#1
|
|||||||
|
|||||||
المرأة ونقل المعرفة الدينية في الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
المرأة ونقل المعرفة الدينية في الإسلام Women and the Transmission of Religious Knowledge in Islam (Cambridge Studies in Islamic Civilization) by Asma Sayeed ترجمة:أحمد العدوي () تحميل النسخة الإنجليزية من [هنا] ينشر رابط تحميل نسخة الكتاب المترجمة للعربية حال توفرها بإذن الله يستكشفُ هذا الكتاب تاريخ المُحَدِّثات من النساء خلال عشرة قرون، منذ ظهو الإسلام حتى مُستهلِّ العصر العُثماني (من القرن الأول إلى القرن العاشر الهجري). ويستمد الكتاب أهميته من نُدرة ما كُتِب عن المُحَدِّثات المسلِمات في التاريخ، بالإضافة إلى كونه أول دراسة تحليلية للمُحَدِّثات من النساء في التاريخ الإسلامي رصدت أسماء سيِّد -في هذا الكتاب- التطورات التي طرأت على رواية النساء للحديث، ووضعتها في سياقاتها حسب تسلسلها الزمني. كما حلَّلت العوامل التاريخية التي شجَّعت أو ثبَّطت مشاركة المرأة في حقل رواية الحديث، وأماطت اللثام عن تلك العوامل التي شكَّلت إسهامات المرأة المسلِمة في مجال رواية الحديث وفي غضون معالجتها لهذا الموضوع؛ نقَضَت أسماء سيِّد العديد من المُسلَّمات، وعلى رأسها ما يتعلَّق بتهميش المرأة المسلمة تاريخيًّا في مجال العلوم الدينية. كما امتدَّ نطاق تحليلها ليتقاطع مع سياقات تعليم المرأة المسلمة في عالمنا المعاصر، فضلًا عن تاريخ التَّربية في الإسلام، والتطورات التي طرأت على الشَّريعة الإسلامية والسلفيَّة السنيَّة. ومن ثمَّ يُعدُّ هذا العمل إسهامًا قيِّمًا في التاريخ الثقافي والاجتماعي للإسلام، ليس في سياق تاريخ العالم الإسلامي في عصور ما قبل الحداثة فحسب، بل وفي سياق العالم الإسلامي المُعاصر كذلك ويتميز الكتاب كذلك بقراءة إسهام المرأة في نقل المعرفة الدينية من زوايا متعددة، خاصة من ناحية الدمج بين علم الحديث وعلم الاجتماع. فما تقوم به أسماء السيد هو تتبع إسهام المرأة في نقل الحديث النبوي تحديداً، ودلالة ذلك على مستوى مكانة المرأة في المجتمع ودرجة أهليتها لتكون مصدراً مشروعاً لرواية ونقل الحديث النبوي. كما تتجاوز أسماء السيد في كتابها النزعات الاستشراقية المحملة بأجندات معينة، وترتكز في المقابل إلى أدوات استقرائية لتتبع حضور المرأة في رواية الحديث النبوي، وذلك عبر استقراء كتب التراجم المختلفة التي كتبها العلماء والمؤرخون المسلمون في التراث الإسلامي. وهي تنبه في أول الكتاب على نفي الصورة التي يقدمها الإعلام والتقارير الإخبارية حول ضعف مكانة المرأة في المجتمع الإسلامي. وبالإضافة إلى ذلك، لا تحمل الكاتبة سردية نسوية معينة تحاول فرضها على التراث، بل تمارس دور المحلل الموضوعي للمشهد. فحتى عندما تلحظ وجود انحسار في حضور المرأة في مرحلة معينة من التراث الإسلامي، فإنها تحاول رصد الأسباب الموضوعية والاجتماعية التي ساهمت في تشكل الأحداث بطريقة معينة. ففي هذا السياق، تذكر أسماء السيد نقطة مهمة فيما يتعلق بحضور المرأة ودوافع هذا الحضور، حيث تقول: “ينبغي أن نتجنب القراءة في نصوصنا من منظور معاداة المرأة أو من منظور يحمل رغابتنا الصريحة في قراءتها على أنها تمكين للمرأة سواءً بسواء… فلم تسع المرأة مطلقاً إلى تدمير القواعد الأبوية الورعة في الحقبة الكلاسيكية في مجال رواية الحديث، بل ما كان على المحك بالفعل هو الحفاظ المدفوع بالورع على تراث