#1
|
|||||||
|
|||||||
مرآة الحرمين الرحلات الحجازية والحج ومشاعره الدينية مُحلاّة بمئات الصور الشمسية إبراه
بسم الله الرحمن الرحيم مرآة الحرمين ************ الكاتب:اللواء إبراهيم رفعت باشا الناشر: مطبعة دار الكتب المصرية الطبعة : الأولى 1925 مـ 1344 هـ. تحميل الجزء الأول حجم384.7M : [هنا] تحميل الجزء الثاني حجم297.9M : [هنا] نبذة عن الكتاب:
نبذة عن الكاتب:
اللواء إبراهيم رفعت باشا ولد ونشأ في القاهرة عام 1855م تقريبا ، التحق بالمدرسة التجهيزية بدرب الجماميز بالقاهرة عام 1873م، ومالبث ان اختير للانضمام للمدرسة الحربية، والتي درس فيها لمدة ثلاث سنوات ليتخرج في العام 1876م برتبة ملازم ثاني في عهد الخديوي إسماعيل. ذهب للحج للمرة الاولى عام 1318 هـ 1901م عندما عين قومندان لحرس المحمل المصري ، وفي عام 1320 هـ 1903م عين أميراً لركب الحج المصري وكذلك في حج عام 1321 هـ 1904م وأخيراً في حج عام 1325 هـ 1908م . ويعتبر من اوائل المصورين الذين التقطوا صورا فوتوغرافية لرحلة الحج وللديار المقدسة بمكة والمدينة والأماكن التي مروا بها. وقد ألف هذا الكتاب الذي بين أيدينا و الذي وصف فيه وصفا دقيقا لرحلة الحج في عام 1318 هـ 1901. و هذا مقال للكاتب عمرو علي بركات نشر في القاهرة يوم 15/12/2009 مـ، يتكلم عن الكتاب و مؤلفه[المقال من المصدر]. اللواء إبراهيم باشا رفعت قاهري المولد، والنشأة، ولد علي التقريب سنة 1855م، حيث يذكر انه قد أناف علي السبعين وقت طباعة الكتاب في العام 1925م، التحق بالمدرسة التجهيزية بدرب الجماميز بالقاهرة سنة 1873م، وبعد نصف عام فقط اختير ضمن طلبة المدرسة الحربية، فمكث بها ثلاث سنوات، وتخرج في العام 1876م برتبة الملازم ثاني في عهد الخديوي"إسماعيل"، واحيل إلي الاستيداع في العام 1879م بسبب الأزمة المالية وما أشارت به لجنة المراقبة بإنقاص عدد الجيش، إلا انه عاد بعد 9 اشهر في يناير 1880م، وخلال مدة الاستيداع كان يتردد علي الأزهر يومياً سيراً علي الأقدام من مسكنه بقبة الغوري، وتلقي تعليمه به علي يد شيخ الجامع الأزهر الشيخ"انبابي"، وبعد عودته للخدمة الحق بفصيلة الفرسان في "أبي شوشة" بسوهاج حالياً تتبع قنا ومع أول عهد الاحتلال الانجليزي نقل إلي القاهرة في العام 1882م، ورقاه الخديوي"توفيق" إلي رتبة الملازم أول، وسافر إلي "سواكن" سنة 1884م، ورقي إلي رتبة اليوزباشي، واشترك في جميع مواقع سواكن الحربية ونال ميداليتها الفضية ذات المشبك،وفي العام 1885م منح الوسام المجيدي الرابع، وعاد إلي القاهرة إلا انه ما لبث أن سافر إلي "توشكي" واشترك في موقعة "أرجين" بين سنتي 87 و 1889م، فنال المشبك الفضي باسم توشكي، ثم سافر بعدها إلي "طوكر" ونال في حربها الوسام العثماني الرابع، وفي العام 1891م عاد إلي القاهرة ليعين أركان حرب عموم السواري، ومنحه الخديوي"توفيق" رتبة الصاغ في سنة 1892م، ورقي إلي رتبة البكباشي في العام 1895م، وعاد إلي سواكن مرة أخري رئيساً لأركان الحرب بها، فنال ميدالية استرجاع السودان الفضية، وميدالية من الجيش الانجليزي، وفي العام 1899م عين ياوراً للخديوي"توفيق" وكلفه باكتشاف الطريق القديم بين الإسكندرية وواحة سيوة، وفي نوفمبر 1900م رقي إلي رتبة القائمقام، ثم أميرلاي، فأصبح رئيساً للحرس الخديوي، وفي العام 1901م عين «قومندانا» لحرس المحمل، وفي 16 أكتوبر 1902 أحيل إلي المعاش، وبعدها عين أميراً للحج في الأعوام 1903، و1904، و1908م، إلا