#1
|
|||||||
|
|||||||
القنوات المائية المدفونة (الكظائم) في الجزيرة العربية: الخرج مثالاً
القنوات المائية المدفونة (الكظائم) في الجزيرة العربية: الخرج مثالاً
لعل من أعظم الانجازات التقنية للبشر في المناطق المدارية الجافة هو اختراع نظام الري بالكظائم اي القنوات تحت الارض.فبفضل هذا النظام الذكي نشأت مستوطنات وعاشت امم وزراعة في اراض ليس بها مايكفي من الأمطار او الأنهار. النظام ببساطة هو قناة تحفر من مكان مرتفع نسبياً تتوفر به مياه جوفية أو عين ثم ينقل الماء تحت الأرض الى مسافات طويلة عبر نفق طويل ,وتتخلل هذا النفق بئر عمودية كل عدة امتار . في هذا النظام ينسل الماء بفعل الجاذبية انسلالاً بسيطا الى ان يصل الى (مظهر) القناة حيث المستوطنة والأرض الخصبة ليسقيها. يكاد يتفق الباحثون ان هذه التقنية بدأت في بلاد فارس ولكن هناك اختلاف حول زمن اختراعه والراجح انه نشأ حوالي 3000 سنة قبل الميلاد ومن فارس انتشرت الى باقي المناطق خاصة في الشرق الأوسط لكنها وصلت الى بلاد تركستان شرقاً وبلاد المغرب والاندلس غرباً ومنها الى المكسيك. لا زالت هذه التقنية تتركز في ايران بل ان كثيراً من مدن ايران ومنها طهران كانت تعتمد في مياهها وزراعتها على الكظائم التي تأتي من مسافات بعيدة وصلت في بعضها الى 25كم ,ونشأت فئة من العمال لها تقاليدها تسمى (القنواتي). وقد انتشرت القنوات الأرضية في جزيرة العرب منذ عصور قديمة خاصة في المناطق المتحضرة التي تحتك بفارس كالبحرين والقطيف وعمان وتسمى في عمان بالأفلاج. كذلك توجد في اليمن. وهذا ليس بمستغرب اذا عرفنا ان الدولة الساسانية كان لها نفوذ قوي في شرق الجزيرة العربية وفي البمن .ويبدو ان أهل الحجاز كانوا يعرفون الكظائم فقد روي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا أعرف سنده) لكنه عجيب لأنه ينطبق على ماحصل في مكة هذا الزمن والراوي هو عبد الله بن عَمْرو: نص الحديث: إذا رأَيت مكة قد بُعِجَتْ كَظائَم وساوى بِناؤُها رؤوسَ الجبال فاعلم أن الأمر قد أَظَلَّك قال أَبو إسحق: هي الكَظيمة والكِظامةُ معناه أي حُفِرت قَنَوات. ايضاً من المهم ان نشير الى ان تقنية القنوات الأرضية عرفت في الشام أيضاً وقد زاد عددها وانتشرت ايام الدولة الأموية. وقد حدد احد الباحثين 42 موقع للقنوات القديمة في سوريا. خارطة تبين نظرية حول انتشار القنوات الأرضية عبر التاريخ Source:Origin and diffuion of Qanats in Arabia,new evidence from northern and southern peninsula .by Dale lightfoot the Geographical journal Sep 2000 تعددت الأسماء: في باكستان والأفغان وفارس تسمى هذه القنوات (كريز) وعُرّبت الى الخرز وبعض أهل نجد يسمونها الخرز الى الآن.وفي عُمان تسمى فلج جمعها أفلاج وفي اليمن قد تسمى غيل وفي مصر وليبيا والجزائر يسمونها الفقارات مفردها فقرة وهي لفظة فصيحة فقد ذكر القاسم بن سلام ان الكظامة هي الفقير وهو فم القَناة، وجمعه فُقُر ,قال في القاموس :الكِظامةُ: كالقَناة، وجمعها كَظائم. قال أَبو عبيدة: سأَلت الأَصمعي عنها وأهل العلم من أَهل الحجاز فقالوا: هي آبار متناسقة تُحْفَر ويُباعَد ما بينها، ثم يُخْرق ما بين كل بئرين بقناة تؤَدِّي الماء من الأُولى إلى التي تليها تحت الأَرض فتجتمع مياهها جارية، ثم تخرج عند منتهاها فتَسِحُّ على وجه الأَرض. وفي التهذيب: حتى يجتمع الماء إلى آخرهن، وإنما ذلك من عَوَزِ الماء ليبقى في كل بئر ما يحتاج إليه أَهلُها للشرب وسَقْيِ الأَرض، ثم يخرج فضلها إلى التي تليها، فهذا معروف عند أهل الحجاز، ايجابيات هذا النظام
