#1
|
|||||||
|
|||||||
فن الخط ايقاعات تسمعها بلا صوت
بسم الله الرحمن الرحيم فن الخط ايقاعات تسمعها بلا صوت هو ايقاع ينساب حولك في هدوء و سكينة تسمعه بلا صوت . فن الخط العربي هو فن مغرق في الروحانية و العلم ، يحمل بين ثناياه إيقاعات متنوعة . تتغير أحاسيسك حين تنظر إليه بين الدهشة من إبداع الخطاط ، والرهبة من وقع الكلمات ، و الرحمة من معنى المكتوب . لم ينشأ فن الخط العربي ليملاّ الفراغ بل هو جزء من كل ، يعزز و يتناغم و يتواصل مع ما حوله ، فجمع بين الجمال و الإستعمال ، كُتِب على الجدران و الرقاع و الورق لإيصال المعنى ، فتارة يعزف نغمة روحانية في اّية قراّنية ، و تارةأخرى يعزف نغمة رومانسية في بيت شعر ، و تارة ثالثة يعزف نغمة رصينة في حكم متوارثة . فن الخط هو أبلغ الفنون الإسلامية و هو لسان اليد فهو متسق بين خطوطه المستقيمة التي تعطي احساساّ بالهيبة ، و خطوطة المنحنية التي تعطي احساساّ بالروحانية . سار فن الخط العربي رحلة طويلة لم تنتهي بعد ، فقد نشأ نشأة عادية بطيئة بسيطة، ثم تطور مع تطور الحياة و انتشار الإسلام فقفز قفزات سريعة و تبارى الخطاطون في تحسينه و تجميله ووضع أدابه و علومه حتى أصبح من أرقى الفنون الإسلامية . تعلم قوام الخط يا ذا التأدُّب ِفـما الخط إلا زيـنة المتأدِّب :ِ لوحة أدوات الكتابة في فن الخط كان الكُتّاب أول مرحلة في رحلة تعلم الخط ، و اكتشاف موهبة الخط لدى التلميذ فمتى ظهرت نباهته كانت و جهته لتعلم فن الخط إما مشايخ الخطاطين أو الخانقاوات و التكايا الصوفية ، و على يد الشيخ يتعلم هذا الفن... يلزم شيخه في تأدب و يسير على دربه متتبعاّ خطاه . و كان لتعليم الخط اّداب مرعية تبداّ من هيئة جلوس طالب العلم و اختيار أدوات الكتابة و تعلم صناعة الحبر و جودة الورق . كان المتتلمذ يبدأ بكتابة البسملة لمدة أشهر ، فإذا ما اجتاز هذه المرحلة حسب براعته كتب الفاتحة عدة أشهر أخرى، يتبعها المرحلة الثالثة و هي كتابة دعاء : اللهم يسر و لا تعسر ... رب تمم بالخير و به . و بعدها يتعلم قواعد كتابة الحروف و أنواع الخطوط ثم يكتب ما يشاء من النصوص حتى يحصل على الإجازة من شيخه و يبدأ هو مرحلة منفصلة متصلة بتعليم فن الخط و أسراره إلى جيل جديد . تعلم فن خط الحرف العربي الإجازة الخطية : هي سند الخط و تجعل الخطاط منتسباّ لأقطاب الخطاطين الأوائل ... تبدأ الإجازة من عند علي بن ابي طالب يليه حسن البصري و تنتهي عند الخطاط المجاز. في مصر يمكنك تتبع الرحلة منذ بدايتها ، فمصر هي متحف مفتوح ترى فيه تاريخ فن الخط العربي أينما توجهت ... تزدان به مساجدها و بيوتها ، خنقاوتها و كتاتيبها و أسبلتها ، بين دفات الكتب و المخطوطات ، في الرسائل و المخاطبات .. حتى على شواهد القبور تراه محفوراّ مخلداّ اسم خطاط و اسم راحل عن دنيانا . تبدأ الرحلة من الجنوب في اسوان حين تم العثور على شواهد قبور تعود لسنة 31 هجرية ، ترتحل الى القاهرة فتجد البداية بعد دخول الأسلام اّثار الفسطاط ، و تراه منقوشاّ على حوائط جامع ابن طولون... تراه