إنذار وتحذير لأهل مصر

بهاء الدين شلبي · #1 01-15-2020, 07:25 AM

يمر المسلمون الصادقون من أهل مصر الآن بامتحان عصيب وفخ جديد نصب لهم على غرار خديعة 25 يناير، و 30 يونيو، وما يقوم به البعض اليوم من الدعوة للتظاهر من جديد إنما هو تكرار لنفس الخطأ، فالفنان والمقاول [محمد على] وإن كان صادقا فيما طرحه من بعض الحقائق باعتراف السيسي نفسه، إلا أن الرجل مرد على الكذب والنفاق سنين طوال، حتى اختلف مع اللصوص على الغنيمة، ويزعم أنه تاب عن الحرام، والحقيقة أنه كذاب فلم يتوب إلى الله عز وجل، ولم يرجع إلى دينه، وإنما ارتمى في احضان العلمانيين والليبراليين والإخوان يستمد منهم العون والمشورة لمكاسب أكبر مما كان يطمح إليه، ولم يكن في حسبانه حين نشر تسجيلاته أول مرة، وتطور به الحال الآن من (لص) أن يتطور إلى (ثورجي).

إن كانت كل قيادات تلك الأحزاب والجماعات في خارج مصر الذين يصغي لتوجيهاتهم هم صناعة استخباراتية وأمنية، ومخترقون حتى النخاع، فإن كل ما يخطط له [محمد علي] إنما هو بتوجيهات كالتي أثارت فوضى 25 يناير لخلع [محمد مبارك]، ومن بعدها فوضى الانقلاب 30 يونيو لخلع [محمد مرسي]، اللعبة تدار بنفس الأيدي الخبيثة هي هي، خراب من وراءه خراب، من وراءه دمار، والقادم ليس بأقل مرارة مما سبق.

فوثيقة [محمد علي] التي طرحها لإقامة (دولة مدنية) تعني (دولة علمانية لا دينية) فهو يدعو لإسقاط الدين من الدولة، وهو نفسه ساقط بلا دين، بدليل أنه في تسجيلاته لا يلقي تحية الإسلام، وكأنه يخاطب كفارا، أي أن خطابه موجه لمن لا دين لهم، فيقول لهم إخواني وأهلي وناسي، يتودد لمن لا دين لهم مثله، فخطابه غير موجه للمسلمين على الإطلاق، لأنهم أقلية من شعب مصر، فهو يستقوي بالعلمانيين على المسلمين الملتزمين بدينهم.

لذلك فالفوضى القادمة ستكون مأدبة اللئام، والوليمة هي الدنيا وملذاتها، ذئاب تصارع ضباع، والمؤيد لأحدهما سيكون فريسة للآخر، والداخل بينهما منافق سيلتهمه كلا الطرفين.

فالمظاهرات هذه المرة ستكون دمار على مصر وأهلها، وسيكون المسلمون الملتزمون كبش فداء لجميع الأطراف، وسيدفعون الثمن كما دفعوه من قبل حين تم جرهم إلى فخ ميداني رابعة والنهضة تمهيدا لقتلهم وحرق جرحاهم أحياء، والتمثيل بجثثهم ليكونوا عبرة لمن يزين له عقله أن يغرد خارج السرب. والآن السجون مكدسة بفلولهم، ومن هم خارجها منهم في سجن الدنيا يتضورون جوعا وندما وألما، ويتباكون على الدنيا، بدليل تم قتل المنقلب عليه (محمد مرسي) بالإهمال الطبي.

فهل من متبصر ومتعظ يرى حقيقة ما يحاك للمسلمين في مصر وسائر البلاد العربية [العراق - سوريا - ليبيا - تونس - الجزائر - اليمن - السودان - إريتريا - الصومال]؟ إنه مخطط عالمي ومدبر لتغيير دينكم، من الإسلام إلى اللادين.

لذلك فدعوتي هذه للمسلمين المخلصين لله عز وجل فقط لا غير، أن يقيموا الولاء والبراء، وأن ينفضوا أيديهم من هذه الدعوات المبطنة، وأن ينتهزوا فرصة حدوث الفوضى المقبلة فيفروا بدينهم من مصر إلى الأرض المقدسة بلد الحرمين مهاجر الأنبياء والمرسلين بدينهم، تأسيا بهم، واقتداءا بهم.

ونصيحتي لكم أن لا تشاركوا في المظاهرات المقبلة، كما حذرت من قبل في ثورة يناير، وقد تحققت كل تحذيراتي، فكانت الثورة فوضى وخراب على الملتزمين بدينهم وشرا عليهم. فتبرؤوا من مصر ومن أهلها، فهم أهل دنيا وفسوق، قوم أأنانيون، يعشقون الكذب،. فارقوهم بدنياهم ولهوهم وعبثهم، كما فارق موسى وقومه مصر وفروا بدينهم فأغرق الله أهل مصر، ونجى المسلمين بدينهم.

ألا هل بلغت اللهم فاشهد