#1
|
|||||||
|
|||||||
موضوع عن حذف صاحب الحال
بسم الله الرحمن الرحيم قدمت طلب إعراب كلمة في منتدى (شبكة الفصيح لعلوم اللغة العربية وآدابها)، وجاء في الرد حجج ومراجع عن حذف صاحب الحال أو عامله أو كلاهما؛ وجوبا أو جواز (تُفتَح المراجع بالضغط على حروف "هنا" ): قلت: (ما إعراب كلمة (ماشيةً) في جملة [ بَعَثْنَا إِلَيْهِمْ مَاشِيَةً تُكَلِّمُهُمْ] ؟ المقصود بالجملة بعثة امرأة ماشية لا راكبة لتُكَلِّمَ قومًا، هل تُعرَبُ (ماشية) حالا صاحبه محذوف تقديره امرأة ؟) ا.هـ _____________ أجابت أخت فقالت: (الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ...أما بعد : محاولة للتعقيب! تمهيد : ورد (هنا) في شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد) ما نصه : الأصلُ في صاحبِ الحالِ أنْ يكونَ مَذْكُوراً، وقد يُحْذَفُ جَوَازاً، وقد يُحْذَفُ وُجُوباً بحيثُ لا يجوزُ ذِكْرُه. فيُحْذَفُ جَوَازاً إذا حُذِفَ عامِلُه، نحوُ قولِكَ: رَاشِداً؛ أي: تُسَافِرُ رَاشِداً، ويجوزُ أنْ تقولَ: تُسَافِرُ راشداً. ويُحْذَفُ وُجُوباً معَ الحالِ التي تُفْهِمُ ازدياداً أو نَقْصاً بتدريجٍ، نحوُ قَوْلِهِم: اشْتَرَيْتُ بِدِينَارٍ فَصَاعداً ؛ أي: فذهَبَ الثمنُ صاعداً، ففي هذا المثالِ حذفُ صاحبِ الحالِ وعاملِهِ. وورد في هذا البحث ( هنا ) ما نصه : ************** يقول عباس حسن ( هنا ) في مسألة الحذف بشكل عام ! إن الحذف جائز في كل ما يدل الدليل عليه، بشرط ألا يتأثر المعنى أو الصياغة بحذفه تأثرا يؤدي إلى عيب وفساد لفظي أو معنوى. ويريدون بالدليل: القرينة الحسية "ومنها اللفظية" أو: العقلية "المعنوية" التي ترشد إلى لفظ المحذوف ومعناه، وإلى مكانه في جملته - ويريدون بعدم تأثر المعنى: بقاءه على حالة قبل الحذف، فلا ينقص، ولا يصيبه لبس، أو خفاء أو تغيير . انتهى ****************** لو جئنا لمسألة الجواز ( وتطبيقها على الآية الكريمة : أهذا الذي بعث الله رسولا ) . نحنُ نعلم أن ( بعث ) جملة الصلة وعائده يجوز أن يحذف وهو الضمير وتقديره الهاء : بعثـــه وهو يمثل المفعول به هنا . بمعنى لدينا هنا دليل وقرينة ترشدنا إليه ،، ولكن لا أدري في الجملة التي سقتموها أتدخل في مسألة الجواز ، فهي مختلفة عن الآية ! من وجهة نظري لو كنتُ أعربتُ جملتكم لقلتُ : بعث : فعل ماضٍ ، ونا : ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل . إليهم : جار ومجرور متعلق بالفعل " بعث " . ماشيةً : مفعول به للفعل بعث . أأكون مخطئة أيضا ... لو نظرنا من جهة بلاغية لمشّينا الجملة هذه ، على كلٍّ : إن كانت جملتكم تدخل من ضمن وجود قرينة معنوية " عقلية " قد يجوز ! ولكن لا أجزم بقولي هذا ،،، وهذا والله أعلم بالصواب ، ولعل أهل العلم من آل الفصيح الأكارم لهم وجهات نظر أخرى ،،،) ا.هـ _________________ ثم عقبت برد آخر فقالت: (الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد: إضافة! ثم أنه في حالة تقديرنا لامرأة لو أخذنا بحسب تقديركم وكانت الجملة على هذا النحو ً: بعثنا إليكم امرأة ماشية تكلمهم فامرأة مفعول به وهي نكرة والأصل في صاحب الحال أن يكون معرفة إلا في حالات فامرأة موصوف، وماشية ستكون صفة أولى لها وجملة " تكلمهم" صفة ثانية لها. بالنسبة لي لا أحسب الأمر كذلك؟! عنّ لي باب إقامة الصفة مقام الموصوف ولكن حتى هذا بحسب ما أدّعي لا يمكننا إنزاله هنا لأن حذف الموصوف وإقامة الصفة مكانه ،لا يطرد كثيرا إلا في باب النداء والمصدر، وكذلك أكثر ما يأتي في باب الشعر وقل ما يأتي في الكلام المنثور ، وأحسب أن هناك شواهد من القرآن تقام الصفة مقام الموصوف أيضا.... .......... فالأفضل إعراب ماشية في جملتكم مفعول به والله أعلم) ا.