هي من الغيبيات فلا نقول فيها إلا بنص .. وكلامي عن السحر ناتج عن علم وخبرة وتجربة ولكن هذا لا يعني أن أعالج أحدا بالغيب دون اجتماع به مباشر .. وإن كانت خرجت فلها الله تعالى يدلها على من يعالجها ومعالجها أدرى بحالها من غيره

والعالم الإسلامي اليوم في خير والحمد لله لهم حكومات تدير شؤونهم ويقيمون شعائر الله ويمارسون الدعوة لا أحد يمنعهم من دينهم .. الأهم أن يصححوا فهمهم ومعتقداتهم وأن لا يكونا تبعا لكل ناعق يسوقهم إلى تهلكتهم .. صحيح هناك مفاسد كثيرة ولكن الناس بالخيار لهم كامل حريتهم يختاروا ما يشاؤون الهدى أو الضلال .. ويقينا لن يسقط إلا الفاسدون وسيزداد ثباتا الصالحون .. بدليل هناك مواقع ومنتديات وقنوات تدعو للحق وهناك مثيلاتها تدعو للفجور لا أحد يمنع هؤلاء ولا هؤلاء .. وعلينا نحن أن نستفيد من هذه الفرصة ونغنمها لصالح ديننا .. وإن فرطنا فيها ولم نحسن استغلالها فهذا من الفساد نحاسب عليه

معذرة ، لعلي أستفسر لماذا تكتبون مع دابة الأرض "عليها السلام" ؟

يجب أن تراجع ما كتب عنها بالمنتدى لتعلم الأسباب بأدلتها وإلا لكي نجيبك سنضطر لنسخ كل ما كتب عنها بالمنتدى

أعتذر منكم وأتمنى أن تسع صدوركم لما أستفسر عنه؟

الآن الأسحار المسلطة على الدّابه كيف وقعها عليها بمسميات النّاس اليوم ؟
مثلاً أنت ذكرت أنّها تعاني من وسوسة كثيفه ؟ بمسمّى اليوم هل نقول أنها تعاني من وسواس قهري حاد ؟!

و أذكر لك في ماهو معنى لكلام سابق لك قلت " أنّها لن ترى للسعاده ملمحاً بسبب السحر "

كيف للسحر أن يمنعها من هذا أذكر الموانع بمسميات اليوم فضلاً گ الإكتئاب مثلا لتتضح لنا الصورة .

وجزاكم الله خيرا وفضلا.

من المحال أن أحدد أعراضا بعينها وبمسمياتها لأني لم أكشف عليها ولم أشخص حالتها لأني لم ألتقي بها .. وكذلك لأن أساليب الشياطين لا حصر لها ومتجدة وتطور كل يوم .. ولكن ما ذكرته هو عوامل مشتركة بين المجانين والمسحورين .. فجميعهم غارقون في الوسوسة .. ومعيشتهم شقاء لا سعادة فيها .. وكلهم مصابون بالاكتئاب .. هذه بديهيات تحدث لكل مسحور بحسب خبرتي وتجاربي مع المرضى .. فكلامي ليس تشخيصا لحالتها وإنما مجرد توقعات مدروسة لا أكثر

وهذا لا يعني أن كل من اجتمعت لديها كل هذه الأعراض فهي الدابة .. هي لن تعرف أنها الدابة إلا بعد خروجها بأدلة قطعية من الله عز وجل وهذا غيب لا نعلمه .. ولو ظنت احداهن أنها الدابة فإنها في الحقيقة متبعة للهوى ومريضة نفسيا تحتاج لعلاج .. لا أقصد بالمرض النفسي الذي يقوم به الأطباء .. وإنما النفس في كلامي أقصد بها الروح بعد تلبسها بالجسد تسمى نفسا .. فمن هذا حالها فهي مريضة بأمراض القلوب ولديها في دينها فساد علما وفهما .. فيجب أن تراجع دينها بالكامل من جديد وخاصة التوحيد فهو أول وأكبر ثغرة في النفس تمكن للشيطان من التسلط على الإنسان

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

هل وضحت لنا صور او امثلة تسليط شياطين الجن والانس عليها فضلا
لتتضح لنا القراء الفكرة بصورة واقعيه بعيدا عن خيالنا

الحرب من خلال السحرة هي حرب سرية خفية بعكس حروب البشر فهي معلنة ومكشوفة يمكن تتبعها وملاحظتها حتى وإن تمت بشكل سري .. أما حروب السحرة فتتم بصنع الأسحار وتسليطها على الشخص المستهدف وبالتالي تحدث معوقات في حياة الشخص المستهدف تمنعه من تحقيق أهدافه أو تشكل عراقيل في طريق تحقيقها