يستقبلك على واجهة الجامع الأقمر في مرحلة مصر الفاطمية ... تجده فاتناّ على اثار مصر الأيوبية ... ثم ترفع رأسك لتطال قاماته الرفيعة في العصر المملوكي يدور بك حول قباب المساجد و أعلى جدرانها و المدارس و المحاريب ... ثم ينزوي قليلاّ في العصر العثماني فتشعر و كأنه يحاول استرداد عرشه الذي سحبته منه السلطنة العثمانية و كما فقدت مصر استقلاليتها في عصر العثمانلية فقد هو أيضاّ استقلاله . الفن الخط من واجهة الجامع الأقمر العصر الفاطمي فن الخط من مدخل مدرسة السلطان حسن العصر المملوكي فن الخط من واجهة سبيل كتاب الشيخ الجوهري من العصر العثماني في العصر الحديث : محاولة أخرى للنهوض في عهد محمد علي باشا حين بدأ استقدام بعض الفنانين الفرس و الترك ليخطّوا له منشأته ، فيعود فن الخط إلى مصر يحاول أن يقارب المكانة التي وصل إليها خطاطو السلطنة العثمانية و بلاد فارس و لكنه نعم قد عاد بحرف عربي و لكن سيطرت عليه اللغة العثمانلية ... يتقهقر و يتعثر فن الخط في عهد كل من عباس حلمي الأول و محمد سعيد و اسماعيل إلى أن تبدأ ومضات إحيائه مرة أخرى في أواخر عصر اسماعيل و عهد محمد توفيق ليتصدر فناني الخط العربي مكانتهم على عرشه و يستردوه بدءأ من عصر عباس حلمي الثاني و فؤاد الأول و حتى مطلع ستينيات القرن العشرين . من العوامل التي ساعدت على إحياء فن الخط العربي في مصر في القرن 19 و 20 : 2-انشاء دار الكسوة الشريفة بالخرنفش سنة 1817 م و التي تخصصت في صناعة كسوة الكعبة الشريفة منذ نشأة الدار إلى مطلع ستينيات القرن ال20 . 3-انشاء مطبعة بولاق سنة 1822م . 4-انشاء دار الكتب و دار العلوم حين أمر الخديو اسماعيل سنة 1870م بجمع الكتب و المصاحف و المخطوطات من المساجد و الأسواق ، و ايداعها قصر مصطفى فاضل باشا في درب الجماميز ، و كلف الشيخ راشد أفندي شيخ رواق الأتراك في الأزهر الشريف بهذه المهمّة ، و كانت هذه نواة دار الكتب التي سترى النور في باب الخلق في عهد الخديو عباس حلمي الثاني سنة 1903م و سيلحق بها أنتيكخانة الأثار العربية. 5-أما دار العلوم فقد عنيت بتدريس الخط منذ نشأتها سنة 1872م. 6-كما شهد النصف الأول من القرن ال20 حركة منظمّة لدراسات تتعلق بالكتابات العربية و دراسات تتعلق بشكل الحروف و طريقة التدوين مما أدى إلى ازدهار مجال الطباعة و النشر في الخط العربي . 7-تأسيس لجنة حفظ الاثار العربية سنة 1881م التي عنيت بترميم و حصر المباني القبطية و الإسلامية و تدريس الخط العربي للمساعدة في ترميم خطوطه الموجودة بتلك الأثار . 8-تأسيس و افتتاح مدرسة تحسين الخطوط الملكية سنة 1922 م و التي لعبت دوراّ محورياّ في الحفاظ على تراث فن الخط العربي و أصبحت قبلة لدارسي هذا الفن من شتى بقاع الأراضي الإسلامية ، و قام بالتدريس بها أشهر خطاطي زمانهم . 