#1
|
|||||||
|
|||||||
يوم الفتح وعدم قبول التوبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من المعلوم أن التوبة لن تقبل عند خروج الدابة عليها السلام كما في الحديث، (ثلاثٌ إذا خَرَجْنَ لا يَنفعُ نفسًا إيمانُها لمْ تَكُنْ آمَنَتْ من قبلُ أو كَسبَتْ في إيمانِها خيرًا : طُلوعُ الشمسِ من مَغرِبِها، والدَّجَّالُ، ودابَّةُ الأرضِ). [1] فلن تقبل توبة من حضروا تلك الآيات ورأوها رأيي العين. وعلى ما يبدو أن يوم خروجها الأكبر سماه الله عز وجل (يَوْمَ الْفَتْحِ) وهذا من قوله تلارك وتعالى: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَـذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿28﴾ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿29﴾ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ ﴿30﴾) [التوبة] والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم وأجل أي يفتح الله عز وجل لها كل مغلق من السبل فتدب في كل مكان تخطم أنف الكافر، وتجلو وجه المؤمن، فلا تقبل حينها من تائب توبته حينها. وربما يكون (يَوْمَ الْفَتْحِ) هو يوم الخلاص لما ورد (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِه وسلَّمَ خطبَ النَّاسَ فقالَ: (يومُ الخلاصِ وما يومُ الخلاصِ) ثلاثَ مرَّاتٍ فقيلَ: يا رسولَ اللَّهِ ما يومُ الخلاصِ. فقالَ: (يجيءُ الدَّجَّالُ فيصعَدُ أُحُدًا فيطَّلِعُ فينظرُ إلى المدينةِ فيقولُ لأصحابِهِ ألا ترونَ إلى هذا القصرِ الأبيضِ هذا مسجدُ أحمدَ ثمَّ يأتي المدينةَ فيجِدُ بكلِّ ثُقبٍ من ثِقابِها ملكًا مصلتًا فيأتي سَبخَةَ الجُرفِ فيضرِبُ رواقَهُ ثمَّ ترتَجِفُ المدينةُ ثلاثَ رجفاتٍ فلا يبقى منافقٌ ولا منافِقةٌ ولا فاسقٌ ولا فاسِقةٌ إلَّا خرجَ إليهِ فتخلُصُ المدينةُ وذلكَ يومُ الخلاصِ). [2] انظر لكلام بن كثير في تفسيره: "قال الله تعالى: ( قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ ) أي:إذا حَلَّ بكم بأس الله وسَخَطه وغضبه في الدنيا وفي الأخرى، ( لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ ) ، كما قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ) [ غافر:83- 85 ] ، ومَنْ زعم أن المراد من هذا الفتح فتحُ مكة فقد أبعد النَّجْعة، وأخطأ فأفحش، فإن يوم الفتح قد قَبِل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إسلام الطلقاء، وقد كانوا قريبًا من ألفين، ولو كان المراد فتح مكة لما قبل إسلامهم؛ لقوله: ( قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ ) ، وإنما المراد الفتح الذي هو القضاء والفصل، كقوله تعالى: فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحًا وَنَجِّنِي وَمَنْ مَعِيَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [ الشعراء:118 ] ، وكقوله: (قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ) [ سبأ: 26 ] ، وقال تعالى: (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ) [ إبراهيم:15 ] ، وقال: وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا [ البقرة:89 ] ، وقال: إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ [ الأنفال: 19 ]". ا. هـ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم: 3023 | خلاصة حكم المحدث : صحيح [2] الراوي : محجن بن الأدرع | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند | الصفحة أو الرقم: 1111 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه)
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
التوبة, الفتح, حول, وعدم, قبول |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|