النبي“. كما تستند المؤلفة في هذا الكتاب إلى أفكار “طلال أسد” عن التراث، باعتبار أن التراث يسعى إلى “ربط الممارسات والمؤسسات والظروف الاجتماعية في الماضي بهدف تقديم الممارسة في الوقت الراهن، ومن ثم إرساء دعائم تلك الممارسة للأجيال القادمة، وهكذا فإن الممارسات التراثية لا تسعى إلى مجرد تقليد السلف“. وسنقدم هنا ملخصاً لكل مرحلة من مراحل إسهام المرأة، وذلك بحسب تقسيم المؤلفة. حيث استطلعت فيه أسماء السيد الإرث “المتقلب” لنساء أهل السنة من المحدثات خلال ما يقرب من عشرة قرون (من القرن الأول الهجري وحتى القرن العاشر الهجري). مرحلة الصحابيات تستقرئ أسماء السيد في هذه المرحلة إسهام زوجات النبي والصحابيات من آل البيت والصحابيات الأُخريات في نقل حديث الرسول، وتشير إلى أن السمة البارزة لرواياتهن كانت تتجلى في كونها مروية في معظمها لأهداف معينة، حيث نقلن معلومات تتعلق بسلوك النبي وأقواله وأفعاله رداً على استفسارات محددة، كالشعائر والزواج والطلاق. تُبرز الكاتبة الدور الكبير لعائشة زوجة الرسول في نقل الحديث، فـ“ذاكرة عائشة كانت تعمل على توجيه المجتمع مرة أخرى إلى الجادة وإلى سنة النبي في مواجهة الحياد عنها“. كما تسلط الضوء على إسهام أم سلمة، ثم تُجمل دور الزوجات الأخريات وباقي الصحابيات. وتؤكد أن هذه المرأة عززت من مكانة المرأة باعتبارها ناقلة يوثق بها في مجال الحديث وبالتالي المعرفة الدينية، وهو ما يظهر في استناد المحدثين إلى رواياتهن واعتبارها روايات يُستند إليها. مرحلة التابعيات تشير المؤلفة إلى أن القرن الثاني الهجري قد شهد تراجعاً في دور المرأة على ساحة الرواية التي لم تكن منظمة بعد، حيث كان هناك عدد قليل من التابعيات اللواتي تركنّ بصمات في روايات الحديث. وتندرج هذه الفئة القليلة من فئتين وهما: أولئك اللائي تعود معرفتهن بالحديث للزومهن صحابية بعينها، وأولئك اللائي اكتسبن شهرتهن بوصفهن نساءً زاهدات. وهنا يجدر الإشارة إلى أمرين، وهو أن هؤلاء التابعيات اللواتي روين الحديث لم يكن يرين بأساً في مخالطة الرجال، حيث كانت “أنشطتهن بمثابة شهادة على مشاركة النساء الورعات حيث تبدو الحدود الجنوسية أقل رسوخاً في هذا المجال مما عليه في مجالات أخرى من التعليم الديني، وحيث يمكن للنساء أن يكنّ شيخات للفقه والحديث والزهد“. تحيل أسماء السيد التراجع النسبي لمشاركة المرأة في الرواية إلى أسباب موضوعية مهمة وتتلخص الأسباب في التالي:
الحقبة الكلاسيكية في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، عادت النساء إلى ساحة الحديث باعتبارهن راويات ثقات. وتسلط الضوء المؤلفة في هذه المرحلة على القرنين الرابع والخامس الهجريين. ففي حقبة ما بعد القرن الرابع الهجري كان حضور النساء كبيراً وبارزاً، فالخطيب البغدادي وابن عساكر والذهبي، وهم من كبار العلماء، ثلاثتهم درسوا الحديث على أيدي بعض النساء. “وتؤكد شيخات هؤلاء العلماء على زيادة وتيرة تأثير المرأة في هذا المجال“. كما بدأت في هذه المرحلة انتشار مصطلح “المحدثة” (أي المرأة التي روت مجموعة أو أكثر من مجموعات الحديث)، وهو مصطلح يختلف عن “الراوية” (أي المرأة التي روت عدداً قليلاً من الأحاديث). وتحيل المؤلفة أسباب إحياء دور المرأة في رواية الحديث إلى العوامل التالية:
