنقرئك بمعنى سنقرأ عليك الوحي ويكون ذلك بواسطة ملك رسول وهو جبريل عليه السلام، هذا يدل على أن لجبريل عليه السلام صحيفة كان يقرأ منها للرسول صلى الله عليه وسلم، ما الحاجة لصحيفة يُقرأ منها اذا كان الوحي يُنقل شفاهة من الملك للرسول و من الرسول الى المرسل اليهم الا أن يكون ضبط الرسم والهجاء من مقتضيات تبليغ الوحي، منه يُفهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ ويكتب.

2/ بمعنى سنجعلك قارئا فيكون الرسول صلى الله عليه وسلم هو من يقوم بفعل (القراءة) كقول أحدهم للآخر ( سأُسمعُك ) فالأخير هو من سيقوم بالسماع أو الاستماع.
هذا والله أعلم.



رد مع اقتباس
  #84  
قديم 08-04-2018, 12:59 AM
عضو
 Saudi Arabia
 Male
 
تاريخ التسجيل: 19-07-2017
الدولة: ارض الله
المشاركات: 554
معدل تقييم المستوى: 8
ميراد is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اقتباس:
اقتباس:
جهاد النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية:
إن تزوير التاريخ يبدأ بتحريف كلمة، ثم يبنون عليها ألف كذبة، فيمحى الحق، ويثبت الباطل، فهكذا يبنى التاريخ المزيف. ولهدمه لا تسمع للكذب، واعمل عقلك، فبكشف الكلمة المحرفة ينهدم التاريخ كله وينهار، وهكذا تدك الحصون المزيفة.

مما لا شك فيه؛ خلال فترة ما قبل نزول الوحي، كان النبي صلى الله عليه وسلم يحاجج قومه باستدلالات عقلية، منكراً عليهم معتقداتهم الوثنية التي تخالف الفطرة القويمة. ومن يساوره مجرد الشك في هذا، فقد أعظم الفرية عليه. فلا يمكن أن يتطرق للذهن أن إنسان مختار من الله تبارك وتعالى، ويتم تجهيزه وإعداده ليكون نبي مرسل، أن يرى ضلالات قومه فيسكت عنها، وإلا كان موقفه هذا، بمثابة إقرار منه بما كانوا عليه من شرك، وحاشى لصاحب الفطرة القويمة أن يقر ما يخالف فطرته.

إن سلمنا جدلاً بسكوته عن ضلالاتهم في الجاهلية، وإن كان هذا حكم قاصر لعلة غياب النصوص، وندرة الدليل، لكن لدينا من النصوص ما يثبت خلاف هذا وإن قلت، فمن البديهي إذا جاء بعدها بما يخالف ما أقره من قبل، أن ينكروا عليه تقلبه، وهذا التذبذب لم يثبت في حقه على الإطلاق، فمواقفه في الجاهلية من معتقدات قومه، هي نفسها في الإسلام، لم تتغير، ولم تتبدل. فلا يستقيم أن يسكت عن وثنيتهم، بعد أن لبث فيهم من عمره سنين، ثم فجأة بين عشية وضحاها، وبدون أي مقدمات يصير نبياً يدعوهم للتوحيد، ونبذ الوثنية. ولإن صدر منه شيء من هذا التقلب، والتغير المفاجئ في موقفه من وثنيتهم، وهو مالم يحدث، فسيكون سبب يدعوهم للشك والريبة في صدقه وأمانته، لكنهم شهدوا له أنه الصادق الأمين، فلم يجربوا عليه كذبا قط. فهو لم يتقلب في موقفه من دينهم، بدليل أنهم لم يتهموه بالتذبذب، وإنما استكبروا لما نصره الله تعالى عليهم، فأيده بالوحي، فحسدوه على ما أتاه ربه من فضله، وكذبوا بالحق لما جاءهم، وأعرضوا عنه.
زيادة على الصدق و الامانة والأخلاق الفاضلة التي كان معروفا بها صلى الله عليه و سلم قبل نزول الوحي, كان لا يرضى بالظلم و ينتصر للمظلومين, و كان مع حلف الفضول الذي كان هدفه رد المظالم, وهي من القيم العظيمة التي جاء بها الاسلام.
لقد شَهِدتُ مع عمومَتي حِلفًا في دارِ عبدِ اللَّهِ بنِ جُدعانَ ما أُحبُّ أن لي بهِ حُمْرَ النَّعَمِ ، ولَو دُعيتُ بهِ في الإسلامِ لأجَبتُ .
الراوي : عبدالرحمن بن عوف | المحدث : الألباني | المصدر : فقه السيرة
الصفحة أو الرقم: 72 | خلاصة حكم المحدث : سند صحيح لولا أنه مرسل. ولكن له شواهد تقويه وأخرجه الإمام أحمد مرفوعاً دون قوله, لو دعيت به في الإسلام لأحببت وسنده صحيح.