هـ _____________ قلت في ردي على تعليقها الأول: ( [ بَعَثْنَا إِلَيْهِمْ مَاشِيَةً تُكَلِّمُهُمْ] قرينة [الكلام] في الجملة أغنت عن ذكر صاحب الحال؛ لأن الكلام صفة العاقل، وهو الإنسان، أضف لذلك تكرر ورود تاء تأنيث؛ في (ماشية) و(تكلمهم) أي أن صاحب الحال مؤنث أي امرأة. وعليه يكون المفعول به صاحب الحال المحذوف، ويأتي حاله (ماشية) مبيّنا لكيفية تنقل صاحبه؛ ماشيا لا راكبا. ولولا ورود قرينة الكلام لقدرنا الجملة على نحو (بعثنا إليهم أنعاما) على حسب المعنى العرفي لكلمة (ماشية). ) ا.هـ __________________ دخل المراقب العام فقال: (ماشية مفعول به وليست حالا. ونظم الجملة ركيك، لأن حذف الوصوف ملبس هنا، إلا إذا أريد بالماشية الحيوانات المعروفة. ولعل الجملة من تفسير ما لقوله تعالى: ( أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) الخلاصة ماشية ليست حالا بحال. )ا.هـ _______________ كنت قد كتبت من قبل بنفس المعرف في منتدى (أهل اللغة لعلوم اللغة العربية) كتبت منشورا فيه شيء من التفصيل عن موضوع الدّابّة عليها السلام؛ واستشهدت لغويا بنفس الطريقة ولم يعقب أحد على الطرح، على الأرجح أنه قرأ الموضوع هناك.
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
|
#2
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
لا يوجد رابط في "هنا" قال تعالى: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ ۚ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا ۘ اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ) [الأعراف: 148] عاب الله عز وجل على بني إسرائييل عبادتهم العجل، لأن الأصل في البهيمة أنها لا تتكلم كلام البشر، فالعجل إن نطق خار كما يخور بني جنسه من البقر لقوله تعالى: (عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ)، إذن فالعجل أعجم اللسان، يخور فلا ينطق منطق البشر، فإن فرضنا جدلا؛ أن هذا العجل نطق فتكلم كلام البشر، فنطقه منطق البشر فعل إعجازي، ليكون آية للناس، وهذا مالم يتحقق في حادثة عبادة العجل. فإن الدابة تكلمت فيجب أن تنطق أولا على نحو إعجازي لتكون آية للناس، فكل شيء في الكون له منطقه، فيسبح الله عز وجل، والمنطق كالكلام، والباح، والعواء، والهدييل، والخوار ... إلى آخره. قال تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) [الإسراء: 44] حتى الجمادات تنطق، لكنها لا تنطق بمنطق البشر وهو الكلام، والجلود جمادات ينطقها الله يوم القيامة بمنطق الناس قال تعالى: (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [فصلت: 21] فلم تقل جلودنا أكلمنا الله الذي أكلم كل شيء، لأن الكلام خاص بالعاقل فقط، فلا يصح الكلام، وإنما قالت جلودهم (أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) أي أنطقها منطق البشر لتكلم أصحابها، كما في قوله تعالى: (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) [يس: 65] فذكر في الآية الأيدي مقرونة بفعل الكلام للعاقل وهذا على نحو معجز. لكن في الآية لم يرد ذكر الدابة مقرونة بالنطق، فلم يقل "دابة تنطق فتكلمهم"، لإنه لا إعجاز في كلامها، طالما أن الكلام صفة للعاقل، وإنما قال (تُكَلِّمُهُمْ) بما أغنى عن ذكر قرينة أخرى تخرجها من عموم دلالة كلمة (دَابَّةً) لأن الكلام صفة للعاقل لا يحتاج قرينة، وتاء التأنيث دلت على أنها أنثى عاقلة، أي إمرأة من جنس الناس، وهذا ينفي أنها بهيمة. فمن ادعى أن الدابة بهيمة، علل كلامها بأنه آية للناس، لكن الآية لم يرد فيها ذكر الفعل المعجز لله عز وجل، أي أنطقها الله كما سينطق الجلود، وإنما ذكر صفة الكلام للعاقل، مما دل على أنها إنسان. وهنا نلزم من ادعى أنها بهيمة أن يثبت صفة الإعجاز في كلام الدابة ليخرجها من عموم الدواب إلى خصوص البهائم، وإلا يبقى المعنى على ظاهره أنها إنسان أنثى.