9-أخيراّ سقوط السلطنة العثمانية ، و تحويل أتاتورك تركيا إلى جمهورية، و تجريمه استخدام الخط العربي و استبداله بالحرف اللاتيني ، و نزوح الكثير من الخطاطين إلى مصر . أكرموا أولادكم بالكتابة ، فإن الكتابة من أهم الأمور ومن أعظم السرور وأن حُسن الخط يزيد الحق وضوحاً (علي بن أبي طالب ) مدرسة تحسين الخطوط الملكية ( مدرسة خليل أغا ) : خليل أغا أحد كبار أغاوات الخديو اسماعيل و كان مقرباّ من الوالدة باشا خوشيار هانم ، أقطعه اسماعيل العشرات من الأفدنة التي أوقف بعضها على التعليم ... بنى كتاباّ سنة 1869 م و عني فيه بتعليم القراّن و الكتابة ( يُعتقد أنه كان في باب الشعرية مكان المدرسة الحديثة التي نحن بصددها الاّن ) ثم تحول هذا الكتاب إلى مدرسة ابتدائية في مطلع القرن العشرين . بنيت المدرسة غالبا مكان مدرسة خليل أغا و على أرض أوقافه و اشتهرت بمكتبتها التي تحوي نفائس الكتب و لوحات فناني الخط سواءاّ دارسين أو مدرسين . تبعت المدرسة أوقاف الخاصّة الملكية حتى ثلاثينيات القرن 20 ثم اّلت تبعيتها إلى وزارة المعارف و استمرت رحلة عطائها حتى ستينيات القرن لتتحول إلى مدرسة ثانوية عسكرية تحمل اسم خليل أغا مرة أخرى ، و تنزوي مدرسة تعليم فن الخط العربي لتصبح مدرسة مسائية لطلبة لا يصل عددهم إلى 100 طالب . تختفي من مكتبتها العريقة الكتب !!! كما تثار علامات استفهام عدة حول لوحات الخطاطين الشهيرة فتارة تظهر هذه اللوحات و تارة تختفي!!! مخلّفة وراءها أسئلة عن ما سيحدث لها ؟؟ المبنى مسجل في قوائم الحصر كمبنى ذي طراز مميز رقم 197شارع الجيش رقم التسجيل : 03210000028 في الجهاز القومي للتنسيق الحضري . صورة نادرة لخليل أغا اللوحة التأسيسية لكتاب ثم مدرسة خليل أغا محفوظة حالياّ بببدروم المدرسة كتبها الفنان الخطاط عبدالله زهدي و تقول : ألا أن خير الناس من أبصر الهدى وميز بين الصنع فاختار انفسه ولم أر صنعا مثل مدرسة غدت على خير تقوى الله فينا مؤسسة بناها خليل فازدهت وتبرجت بأغرب أحكام وألطف هندسة فقلت ولم أعد الصواب مؤرخا بنى خليل فى عز مولانا مدرسة1290 هجرية مدرسة تحسين الخطوط الملكية مطلع القرن العشرين زيارة الملك فؤاد مدرسة خليل أغا حيث كان يقوم بتكريم أوائل الطلبة مجلة تحسين الخطوط الملكية صدر أول عدد سنة 1934م صورة تذكارية لأعضاء هيئة التدريس و الطلبة سنة 1922 المدرسة الاّن مدرسة خليل أغا الثانوية العسكرية الصورة بتاريخ فبراير 2016 مدرسة خليل أغا الثانوية العسكرية من الداخل الصورة بتاريخ فبراير 2016 لم ار باكياّ أحسن تبسماّ من الخط ( جعفر الصادق ) : أنواع الخطوط : الخط الكوفي : هو أقدم الخطوط العربية و غالباّ يكتب بالمسطرة بأشكال هندسية و تحتفظ دار الوثائق المصرية بأحد أقدم الوقفيات مكتوبة بهذا الخط و مؤرخة بسنة 785م الخط الرقعة : هو أسهل الخطوط و هو الخط الإعتيادي الذي يكتب به الناس في تعاملاتهم اليومية . الخط الثلث : هو أجمل الخطوط العربية و أصعبها ، و يعرف بالخط الميزان الذي يوزن به مهارة فنان الخط بل يذهب البعض أنه لا يعتد بالخطاط إن لم يكن متقناّ لخط الثلث . استعمل هذا الخط في تزيين الخوانق و الجوامع و المدارس و عناوين المخطوطات و الكتب . الخط النسخ : أقرب الخطوط إلى الثلث و أكثر استخدامه في كتابة المصاحف و به كتبت