و قد حاء في أخبار مكة للفاكهي (5/ 170؛171) يفصل فيه ماذا كان في ذلك الحلف عل عهد الجاهلية:


- وحَدثني الزبير قَالَ حَدثنِي مُحَمَّد بن فضَالة عَن عبد الله بن زِيَاد بن سمْعَان عَن ابْن شهَاب قَالَ كَانَ شَأْن حلف الفضول أَن رجلا من بني زبيد قدم مَكَّة مُعْتَمِرًا فِي الْجَاهِلِيَّة وَمَعَهُ تِجَارَة لَهُ فاشتراها مِنْهُ رجل من بني سهم فأواها إِلَى بَيته ثمَّ تغيب فابتغى مَتَاعه الزبيدِيّ فَلم يقدر عَلَيْهِ فجَاء إِلَى بني سهم يستعد يهم عَلَيْهِ فأغلظوا عَلَيْهِ فَعرف ان لَا سَبِيل إِلَى مَاله فطوف فِي قبائل قُرَيْش يَسْتَعِين بهم فتخاذلت الْقَبَائِل عَنهُ فَلَمَّا رآى ذَلِك أشرف على أبي قبيس حِين أخذت قُرَيْش مجالسها ثمَّ قَالَ بِأَعْلَى صَوته
يَا لفهر لمظلوم بضاعته ........... بِبَطن مَكَّة نائي الْأَهْل والوطن
ومحرم أَشْعَث لم يقْضِي عمرته ... يَا آل فهر وَبَين الْحجر وَالْحجر
هَل محْضر من بني سهم بحضرتهم ... فعادل ام ضلال مَال مُعْتَمر

فَلَمَّا نزل من الْجَبَل أعظمت ذَلِك قُرَيْش فتكالموا فِيهِ وَقَالَ المطيبون وَالله لَان قمنا فِي هَذَا لنقضين على الاحلاف وَقَالَ الاحلاف وَالله لَان تظلمنا فِي هَذَا لنقضين على المطيبين فَقَالَ نَاس من قُرَيْش تَعَالَوْا فلنكرر حلف الفضول دون المطيبين وَدون الاحلاف فَاجْتمعُوا فِي دَار عبد الله بن جدعَان وصنع لَهُم يَوْمئِذٍ طَعَام كثيرا وَكَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمئِذٍ مَعَهم قبل ان يُوحى إِلَيْهِ وَهُوَ ابْن خمس وَعشْرين سنة فاجتمعت بَنو هَاشم وَأسد وزهرة وتيم وَكَانَ الَّذِي تعاقد عَلَيْهِ الْقَوْم وتحالفوا ان لَا يظلم بِمَكَّة غَرِيب وَلَا قريب وَلَا حر وَلَا عبد الا كَانُوا مَعَه حَتَّى يَأْخُذُوا لَهُ بِحقِّهِ ويردوا إِلَيْهِ مظلمته من أنفسهم وَمن غَيرهم ثمَّ عَمدُوا إِلَى مَاء زَمْزَم فجعلوه فِي جَفْنَة ثمَّ بعثوا بِهِ إِلَى الْبَيْت فغسلت بِهِ أَرْكَانه ثمَّ أَتَوا بِهِ فشربوه فَحدث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة ام الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهَا أَنَّهَا سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول لقد شهِدت فِي دَار عبد الله بن جدعَان من حلف الفضول مَا لَو دعيت إِلَيْهِ لاجبت وَمَا أحب أَن لي بِهِ حمر النعم.



رد مع اقتباس
  #85  
قديم 08-15-2018, 06:02 PM
بودادو
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

قال عز وجل ( وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ )[العنكبوت: 48]

الآية صريحة لا تقبل تأويلا في جزئية تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم للكتاب وخطه بيمينه. انما الترتيب الزمني لأفعال الخط والتلاوة هو الذي يحتاج لبحث.

