#1
|
|||||||
|
|||||||
حصري: علاقة الشيطان بالمشيمة placenta
الكاتب: بهاء الدين شلبي. تمر تغذية الإنسان بمراحل عديدة حتى يستقر تكوين بنيانه الجسماني عند مرحلة البلوغ، مرحلة السائل المنوي، ثم مرحلة الحمل، فمرحلة الرضاعة، وانتهاءا بمرحلة الفطام وفي هذه المراحل المتعددة يختلف نوع التغذية التي تساعد على تكوين بناء جسمه، وفي كل مرحلة من هذه المراحل يتسلط الشيطان على غذاء الإنسان ليحكم السيطرة على بنيان جسمه مستقبلا، فالشيطان يخطط إلى مستقبل قادم، ليبدأ عمله مع الإنسان بمجرد أن يبدأ القلم يجري عليه وتعد عليه حسناته وسيئاته، وفترة الإعداد هذه تمر بمراحل عديدة يتغير فيها نعو الغذاء، بداية والإنسان مجرد نطفة تتغذى على السائل المنوي وانتهاء بالفطام وحتى مرحلة البلوغ واستقرار بناء الجسم، وبعدها يبدأ الشيطان عمله مع الإنسان. عن أبي حذيفة عن حذيفة قال: كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاما لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده، وإنا حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يذكر اسم الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها) أخرجه: مسلم (3761). فهذه جارية لم تبلغ الحلم بعد، وقد تجاوزت مرحلة الفطام فصارت تتناول من الطعام ما يتناوله سائر الناس، وهنا يسرع الشيطان ليستحل طعامها ما لم يذكر اسم الله عليه، وهذا تسلط من الشيطان على الرزق والقوت الذي يقتات به الإنسان. فقد تكلمنا فيما سبق عن عدوا الشيطان على السائل المنوي داخل عنق الرحم، والآن يجب أن نتبين دور الشيطان مع الجنين، خاصة إذا علمنا أهمية دم المشيمة بالنسبة لتكوين جسم الإنسان وهو جنين، فالرضاعة تأتي في مرحلة متقدمة بعد أهمية هذا الدم، الذي يغذي الجنين من خلال الحبل السري، ليكون أول غذاء يتلقاه الجنين منذ أن دبت فيه الروح، وهذا لما له من أهمية في تكوين جسم الإنسان، تسبق إن لم تكن تعلو على أهمية التغذية بلبن الرضاعة، فإن كان اللبن يغذي وينمي جسم الإنسان، فإن دم المشيمة يغذي الجنين ويسهم في تكوين وتنشئة دمه وعظامه ولحمه، وهذا مما لا شك فيه، فمعلوماتنا في واقع الأمر تعد سطحية وبدائية جدًا بالنسبة لعلم الجن، وعلى أساسها يعمل الشيطان من خلال مركبات دم المشيمة مستغلاً وظائفه العضوية، على تسريب أسحاره وجنوده من جسد الأم المصابة بالمس، إلى جسد الجنين في رحمها، والشيطان لا يستطيع بحال التدخل، ولا يمتلك الفرصة لإجراء محاولة إسقاطه قبل اكتمال نموه، لأن الرحم موكل به ملك من الله تعالى، ولكنه يمكن أن يحتال على الأمر فينفذ بقوته وعتاده وجنوده إلى داخل جسد الجنين من حلال هذه الدماء، مجرد محاولة الدخول فقط لا تؤثر على ما قدر لهذا الجنين من الخروج إلى الحياة، لكنها تساعد الشيطان على إعداد العدة مستقبلاً للتسلط على جسد هذا الجنين، حيث يستغل الشيطان من جسد الأم قاعدة ومخزن ينطلق منه إلى هذا الإنسان المقبل على الحياة. رسم توضيحي يبين انتقال الدم خلال الشرايين والأوردة من المشيمة إلى