انه بعد إحالته إلي المعاش عين عضواً في المجلس الحسبي، ومحلفاً في المحكمة المختلطة، وعضواً بمجلس تنظيم مصر، ورئيساً لشركة التعاون بين موظفي الحكومة، وعضواً في لجنة مراجعة العوائد بمحافظة مصر، اللواء "إبراهيم باشا رفعت" من العصاميين الذين بنوا لأنفسهم مجداً في هذه الحياة، وأسسوا لما بعدها، من أواسط الموسرين، أحدث مؤلفه رضا الأوساط الثقافية والأدبية حين نشره، فوصفه"محمد الجديلي" الموظف بالبرلمان المصري بجريدة الأخبار في عددها بتاريخ 29 نوفمبر 1925م بأنه"كتاب طريف التأليف مرآة الحرمين الشريف"، ووصفه "محمد الخولي" المدرس بمدرسة القضاء الشرعي في عدد الأهرام بتاريخ 7 ديسمبر 1925م بأنه موسوعة معارف المشاعر المقدسة.-تاريخ إلغاء الحج الفردي يذكر"إبراهيم باشا رفعت" انه في العام 1903م ابلغه ناظر الداخلية"مصطفي باشا فهمي" بصدور الأوامر السنية بتعينه أميراً للحج لهذا العام، وبناءً علي اجتماع مجلس النظار فقد تقرر أن يكون الحج جماعياً وإلغاء الحج الفردي لأول مرة في تاريخ مصر، وعلي جميع الأشخاص الذين يودون أداء فريضة الحج أن يرافقوا قافلة المحمل ليكونوا تحت رعاية أميره، وملاحظة حراسه، حتي إذا مرض احدهم وجد في الحال الطبيب، والدواء، حتي يتقي الوباء الذي نقل الحجاج جراثيمه في العام السابق إلي القطر المصري ففتك بالناس فتكاً ذريعاً، وتكلفت الحكومة بنفقات الحجاج البالغ عددهم حوالي 600 حاج، وذلك بالبر والبحر من السويس إلي العودة، وقررت الحكومة أن يدفع كل حاج في الدرجة الأولي 70 جنيهاً مصرياً، وان يصطحب معه علي الأكثر 5 جمال، وان يدفع حاج الدرجة الثانية مبلغ 50 جنيهاً، وله صحبة جملان فقط، واعتبرت الحكومة هذه المبالغ ضمان عندها تحتسب منه نفقات الحجر الصحي والسفر، وتعهدت الحكومة برد الباقي لمن دفع، ويري"ابراهيم باشا" أن هذه المبالغ كانت مثبطة للناس عن الحج، فلم يحج إلا العدد القليل، وهذا ما كانت ترمي إليه الحكومة من إعلاء القيمة. -الاحتفال بالكسوة يؤرخ "إبراهيم باشا رفعت" لرحلة حجه الأولي والتي كان «قومندانا» للمحمل بها في العام 1901م بدءاً من يوم 16 فبراير 1901م، منذ يوم بدء الاحتفالات بكسوة الكعبة المشرفة، حيث أتي المحمل من مقر وزارة المالية، ونقل داخل صناديق علي عجل إلي و«كالة الست» بالجمالية، حسب المعتاد من قديم الزمن، ونقل جزء من الكسوة مع أحزمتها الحريرية المزركشة بالقصب من مصنعها بالخرنفش، إلي المصطبة بميدان صلاح الدين المعروف بميدان القلعة، وفي عصر ذلك اليوم احتفل أيضاً بنقل كسوة مقام "الخليل إبراهيم عليه السلام"، والجزء الباقي من كسوة الكعبة من مصنعها إلي الميدان المذكور، وكان نقل الكسوة علي أكتاف الحمالين، يحيط بهم رجال الشرطة، ويتقدمهم قسم من الجيش، ومعهم الموسيقي، وأرباب المزمار البلدي المعينون للسفر بصحبة المحمل، ويتقدم الكسوة مدير مصنعها"عبد الله فائق بك" مأمور الكسوة ممتطياً جواده، مرتدياً بدلة التشريفة الكبري، وعلي يديه مبسوطتين كيس مفتاح الكعبة، ويتلو الكسوة كسوة المقام محمولة علي الأكتاف، ووصل الموكب إلي سبيل "كتخدا" القريب من النحاسين حيث التقي المحمل ببقية الكسوة القادمة من وكالة"الست" بالجمالية، علي ظهر جمل، فدخل الموكب من النحاسين إلي الغورية فباب زويلة فالدرب الأحمر، فالتبانة، فالمحجر فميدان صلاح الدين، حيث أقيمت الاحتفالات بالكسوة بحضور سمو الخديوي، والوزراء، والعلماء، والأعيان، ثم تحرك الموكب إلي