الباب الرابع – المناخ القديم لجنوب الجزيرة العربية
1تعرضت الأرض منذ حوالي 2 مليون وخمسمائة سنة لتتابع فترات جليدية و بيجليدية (واقعة بين دورين جليديين)، الذي تُلي بدورات حددت من خلال تغيرات المدار الأرضي1. تتطابق خطوط العرض المدارية، الفترات الجليدية2 بشكل رئيسي مع مشاهد جافة، حيثما يسيطر النشاط الريحي المسئول عن الانتقال الكبير للأتربة إلى المحيط. وعلى العكس فالمشاهد البيجليدية كانت عبارة عن فترات رطبة تميزت بهيمنة حركة الرياح الموسمية، ابتداءَ من الترسبات الصيفية القوية. و في غضون هذه الفترات توسعت بعض البحيرات الواقعة حالياً في المناطق الصحراوية الأفريقية3 وفي العربية المدارية4.
2 لقد استعملت العديد من الطرق بغرض وصف البيئات والمناخ القديم، حيث ارتكزت على دراسة وثائق المستغورات الطبيعية كالترسبات المتجمعة في أعماق البحيرات أو المحيطات، والرواسب المعدنية الثانوية spéléothèmes (أو الصواعد الكلسية المشكلة في المغارات منذ عدة مئات الآلاف من السنين)، الرواسب الريحية المتحجرة أو جذوع الأشجار بالنسبة للفترات الأكثر حداثة. حيث تضمنت هذه الدراسات علوم مختلفة كالجيولوجيا الرسوبية، علم الرواسب sédimentologie، علم المعادن، الجيوكيمياء، أو الميكرو- باليونتولوجي ( دراسة الأعضاء المتحجرة الصغيرة كالطحالب، الصدف أو حبوب اللقاح). فمنذ الأعمال الرائدة التي نفذها McClure في عام 1976 حول تاريخ الروافد البحيرية المكتشفة في الربع الخالي كمجموعة متناسقة واسعة من التحاليل ظهرت خلال العشر السنوات الأخيرة سمحت برسم لوحة تفصيلية في ما يتعلق بالبيئات القديمة والمناخ القديم لجنوب الجزيرة العربية.
- 5 Glennie, Singhwi,2002, Preusser et al2002.
- 6 Goudie et al2000.
- 7 Leuschner, Sirocko, 2000.
- 8 لقد وضحت أعمال Bard et al1996 إن المستوى البحري كان يقع – 120 متر أسفل المستوى المتوسط الحالي في نه (...)
- 9 Sirocko et al1993.
3 في المناطق الصحراوية منخفضة الارتفاع،منطقة رمال وهيبه Wahiba Sands في جنوب شرق سلطنة عمان وعلى امتداد الساحل الغربي للخليج العربي-الفارسي5، سمحت عملية تاريخ مستويات الرمل ألريحي بالتعرف على عدة فترات جافة تكونت خلالها أهم المرتفعات الرملية ( شكل رقم 25). وهذه الفترات تؤرخ من 120،000الى 100،000 سنة، من 78،000 إلى 64،000 سنة و من 22،000 إلى 18،000 سنة. وتطابق كل هذه الفترات الجافة فترات جليدية أو بيجليدية ( بين جليدية). تضاف إلى ذلك فترة محددة6، في غضون الانحسار الجليدي الأخير بين 13،500 و 9،100 سنة BP ثم تلتها فترة حديثة بعد 6000 سنة BP ازداد خلالها الجفاف تدريجيا ليصل إلى مستواه الحالي. ونجد أثر هذا النشاط الريحي في الرواسب البحرية للبحر العربي7: فقد أدت تعرية الأراضي الناتجة عن جفاف المناخ بالإضافة إلى ازدياد المساحات القارية الناجمة عن انخفاض المستوى البحري8، إلى تزويد المحيط بجزء كبير من المادة الرسوبية الناشئة، التي انتقلت إلية خلال الفترات الجليدية كما هو الحال فيما يتعلق بالدولوميت (dolomite) بصفة خاصة، وهو معدن متوفر بكثرة في الطبقات الجليدية الخاصة بعينات التربة carotte KL74 المستخرجة من البحر العربي9، والناتجة عن اتساع الميزوزويك (حقبة الحياة الثانية) لشمال العربية وبعض سبخات طرف الخليج العربي –الفارسي.