داخل الحبل السري ومن خلال هذه الأوعية الدموية يبث الشيطان مركبات سحرية تأسيسية إلى جسم الجنين (بعد عناء المخاض تشعر معظم الأمهات الجدد بالسعادة، لأنهن يحتجن فقط إلى دفعة أخرى ليخرج الطبيب عضوًا يزن أقل من نصف كيلو غرام، ويشبه قرص العجين، كان يمد طفلهن بالغذاء عبر الحبل السري umbilical cord طوال تسعة شهور، وبعد قطع الحل السري، وإجراء فحوص ما بعد الولادة بحثًا عن فجوات أو تمزقا يمكن أن تدل على بقاء جزء ما داخل الرحم _ مما يمكن أن يسبب عدوى مميتة _ يلقي الطبيب عادة هذه الأجزاء في وعاء معدني مع سائر النفايات الطبية التي ترسل إلى محرقة المستشفى. ولكن عددًا متزايدًا من الأطباء والآباء يدرك قيمة ما درج على اعتباره مجرد ناتج ثانوي للولادة فحسب، فمنذ عام 1988 أنقذت حياة المئات بواسطة الأُنصات الثلاث (نحو 90 غرامًا) من الدم التي تحويها عادة المشيمة والحبل السري، ويعرف الآن أن هذا الدم يشكل مصدرًا غنيًا لما يسمى الخلايا الجذعية المصنعة للدم hematopoietic stem cells، وهي السليفة لكل ما يحتويه الدم، بدءًا من الخلايا الحمر الحاملة للأكسجين إلى الصفائح، التي تسهل عملية تخثر الدم بعد حدوث إصابة ما. وتكفي الخلايا الجذعية الموجودة في مشيمة واحدة لإعادة بناء الدم والجهاز المناعي عند طفل مصاب بابيضاض الدم، وهو الطفل الذي تنقسم خلايا الدم البيض لديه بصورة غير سوية، مما يوجب قتلها بالمعالجات الكيمياوية، في الماضي كان على الأطباء البحث عن مانح حي ليؤمنوا لمثل هذا الطفل غرائس transplants من نِقْي العظم bone marrow، الذي يحتوي أيضًا على خلايا جذعية منتجة للخلايا الدموية والمناعية، ولسوء الحظ كان الكثيرون يموتون خلال فترة البحث الطويلة عن مانح يطابق النوع النسيجي للمريض، أو بسبب المضاعفات الناتجة عن عدم تطابق النِقْي الممنوح تطابقًا جيدًا؛ أما دم الحبل السري القابل للحفظ، فهو أكثر احتمالاً لإحداث المضاعفات، لأن الخلايا الجذعية في دم الحبل السري تختلف مناعيًا عن تلك الموجودة في نقي عظم البالغين، وكذلك فإنها أكثر منها تحملاً.لقد تأكدت فوائد اغتراس دم الحبل السري umbilical cord blood transplantation، بشكل حاسم في معالجة ابيضاض الدم، ولكن لهذه السيرورة استعمالات أخرى أيضًا، فالخلايا الجذعية في دم الحبل السري يمكنها أن تساعد على إعادة تشكيل خلايا الدم الحمر الطبيعية عند المصابين بفقر الدم المنجلي sickle cell anemia، وأن تعيد تشكيل الجهاز المناعي للرضع المولودين ولديهم عوز مناعي مشترك وخيم severe combined immunodeficiency. وكذلك يمكن أن يستعمل دم الحبل السري في معالجة العوز الإنزيمي الوراثية المميتة مثل متلازمة هرلر Hurler,s syndrome التي تسبب تنكسًا عصبيًا مستفحلاً progressive neurological degeneration يثلث يؤدي في النهاية إلى الوفاة. ففي مثل هذه الحالات لا تؤدي الخلايا الجذعية في الحبل السري إلى تكوين خلايا داعمة في الدماغ تدعى الخلايا الدبقية الميكروية (الصغيرة) microglia، يمكنها بدورها أن توافر بدورها الإنزيم الناقص المهم).( ) فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي في لقاء إذاعي معه يقول: (فحينما يولد الجنين يكون معه في الرحم قرص يسميه علماء الطب المشيمة ، ويسميه العوام الخلاص ، في هذا القرص من آيات الله الدالة على عظمته الشيء الذي لا يصدق ، ذلك لأن الله جل جلاله يقول لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [التين: 4] (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) [النمل: 88] (مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ) [الملك: 3]. فهذا القرص الذي يسمى المشيمة تلتقي فيه دورتا دم الأم والجنين، ومعلوم بشكل بديهي أن لكل دم زمرة، وأننا لو أعطينا إنساناً دماً من غير زمرته لانحل دمه، ولمات فوراً. والزمرة هي طبيعة خاصة في الدم تتعلق بكل إنسان لكن هناك زمر محددة، كفئات الدم تسمى عندنا الزمر، وتسمى في بلد آخر فئات الدم، لكن الشيء الآخر أن لكل إنسان زمرة نسيجية لا يشبهه فيها واحد في الأرض، ثبت الآن أن لكل إنسان زمرة نسيجية، ولكل إنسان خصائص ينفرد بها منها: قزحية العين، ومنها بلازما الدم، ومنها رائحة عرق الجلد، ومنها نبرة الصوت، ومنها بصمة الأصابع، هذه هوية، فكما أن الله جل جلاله فرد في ذاته هذه الصفة لكرامة الإنسان عند الله منحها للإنسان، فالإنسان فرد لا شبيه له، هذا الغشاء العاقل الذي بين دورتي دم الأم والجنين، ذكرت قبل قليل أن مع الجنين قرصاً تلتقي فيه دورتا دم الأم ودم الجنين، ولكل دم زمرة، ولا يختلط، بين الدورتين غشاء يقوم بأعمال يعجز عنها أعلم علماء الطب، بل إننا لو أوكلنا مهمات هذا الغشاء إلى أعلم علماء الطب لمات الجنين في ساعة واحدة، يقوم بشيء لا يصدق، هذا الغشاء سمي الغشاء العاقل لأنه يقوم بأعمال في أعلى درجة من الحكمة والعقل، مثلاً هو بين دم الأم ودم الجنين، والسائلان الدمويان لا يختلطان، الغشاء العاقل يأخذ من دم الأم ما يحتاجه الجنين من المعادن، من الفيتامينات، من البروتينات، ومن الشحوم، من المواد السكرية، وكأن هذا الغشاء العاقل باختياره للمواد الغذائية التي يحتاجها الجنين كل يوم، وكل يوم تتبدل هذه النسب بحسب نمو الجنين، التعيير متغير يومياً فيختار من دم الأم ما يحتاجه الجنين من مواد موجودة في دم الأم ، إذاً هو جهاز هضم للجنين يقدم له الغذاء، ثم إن هذا الغشاء العاقل يختار الأوكسجين من دم الأم، وينقله إلى دم الجنين كي يحرق هذا الأوكسجين المواد السكرية فتنشأ الطاقة، ثم إن هذا الغشاء العاقل يأخذ مناعة الأم، ويضعها في دم الجنين، فجميع الأمراض التي أصيبت بها الأم، وعوفيت منها، وأصبح عندها مناعة ضد هذا المرض تنقل هذه المناعة إلى دم الجنين كي يحصن من هذه الأمراض التي أصابت أمه، إذاً هو جهاز مناعة مكتسب، لكن هذا الغشاء العاقل يقوم بعملية معاكسة يأخذ من دم الجنين ثاني أو كسيد الكربون نواتج الاحتراق، يأخذ من دم الجنين حمض البول، يأخذ من دم الجنين المواد السامة، ويضعها في دم الأم كي تطرح عن طريق كليتي الأم وجهازها التنفسي . إذاً هو كليتان، فصارت المشيمة جهاز هضم، وجهاز تنفس، وجهاز مناعة مكتسب، وجهاز تصفية للدم، كليتان، الشيء الغريب أن هذا الغشاء يعطي دم الجنين مواد تعين على حرق السكر في الدرجات الاعتيادية، إذاً هو بنكرياس للجنين، هذا دور الأنسولين، الأنسولين مادة يفرزها البنكرياس من أجل أن يحترق السكر في درجات متدنية في جسم الإنسان، إذاً هذا الغشاء العاقل يقوم بدور البنكرياس. ثم إن هناك حقيقة في جسم الإنسان أن كل جسم غريب عن الجسم يرفضه الجسم ، والجنين شيء غريب ينبغي أن يرفض ، لكن هذا الغشاء العاقل يفرز مواداً تمنع رفض هذا المولود الجديد ، هذا الغشاء العاقل سمي عاقلاً لأنه يقوم بأعمال يعجز عنها العقلاء ، وكما قلت قبل قليل : لو أوكل أمر الوظائف التي يقوم بها الغشاء العاقل إلى أعلم علماء الطب لمات الجنين في ساعة واحدة . ثم إن هذا الغشاء العاقل يحث الثديين في الأم على إفراز الحليب قبيل الولادة ، والحقيقة أن هذا الغشاء يقوم بأعمال مذهلة ، وكلكم يعلم أيها الإخوة المستمعون أن المادة ليست عاقلة، لا تصدق أن سيارة بلا إنسان يمكن أن تنطلق، وأن تقف عند الإشارة الحمراء، وأن تطلق البوق لطفل مر أمامها، ثم أن تقف إذا سمعت صوت الشرطي يدعوها للوقوف، هذا شيء غير مقبول إطلاقاً، فالمادة ليست عاقلة، ومادام هذا الغشاء يقوم بأعمال يعجز عنها العقلاء فهذا من تسيير الله جل جلاله، هذا معنى قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ * ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) [التين: 4، 5] فإذا عرفنا، وارتقت نفسه سعد في الدنيا والآخرة، وإذا غفل عن الله عز وجل، وتفلت من منهجه، وأساء إلى خلقه شقي في الدنيا والآخرة. الذي أعرفه أن لكل دم زمرة، وهذا شيء يؤكده الأطباء، وهذه الأبحاث راجعها الأطباء، أنا أحترم اختصاص الإنسان، هذه الأبحاث التي أدرجتها في كتابي الإعجاز العلمي في الكتاب والسنة راجعها أطباء كبار، ولم يعترضوا على أن لكل من دم الأم والجنين زمرة خاصة. السائل الأمنيوسي: بادئ ذي بدء يقول الله جل جلاله في كتابه العزيز: (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ) [الزمر: 6] لقد فسر العلماء هذه الظلمات تفسيرات متباينة، منهم من قال: إنها ظلمة البطن، وظلمة الرحم، وظلمة الأغشية التي تحيط بالجنين، وقال بعضهم: إن الجنين محاط بأغشية ثلاثة، وربما كان هذا من إعجاز القرآن العلمي، هناك أغشية ثلاثة تحيط بالجنين، سؤالكم يقتضي أن نقف وقفة عند غشاء واحد، هو الغشاء الأمنيوسي، هذا الغشاء هو الغشاء الباطن من جهة الجنين، أي أول غشاء من جهة الجنين هو الغشاء الأمنيوسي، هذا الغشاء يحيط بالجنين من كل جانب إحاطة كاملة، هو كيس غشائي رقيق مقفل، وفي هذا الغشاء المقفل سائل يزداد مع نمو الجنين اسمه السائل الأمنيوسي، يصل إلى لتر ونصف لتر في الشهر السابع، ثم يعود إلى لتر قبيل الولادة، وهذا السائل أيضاً يقوم بمهمات يعجز عن فهمها العلماء. من منا يصدق أنه لولا هذا السائل لما نجا جنين من موت محقق، هذا السائل