أحرف الطباعة . الخط الفارسي : ظهر في بلاد فارس في القرن الثالث عشر و تمتاز خطوطه بالدقة و الإمتداد ، و من مسمياته خط التعليق. . الخط الديواني ( الهمايوني ) : هو خط الدواوين السلطانية و الملكية و المراسلات الرسمية ، استحدث في وقت السلطنة العثمانية و كان خطاّ سرياّ لا يتعلمه إلا القلائل حتى سقطت الخلافة العثمانية . ساعد على نشره مدرسة تحسين الخطوط الملكية في مصر كما تم تطويره في مصر على يد الخطاط غزلان بك حتى أصبح ينسب إليه في العصر الحديث باسم الديواني الغزلاني . خط الطغراء ( الطرّة ) : هو خط خاص لكتابة أسامي السلاطين و الملوك بدأ في العصر العباسي و تطور كثيراّ في مصر في العصر المملوكي ثم في عصر السلطنة العثمانية ، انقرض هذا الخط بانهيار السلطنة إلا أن بعض الخطاطين ما زالوا يكتبون به البسملة للحفاظ على تراث هذا الفن من الإندثار و النسيان . خط التاج : هو خط انفردت به مصر و ابتكره الخطاط محمد محفوظ سنة 1925 بناءاّ على رغبة أبداها الملك فؤاد ليكتب به اسمه . الخط المغربي : هو خط محلي انتشر في المغرب الإسلامي في القرن الرابع عشر و الخامس عشر لم يستسغه الخطاطون من باقي العالم الإسلامي ، تتميز خطوطه باستدارة كبيرة و تقريبا اختفى هذا الخط حتى في بلاد المغرب العربي . ومـا من كـاتبٍ إلا سيـفـنى ويـبقى للدهـر مـا كتبت يداه الخطاطون : الميرزا سنجلاخ الخراساني : كان درويشاّ صوفيا زاهداّ من إحدى قرى خراسان ، تعلم الخطوط و برع فيها و أصبح من أعلام الخطاطين في زمانه ، استقدمه محمد علي ليكتب له على عمائره في القاهرة سنة 1821م و أكرم وفادته حين وصل إلى القاهرة و طلب منه أن يكتب له قطعة ليرى مدى براعته . انتهى الميرزا من كتابة القطعة و أرسلها مع خادمه إلى الباشا و لكن اشترط عليه شرطاّ قال الميرزا للخادم : ادخل عليه فإن قام أحتراماّ للخط فاعطها له و إن لم يفعل فارجع بها ... ذهب الخادم إلى محمد علي الذي استقبله جالساّ ... تأخر الخادم و تراجع خطوات إلى الخلف فسأله محمد علي عن شأنه فقال له: قال الميرزا لي إن لم تقف أحتراماّ للخط فلا أعطه لك .. تبسم محمد علي و طلب منه أن يخرج و يدخل عليه مرة أخرى ففعل و قام الباشا توقيراّ للخط و كاتب الخط ..وبدأت رحلة الميرزا في مصر لمدة ثلاثين عاماّ يكتب على عمائر محمد علي فترى توقيعه على شرائط كتابية بمسجد محمد علي بالقلعة ، و على لوحات تأسيسية لمنشاّت محمد علي ، و على شواهد قبور بعضاّ من الأسرة العلوية كشاهد قبر ابراهيم باشا . ملحوظة : ( كتبت رواية الميرزا سنجلاخ و محمد علي في كل المراجع التي ترجمت لحياة الخطاط سنجلاخ و من المعلوم أن محمد علي كان لا يقرأ .. فالعهدة على الراوي ) . خط الميرزا سنجلاخ على شاهد قبر ابراهيم باشا توقيع الميرزا سنجلاخ على شاهد قبر ابراهيم باشا عبد الله زهدي : ينتسب للصحابي تميم الداري ... ولد في الأستانة ، كلفه السلطان عبد الحميد بكتابة نصوص في الحرم المدني سنة 1858م عكف فيه سبع سنوات يكتب و يزخرف مسجد الرسول صلّى الله عليه و سلم و بعد أن أنهى عمله