العباسية للسفر بالسكة الحديد مصحوباً بأرباب الطرق الصوفية، والروائح العطرية، والخرق الجديدة لزوم غسل الكعبة المشرفة، وبلغ جملة ما انفق علي هذا الاحتفال مبلغ 100 جنيه مصري. -ميناء جدة يري "إبراهيم باشا رفعت" جدة في العام 1901م أنها بلدة كبيرة، وميناء مكة العظيمة علي الشاطيء الشرقي للبحر الأحمر، يحيط بها سور ذو خمسة أضلاع يقطعها راكب الحصان بالسير المعتاد في 45 دقيقة، وارتفاع السور 4 أمتار، وبه تسعة أبواب، ستة من الجهة البحرية، وثلاثة في الجهات الأخري، وأول من بناه السلطان المصري "الغوري" في العام 915ه ، وبها حوالي 3300 منزل مبنية من الحجر الأبيض المستخرج من البحر، يتكون المنزل من طابقين إلي خمسة، والواجهات الأمامية للبيوت بها "الرواشن"(الخارجات المسقوفة) مصنوعة من الخشب الهندي الأحمر المخروط، والبيوت العالية ذات الموقع الجميل والمنظر البهيج يسكنها أكابر البلد ووكلاء الدول التجاريون، والقناصل، من روس، وانجليز، وفرنسيين، ونمساويين، ومن أفخم بيوتها بيت السيد"عمر السقاف السري"، ومنزل المحافظ، وبالساحل مبني الجمرك، وبها خمسة جوامع وثلاثون مسجداً مفروشة بالحصر الناعمة الجميلة، إلا أنها تكون مبللة عند رطوبة الجو، وهي مرتفعة عن مستوي الشارع بثلاثة أمتار، وليس بها بيوت خلاء، ولا ميضات، وبجدة حمام واحد ولوكندتان، وأربعون قهوة، وصيدلية، ومكتب تعليم راق، ومستشفي، ويوجد بمقابرها مقبرة"حواء" المزعومة حيث يوجد الكثير من الشحاذات يلتمسن الصدقات علي خرق بسطنها أمامهن، وبها 800 صهريج لتجميع مياه المطر لبيعها للحجاح، ولكنها معطلة، فاضطر المحمل أن يجلب مياه الشرب من أعذب الآبار بواسطة سقائيين باجر، ولاحظ أن جميع اهالي جدة مغرمون بشرب التبغ التنباك، وسكانها خليط من أجناس شتي مكيين، ويمنيين من حضرموت، وهنود، وترك، و شوام، ومصريين من القصير، وعددهم حوالي 25 ألف نسمة، ويرجع اتخاذها مرفأ إلي عهد الخليفة"عثمان بن عفان" في العام 26ه ، حيث اعتمر من المدينة فسأل أهلها أن ينقل ساحل مكة القديم من الشعبية جنوبي جدة الآن إلي جدة لقربها من مكة، فخرج بنفسه إلي جدة ورأها، واغتسل من البحر، وقال:" انه مبارك"، وأمر من معه بدخول البحر للاغتسال مؤتزرين، ومن يومها أصبحت جدة ميناء مكة. -حج العربان: يذكر "إبراهيم رفعت باشا" ما رآه لما يصدر من العربان ونسائهم وقت الطواف، فإحرامهم عبارة عن كشف أذرعهم ورؤسهم، وباقي جسدهم مستور، وشعرهم منثور، غير منتظم، وأكثرهم شعرهم طويل مضفور، أشبه بشعور النساء في مصر، أما نساؤهم فمحتجبات لا يكاد يبدو منهن شئ، والرجل منهم يقول في طوافه:"يارب البيت اشهد أني جيت، لا تقول ما جيت، واغفر لي ولوالدي، وإلا تغفر لي غصبا وتغفر لي تراني حجيت"، ويقول ذلك بصوت جهوري مزعج ويسرع في مشيه في الطواف والسعي، ويأخذ الرجل بيد زوجته، أو أخته، أو أمه، ويسرع بها في السير إلي أن يصل إلي "الحجر الأسود" ويرفعها ويضع رأسها في تجويف الحجر، وهي تمسح وجهها وشعرها، ويقول لها:"حجي يا مره حجي"، وتقبيل الحجر عندهم فريضة لازمة، لا يتركونه، ولو ماتوا دونه، ومن كثرة دخول رؤوس العربان إلي الحجر الأسود حدث به خدش أصلح فيما بعد، ويحكي"إبراهيم باشا" انه سمع حوار اثنين من نساء العربان قالت إحداهما للكعبة:" ياست ليلة ( تقصد الكعبة لسواد كسوتها) إن كان جاتنا المطر في ديارنا، وجدنا الخير، أجيب لك عكيمة سمن(قربة صغيرة) تدهني بها شوشتك" حيث كان العربان يزعمون أن الكعبة امرأة تدهن رأسها"، فقالت المرأة الثانية :"حقيقة تجيبي لها؟"