يغذي الجنين ففيه مواد زلالية، ومواد سكرية، وأملاح غير عضوية، وهذا السائل يحمي الجنين من الصدمات، وقد طبق هذا المبدأ في مركبات الفضاء حيث أن كبسولة الرواد كان بينها وبين جسم المركبة سائل من أجل امتصاص الصدمات، فحينما تأتي الجنين صدمة من جهة ما قوتها أربعة سنتمترات مثلاً فإن السائل يوزع هذه الصدمة على كل السطح، فيصبح هذا الضغط نصف ميليمتر. وإن أحدث طريقة لامتصاص الصدمات أن يكون بين الشيء الذي تخاف عليه ، والمحيط الخارجي سائل، مثل هذا السائل موجود في الدماغ، حيث إن المخ محاط بسائل يمنع تأذي المخ بالصدمات، بل إن هذا السائل يمتص كل صدمة مهما تكن كبيرة، هذا السائل الأمنيوسي هو الذي يحمي الجنين من الصدمات والسقطات والحركات العنيفة التي تصيب المرأة الحامل، فإن أية ضربة أو أية صدمة يمتصها هذا السائل، ويوزعها على سطح الجنين حتى لا يتأثر الجنين هذه المهمة الثانية. المهمة الأولى أنه يغذي الجنين، المهمة الثانية أنه يمتص الصدمات، المهمة الثالثة أن هذا السائل يسمح للجنين بحركة حرة خفيفة، فإن الأجسام، وهي في السوائل تبدو حركتها أسهل بكثير مما لو لم يكن هناك سائل. الوظيفة الرابعة لهذا السائل الأمنيوسي: إن هذا السائل جهاز تكييف له حرارة ثابتة لا تزيد، ولا تقل إلا في أجزاء الدرجة، فمهما كان الجو الخارجي بارداً أو حاراً، فإن هذا السائل يحقق للجنين حرارة ثابتة تعينه على النمو. الوظيفة الخامسة: أن هذا السائل يمنع التصاق الجنين بالغشاء الأمنيوسي، لأنه هناك نموًّا، ويخشى مع النمو أن يكون هناك التصاق بين الغشاء الأمنيوسي وبين الجنين، ولو أن هذا الالتصاق حصل لكان هناك تشوهات في خلق الجنين. والوظيفة السادسة: أن هذا السائل نفسه يسهل الولادة، وهو الذي يعين على الانزلاق وتوسيع الأماكن التي سوف يمر بها الجنين. والوظيفة السابعة لهذا السائل: أنه حينما يسبق الجنين إلى الخارج يطرح ، ويعقم المجرى لئلا يصاب الجنين بالتسمم ، فمن تطهير المجرى ، ومن تسهيل الولادة ، ومن منع التصاق الجنين بالغشاء الأمنيوسي ، ومن تحقيق الحرارة الثابتة ، ومن تحقيق الحركة الحرة الخفيفة ، ومن حماية الجنين من الضربات واللكمات ، ومن تغذية الجنين ، هذه بعض الوظائف الخيرة التي يقوم بها هذا السائل الأمنيوسي الذي هو بين الجنين وبين الغشاء الأول الذي يلي الجنين . (منقول بتصرف) تحنيك المولود وأثره في السحر المتوارث والمنقول عن طريق المشيمة إلى كبد الجنين يتضح لنا مما سبق مدى أهمية المشيمة بالنسبة للجنين، فهي جزء منه لا ينفصل عنه إلا بقطع الحبل السري، والمشيمة هي وسيط دموي بين دم الأم وبين الجنين، والجنين والمشيمة يقعان معا داخل الرحم، والشيطان لا سبيل له لدخول الرحم بالطرق التقليدية، لأن الرحم كما ثبت بالسنة موكل به ملك فترة الحمل، لذلك في هذه الحالة يضطر الشيطان إلى أن يلجأ إلى سبل غير مباشرة، وكالعادة فهو ينتقل إلى الإنسان من خلال غذائه، بداية من السائل المنوي ومرورا بدم المشيمة ولبن الرضاعة وانتهاءا بالطعام الذي نتناوله جميعا، فدماء