- 10 Burns et al2001, Fleitmann et al2003.
- 11 McClure, 1976.
4وعلى هذا المستوى الزمني فإن الشواهد على الفترات الرطبة قليلة في العربية المدارية. ومع ذلك فإن أول تسلسل زمني لمشاهد "مطيرة" اقترحت انطلاقا من دراسة الرواسب الكلسية (spéléothèmes) لكهف الهوتي Hoti في عمان بين 135 و 120،000 سنة BP، 82 و 78،000سنة BP ثم خلال عصر الهولوسين منذ 10،000 سنة10. بالإضافة إلى ذلك يبدو بأن تواريخ الكربون المشع لمجموعة من بحيرات الربع الخالي تبين فترة رطبة قبل الهولوسين بحوالي 17،000 إلى 30،000 سنة11 CBP ( تواريخ الكربون المشع ليست معيارية). لكن يجب أن تؤكد هذه التواريخ عبر دلائل مناخية قديمة أخرى؛ لأنها تتطابق مع الفترة الجافة الكبرى للفترة الجليدية الأخيرة.
الشكل رقم. 25
الشكل رقم. 25- تطور المناخ في جنوب شبه الجزيرة العربية في غضون الدورة المناخية الأخيرة. يوضح هذا الشكل، في الأعلى، الطبقة النظيرة لعينة التربة MD900963 (Bassinot et al.، 1994). تتضح في الواجهة توافق الكتل الكثبانية (2000 Goudie et al، Glennie، Singhvi، 2002، Preusser et al2002) و مستغورات ( Burns et al1998)، مطابقة على التوالي للفترات الجافة و الرطبة للمناخ. كما وضح أيضا McClure (1976) الطور البحيري المؤرخ في الربع الخالي. أما فترة أواخر 25000 سنة فهي موضحة بالتفصيل في الأسفل. تتطابق المعطيات المعدنية لعينة التربة 74KL( Sirocko et al1993) مع المعطيات القارية الموضحة من خلال التأريخ الراديوكربونية للرواسب البحيرية للمرتفعات اليمنية (Wilkinson، 2005، et al Lézine قيد الطباعة) ومناطق اليمن الصحراوية ( Lézine et al1998، Lézine et al قيد الطباعة)، ومناطق المملكة العربية السعودية الصحراوية (McClure، 1976)، و الإمارات العربية المتحدة (Parker et al 2004) و عمان (Lézine et al قيد الطباعة). تبين الأرقام الطور النظيرة، الأسهم، في غضون المرحلتين الأولى قبل انتقال الغبار (الطمي) من مصدر الجزيرة العربية بشدة، موضحةً بداية "الفترة العربية الرطبة". التسلسل التاريخي en âges calendaires BP (سنة المرجع : 1950).
التحول الأخير الجليدي–بيجليدي و العصر الهولوسين
5خلال التحول الجليدي- بيجليدي الأخير بدأ مناخ الكرة الأرضية يدفأ تدريجيا. أدت نتائج دراسات المناخ القديم التي أجريت في البحر العربي بمجملها إلى توضيح أن الانتقال من الظروف الجليدية إلى ظروف بيجليدية أدى إلى تحول غير منتظم، ولاسيما في فترتي ضعف عنيف لتدفق الغبار في المحيط، وهاتان الفترتان متلازمتان مع الدفعات الأولى للرياح الموسمية الهندية في فصل الصيف في 17،800 و 16،000 BP 12.
- 13 Saliège et al2005.
- 14 De Menocal et al2000, Lézine et al2005, Saliège et al2005.
- 15 McClure, 1976.
- 16 Lézine et al2007.
- 17 Fleitmann et al2003.