، فقالت الأولي:" اسكتي أنا عماله اكذب عليها إذا جتنا المطر ما جيت". -غسل الكعبة دعي"إبراهيم باشا رفعت" أمير الحج يوم الاثنين 5 ذي الحجة، وأمين الصرة لغسل الكعبة حسب المعتاد سنوياً، فلما دخل إليها صلي في كل جهاتها الأربع ركعتين، ثم اخذ مع الجميع في غسيل أرضية الكعبة من الداخل بماء زمزم، وكان ذلك بمقشات صغيرة صنعت من خوص النخيل، ثم وزعت عليهم، ثم وزعت خرق بيضاء مبللة بماء الورد، والروائح العطرية، واخذ يمسح جدار الكعبة، وكان الزحام بالخارج قد اشتد لأخذ مياه الغسيل للتبرك بها، والمطوفون يأخذونها ويضعونها في قوارير يهادون بها أتباعهم من الحجاج، وكذلك يتخطف الناس مقشات الغسل، بل يتصارعون عليها، ولدي نزوله من الكعبة وضع المقشة التي كانت معه في بشكير كبير، وأحضرها معه للتبرك به، وكان الحجاج يعصرون البشكير لعله يجد قطرة ماء، ليمسح بها وجهه، وعيناه، والكعبة تفتح في موسم الحج لمن يريد زيارتها بعد أن يدفع ريالاً "برم" بقيمة عشرة قروش مصرية لمن يتولي فتح الباب من قبل السيد"محمد صالح الشيبي" أمين المفتاح. -تاريخ المحمل يذكر اللواء "إبراهيم باشا رفعت" أن المحمل عبارة عن أعواد من الخشب علي شكل الهودج مربع، ذي سقف متدرج في الارتفاع إلي الوسط ينتهي بهلال، وفي العادة يسدل علي الهيكل الخشبي كسوة من الحرير، ويوضع أثناء السفر علي ظهر جمل، ويشير إلي كتاب"الكنز المدفون" ل"السيوطي" الذي ذكر فيه أن أول من أحدث المحمل في طريق مكة هو"الحجاج بن يوسف الثقفي"، والمحامل ترد من الأقاليم من الجهات الأربع:العراقي، والمصري، والشامي، واليمني، ويرجع تاريخ المحمل المصري إلي "شجرة الدر" سنة 648ه ، وانه كان هودجها حين حجت، والمحمل المصري تصحبه كسوة الكعبة، والصدقات اللازمة للحرمين التي توزع علي فقرائهما، وكان المحمل يسلك الطريق البري في الصحراء، إلا أن أول سنة نقل فيها المحمل عن طريق السويس سنة 951ه ، وقد غرق نصفه، وغرق كله في سنوات 961و962و963ه ، وفي العام1221ه احرقه "سعود الوهابي" بعد أن انذر أميره في العام السابق بان لا يسترجع معه هذه الأعواد، لأنها بدعة محدثة، ويري"إبراهيم باشا" انه لا يحق ل"سعود" حرق المحمل لأنه كان كعلم يلتف حوله المسافرون إلي الحج، ولم يكن به شرك.-التكية المصرية يشير"إبراهيم باشا" إلي الخيرات من المرتبات التي خصصتها مصر لأهل الحرمين ولعربان الطرق، وما تقوم به تكايا مكة ، والمدينة من إطعام الفقراء، والمساكين، وهاتان التكيتان من آثار"محمد علي باشا" جد الأسرة المالكة بمصر، وقد بلغ مقدار نفقات التكيتين في سنة 1321ه مبلغ 3550 جنيهاً مصرياً، ثم أورد كشفاً بما تنفقه يومياً تكية مكة، من مسلي، وأرز هندي، ودقيق، وملح، وحمص، وحطب، ومقررات اللحم الجملي والضأن اليومية، ومرتبات تصرف من الأوقاف المصرية بالحرمين للمشايخ، والعلماء والأرامل والأيتام بالاسم، ولما وصل"إبراهيم باشا" لتفقد أحوال الفقراء وجد أنهم قد تضاعفوا ثلاثة أمثال عما هو مقرر لهم، فصعد إلي سطح التكية والتقط صوراً للفقراء وهم يتضرعون بإنزال سحائب الرحمة علي"محمد علي باشا"، ولما عاد إلي مصر رفع تقريراً مصوراً للخديوي الذي أمر بزيادة مقرات التكيتين المصريتين بالحرمين.لا شك أن كتاب "مرآة الحرمين" لصاحبه اللواء"إبراهيم رفعت باشا" يعد تحفة رائعة من كتب الرحلات الموثقة بالصور والخرائط، جدير بان تعيد دار الكتب المصرية طباعته.