ومن الدلالات على صعود مكانة المرأة في هذا السياق هو اعتبارها من الروات الثقات والمعتمدات لصحيح البخاري، والذي لم يكن معتمداً بشكل كلي في تلك المرحلة وكان لا يزال عرضة للتنقيح والنقاش، وهو الذي ظهر في “كريمة المروزية“.[1] ثم ازداد هذا الصعود في المرحلة التي أطلقت عليها المؤلفة مرحلة السلفية. لا تستخدم المؤلفة هنا مصطلح السلفية بالمعنى المعهود لها، أي المذهب السلفي بتفرعاته المختلفة، بل تقصد به معنى أوسع يشير إلى النظرة التي كانت تقوم على وضع مكانة عالية للحديث، واعتبار كبير لقيمة الإجماع، ووضع السلف كمثل أعلى وقدوة للأجيال التالية، بالإضافة إلى تجنب السجال اللاهوتي، وذلك بحسب تعبير أسماء السيد. وتبين أن هذه المرحلة مثلت ذروة ازدهار إسهام المرأة في نقل الحديث. يشكل هذا الكتاب إلهاماً للباحثين والمهتمين في شؤون المرأة بشكل عام، وحضور المرأة في التراث الإسلامي بشكل خاص، وهي ساحة تحتاج لتوسيع الجهود فيها. ويأتي هذا الكتاب ليضيف للمكتبة العربية طرحاً جديداً لينضم إلى الكتب الأخرى التي تناولت هذا الموضوع من زوايا مختلفة، مثل كتاب “وقف المرأة في عالم الإسلام” لمحمد الأرناؤوط، وسلسلة “تحرير المرأة في عصر الرسالة” لعبد الحليم أبو شقة. ____________ هي أم الكرام كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية،عاشت مئة سنة وماتت بكراً، أطلق عليها المؤرخون لقب «أم الكرام» لدورها الكبير في خدمة الإسلام وعلومه، جاورت المسجد الحرام في مكة، ورحلت في طلب العلم مع والدها، وعاشت حياتها تحفظ وتروي وتتعلم وتُعلم، وتتلمذ على يدها كبار الفقهاء في عصرها، ووصفت بأنها كانت محدثة فاضلة ذات فهم ونباهة، وإليها انتهى علو الإسناد لصحيح البخاري، حيث اشتُهرت برواية صحيح البخاري وإسماعه، فارتبط اسمها باسم صحيح البخاري، فلا يكاد أحد يترجم لها إلا أشار إلى ذلك. قال عنها الذهبي: «الشيخة، العالمة، الفاضلة، المسندة، أم الكرام كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية المجاورة بحرم الله.... وكانت إذا روت قابلت بأصلها، ولها فهم ومعرفة مع الخير والتعبد. روت "الصحيح" مرات كثيرة: مرة بقراءة أبي بكر الخطيب في أيام الموسم، وماتت بكرا لم تتزوج أبدا.» وقال أبو بكر بن منصور السمعاني: سمعت الوالد يذكر كريمة، ويقول: وهل رأى إنسان مثل كريمة؟. قال أبو بكر: وسمعت بنت أخي كريمة تقول: لم تتزوج كريمة قط، وكان أبوها من كشميهن وأمها من أولاد السياري وخرج بها أبوها إلى بيت المقدس، وعاد بها إلى مكة، وكانت قد بلغت المائة. سمعت من: تلقت أم الكرام علوم الفقه من كبار الفقهاء والعلماء أمثال: زاهر بن أحمد السرخسي، وعبد الله بن يوسف بن بامويه الأصبهاني، وسمعتْ من أبي الهيثم الكشميهني صحيح البخاري. حدث عنها: الخطيب، وأبو الغنائم النرسي، وأبو طالب الحسين بن محمد الزينبي، ومحمد بن بركات السعيدي، وعلي بن الحسين الفراء، وعبد الله بن محمد بن صدقة بن الغزال، وأبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، وأبو المظفر منصور بن السمعاني، وآخرون. قال أبو الغنائم النرسي: أخرجت كريمة إلي النسخة "بالصحيح" فقعدت بحذائها، وكتبت سبع أوراق، وقرأتها، وكنت أريد أن أعارض وحدي، فقالت : لا حتى تعارض معي. فعارضت معها. قال: وقرأت عليها من حديث زاهر.
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
التعديل الأخير تم بواسطة ميراد ; 01-28-2021 الساعة 03:18 AM |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المرأة, المعرفة, الحيوية, الإسلام, في, ونقل |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|