المشيمة هي الغذاء في مرحلة الأجنة. بداية تكوين المشيمة: (في الأسبوع الثالث تبدأ المشيمة بالتكون وتظهر علامات الأوعية الدموية والخلايا الجنسية مع طبقة ثالثة من الخلايا الجديدة.. فالطبقة الداخلية تعطي الجهاز الهضمي والتنفسي. والطبقة الخارجية تعطي الجهاز العصبي والحواس. والطبقة المتوسطة يتكون منها الدم والهيكل العظمي والعضلات والكليتان، وبعد ولادة الطفل يتم إخراج المشيمة أو الخلاص ولا يرافق ذلك أي ألم. ومن الطبيعي أن ينزل مع الخلاص كمية من الدم لا تزيد على كوب واحد، وهذا الدم خارجي ينزل عادة من الجيوب والبرك الدموية الموجودة بين المشيمة والرحم. ولكن بعد تدليك الرحم، الذي يصبح في هذا الوقت كتلة مستديرة قاسية تحت سرة البطن، تتقلص عضلات الرحم بشدة وبذلك تغلق الأوعية الدموية الموجودة بينها ويتوقف النزيف). (بشكل عام فإن أهم ما يطرأ على الجنين بعد الشهر الثالث هو: الحركة، ونبضات القلب، واستقلاب إفراز المشيمة الغددي، والنمو المتسارع في حجم الجنين، وتكامل شكله الخارجي… وبالنسبة لاستقلاب المشيمة الغددي، فهو مباشرتها بإفراز الهرمونات اللازمة لاستمرار الحمل بعد أن أصبحت الكميات التي يفرزها المبيض غير كافية، ولأن متطلبات الحمل من هذه الهرمونات تصبح أكبر بكثير من كفاءة المبيض). امتداد الحبل السري من السرة إلى الكبد: (وعند الولادة يقطع الحبل السري ثم تضمر الأجزاء التي تكونه بعد ذلك ثم تفقد عند السرة في الندبة الليفية التي تكونت. ولكن الأجزاء داخل البطن منها (من مكونات الحبل السري) تعرف ثانية مدى الحياة، وعندما يفتح البطن ستوجد كأحبال ليفية متصلة بالكبد وبالشرايين الحرقفية الباطنة وبالمثانة على الترتيب). (186/2) رسم توضيحي يبين اتصال الحبل السري بالكبد وهذه المعلومة قمة في الأهمية، فالمتعارف عليه بين المعالجين أن السرة مدخل هام من مداخل جن ومخارجه من وإلى الجسد، وهذه المعلومة تشير إلى أن الوجهة الأولى للشيطان عند اختراق الجسم هو (الكبد)، سواء البالغ أو الجنين، وعلى هذا فالمولود يتسرب إليه الدماء المسحورة والمشيطنة من دم أمه إلى المشيمة، ومن المشيمة خلال الحبل السري تستقر هذه الأسحار في كبد الجنين، والكبد هو بؤرة هامة من بؤر تجمع الشياطين في الجسم، وهذا بسبب أن وظائفه متعلقة بالدم الذي هو مجرى الشيطان من جسد الإنسان. وهذا يكشف لنا سببا من أسباب تحنيك المواليد الجدد، فتحنيك المولود سنة تطهر جسم الوليد مما لحق كبده ودمه من حظ الشيطان، فقد سبق وبينا تأثير العجوة في السم والسحر، بما يغني عن الإعادة والتكرر هنا، وتحنيك المولود بالعجوة إلى جانب ما له من أثار عضوية ثبتت علميا، إلا أن له تأثير في أي أسحار نقلت له بالوراثة أو عن طريق الدم النافذ إليه من خلال المشيمة، وبسبب تغافلنا وإهمالنا لهذه السنة العظيمة نجد أن أكثر مواليدنا مصابين بمس شيطاني، والكارثة أن هذا المس المتوارث لا تبدو أعراضه غالبا في مرحلة الصبا، فهو من أنواع السحر الكامنة والتي تنشط بمجرد وصول الإنسان إلى مرحلة البلوغ. تحنيك المولود