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
التعديل الأخير تم بواسطة ميراد ; 09-20-2019 الساعة 10:23 PM |
#2
|
|||||||
|
|||||||
مقال نشر في صحيفة الاتحاد الإماراتية بعنوان:مرآة الحرمين كما رآها قومندان حرس المحمل صورة بقلم أمير الحج عن المناسك قبل قرن، بتاريخ27 أغسطس 2008 [المقال من المصدر]
في جزأين صدر أخيراً الكتاب الذي طالما استند إليه الباحثون وهو بعد في صورته المخطوطة وعنوانه ''مرآة الحرمين'' تأليف اللواء إبراهيم رفعت باشا الذي كان قومندان حرس المحمل (1318 هـ/ 1901م) ثم أميراً لركب الحج المصري في 1320 هـ/ 1903م و1321 هـ/ 1904م وأخيراً في عام 1325 هـ/ 1908م· وتعود أهمية هذا الكتاب إلى المعلومات الدقيقة التي حرص المؤلف على تسجيلها لحظة بلحظة خلال رحلات حجه ومزود بمئات الصور الشمسية النادرة لعمران الحرمين المكي والمدني في مطلع القرن العشرين· ويبدأ اللواء ابراهيم رفعت بالحديث عن الأعمال التمهيدية قبل سفر المحمل ومن أهمها تقريره المالي عن ميزانية موكب الحج وقد بلغت في عام 1318هـ 18,893 جنيهاً مصرياً هي مرتبات رجال المحمل جميعهم مدة ثلاثة أشهر ومرتب أمير مكة والمبالغ المقدرة لإشرافها وللعربان ولـ''تكيتي'' مكة والمدينة وجميع النفقات الأخرى من أجرة جمال وثمن علف دواب الخ· -كسوة الكعبة: وعنيَّ أمير الحج بتسجيل نص الإشهاد الشرعي الخاص بكسوة الكعبة المشرفة والذي يشمل معلومات قيمة عن أنواع المنسوجات ومقاديرها، مثل الحرير الأسود والأطلسي ومحرر الإشهاد الذي ينتدبه قاضي قضاة مصر كان يتقاضى مكافأة قدرها 3 جنيهات مصرية و280 مليماً منها 880 مليماً نقدية و240 قرشاً ملابس· وبعد أن قدم إبراهيم رفعت وصفاً دقيقاً لاحتفال بموكب الكسوة ومروره بشوارع القاهرة شرع في الحديث عن رحلة الباخرة ''النجيلة'' المخصصة لحمل الكسوة بالإضافة إلى بعض الحجاج وارتداء جميع الركاب ملابس الإحرام قبيل بلوغها إلى مرفأ جدة· وفي جدة يبدأ موكب المحمل سيره في الأراضي الحجازية وسط الموسيقى العسكرية وكان مروره بين صفين من العساكر العثمانيين قدرهم إبراهيم رفعت بأربعمئة من العساكر النظاميين ومئتين من غير النظاميين· ويصف المؤلف جدة بأنها ميناء مكة العظيمة ويحيط بها سور ذو خمسة أضلاع وبه تسعة أبواب· ونسب تشييد سور جدة الأول إلى السلطان المملوكي الغوري في عام 915هـ، وألمح إلى بيوتها الرائعة التي يسكنها الأكابر من الأشراف وكبار التجار و''القناصل'' وهي تزدان بواجهات بها ''المشربيات'' المصنوعة من الخشب الهندي الأحمر المخروط واختص منها بالذكر وبصورة شمسية أيضاً بيت السيد عمر السقاف الشريف· سكان جدة أما سكان جدة فيقول إنهم خليط من أجناس شتى من مكيين ويمنيين وحضرميين وهنود وترك وشوام ومصريين وعددهم حوالي 25 ألف نسمة بينما يبلغ عدد السكان بها خلال موسم الحج خمسين إلى ستين ألفاً ويمر بها من الحجاج كل