#1
|
|||||||
|
|||||||
طرق التجارة القديمة روائع آثار المملكة العربية السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم
طرق التجارة القديمة روائع آثار المملكة العربية السعودية Routes d'Arabie archéologie et histoire du royaume d'Arabie saoudite معرض باريس ١٤ يوليوـ۲۷ سبتمبر ۲۰۱۰ نظّم هذا المعرض متحف اللوفر والهيئة السعودية للسياحة والآثار بإشراف كل من علي بن ابراهيم الغبان، بياتريس اندريه سالفيني، فرانسواز ديمانج, وآخرون الكاتب : Musée du Louvre (Paris) الهيئة العامة للسياسة والآثار العربية السعودية طبعة :2010 م http://fac.ksu.edu.sa/sites/default/..._arabie_en.pdf
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
|
#2
|
|||||||
|
|||||||
تقوم أطلال "قرية" الفاو على أطراف الربع الخالي، وتبعد حوالي 700 كيلاً إلى الجنوب الغربي من مدينة
الرياض في المنطقة التي يتداخل فيها وادي الدواسر ويتقاطع مع جبال طويق عند فوهة مجرى قناة تسمى بالفاو. بدأ الاهتمام بقرية كموقع آثاري في الأربعينات، حينما أشار إليها بعض موظفي شركة أرامكو. ث م في سنة 1372 ه/ 1952 م قام بزيارتها كل من: جاك ريكمانز، وكونزاك ريكمانز، وفيليب ليبنز وفيلبي، وفي سنة 1389 ه/ 1969 م زارها البرت جام موفدًا من قبل إدارة الآثار والمتاحف، حيث قام بدراسة مجموعة من كتاباتها المنتشرة على سفح جبل طويق المطل على قرية من ناحية الشرق. وفي سنة 1387 ه/ 1967 م بدأ إهتمام جامعة الملك سعود ممثلة في جميعة التاريخ والآثار بقسم التاريخ، التي قامت برحلات إستطلاعية بدأت سنة 1391 ه/ 1971 م لدراسة الموقع علميًا وتحديد المنطقة الأثرية. ثم بدأت أعمال التنقيب في موقع قرية منذ عام 1392 ه/ 1972 م لثلاثة مواسم وبعد إنشاء قسم الآثار والمتاحف عام 1398 ه/ 1978 م أنتقل نشاط التنقيب إليه واستمر إلى سنة 1423 ه/ 2002 م. وكان التنقيب في قرية )الفاو( منذ البداية وحتى الموسم العشرين 1415 ه/ 1995 م تحت إشراف الاستاذ الدكتور عبد الرحمن الطيب الأنصاري. أشارت الكتابات العربية الجنوبية إلى قرية وسمتها «قرية ذات كهل » وكهل هو معبود قرية الرئيسي. كما تذكر الكتابات العربية الجنوبية أن ملوك سبأ وذي ريدان قد غزوها أكثر من مرة. وهذا يظهر بوضوح في النصوص )جام 576 ، 635 ، 660 ، 665 ( و)ريكمانز 509 (، وتتراوح تواريخ هذه الكتابات بين نهاية القرن الرابع ق. م، وأوائل القرن الرابع الميلادي. وقد وُصفت قرية )الفاو( من قبل سكانها في كتاباتهم بالجنة ) ج ن ت ن( وبقرية طلو )ق ر ي ت/ ط ل و( بمعنى المدينة الحمراء. عاشت قرية ردحًا من الزمان في زوايا النسيان، حتى لمستها أقدام الآثاريين من جامعة الملك سعود سنة 1972 م، بعد أن جمعوا معلومات شتى عنها وكان أشهر من نوه عنها جون فيلبي في مقال كتبه عنها في المجلة الملكية الجغرافية بعد أن زارها ومعه آل ريكمانز وليبينز إلى جانب ما كتبه عنها هنري فيلد ضمن بعثة شركة أرامكو لدراسة عصور ما قبل التاريخ في المملكة العربية السعودية. أما في العصر الإسلامي فلم يشر إليها إلا الهمداني في جمل لا تتعدى السطرين في كتابه: صفة جزيرة العرب، أما جورجي زيدان فلم يتحدث عن قرية لكنه أشار إلى أقوام كانوا في نجد يسمون القرويبن فمن هم هؤلاء القرويون؟