6 ومهما كان الشك المرتبط بهذه الفترات التاريخية المؤرخة بالراديو كربون في منطقة تخضع بشدة لتأثير متحرك13، فإنها تدل على انطلاق مبكر للرياح الموسمية الهندية، مقارنة بالرياح الموسمية الأطلسية التي لم يؤرخ بدايتها إلا منذ 15،500 سنة BP 14. على القارة. يبدو أن استجابة النظام المائي ( hydrologie) كان متأخرا جدا : فباستثناء فترتين تاريخيتين تمحورتا حوالي 17،600 و 13،400 سنة BP واللتين قيستا من قبل McClure على الرواسب البحيرية للربع الخالي، فإن أول المؤشرات المائية المؤكدة سواء من خلال الرواسب البحيرية للربع الخالي15 و رملة السبعتين16 أو من خلال الرواسب الكلسية بسلطنة عمان17 ليست سابقة ل 12،000 سنة BP أي أكثر من 5000سنة بعد الانطلاقات الأولى للرياح الموسمية الهندية الصيفية المحددة في تسجيلات المحيطات.
المناطق الصحراوية المنخفضة
- 18 McClure, 1976, Lézine et al2007, Parker et al2004.
- 19 Sirocko et al1993.
- 20 Gupta et al2003.
- 21 Lézine et al1998, Lézine et al2007.
7 إن "الفترة الرطبة العربية" في المناطق الصحراوية منخفضة الارتفاع ليس لها شكل موحد. سواء التسجيلات القارية مثل مستويات البحيرات 18 و الرواسب الكلسية spéléothèmes، أو التسجيلات البحرية، الرسوبية19، أو الاحافير المجهرية micro-paléontologiques 20، التي تظهر تحولاً كبيراً كمؤشر للمناخ. في الواقع لقد تكونت هذه المرحلة المحددة ما بين 12،000 و 7،500 سنة BP من أربع مراحل رطبة مختلفة، حيث أحدثت ترسبات الرياح الموسمية الهندية الصيفية الكثيفة اتساعاً لعدد كبير من بحيرات المياه العذبة. وقد تخللت هذه الفترات البحيرية فترات قصيرة شديدة الجفاف والمؤرخة ب 10،300، 8،750 و 7،900 سنة BP 21 والتي تسببت في الجفاف الجزئي أو الكلي للبحيرات. خلاصة القول فإنه بعد 7000 سنة لم يعد هناك أي شاهد جيولوجي يسمح بالتعرف على الامتداد البحيري في الصحراء العربية سواء من حيث وجود بعض مشاهد الفيضان النهري المسجلة كشاهد على تساقطات مطرية قصيرة وعنيفة، كتلك التي لا نزال نعرفها حتى يومنا هذا . و تركت هذه المشاهد الفيضانيه تراكمات هائلة من الطمي الذي نجد أثره على أطراف الوديان أسفل الهضاب اليمنية.
- 22 Coque-Delhuile, Gentelle , 1995.
- 23 Balescu et al1998.
8 وقد أُُرخت ترسبات الري الغرينية، كما هو الحال في منطقة تمنع (Timna) 22، بين 2400 و 2200 سنة BP، أو في منطقة الحرجة23 (al-Haraja)، بين 2000 و 1500 سنة BP.
9وبفضل العثور على بقايا حبوب لقاح في رواسب بحيرة الحوه القديمة في اليمن، أصبح من الممكن إعادة تركيب البيئة النباتية لصحراء جنوب الجزيرة العربية خلال الفترة الرطبة لعصر الهولوسين. إن المعلومات التي حملتها كانت فريدة، إذ من النادر جدا أن تحفظ حبوب اللقاح في الرواسب البحيرية للبيئات الصحراوية.
- 24 Lézine et al2007.
- 25 Parker et al2004.
- 26 Lézine et al2005.