== قنوات كثيرة متجاورة في ايران تراها من الجو كأنها بيوت نمل عادة يبدأ حفر القناة من عند المخرج اي من اسفل القناة ثم الاتجاه الى ناحية مصدر الماء ولا شك ان وجود مهندس خبير ضروري لنجاح الحفر من ناحية الميول والتوجيه, كما أنه يتم حفر فتحة عامودية كالبئر كل عدة أمتار وكلما انخفض مستوى الحفر يزيدون في تقارب الفتحات العمودية وفائدة هذه الفتحات العمودية تشمل توفير الهواء للعاملين وتكون ايضاً لتسهيل تنظيف مجرى القناة في فترات الصيانة. رسم تخيلي لعملية الحفر المصدر: H. E. Wulff Scientific American, April 1968, p.94 – 105 Oxford handbook of engineering and technology in the Classical worldيتراوح ارتفاع جدار القنوات بمعدل 1.25متر بعرض 75سم وقد يصل عمق بعضها الى 150متر تحت الأرض القنوات في نجد حسب معرفتي فإن هذه القنوات توجد في الأفلاج والخرج ويبرين وسمعت بوجودها في الأسياح ولم اتأكد من ذلك (تحديث 1437 قمنا بزيارة قنوات الأسياح…راجع هذا الرابط). وسنتحدث في هذا الجزء عن قنوات الخرج ونترك البقية للجزء الثاني ان شاء الله. لا يوجد مايدل على تاريخ هذه القنوات في الخرج لعدم تنقيبها أثارياً .ويقول فلبي ان اسم فرزان يدل على ان لها علاقة بفارس وهذا تعليل بعيد عن الجادة فأسماء كثيرة في منطقة الخرج على نفس النمط:ماوان,أثيلان وبلجان وغيرها وفلبي دائماً مايبالغ في ربط الأسماء بالتاريخ مع ضعفه في اللغة العربية مثل رأيه ان الخرج مشتق من كلمة الخرق!. الذي أراه هو ان مثل هذه القنوات لا يمكن ان تنشأ الا في ظل دولة قوية وأمن مستتب لأنها عرضة للتخريب لبعدها عن مراكز الاستيطان والأقرب ان منشأ هذه القنوات هو في العهد الاسلامي المبكر وخاصة الأموي ففي هذه الفترات استتب الأمن تماماً لأول مرة في نجد مع وجود دولة قوية ودين يشجع على الاستقرار وإعمار الأرض ونحن نرى انه في عهد عثمان رضي الله عنه أرسل عمالاً الى منطقة نفي في عالية نجد لإنباط عيون مائية فيها وأنهم “حفروها وفقّرت لها فقر كثيرة (أي كظائم) وابتنى عماله عند العين قصراً يسكنون فيه وهو بين أضاخ وجبلة قريباً من واردات” وزاد الإستثمار في عهد الدولة الأموية المبكرة واستفادت الدولة من خبرات الشاميين في بناء السدود والقنوات وتوسع الناس في الزراعة حتى في نجد القاحلة وهناك قنوات ارضية كثيرة في الشام ترجع لعهد الدولة الأموية ونعرف أن معاوية رضي الله عنه أسكن في الخرج من الرقيق ما عدتهم وعدة أبنائهم ونسائهم أربعة آلاف (راجع موضوع الخضرمة لمزيد من التفصيل )ولعل هؤلاء هم من حفر هذه القنوات. على أنه هناك احتمال ان هذه القنوات اعيد استخدامها من قبل هؤلاء وأنها قد انشئت في زمن أقدم من الإسلام في ظل دولة لم تصل الينا اخبارها او لم تستكشف اثارها بعد. ,ويبدو ان هذه القنوات في الخرج كانت تستخدم مع قوة الدولة وتهجر مع ضعف الدولة