وما فيه من إعجاز علمي: نقلا عن : مقال للدكتور / محمد علي البار بمجلة الإعجاز العلمي – العدد الرابع ( بتصرف ) (لقد اهتم الإسلام اهتماماً عظيماً برعاية الطفولة والأمومة في مراحلها كلها اهتماماً لا يدانيه ما تتحدث عنه منظمات الأمم المتحدة و حقوق الإنسان و المنظمات الصحية العالمية. ولا تبدأ رعاية الطفولة منذ لحظة الولادة، بل تمتد هذه الرعاية منذ لحظة التفكير في الزواج. فقد أمر صلى الله عليه و سلم باختيار الزوج والزوجة الصالحين، وقد اهتم الإسلام اهتماماً عظيماً بسلامة النسل وبكيان الأسرة القوي، ليس فقط من الجانب الأخلاقي، إنما ضم إليه الجوانب الوراثية الجسدية والنفسية. تستمر هذه الرعاية و العناية في مرحلة الحمل وعند الولادة والرضاع ومراحل التربية والتنشئة التالية. ومن مظاهر هذا الاهتمام تحنيك المولود. بعض الأحاديث الواردة في التحنيك: أخرج البخاري في صحيحه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما ( أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة . قالت : خرجت و أنا متم [أي قد أتممت مدة الحمل الغالبة وهي تسعة أشهر] فأتيت المدينة فنزلت قباء فولدت بقباء ثم أتيت به رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضعه في حج ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم حنكه بالتمر ، ثم دعا له فبرَّك عليه ……) وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال: (ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه و سلم ، فسماه إبراهيم و حنكه بتمرة . وزاد البخاري: ” ودعا له بالبركة ودفعه إلي”). التفسير العلمي: إن مستوى السكر “الجلوكوز” في الدم بالنسبة للمولودين حديثاً يكون منخفضاً، وكلما كان وزن المولود أقل كلما كان مستوى السكر منخفضاً. وبالتالي فإن المواليد الخداج [وزنهم أقل من 5,2 كجم] يكون منخفضاً جداً بحيث يكون في كثير من الأحيان أقل من 20 ملليجرام لكل 100 ملليلتر من الدم. و أما المواليد أكثر من 5,2 كجم فإن مستوى السكر لديهم يكون عادة فوق 30 ملليجرام. ويعتبر هذا المستوى (20 أو 30 ملليجرام) هبوطاً شديداً في مستوى سكر الدم، ويؤدي ذلك إلى الأعراض الآتية: 1- أن يرفض المولود الرضاعة. 2- ارتخاء العضلات. 3- توقف متكرر في عملية التنفس وحصول ازرقاق الجسم. 4- اختلاجات ونوبات من التشنج. وقد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة مزمنة، وهي: 1- تأخر في النمو. 2- تخلف عقلي. 3- الشلل الدماغي. 4-إصابة السمع أو البصر أو كليهما. 5- نوبات صرع متكررة (تشنجات). وإذا لم يتم علاج هذه الحالة في حينها قد تنتهي بالوفاة، رغم أن علاجها سهل ميسور وهو إعطاء السكر الجلوكوز مذاباً في الماء إما بالفم أو بواسطة الوريد. المناقشة: إن قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بتحنيك الأطفال المواليد بالتمر بعد أن يأخذ التمرة في فيه ثم يحنكه بما ذاب من هذه التمرة بريقه الشريف فيه حكمة بالغة. فالتمر يحتوي على السكر “الجلوكوز” بكميات وافرة