الضمير المتصل في قبله يعود على القرآن
باعتبار أن (ما) في أول الجملة نافية نفهم من الآية نقطتين:

1/ لم يتلو النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب قبل القرآن ولا خطه بيمينه ( اذا كان المقصود بالكتاب الكتب الدينية فبديهيا لن يتلوها النبي صلى الله عليه وسلم لانه لا يؤمن بصحة مافيها من تحريفات وشركيات [ هذا ان وجدت تراجم باللغة العربية لتلك الكتب في تلك الفترة] فتلاوة الكتاب ليست كقرائته؛ تلاوته اقرب للتعبد به، مثلا لو نصراني اراد البحث في الاسلام لاول مرة نقول سيقرأ القرآن ولا نقول سيتلوه )

2/ كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلو القرآن ويخطه بيمينه

لماذا استمعل لفظ ( تَخُطُّهُ ) في الآية وليس ( تكتبه ) ؟؟ وما الفرق بين الخط والكتابة ؟

من مقاييس اللغة:

(خَطَّ) الْخَاءُ وَالطَّاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ ; وَهُوَ أَثَرٌ يَمْتَدُّ امْتِدَادًا. فَمِنْ ذَلِكَ الْخَطُّ الَّذِي يَخُطُّهُ الْكَاتِبُ. وَمِنْهُ الْخَطُّ الَّذِي يَخُطُّهُ الزَّاجِرُ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4] ، قَالُوا: هُوَ الْخَطُّ. وَيُرْوَى: " إِنَّ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ يَخُطُّ فَمَنْ خَطَّ مِثْلَ خَطِّهِ عَلِمَ مِثْلَ عِلْمِهِ ". وَمِنَ الْبَابِ الْخِطَّةُ الْأَرْضِ يَخْتَطُّهَا الْمَرْءُ لِنَفْسِهِ ; لِأَنَّهُ يَكُونُ هُنَاكَ أَثَرٌ مَمْدُودٌ. وَمِنْهُ خَطُّ الْيَمَامَةِ، وَإِلَيْهِ تُنْسَبُ الرِّمَاحُ الْخَطِّيَّةُ. وَمِنَ الْبَابِ الْخُطَّةُ، وَهِيَ الْحَالُ ; وَيُقَالُ هُوَ بِخُطَّةِ سَوْءٍ، وَذَلِكَ أَنَّهُ أَمْرٌ قَدْ خُطَّ لَهُ وَعَلَيْهِ. فَأَمَّا الْأَرْضُ الْخَطِيطَةُ، وَهِيَ الَّتِي لَمْ تُمْطَرْ بَيْنَ أَرَضَيْنِ مَمْطُورَتَيْنِ، فَلَيْسَ مِنَ الْبَابِ، وَالطَّاءُ الثَّانِيَةُ زَائِدَةٌ، لِأَنَّهَا مَنْ أَخْطَأَ، كَأَنَّ الْمَطَرَ أَخْطَأَهَا. وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ: " خَطَّأَ اللَّهُ نَوْءَهَا "، أَيْ إِذَا مُطِرَ غَيْرُهَا أَخْطَأَ هَذِهِ الْمَطَرُ فَلَا يُصِيبُهَا.
وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: " فِي رَأْسِ فُلَانٍ خُطْيَةٌ " فَقَالَ قَوْمٌ: إِنَّمَا هُوَ خُطَّةٌ. فَإِنْ كَانَ كَذَا فَكَأَنَّهُ أَمْرٌ يُخَطُّ وَيُؤَثَّرُ، عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ.

بحسب المفهوم الدارج الكتابة أبلغ من الخط؛ فلا يشترط أن يفهم الخطاط ما يخطه ويكفي أن يرسم الكلمة رسما.

باسقاط هذا المعنى على النقطة الثانية يفهم أن رسم القرآن توقيفي على الوحي وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينقله كما يراه من صحيفة الملك جبريل عليه السلام، كما جاء في قوله عز وجل ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى () إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ) [النجم: 3،4] وليس ( وما يتكلم ).



رد مع اقتباس
  #86  
قديم 08-17-2018, 07:51 PM
بودادو
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

قال المولى عز وجل ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) [العلق 1؛5]