10 إن حبوب اللقاح تنبعث بكميات كبيرة من خلال النباتات المزهرة (مغلفات البذور أو الكاسيات) أو النباتات المثمرة ( عاريات البذر أو باديات الزهر) وتتبعثر في الجو، وتساعد مميزاتها التكوينية بالتعرف على النباتات التي صَدرت عنها بمستوى تصنيفي عالٍ. ولهذا فإن حبوب اللقاح تعتبر أجساماً صغيرة هامة جدا في فهم التغيرات التي عانتها الأنظمة البيئية استجابة للتغير المناخي. ففي الحوه لقد ثبت أنه بالرغم من وجود بحيرات واسعة فإن البيئة النباتية في المناطق منخفضة الارتفاع في الجزيرة العربية كانت مختلفة قليلاً عن ما هو عليه حاليا. فقد كان يتعلق الأمر بمحيط بيئي من النوع السهبي الشبه صحراوي، حيث كانت الأشجار (قطف،commiphora طلح acacia) موجودة مع قلتها24 (شكل رقم 26). ومع ذلك لقد كان التأثير المداري مسيطراً بوجود النباتات العشبية en C4))25. لقد كانت ظروفها البيئية القديمة مختلفة جذريا في الصحراء العربية عن تلك التي نلاحظها خلال نفس الفترة في الصحراء. وفي هذه المنطقة الأخيرة كانت الأشجار المدارية الآتية من المناطق القريبة من خط الاستواء كثيرة بالفعل في أطراف مجاري المياه، بالأرجح على شكل أحراج غابية26.
الهضاب اليمنية المرتفعة
- 27 Wilkinson, 2005.
- 28 Lézine et al2007.
11كانت توجد على هذه الهضاب بحيرات كبرى خلال الفترة الرطبة العربية، هذا ما تدل عليه العديد من الشواهد الجيولوجية (الترسبات البحيرية،الطبقات العضوية)27 غير أنه وبخلاف المناطق الصحراوية، فإن الهضاب المرتفعة ظلت رطبة جدا حتى 5000 سنة BP تقريبا، أي أكثر من ألفي عام بعد جفاف بحيرات رملة السبعتين28. لقد أشارت بالفعل بعض المسوحات التي أجريت في أحواض هذه البحيرات إلى فترتين بحيريتين على الأقل يعود تاريخهما إلى 7300 و5000 سنة BP في منطقة صعدة، وفترة بحيرية في ضواحي منطقة رداع انتهت في 5400 سنة BP. و لم يتم الحصول على أي معطيات تفيد مباشرة في دراسة حبوب اللقاح palynologique حتى يومنا هذا. ومع ذلك فإن حبوب اللقاح التي وجدت في رواسب البحيرات القديمة في منطقة الحوه، التي تدل على الانتقال من مسافة بعيدة، تشير إلى أنه في ذروة الفترة الرطبة كانت المناطق المرتفعة مغطاة بغطاء نباتي غابي يحتوي على podocarpus، juniperus، myrica et ericaceae . غير أنه ليس من الممكن اليوم في ظل غياب المعطيات المباشرة لدراسة حبوب اللقاح palynologique، تحديد موقع هذا الغطاء النباتي الغابي، في اليمن و/أو على الهضاب الأثيوبية المرتفعة، ولا حتى أهميتها في الطبيعة.
12حسب Hepper et Wood29، أن الغابات ذات podocarpus ربما كانت موجودة في اليمن لكنه لم يعد لها أي أثر اليوم،أما بالنسبة لحبوب اللقاح juniperus et ericaceae التي وجدت في ترسبات الهولوسين تتطابق مع أنواع لازالت موجودة اليوم على علو يفوق 1800 مترٍ:
شكل رقم 26 . حبوب لقاح ونباتات الصحراء اليمنية. (Cyperus= ناقعيه )
نهاية "الفترة الرطبة العربية"
- 30 Jung et al2004.
- 31 Gupta et al2003, Fleitmann et al2003 .
- 32 Whitney et al.1983.
- 33 Lézine et al. 1998.