|
#3
|
|||||||
|
|||||||
يحدثنا النقشان "ف 15 - 87086 "أن آل سبي وآل بعيع وآل نتن وآل جبل وهم شعب قرية حفروا بئرًا
ومذقنة للمعبود عبط، وهذا يعني أن عبطًا هو أول معبود عُبد في قرية ولا نعدو الحقيقة إذا قلنا أن مذقنته أول بناء للعبادة في المنطقة السكنية بل في قرية كلها، وكان ذلك في أواخر القرن الرابع قبل الميلاد. أما قبل هذه الفترة فقد وجدنا بقايا مواقد على الأرض البكر في أحد المساكن وفي معبد شمس. فهل كان آل سبي ومن معهم من الذين نسبوا أنفسهم إلى قرية هم أول المستوطنين؟ هذا ما تؤكده التنقيبات التي قمنا بها، إذ وُجدوا خلال المرحلة الأولى "أ"أي بداية القرن الثالث قبل الميلاد، وإذا فحصنا أسماء هذه الأسر فإننا لا نشم رائحة الأسماء الجنوبية. إذ لو كانوا من الجنوب لنسبوا أنفسهم إلى قبائل معروفة بدلاً من أن ينسبوا أنفسهم إلى قرية. ولنا أن نتساءل من أين أتى هؤلاء القرويون؟ فهل أتوا مما يعرف بالجرهاء )قرية( في شرق الجزيرة لكي يسيطروا على طريق التجارة بين شرق الجزيرة العربية وجنوبها؟دعونا نفكر في هذا الاتجاه دون التزام بما تعودنا عليه من معلومات جمدت في أذهاننا لدرجة أننا أصبحنا لا نقبل سواها بمعنى أن نقبل أن ما يعرف بالجرهاء هو تحريف لقرية فإذا قبلنا هذا ولو على مضض فسوف ننظر إلى هذا الطرح الجديد بروح ذلك العصر الذي يسمح لشرق الجزيرة العربية بالمشاركة في تجارة الجزيرة، ولعل قرية أنموذج واضح للتعايش الاقتصادي بل السلمي في جنوب وسط الجزيرة العربية. أما المرحلة الأولى "ب" "منتصف القرن الثالث قبل الميلاد" فنشهد فيها الزحف المعيني من جنوب الجزيرة العربية وقد شارك المعينيون القرويين نشاطهم فكان أن بنى مواطن من آل مليح معبد «عثتر ود » "ف 8 - 299 " كما سجل مواطن من آل مرن ما قدمه في بيت ود "ف 8 - 271 "وما قدمه.... من آل مليح "ف 8 - 325 " لمعبودات شتى هي: عثتر ذي قبض، وودم شهر، ونكرح شيمان، وعثتر ذي يهرق، وعثتر «بعل حدث » وكل آلهة معين وكهل، قدم هذا المواطن نذره لكل هذه المعبودات وكهل أيضًا وهو الذي يشار إليه للمرة الأولى في نص بقرية. وإذا كان آل سبي ومن عاصرهم أو جاء معهم انتسبوا إلى قرية فإن المعينيين سموا قرية )بجنة بقرية طلوا( أي )الجنة هي القرية الحمراء" بمعنى أن قرية في تلك الفترة التي نزلها المعينيون أصبحت ذات نخل وخضرة وكأنها جنة وسط الصحراء القاحلة وفي وسط هذه الجنان كانت قرية شامخة بقصورها ذات الطينة الحمراء ولم يكن المعينيون وحدهم بل كان معهم آل سبي والآخرون من عُبَّاد «عبط » بالإضافة إلى حلفائهم في دادان اللحيانيين. نعم كان للحيانيين وجود واضح خلال هذه المرحلة حيث وجدنا منصبة لحيانية "عليها نص لحياني"وشواهد قبور لحيانية. إذن فنحن أمام ظاهرة جديدة في الجزيرة العربية، هي السوق العربية المشتركة يقودها المعينيون واللحيانيون، فكان للمعينيين السيطرة الاقتصادية في هذه الفترة على