كانَ أوَّلُ ما بُدِئَ بهِ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الرؤيا الصادقةُ في النومِ ، فكانَ لا يرَى رؤيَا إلا جاءتْ مثلَ فَلَقِ الصُّبحِ ، ثم حُبِبَ إليهِ الخَلاءُ ، فكانَ يلْحَقُ بغارِ حِرَاءٍ ، فيَتَحَنَّثُ فيهِ - قالَ : والتَّحَنُّثُ التَّعَبُّدُ - الليالِيَ ذواتِ العددِ قبْلَ أن يَرجِعَ إلى أهلِهِ ، ويَتَزَوَّدُ لذَلِكَ ، ثمَّ يَرْجِعُ إلى خَدِيجَةَ ، فيَتَزَوَّدُ بمثْلِهَا ، حتى فَجِئَهُ الحقُّ وهوَ في غَارِ حِرَاءٍ ، فجاءَهُ المَلَكُ فقالَ : اقرأْ ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( ما أنَا بِقَارِئٍ ) . قالَ : ( فأخَذَنِي فَغَطَّنِي حتى بلغَ مني الجَهدَ ، ثم أرسلنِي فقالَ : اقرأْ ، قلتُ : ما أنَا بقارِئٍ ، فأخَذَنِي فَغَطَّنِي الثَّانيةَ حتى بلَغَ مني الجَهدَ ، ثم أرسلَني فقالَ : اقرأْ ، قلتُ : ما أنَا بقَارِئٍ ، فأخذَنِي فَغَطَّنِي الثَالِثَةَ حتى بلَغَ مني الجَهْدَ ، ثمَّ أرسلَنِي فقالَ : اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ . الآياتِ إلى قَوْلِهِ : عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ) . فرجَعَ بهَا رسولُ اللهِ صلَى اللهُ عليهِ وسلمَ تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ ، حتى دَخَلَ على خَدِيجَةَ ، فقالَ : ( زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي ) . فَزَمَّلوهُ حتَّى ذهَبَ عنهُ الروعُ . قالَ لخَدِيجَةَ : ( أيْ خَدِيجَةُ ، مَا لِي ، لقدْ خَشِيتُ على نفسِي ) . فأخبرَهَا الخَبَرَ ، قالتْ خَدِيجَةُ : كلَّا ، أَبْشِرْ ، فواللهِ لا يُخْزِيكَ اللهُ أبدًا ، فواللهِ إنَّكَ لَتَصِلُ الرحِمَ ، وتصدُقُ الحديثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ ، وتَقْرِي الضَّيْفَ ، وتُعِينُ على نَوَائِبِ الحقِّ . فانْطَلَقَتْ بهِ خديجةُ حتَّى أَتَتْ بهِ وَرَقَةَ بنَ نَوْفَلٍ ، وهوَ ابنُ عمِّ خديجَةَ أَخِي أبِيهَا ، وكانَ امرأً تَنَصَّرَ في الجاهِلَيَّةِ ، وكانَ يكْتُبُ الكتابَ العربِيَّ ، ويكتُبُ من الإنجيلِ بالعربيةِ ما شاءَ اللهُ أن يكتُبَ ، وكانَ شيخًا كبيرًا قد عَمِيَ ، فقالتْ خديجةُ : يا ابنَ عَمِّ ، اسمَعْ من ابْنِ أخِيكَ ، قالَ ورَقَةُ : يا ابنَ أخِي ، ماذا تَرَى ؟ فأَخْبَرهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خَبَرَ ما رأَى ، فقالَ ورَقَةُ : هذا النَّامُوسُ الذي أُنِزَل على موسَى ، لَيْتَنِي فيهَا جذَعًا ، ليتَنِي أكُونُ حيًّا ، ذَكَرَ حَرفًا ، قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( أوَ مُخْرِجِيَّ هُمْ ) . قالَ وَرَقَةُ : نَعمْ ، لم يأتِ رجلٌ بمَا جِئْتَ بهِ إلا أُوِذِيَ ، وإنْ يُدْرِكْنِي يَومُكَ حيًا أنْصُرُكَ نصرًا مُؤَزَّرًا . ثمَّ لم يَنْشَبْ ورقةُ أنْ تُوُفِّيَ ، وَفَتَرَ الوحْيُ فَتْرَةً ، حتى حَزِنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ .
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 4953 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |


في هذه الرواية قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما أنَا بِقَارِئٍ ) ، يحتمل هذا اللفظ معنيين؛ كونه صلى الله عليه وسلم ينفي عن نفسه الشريفة امكانية القراءة فيعترف بأميته ( باعتبار ان الأمي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب)
أو تصريحه بامتناعه عن القراءة.

فأي المعنيين قصد الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
أرى والله أعلم أن الاجابة عن هذا الاشكال تكمن في الآيات نفسها؛ فهي جواب الله عز وجل لما قاله نبيه صلى الله عليه وسلم ( سواء كان خبر أو استفهام )، وأوحى له هذا الجواب عن طريق رسوله؛ الملك جبريل عليه السلام.