و في طريق عودته الى الأستانة مر بمصر فاستبقاه الخديو اسماعيل و كتب بخطه نصوص مسجد الرفاعي في مرحلته الأولى أيام الوالدة باشا و من أعماله أيضاّ خطوط سبيل أم عباس بشارع الصليبة . توفي في القاهرة سنة 1878م و دفن بمقابر الإمام الشافعي . توقيع الفنان الخطاط عبدالله زهدي محمد مؤنس زاده : كتاب الميزان المألوف في وضع الكلمات و الحروف لمؤلفه الشيخ محمد مؤنس زاده الشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي : ولد سنة 1871م هو إمام الخطاطين و إليه انتهت رئاسة الخط في هذا العصر باجماع أهل المشرقين . كان يكتب اثني عشر نوعاّ من الخط بإجادة تامة و كان بارعاّ في فنون الزخرفة و التزويق و التذهيب ، ألف عدة كراريس في خط الثلث و النسخ و الديواني و الفارسي تدرس في كل العالم الإسلامي . استقدمته الخاصّة السلطانية في عهد السلطان فؤاد الأول سنة 1921م ليكتب له مصحفاّ خاصاّ به كتبه في 6 أشهر و زخرفه و ذهبّه في 8 اشهر . و يعتقد أنه من جعل فؤاد الأول يقرر إنشاء مدرسة لتحسين الخطوط الملكية سنة 1921 و يفتتحها سنة 1922 م و طلب من الشيخ الرفاعي التدريس فيها بمرتب يليق بمكانته . عاش الشيخ محمد عبد العزيز في مصر 13 سنة و في زيارته للاستانة مرض مرضه الأخير و توفي سنة 1934 م هناك و استمر الملك فؤاد يرسل لورثته نصف راتبه و تبعه الملك فاروق حتى قيام ثورة 1952 م الشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي كراسة خط من تأليف الشيخ عبد العزيز الرفاعي الأستاذ يوسف أفندي أحمد : ولد بالقاهرة سنة 1875 م لأب بنّاء يعمل في بناء المساجد و الماّذن و كان والده يصحبه معه و يطلب منه أن يضاهي الخطوط و الزخارف على جدران المدارس و الجوامع الأثرية .. أحب الطفل الخط الكوفي و عكف على رسمه و تجويده و كان والده يكافئه مع كل تقدم يحرزه . يعتبر يوسف أفندي هو محيي فن كتابة الخط الكوفي في العصر الحديث . تتلمذ في لجنة حفظ الاثار العربية على رسم فن الخط الكوفي و عين بها رساماّ . أول ما عهد إليه ترميم الخطوط أعلى النوافذ الجصية في جامع ابن طولون و عددها 130 نافذة ، فكان يصعد بسلم خشبي حتى يعرف الحرف المطموس و يقارن كتابته في جميع النوافذ ليعيد رسمه كما كان .. أراد أن يثبت أنه فنان مميز في الخط الكوفي فعكف على رسم الأحرف في مسجد ابن طولون مواصلا ليله بنهاره حتى أنه كان يعمل على ضوء شمعة ... أتم عمله و نال اعجاب أعضاء اللجنة فعهد إليه بترميم خطوط العديد من الأثار الفخيمة في القاهرة نذكر منها على سبيل المثال الاّتي : ( واجهة المسجد الأقمر ، بعض الكتابات في جامع الحاكم ، مجموعة السلطان الغوري ، جامع الأزهر الشريف ، جامع الصالح طلائع ، الخط الكوفي بمدرسة السلطان حسن ) ... بلغ من براعته أن الأثريين كانوا يجدوا صعوبة في معرفة الفرق بين الخط الأصلي و الخط المرمم على يده الا بمساعدته . عمل يوسف أفندي أحمد أستاذا للخط الكوفي بالجامعة المصرية و هو من أقر بتعليم الخط العربي بكلية الاّداب قسم الأثار العربية ( و هي ما ستصبح كلية الاثار