ومن ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يُوشِكُ أنْ تَداعى عليكم الأُمَمُ مِن كلِّ أُفُقٍ، كما تَداعى الأَكَلةُ على قَصعَتِها)، قال: قُلْنا: يا رسولَ اللهِ، أمِن قِلَّةٍ بنا يَومَئذٍ؟ قال: (أنتم يَومَئذٍ كَثيرٌ، ولكنْ تَكونونَ غُثاءً كغُثاءِ السَّيلِ ، تُنتزَعُ المَهابةُ مِن قُلوبِ عَدوِّكم، ويُجعَلُ في قُلوبِكم الوَهْنُ)، قال: قُلْنا: وما الوَهْنُ؟ قال: (حُبُّ الحَياةِ وكَراهيةُ المَوتِ). [1]

فقوله (يُوشِكُ أنْ تَداعى عليكم الأُمَمُ مِن كلِّ أُفُقٍ، كما تَداعى الأَكَلةُ على قَصعَتِها) أي تجتمع عليكم الأمم وهذا لا يقتصر على أمم الإنس بسحرتهم وشياطينهم فحسب وإنما تشمل أمم الجن كذلك وهم الشياطين وسحرة الجن

والشاهد على هذا من قصة يوسف عليه السلام فقد اجتمع عليه أخوته وهم من [الأنبياء] كان يوحى إليهم إلى النبيين لقوله تعالى: ﴿إِنَّاۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ كَمَاۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰ نُوحࣲ وَٱلنَّبِیِّـۧنَ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَإِسۡمَـٰعِیلَ وَإِسۡحَـٰقَ وَیَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَعِیسَىٰ وَأَیُّوبَ وَیُونُسَ وَهَـٰرُونَ وَسُلَیۡمَـٰنَۚ وَءَاتَیۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورࣰا﴾ [النساء ١٦٣] ومع أنهم يوحى إليهم فهم من المرسلين إلا أنهم عصوا ربهم عز وجل فهموا بقتل يوسف وألقوه في غيابة الجب .. ثم إن امرأة العزيز همت به لتفتنه ثم سجنته كل هذا كان وراءه الشيطان بسحره لقوله تعالى: ﴿وَرَفَعَ أَبَوَیۡهِ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ وَخَرُّوا۟ لَهُۥ سُجَّدࣰاۖ وَقَالَ یَـٰۤأَبَتِ هَـٰذَا تَأۡوِیلُ رُءۡیَـٰیَ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَعَلَهَا رَبِّی حَقࣰّاۖ وَقَدۡ أَحۡسَنَ بِیۤ إِذۡ أَخۡرَجَنِی مِنَ ٱلسِّجۡنِ وَجَاۤءَ بِكُم مِّنَ ٱلۡبَدۡوِ مِنۢ بَعۡدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ بَیۡنِی وَبَیۡنَ إِخۡوَتِیۤۚ إِنَّ رَبِّی لَطِیفࣱ لِّمَا یَشَاۤءُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ﴾ [يوسف ١٠٠] فالشيطان نزغ بين يوسف وإخوته وهذا لا يكون إلا بالسحر أي أن إخوة يوسف كانوا واقعين تحت تأثير السحر الشيطاني أثناء ما قاموا به مع أخاهم وهذا ليس عذر يعفيهم من الذنب ومن مسؤولية ما فعلوه بيوسف

لذلك يجب أن نلاحظ: أن أي تصرف تفعله الشياطين داخل عالم الإنس فهو خرق واختراق لقوانين عالم الإنس وهذا لا يكون إلا بالسحر والكفر بالله عز وجل لذلك فالوسوسة سحر وهو أول سحر مثبت في كتاب الله صنعه الشيطان لآدم وزوجه عليهما السلام لقوله تعالى: ﴿فَوَسۡوَسَ لَهُمَا ٱلشَّیۡطَـٰنُ لِیُبۡدِیَ لَهُمَا مَا وُۥرِیَ عَنۡهُمَا مِن سَوۡءَ ٰ⁠ تِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّاۤ أَن تَكُونَا مَلَكَیۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَـٰلِدِینَ﴾ [الأعراف ٢٠] فوسوس لهم الشيطان بصرف النظر من بالوحي من خفاء أم متجسدا يسمعونه ويرونه لكن من الواضح في الآية الكريمة أنه كان يوسوس لهما وهما يرونه ويسمعانه فوسوس إليهما بقول منطوق ومسموع فلم يوحي إليهما بمجرد أفكار مفهومة ﴿وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّاۤ أَن تَكُونَا مَلَكَیۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَـٰلِدِینَ﴾ ولا زلنا نتوارث هذا السحر عن أبوينا إلى يوم الدين

ولا يجب أن نشغل بالنا بالخوض في تفاصيل عن الدآبة أكثر مما في ظاهر النصوص لأن هذا يفتح باب السحر والوساوس وللأوهام والتخيلات .. وخاصة النساء .. لذلك كلامي عام وليس خاص بالدابة أو بغيرها ومن باب أولى يشمل الدابة وغيرها من المصلحين ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (المهديُّ منَّا أهلَ البيتِ، يُصْلِحُه اللهُ في لَيلَةٍ). [2]
_________________________
[1] الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 22397 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن.
[2] الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم : 6735 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه ابن ماجه (4085)، وأحمد (645)