قال عز وجل (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) [القصص:30]
نلاحظ أن أول ما قاله الله عز وجل لنبيه موسى (يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) فعرّف جل وعلى نفسه لنبيه عليه السلام بذكر اسم الجلالة ثم فصّل فقال عز وجل ( رَبُّ الْعَالَمِينَ )

عرّف الله عز جل نفسه لنبيه موسى عليه السلام مع ابتداء الوحي، كذلك حدث مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ فأُمر بالقراءة، باسم من ؟ باسم ربه الذي خلق ... ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ) [العلق:1؛3]

انتشر السحر والسحرة في الجاهلية ويوجد على ذلك شواهد من القرآن وكتب التاريخ كقوله عز وجل ( هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ * وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ) [ الشعراء:221؛224] فكانت الجن تقوم بتلقين البشر أشعارا يتفوقون بها على اقرانهم، وهذا مثال على اتصال الجن بالبشر في ذلك الوقت، يعد ذلك سببا وجيها في تشكيك النبي صلى الله عليه وسلم عن هوية من يحدثه ويأمره بالقراءة واحتمال كبير يشك النبي صلى الله عليه وسلم في أنه جني تجسد له ، فرفض عليه الصلاة والسلام القراءة (ما أنَا بقَارِئٍ) بمعنى لن أقرأ، فثبته الله عزوجل بأول آيات سورة العلق ليعلم أن هذا وحي من الله الخالق العليم. والله أعلم.



رد مع اقتباس
  #87  
قديم 08-21-2018, 02:30 PM
بودادو
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عيد مبارك لكل الاخوة والأخوات، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.



رد مع اقتباس
  #88  
قديم 08-21-2018, 07:17 PM
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,836
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال



رد مع اقتباس
  #89  
قديم 08-23-2018, 07:47 PM
عضو
 Saudi Arabia
 Male
 
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
الدولة: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 153
معدل تقييم المستوى: 11
صدى الإيمان is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
مما وجدته في بحث (نزول الوحي مكتوبا وألواح موسى علية السلام)

إشارة إلى ما ذكره العلماء أن الرسول صلى الله علية وسلم كان أميا لا يقرأ ولا يكتب وترك الصحابة ليجتهدو بكتابة القرآن الكريم
في حين أنكم ذكرتم مما ادعوه من إنتقاص النبي والطعن به أن يكون أمي يجهل الكتابة والقراءة وأنه نزل علية القرآن كما كان مكتوبا في اللوح المحفوظ ...

و بناءا على ما فهمته من البحث أن القرآن الذي نقرأه الان هو نفس ما كتب في اللوح المحفوظ وأنه لم يتم تغيير تشكيلة وضبطه على يد الصحابة الكرام بحيث يتغير المعنى أو نص القرآن الكريم

هذا ينسف الإعجاز الذي يقول أن القرآن من معجزاته انه نزل على نبي أمي وإنما الإعجاز انه نزل مكتوبا كما في اللوح المحفوظ ...



رد مع اقتباس
  #90  
قديم 08-23-2018, 08:47 PM
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,836
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صدى الإيمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

و بناءا على ما فهمته من البحث أن القرآن الذي نقرأه الان هو نفس ما كتب في اللوح المحفوظ وأنه لم يتم تغيير تشكيلة وضبطه على يد الصحابة الكرام بحيث يتغير المعنى أو نص القرآن الكريم

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



أرجو الانتباه إلى الفارق بين لفظ [القرآن الكريم] ويراد به كلام الله تبارك وتعالي، وهذا لا يطعن فيه إلا كافر كفر صريح بين لا ريب فيه، فهو محفوظ؛ لا يحرف، ولا يغير، ولا يبدل. أما لفظ [المصحف] فهو ما كتبه الناس من القرآن كلام الله تعالى، بحسب رواياتهم المختلفة، كل يرى روايته أصوب من الآخر، فهذا المكتوب اختلفوا فيه، وما اختلفوا فيه لا يصح أن يقال عنه [قرآن]، لأن القرآن كلام الله عز وجل لا اختلاف فيه، فقال: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: ٨٢]. بدليل أنهم يزعمون: أن عثمان بن عفان أحرق المصاحف كلها، حتى يتخلص من اختلافات القراء، فجعله مصحفا واحدا، وراجع (معجم القراءات القرآنية) ستخرج منه بالكثير من الاختلافات في المعنى والمضمون في كلمات كثيرة جدا، فلا يجتمع معنيان على مضمون واحد.



وهذا كلام لن يروق لأصحاب الأهواء، الذين يتخذون أحبارهم وآبائهم أربابا من دون الله تعالى!


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
ألواح, موسى, السلام, عليه, كتابة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 0 والزوار 10)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
تابعونا عبر تويترتابعونا عبر فيس بوك تابعونا عبر وورد بريس


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنتدى آخر الزمان©

تابعونا عبر تويتر