|
#3
|
|||||||
|
|||||||
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قصدت في حروف ''هنا" الموجودة في رد الأخت، سأنقلها أدناه على شكل روابط: "ورد (هنا) في شرح ابن عقيل لألفية ابن مالك (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)" حذف عامل الحال - معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد بحث: http://repository.uobabylon.edu.iq/2..._14350_640.pdf "يقول عباس حسن ( هنا ) في مسألة الحذف بشكل عام !" https://al-maktaba.org/book/10641/506
|
#4
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
هذا عند وصف مخلوق بعينه، أما عندما يكون الموصوف بالكلام لفظ (دابة)؛ ولمّا كان هذا اللفظ شاملا لكل ما يدب، سيلتبس المعنى إذا أريد به بهيمة نحو (دابة تكلمهم) لأنه يشمل مَن الكلام منطقه ولا يحتاج لإنطاق، وعليه يجب ذكر قرينة الإنطاق لإزالة اللبس. أما إذا ورد دون قرينة الإنطاق فيعود الكلام على صاحبه الأصلي وهو العاقل لأن لفظ (دابة يشمله)، وعلى القائل بخلاف ذلك الإتيان بدليل.
|
#5
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
إذن الدابة من سكان الأرض، الذين يعقلون، وهم البشر، وهذه قرينة تعزز من القول أنها بشر، مع أن الأرض يسكنها بهائم ويشقال لهم دواب، ولكن اقتران ذكرها بالكلام، ينفي أنها من جنس البهائم.
|
#6
|
|||||||
|
|||||||
ردا على قول المراقب العام:
اقتباس:
ألا يكفي وصف الكلام وهو منطق البشر لرفع اللبس ؟ هل يُفهم من الجملة أن المبعوث حيوانات ؟ رد على ذلك قائلا: اللبس قائم لحذف الموصوف، حتى مع العلم بأنه بشر. وأما قولي: إلا إذا أريد الحيوانات المعروفة فلأن الوصف ماشية جرى مجرى الاسم الجامد، فإذا سألت شخصا: كم تملك من الماشية؟ علم أن المقصود البهائم التي تربي للاستفادة من لحومها وألبانها ... فلا لبس هنا ولو قلت هل جاءتك ماشية تحمل وليدها، يقع اللبس مع العلم أن الجائية امرأة، وسبب اللبس الجهل بالمحذوف، أهو امرأة مثلا فتكون ماشية في الأصل نعتا له فتأخذ إعرابها، أم يكون المحذف زينب أو سلمى أو... مثلا، فتكون ماشية حالا لها. لذا فتركيب الجملة ركيك ولا يشبه كلام العرب، ولا يعرب حالا إلا إذا كان المحذوف مذكورا ولو في كلام سابق. أرجو أن يكون المراد واضحا.
|
#7
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
|
#8
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
(ما إعراب كلمة (ماشيةً) في جملة [ بَعَثْنَا إِلَيْهِمْ مَاشِيَةً تُكَلِّمُهُمْ] ؟ المقصود بالجملة بعثة امرأة ماشية لا راكبة لتُكَلِّمَ قومًا، هل تُعرَبُ (ماشية) حالا صاحبه محذوف تقديره امرأة ؟) أصر على أن اللبس واقع حتى مع ذكر قرينة الكلام كأنه سيُفهَم من الجملة أن المبعوث حيوانات ناطقة، وبعدها قيّد احتمال كون [ماشية] حالا بضرورة تعريف صاحبته في سابق الكلام. رابط الموضوع: هنا
|
#9
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
والفارق أن [المرأة] معرفة أي معروفة للجميع لا تحتاج تعريف وبيان وحالها يغني عن ذكرها خاصة وأنه اقترن بصفة للعاقل وهي [تكلمهم] فيجوز حذفها
|
#10
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
(سقطت منكم الألف في نكرة المرأة) إذن يكون تقدير معنى الآية 82 من سورة النمل: (أخرجنا لهم المرأة دابّة تكلمهم) يلزم من التعريف أنها معروفة للمتلقي؛ على الأقل عَرَفَهَا مرة واحدة في نفس السورة أو في سورة أخرى من القرآن الكريم والله أعلم. عامل الحال يكون حين الإخراج أي أنها ستدب حين إخراج الله تعالى لها، وعليه يُفهم أن دبيبها غير دبيب سائر بني جنسها، ولو كان دبيبا عاديّا لكان صفة وليس حالا منوطا بعامل. في إضافة الحال للجملة المقدرة (أخرجنا لهم المرأة) دليل على أن لها على الأقل خرجة قبل الخرجة التي ستخرج فيها دابّةً. وعليه قد يكون سبب تعريفها في الجملة المقدرة (أخرجنا لهم المرأة دابة تكلمهم) كونها معروفة للذين ستخرج لهم دابّةً، فقد عرفوها في خرجتها السابقة التي لم تدب حينها، بمعنى ستخرج لهم المرأة التي سبق وخرجت لهم، لكنها ستخرج هذه المرة دابّة من الأرض إلى كل مكان والله تعالى أعلم.
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
موضوع, الحال, حذف, صاحب, عن |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|