13أجمعت كل التسجيلات الرسوبية على الإشارة إلى أن الفترة الرطبة العربية كانت فترة قصيرة جدا. فقد سجلت عينة التربة المحيطية (la carotte océanique 905P) المستخرجة من بحر الصومال30 مرحلة مبكرة جدا، نحو الجفاف وذلك حوالي 8500 سنة BP ثم مرحلة ثانية يعود تاريخها إلى 6000 سنة BP وأخيرا الاستقرار النهائي للظروف القاحلة بحوالي 3800 سنة BP. وهذه النتائج متطابقة مع التفسيرات السابقة31 التي تشهد على الانخفاض المنتظم لتدافع الرياح الموسمية الهندية الصيفية، وارتفاع نسبة الجفاف بعد 7000 سنة BP. كما تؤكد هذه النتائج المعطيات الجيولوجية التي لم تبين أي اتساع بحيري بعد 7000 سنة في المناطق الصحراوية منخفضة الارتفاع. في هذا الإطار لم يعرف بالتحديد مصدر سقوط الأمطار التي سمحت بحفظ البحيرات ذات الارتفاع لأكثر من 2000 سنة بعد نهاية "الفترة الرطبة العربية" : هل يتعلق الأمر بسقوط أمطار صيفية ناتجة عن رياح موسمية خفيفة، والتي لا يمكنها الوصول إلى المناطق الصحراوية بالداخل، أو بسقوط أمطار شتوية ناتجة عن ضغوطات جوية متوسطة؟ إن التواريخ الحديثة جدا التي تم الحصول عليها في الترسبات البحيرية لصحراء النفود32 شمال خط الاستواء تبدو مؤكدة لهذه الفرضية الأخيرة .33
Notes
1 Berger, 1978.
2 يدل مقدار الذرة (teneur en isotope) 18 من الأكسجين المقاس على كربونات صف الأجسام البحرية وحيدة الخلية (foraminifères ) , الأجسام الصغيرة (ميكرو-اورقانيسم) المتحجرة في الرواسب البحرية, على اختلافات تجمع جليد الأقطاب. عرفت الفترات الجليدية كمراحل حيث تتركز قيم الذرة 18 من الأكسجين في المحيط. لقد أشير إليها برقم زوجي: وهكذا فقد أشير إلى الفترة المعروفة باسم النهاية الكبرى الجليدية الأخيرة, المتركزة حول 12000 عام قبل الحاضر ب "بطور) نظير ي (ذري) 2". وعلى العكس فقد أشير إلى الفترات البيجليدية برقم فردي. في غضون الطور الذري (ألنظيري) 5 التي تعد اكبر طور بيجليدية, حدثت طور أكثر جفافاً المسماة ب بيطورية inter- stades و أشير إليها ب 5b و 5c. وقد تركز أفضل مناخ للطور 5, المسمى بوضوح اييميان "Eémien" حول 135000 سنة BP.
3 Lézine, Casanova, 1991.
4 Lézine et al2007.
5 Glennie, Singhwi,2002, Preusser et al2002.
6 Goudie et al2000.
7 Leuschner, Sirocko, 2000.
8 لقد وضحت أعمال Bard et al1996 إن المستوى البحري كان يقع – 120 متر أسفل المستوى المتوسط الحالي في نهاية الفترة الجليدية الكبرى الأخيرة.
9 Sirocko et al1993.
10 Burns et al2001, Fleitmann et al2003.
11 McClure, 1976.
12 Sirocko et al1993.
13 Saliège et al2005.
14 De Menocal et al2000, Lézine et al2005, Saliège et al2005.
15 McClure, 1976.
16 Lézine et al2007.
17 Fleitmann et al2003.
18 McClure, 1976, Lézine et al2007, Parker et al2004.
19 Sirocko et al1993.
20 Gupta et al2003.
21 Lézine et al1998, Lézine et al2007.
22 Coque-Delhuile, Gentelle , 1995.
23 Balescu et al1998.
24 Lézine et al2007.
25 Parker et al2004.
26 Lézine et al2005.
27 Wilkinson, 2005.
28 Lézine et al2007.
29 Hepper, Wood, 1979.
30 Jung et al2004.
31 Gupta et al2003, Fleitmann et al2003 .
32 Whitney et al.1983.
33 Lézine et al. 1998.
التعديل الأخير تم بواسطة ميراد ; 11-08-2020 الساعة 02:18 PM
|