وآخر من أحياها من جديد هو الإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي رحمه الله فقد ذكر فلبي انه رأى عمال الامام يجددون القنوات عندما زارها عام 1336هجري وقد استمرت القنوات تنقل الماء من فرزان الى مزارع السلمية الى عهد قريب يذكره والدي عندما يتوقفون للشرب منها في التسعينات الهجرية ثم توقفت العين فجأة في تاريخ لا أعرفه وقد يعود هذا لانخفاض مستوى الماء الضروري لجريان القنوات. وهناك موقعين في الخرج لهذه القنوات المدفونة الموقع الأول قناة تمتد من جبل فرزان (عين فرزان) وتتجه الكظائم شرقاً الى مزارع السلمية. الموقع الثاني عبارة عن كظائم تمتد من عيون الخرج شرقاً الى اليمامة وهذه اطول ولكن اختفت كثير من معالمها نتيجة تمدد البناء في الخرج وهذه مجموعة من الصور التقطناها اثناء زيارتنا للخرج برفقة الدكتور عبدالعزيز الغزي و سعادة رئيس مركز السلمية سلمان العفيصان ومجموعة من المهتمين اولاً:موقع قنوات فرزان بداية القنوات من حزم فرزان في خلفية الصورة,للأسف ان هذه الاثار اصبحت مكب للنفايات بصورة مقززة فتحات التنظيف تدل على مجرى القناة اما القناة نفسها فهي عميقة هنا تصل الى 10-12متر صورة لأحدى الفتحات العمودية -الخرز أو الفقار هذه صورة في آخر القتاة من جهة الشرق حيث يصبح مستوى القناة منخفض قرب السلمية جدران حماية لفتحات الكظائم مخرج القناة في مزارع السلمية بقايا مزارع الامام عبدالرحمن الصور الفضائية: صورة من قوقل أرض بها مسار قناة فرزان بالأصفر وقناة السبح بالأحمر قماة فرزان,لاجظ وجود خط فرعي يتجه غرباً ويبدو انه كان يسقي مزارع الهياثم لاحظ الفرق بين تقنية مستدامة قديمة وبجانبها الرشاش المحوري:تقنية غير مستدامة!!! قناة فرزان تحديث(محرم ١٤٣٢) عثرت على صور قديمة لهذه القنوات من ارشيف ارامكو تبينها بشكل اوضح: وهذه صورة للفقار من عام 1974م من المجموعة الفرنسية ——— ثانياً:قنوات عيون السيج (أم خيسة):ـ لاحظ الفقار الدالة غلى قناة تخرج من عين أم خيسة باتجاه الشرق. عين أم خيسة هذه نزح مائها عام 1949م صورة جميلة من قوقل أرض: معلم(1)عين الضلع وقد يبست, معلم(2)مرتفعات القصيعة ونشاهد عليها القبور الركامية, معلم(3)آخر اثار القنوات الأرضية(الكظائم)وهي في طريقها للإزالة كما شاهدنا على الطبيعة. ان كظائم عيون السيح في طريقها للإختفاء نتيجة الجرّافات التي تعمل بلا كلل هناك وهذه صور التقطناها لما بقي من اثار ———— كان في غرب القطيف بنحو 5كم اثار قنوات عظيمة دفتها الرمال ولم يبق الا قنوات التنظيف وهي مبنية بشكل متقن وارتفاع عظيم وحسب علمي ان اول من زارها هو علم الاثار كورنوال عام 1940م وهذه صورة من التقاطه من تبين عظمة القنوات ويذكر ان السكان المحليين لا يذكرون انها كانت تستخدم في القرون الأخيرة Cornwall in Geographical Jornal يتبع الحزء الثاني فريق الصحراء:زياد السعيد,أحمد الدامغ,سعد السليمان وكتب البحث عبدالله بن عبدالعزيز السعيد المصدر:
http://alsahra.org/?p=3607
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
(الكظائم), مثالاً, المائية, المدفونة, الدرج, الجزيرة, العربية:, القنوات, في |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|