وخاصة بعد إذابته بالريق الذي يحتوي على أنزيمات خاصة تحول السكر الثنائي “السكروز” إلى سكر أحادي، كما أن الريق ييسر إذابة هذه السكريات، وبالتالي يمكن للطفل المولود أن يستفيد منها. وبما أن معظم أو كل المواليد يحتاجون للسكر الجلوكوز بعد ولادتهم مباشرة، فإن إعطاء المولود التمر المذاب يقي الطفل بإذن الله من مضاعفات نقص السكر الخطيرة التي ألمحنا إليها. إن استحباب تحنيك المولود بالتمر هو علاج وقائي ذو أهمية بالغة وهو إعجاز طبي لم تكن البشرية تعرفه وتعرف مخاطر نقص السكر “الجلوكوز” في دم المولود. وإن المولود، وخاصة إذا كان خداجاً، يحتاج دون ريب بعد ولادته مباشرة إلى أن يعطى محلولاً سكرياً. وقد دأبت مستشفيات الولادة والأطفال على إعطاء المولودين محلول الجلوكوز ليرضعه المولود بعد ولادته مباشرة، ثم بعد ذلك تبدأ أمه بإرضاعه. إن هذه الأحاديث الشريفة الواردة في تحنيك المولود تفتح آفاقاً مهمة جداً في وقاية الأطفال، وخاصة الخداج “المبتسرين” من أمراض خطيرة جداً بسبب إصابتهم بنقص مستوى سكر الجلوكوز في دمائهم. وإن إعطاء المولود مادة سكرية مهضومة جاهزة هو الحل السليم والأمثل في مثل هذه الحالات. كما أنها توضح إعجازاً طبياً لم يكن معروفاً في زمنه صلى الله عليه وسلم ولا في الأزمنة التي تلته حتى اتضحت الحكمة من ذلك الإجراء في القرن العشرين). ففي حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُؤتَى بالصبيان فَيُبَرِّك عليهم ويحنكهم . رواه البخاري ومسلم. وقالت رضي الله عنها : جئنا بعبد الله بن الزبير إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحنكه فطلبنا تمرة فَعَزّ علينا طلبها. رواه مسلم. وقصة تحنيك ابن الزبير مُخرّجة في الصحيحين. عن أبي موسى رضي الله عنه قال : وُلِدَ لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم ، فحنكه بتمرة ، ودعا له بالبركة. رواه البخاري ومسلم. قال أنس رضي الله عنه: لما وَلَدَتْ أم سليم قالت لي: يا أنس انظر هذا الغلام فلا يُصِيبَنّ شيئا حتى تغدوا به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يُحَنِّكَـه. رواه البخاري ومسلم. قال الإمام النووي : اتفق العلماء على استحباب تحنيك المولود عند ولادته بتمر ، فان تعذر فما في معناه وقريب منه من الحلو ، فَيَمْضَغ الْمُحَنِّك التمر حتى تصير مائعة بحيث تُبْتَلَع ثم يَفْتَح فَمَ المولود ويضعها فيه ليدخل شيء منها جوفه . اهـ . وأما طلب بركة الصالحين بذلك فهذا خلاف ما عليه السلف، فإن الذي تُتحقق بركته هو النبي صلى الله عليه وسلم، أما غيره فهي مظنونة . لذا لا يُشرَع أن يؤخذ الصبي إلى من يُحنِّكه طلبا لِبَرَكتِه، بل يفعل ذلك به والده أو أمه أو من حضره. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ المصدر: https://depaj.wordpress.com/2007/04/...a%d9%85%d8%a9/
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الشيطان, بالمشيمة, حصري:, placenta, علاقة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|