فيما بعد ) . من أعمال الفنان يوسف أفندي أحمد مصطفى غزلان بك : ولد سنة 1860م عين خطاطاّ بمصلحة المساحة ثم بديوان القصر في عهد السلطان حسين كامل ثم ترقّى ليصبح رئيس قلم التوقيع بالديوان السلطاني – الملكي . اللوحة التأسيسية لكوبري الخديو اسماعيل في تجديده أيام حكم الملك فراد بخط غزلان بك محمد حسني البابا : عائلته من أصول تركية ولد في الشام سنة 1894م ظهرت موهبته و هو طفل صعير فأرسلته العائلة للتعلم على يد الخطاط الكبير رسا كاتب خط المسجد الأموي بدمشق لزمه حتى أتقن الخط على يده ثم جاء إلى مصرسنة 1912 م . تتلمذ أيضاّ في مصر على يد مشايخ الخط بها ، قام بالتدريس في مدرسة تحسين الخطوط الملكية كما عمل خبيراّ للخطوط في بعض محاكم الاستئناف، تشرف بكتابة كسوة الكعبة المشرّفة و أبدع في خطها . في سنة 1964 طلبت أكاديمية الفنون بكندا أن يرسل لها بعض أعماله فأرسل أربع لوحات قررت الأكاديمية أن تمنحه الدكتوراه الفخرية في الفنون التشكيلية على ابداعاته في كتابة الحرف العربي . كان يتميز محمد حسني الباب بحس فني راقي و جراءة في التغيير والخروج عن المألوف فابتكر حواراّ بين الحرف و الكلمة و الفراغ . توفي سنة 1969 و من بناته الفنانة نجاة الصغيرة و الفنانة الراحلة سعاد حسني . توقيعات فناني الخط العربي وبعض أعمالهم اخيراّ قارئي البصّارة قد تظنون أني قد أطلت و الحقيقة أني قد أختصرت تاريخاّ طويلاّ من التميز الفني لتراث مصر في الخط العربي أحد الفنون التي أثّرت فيها مصر و تأثرت ، كما رأينا فترات الإزدهار و الإنحسار .. التسيد و التبعية . أظن أننا في وقت انحسار اّخر أأمل أن ينقضي لنبدأ رحلة صعود أخرى تتبوأ فيه مدرسة الفن المصري في الخط العربي مكانتها .. بكم أنتم سيتحقق المراد فما زالت المحبرة و القلم في أيديكم . ما زالت مصر قبلة عشاق هذا الفن ليس فقط من العرب بل ايضاّ من العجم ، بمنتهى التقديس يأتون إلى مدارسها القديمة هل يوجد على وجه الأرض مثل مدرسة السلطان حسن ؟؟ يطوفون شوارعها بحثاّ عن توقيعات الخطاطين . ما زلت أراه جالساّ يقرأ ورده : رب يسر و لا تعسر رب تمم بالخير و به يتمتمها و ينظر إلينا نحن .. ها قد عرفتم قصص الأولين فاتركوا أثاركم أنتم للقادمين . الخط يبقى زماناّ بعد كاتبه و كاتب الخط تحت الأرض مدفون ابداع الفنان في كتابة الخط في أيوان القبلة مدرسة السلطان حسن المصادر : تاريخ الخط العربي و اّدابه. تأليف محمد طاهر الكردي المكي الخطاط ديوان الخط العربي . تأليف خالد عزب و محمد العيدروس رحلة الخط العربي من المسند إلى الحديث . دراسة مقدمة من أحمد شوحان جماليات اللإيقاع في الفن الإسلامي . علي عبدالله أثر التصوف المعماري و الثقافي و الاجتماعي في العصر المملوكي . محمد منصور صبح الأعشى للقلقشندي مجلة ذاكرة مصر _______ المصدر:https://bassaraheritage.blogspot.com..._t7-09Ktd9S4o0
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الخط, ايقاعات, بلا, تسمعها, سنة, فن |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|