#1
|
|||||||
|
|||||||
لقاء نصارى نجران مع النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر ابن هشام في السيرة النبوية أثرا للقاء جمع بين نصارى نجران والنبي صلى الله عليه وسلم، تضمن الأثر بعض التفاصيل عن حياة نصارى الجزيرة العربية إبان البعثة النبوية من كونهم قوم يقرؤون ويكتبون، وأن لهم مدراسا وكتب دين يتدارسونها، وأنهم كانوا على اتصال بنصارى الروم. (ذكر نصارى نجران وما أنزل الله فيهم: مَعْنَى الْعَاقِبِ وَالسَّيِّدِ وَالْأَسْقَفِ: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وقَدِم على رسول الله -صلى الله عليه وَسَلَّمَ- وفدُ نصارَى نَجران، سِتُّونَ رَاكِبًا، فِيهِمْ أربعةَ عشرَ رجلًا من أشرافهم، وفي الأربعةَ عشرَ مِنْهُمْ ثلاثةُ نَفَرٍ إلَيْهِمْ يَئُولُ أمرُهم: الْعَاقِبُ، أميرُ الْقَوْمِ وَذُو رَأْيِهِمْ، وَصَاحِبُ مَشُورَتِهِمْ، وَاَلَّذِي لَا يُصْدرون إلَّا عَنْ رَأْيِهِ، وَاسْمُهُ عبدُ الْمَسِيحِ وَالسَّيِّدُ لَهُمْ، ثِمَالُهُمْ2 وصاحبُ رَحْلهم ومجتَمعهم، وَاسْمُهُ الأيْهم، وَأَبُو حَارِثَةَ بْنُ عَلْقَمَةَ، أَحَدُ بَنِي بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ، أسْقُفهم وحَبْرهم وإمامهم، وصاحب مِدْرَاسِهم. وَكَانَ أَبُو حَارِثَةَ قَدْ شَرُف فِيهِمْ، وَدَرَسَ كتبَهم، حَتَّى حَسُن عِلْمُهُ فِي دِينِهِمْ، فَكَانَتْ مُلُوكُ الرُّومِ مِنْ النَّصْرَانِيَّةِ قَدْ شَرَّفُوهُ وَمَوَّلُوهُ وَأَخْدَمُوهُ، وبَنَوْا لَهُ الْكَنَائِسَ، وَبَسَطُوا عَلَيْهِ الْكَرَامَاتِ، لِمَا يَبْلُغُهُمْ عَنْهُ مِنْ عِلْمِهِ وَاجْتِهَادِهِ فِي دينهم. إسْلَامِ كُوز بْنِ عَلْقَمَةَ: فَلَمَّا رَجَعُوا إلَى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من نَجْرَانَ، جَلَسَ أَبُو حَارِثَةَ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ موجِّهًا إلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَإِلَى جَنْبِهِ أَخٌ لَهُ، يُقَالُ لَهُ: كُوز بْنُ عَلْقَمَةَ -قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيُقَالُ: كُرْزٌ- فَعَثَرَتْ بَغْلَةُ أَبِي حَارِثَةَ، فَقَالَ كُوزٌ: تَعِسَ الْأَبْعَدُ: يُرِيدُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو حَارِثَةَ: بَلْ وأنت تَعستْ! فَقَالَ: وَلِمَ يَا أَخِي؟ قَالَ: وَاَللَّهِ إنَّهُ لَلنَّبِيُّ الَّذِي كُنَّا نَنْتَظِرُ، فَقَالَ لَهُ كوز: ما يمنعك منه وأنت تعلم بذا؟ قَالَ: مَا صَنَعَ بِنَا هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ، شَرَّفونا ومَولونا وَأَكْرَمُونَا، وَقَدْ أبوْا إلَّا خِلاَفه، فَلَوْ فعلتُ نَزَعُوا مِنَّا كلَّ مَا تَرَى. فَأَضْمَرَ عَلَيْهَا مِنْهُ أَخُوهُ كُوز بْنُ عَلْقَمَةَ، حَتَّى أسلمَ بَعْدَ ذَلِكَ. فَهُوَ كَانَ يُحدِّث عَنْهُ هَذَا الْحَدِيثَ فِيمَا بَلَغَنِي. رُؤَسَاءُ نَجْرَانَ وَإِسْلَامُ ابن رئيس: قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَبَلَغَنِي أَنَّ رُؤَسَاءَ نَجْرَانَ كَانُوا يَتَوَارَثُونَ كُتُبًا عندَهم. فَكُلَّمَا مَاتَ رئيسٌ مِنْهُمْ فأفْضَت الرِّيَاسَةُ إلَى غَيْرِهِ، خَتَمَ عَلَى تِلْكَ الكُتب خَاتَمًا مَعَ الْخَوَاتِمِ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَهُ وَلَمْ يكسِرها، فَخَرَجَ الرئيسُ الَّذِي كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَمْشِي فَعَثَرَ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: تَعِسَ الْأَبْعَدُ، يُرِيدُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: لَا تَفْعَلْ، فَإِنَّهُ نَبِيٌّ، وَاسْمُهُ فِي الْوَضَائِعِ -يَعْنِي: الْكُتُبَ- فَلَمَّا مَاتَ لَمْ تَكُنْ لابنهِ هِمَّة إلَّا أَنْ شَدَّ فَكَسَرَ الْخَوَاتِمَ، فَوَجَدَ فِيهَا ذِكْرَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَأَسْلَمَ فحسُن إسلامُهُ وَحَجَّ، وَهُوَ الَّذِي يَقُولُ: إليكَ تَعْدُو قَلِقًا وَضينُها ... مُعْترِضًا فِي بطنِها جَنينُها مُخَالِفًا دينَ النَّصَارَى دينُها قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: الْوَضِينُ: الْحِزَامُ، حِزَامُ النَّاقَةِ، وقالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: وَزَادَ فِيهِ أهلُ الْعِرَاقُ: مُعترضًا فِي بطنِها جنينُها فَأَمَّا أَبُو عُبَيدة فأنشدناه فيه.)اهـ [كتاب سيرة ابن هشام ت طه عبد الرؤوف سعد، ج2، ص 159، انظر هنا] النسخة المطبوعة تحقيق عمر عبد السلام تدمري:
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مع, لقاء, الله, النبي, صلى, عليه, نجران, وسلم, نصارى |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|