قرية طلو، وللحيانيين حق الاتجار والمساهمة في الحركة الاقتصادية، فكذلك كان للحيان في دادان السيطرة الاقتصادية باعتبارها عاصمة لملكهم وللمعينيين حق الاتجار وإنشاء وكالات تجارية فيها. وفي المرحلة الثانية "أ"برز ضمن عناصر مجتمع قرية عنصر آخر هو عنصر الأحانكة ونقصد به قبيلة حنكين أمرين التي انتشر وجود اسمها بصيغ مختلفة بما في ذلك التفريق بين الذكر والأنثى وتأتي أحيانًا بالجزء الأول من الاسم فقط. ولعل ما يدعو للتأمل هو: هل أمرين لها صلة بقبيلة أمير التي كانت لها اليد الطولى في المثلث جنوب غرب الربع الخالي؟ أم أن لها صلة بقبيلة مرن المعينية؟ فهل هو حلف بين حنكين وأمير أم بين حنكين ومرن؟ لعل الرأي الأول أقرب إلى الحقيقة لأن النون في أخر أمرين علامة إعراب. وكان للأحانكة دور كبير بدأ واضحًا في كثير من مظاهر الحياة وخاصة عندما انتعشت الحركة الاقتصادية وبنيت القصور الضخمة والخانات وتحولت واجهات بعض المنازل إلى دكاكين للمشاركة في حركة البيع والشراء ولا نعدو الحقيقة إذا قلنا أن الأحانكة من جملة القبائل التي كان لها وجود في دادان في الفترة المتأخرة من دولة لحيان. ولكننا بالمقابل نشاهد وجودًا لشعب عربي آخر هو شعب الأنباط الذي اثبت وجوده بما تركه من فخار نبطي يعود للقرن الأول قبل الميلاد حتى القرن الثاني الميلادي وبعده كما أن هناك نصوصًا نبطية كتبت بالخط المسند وبالخط النبطي إلى جانب شواهد قبور كتبت بالأسلوب النبطي.
التعديل الأخير تم بواسطة ميراد ; 11-05-2018 الساعة 12:56 AM |
#4
|
|||||||
|
|||||||
وإن كنا نشعر بأن الجالية النبطية لم تكن على مستوى راق من المعرفة بالكتابة إذ أنه لولا النص بالخط
المسند لما استطعنا التعرف على محتوى النص النبطي الذي لا يوازي مضمونه ما جاء في نص المسند. وفي المرحلة الثانية )ب( منتصف القرن الثاني الميلادي برزت إحدى العناصر المكونة لمجتمع قرية وهم الغلوانيون وقد ظهروا لنا من خلال شواهد القبور ولعل أهمهم بروزًا هو عجل بن هفعم الغلواني إلى جانب ذلك الغلواني الذي دفن ناقته معه في مقبرته ولكننا لا نعرف الكثير عنهم في قرية إلا أننا نشعر أنه ربما كانت لهم صلة بالملك معاوية بن ربيعة. إذ أن نقش معاوية بن ربيعة )نقش معاوية( جهزه هفعم بن بران. إن نقش معاوية بن ربيعة )الذي يبدو أنه من عائلة يميث( ملك قحطان ومذحج يثير كثيرًا من التساؤلات فنحن لم نجد من قبل ذلك نصًا عن ملك حكم قرية، ولكننا نجد نصوصًا تتحدث عن ملك حضرمي وإشارة إلى عبدي ملك من ملوك سبأ وإلى ملك من ملوك هامير. وحتى نقش معاوية لم يشر إلى أنه ملك لقرية ولكن ملك لقحطان ومذحج ونحن لم نجد ضمن النقوش في القرية ذكراً لقحطان ولا لمذحج فهل كان معاوية مارًا بقرية ومات فيها فدفن بها؟ ولكن بناء مقبرة وكتابة نص يبدو أن عدد أسطره كانت أكثر من مجرد ثلاثة سطور كما أن بناء الغرفة أعلى القبر التي بنيت على النظام الشمالي )النبطي والتدمري( ونحت النصف الأعلى دون رأس لتمثال يبدو من ردائه وكأنه جزء من تمثال لملك روماني يجعلنا نعتقد أننا أمام وجود لملك يحكم قحطان ومذحج في قرية وإن لم يذكر مكان حكمه فيما بقي من النص، ولكن النص كان حريصًا على أن يثبت نسبه على أنه من آل يميث وأنه من قحطان. وإذا كان الغلوانيون قد وجدناهم يمثلون المرحلة الثانية )ب( فإن معاوية ومن والاه نحسب أنهم كانوا في المرحلة الثانية )ج( وهي نهاية المراحل التاريخية. وهذه المرحلة تبدأ في القرن الثاني الميلادي. إن النصوص الجنوبية التي تتحدث عن غزو وتدمير وسلب قرية تتحدث عن نظام سياسي جديد فيتحدث النص الملكي لشعرم أوتر )نص بران 2001 (عن هزيمة لربيعة بن معاوية ذي آل ثور ملك كندة وقحطان وقاعدته «قرية ذات كهل » وها نحن نفاجأ بمسمى جديد لقرية يختلف عن المسمى المعيني. إذ ربطت بمعبودها كهل وكان ملكها الذي يلقب نفسه بملك قحطان ومذحج، أصبح لقب ابنه «ربيعة بن معاوية ذي آل ثور ملك كندة وقحطان » فكيف جاء لقب كندة وكيف جاءت النسبة إلى آل ثور ويأتي اسم ربيعة ذي آل ثور دون النسب إلى معاوية )في نص جام 635 ( وربيعة هذا أيضًا ملك كندة وقحطان. وهذان النصان يؤرخان في الربع الأول من القرن الثالث الميلادي. إذ أن كلا النصين يتحدثان عن كندة سابقة لقحطان فلماذا أسقط اسم مذحج؟ ثم عندما نصل إلى منتصف القرن الثالث يظهر علينا )نص جام 2110 ( يتحدث عن «مالك بن بد » ملكًا على كندة ومذحج وهنا يسقط اسم قحطان ويعود اسم مذحج ثم يأتي )نص جام 576 ( من عهد إلشرح يحضب وأخيه يأزل بين ملكي سبأ وذي ريدان، ليجعل مالك دون نسبته إلى بد ملكًا على كندة فقط ويسقط اسم مذحج أيضًا لتنفرد كندة بالملك. فهل استطاعت كندة أن تسيطر على الوضع السياسي لنواجه بكندة حاكمة لقرية ذات كهل؟ إن النسابين العرب يجعلون كندة ومذحجًا شيئًا واحداً فلمَ لم يضموا إليها قحطان؟ ويبدو حقيقة أن كندة زحف قبلي من جنوب الجزيرة استطاع أن يصبح المتفرد بالحكم في قرية وما حولها خلال القرن الثالث الميلادي ولكننا نفاجأ بنقش امرئ القيس المنذري يشير خلال تعداده القبائل التي مر بها إلى أنه هرب الى مذحج. فهل قابل امرؤ القيس مذحجًا في حدود «قرية ذات كهل » أم في منطقة أخرى بالقرب من نجران؟ على أي حال فإن التسلسل التاريخي لقرية يؤيد اضمحلال قرية نهائيًا في بداية القرن الرابع الميلادي. أما كندة فقد أضمحل ملكها وصاروا أعرابًا ينضمون إلى الجيوش الزاحفة عبر جنوب الجزيرة العربية ووسطها فها نحن نجدهم في نص مأسل )ريكمانز 509 - 510 (، فالنص ريكمانز 509 يعود إلى القرن الخامس الميلادي أما النص 510 فيعود إلى الربع الأول من القرن السادس الميلادي. كما نجد لهم دورًا فعالاً في نص أبرهة )مريغان(، والذي يعود إلى نهاية القرن السادس الميلادي وكان منهم قادة وجههم في حملة. وتذكر كتب التاريخ العربية وجودًا لكندة في وسط الجزيرة العربية إذ نجد شاعرًا فذًا هو امرؤ القيس الكندي وسلسلة من الملوك الكنديين ولكننا لا نستطيع أن نحدد أماكن وجودها ولا حواضرها سوى الإشارة إلى غمر
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
آثار, المملكة, التجارب, السعودية, العربية, القديمة, روائع, طرق |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|