عام نحو 120 ألفاً· وبالكتاب وصف تفصيلي للطريق من جدة إلى مكة وما يحتويه من استراحات ومقاهٍ ونشاط للحراسة وقلاع وكذلك للكعبة المشرفة منذ دخل المؤلف إلى الحرم المكي عبر باب السلام· وقد زار اللواء شريف مكة والتقى أيضا عدداً من إشراف المدينة وطلبوا منه أن تكون رواتب الأشراف بالريال المصري واشتكوا له من قيام بعض نظار التكية المصرية بمكة بعمل غير لائق وهو تحويل نوافذها إلى أبواب لحوانيت اقتطعت من مساحة التكية· وفي الكتاب وصف لغسل الكعبة الذي تم يوم الاثنين خامس ذي الحجة عام 1318هـ وكان الغسل بماء زمزم وبمقشات صغيرة من خوص النخيل ووزعت على أمير الحج وأمين العدة وبعض الموظفين وعدد من عظماء الحجاج خرق بيضاء مبللة بماء الورد والروائح العطرية مسحوا بها جدر الكعبة فيما تزاحم الحجاج للحصول على ماء الغسيل والمقشات الخوصية على سبيل البركة· وكانت الكعبة بعد غسلها تفتح لمن يريد الزيارة بعد أن يدفع ريالاً قيمته عشرة قروش مصرية لمن يتولى فتح الباب من قبل السيد محمد صالح الشيبي أمين المفتاح وإذا كان الزائر غنياً أخذوا منه بضعة جنيهات· -الوقوف بعرفة: ويصف إبراهيم رفعت الوقوف بعرفة وصفاً دقيقاً منه منظر جبل الرحمة وقد ملأه الحجاج حتى لم يبق منه موضع لقدم أغلب هؤلاء من السودانيين واليمنيين والمغاربة ويتخذون الجبل مسكناً لهم ويؤدون به جميع أعمالهم من طهو وغيره· ويتحدث المؤلف عن فكاهات الحجاج عند رمي الجمرات ذاكراً أن بعضهم كان يرمي الحصيات السبع دفعة واحدة ويخاطب أبليس ''في عين دينك'' وبعض الحجاج لا يكتفي بالحصيات بل يأتي بأحجار كبيرة ويرمي بها ''العمود القائم'' بل لا يرتاح له بال إلا إذا هدم جزء من البناء ''وقد كان من الضباط الذين معهم اليوزباشى عبدالوهاب حبيب أفندي فلما جاء وقت رمي جمرة العقبة أخذ عساكر الحرس ورجموا أبليس دفعة واحدة بهيئة هجوم على عدو وانتقام منه'' ويصف إبراهيم رفعت وقائع الاحتفال بتلاوة الفرمان السلطاني في 11 ذي الحجة بمنى والخلع التي نالها شريف مكة وكبار الموظفين على سبيل التشريف، ولم يفته أن يشير إلى أسعار الأضحيات في موسم الحج مؤكداً أن ثمن الشاة من ريالين ونصف إلى ثلاثة ونصف وكان يؤخذ لشريف مكة على كل رأس من الغنم تباع للحجاج خمسة قروش من البائع· وثمة إشارات متعددة لنفوذ شريف مكة الذي يلقب بسيد الجميع تمييزاً له عن بقية الأشراف ''وهو الحاكم الذي لا ينازع في أمر ولا يرد له قول ينفي ما شاء ويحبس من شاء ويعاقب من شاء وبيده عقد الأمور وحلها وكل الحكام بمكة طوع إشارته''·
التعديل الأخير تم بواسطة ميراد ; 09-20-2019 الساعة 10:16 PM |
#3
|
|||||||
|
|||||||
فهرس صور الجزء الأول
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مرآة, مُحلاّة, الحجازية, الحيوية, الحرمين, الرحلات, بمئات, ومشاعره, والدي |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|