#1
|
|||||||
|
|||||||
اللهم إنِّي أعوذُ بك من البَرَصِ والجنونِ والجُذامِ، ومن سَيِّئِ الأسقامِ
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إنِّي أعوذُ بك من البَرَصِ والجنونِ والجُذامِ ، ومن سَيِّئِ الأسقامِ)[2]؛ اقترن التعوذ من البرص والجذام بالجنون وهو مرض روحي، هل هناك علاقة بين المرض الروحي وهذه الأمراض؟ وهل ظهور هذه الأمراض عند البشر دليل على وجود مرض روحي؟ هذا ما سوف نبحثه إن شاء الله في النصوص التي بين ايدينا. البرص من الأمراض الجلدية وهو مرض لا يؤدي في حد ذاته للوفيات؛ لكن ظهوره ينبئ عن مشاكل في الجسم تتطلب متابعة طبية، كالقصور في الغدة الكظرية (Adrenal insufficiency) أو داء الثعلبة Alopecia areata، أو نقص في فيتامين ب12 (pernicious anemia.).، هذا الاضطراب ليس قاصرا على البشر بل تعداه للحيوانات والنباتات، يمكنك أن تمييز الحيوان الأبرص باللون الوردي الغالب على العينين حيث ليس كل بياض ظاهر في الحيوان برص. من ملاحظات العلماء أن نسبة كبيرة من القطط المصابة قد تكون صماء. وفي الطبيعة تم توثيق فقدان جزئي أو كامل لأصباغ اليخضور عند بعض النباتات والأشجار. Foliage of an 'albino' redwood من أعراض المرض:
البرص لغة البياض واللمعان والانكشاف: برص الرجل رأسه: حلقه، بَرِصَ الأرضُ: رُعِيَ نَبَاتُها في مواضِعَ، فَعَرِيَتْ منه. العرب تنفر من استعمال لفظة البرص، فكنوا عنه بالوضح ، فقالوا: جذيمة الوضاح، يريدون به الأبرص، وكنى عنه بالابرش أيضا، وكل أبيض عند العرب وضاح، ويسمون اللبن وضحا. ويعتبر الأبرص نجسا في العهد القديم ويستقذر فيعزل بعيدا عن الناس (خارج المحلة)، ولا يرجع لحياته الطبيعية والاجتماعية حتى يشفى من برصه ويقدم التطهير الناموسي عند شفائه، وشرح سفر اللاويين في الاصحاح 14 شريعة التطهير التي يقوم بها الكاهن لمن شفي من البرص[5]،"وَالأَبْرَصُ الَّذِي فِيهِ الضَّرْبَةُ، تَكُونُ ثِيَابُهُ مَشْقُوقَةً، وَرَأْسُهُ يَكُونُ مَكْشُوفًا، وَيُغَطِّي شَارِبَيْهِ، وَيُنَادِي: نَجِسٌ، نَجِسٌ." (لا 13: 45). اعتقد عرب الجاهلية أن البرص لعنة من الألهة تصيب من ذكرها بسوء، لذلك لما اسلم ضمام بن ثعلبة بين يدي رسول الله ورجع إلى قومه يتبرء من أصنامهم قال له قومه: (..اتَّقِ البَرَصَ والجُذامَ، اتَّقِ الجنونَ..)[3]؛ وهذا يوافق ما تتعوذ به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، ويقوي امكانية أن يكون أصل إصابة الانسان بالبرص من أفعال شياطين الجن وتتسلطهم على البشر. يقول الله تعالى: (..تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ..) ﴿المائدة: ١١٠﴾ و يقول الله تعالى: (..أُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ.. )﴿آل عمران: ٤٩﴾ ، الملاحظ أن القرآن الكريم استعمل لفظ "برئ" مع عيسى بن مريم عليه السلام في حين نجد مع ابراهيم عليه السلام استعمال لفظ "شفي" كما في قوله تعالى: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) ﴿الشعراء: ٨٠﴾ وهذه دعوة من القرآن لدراسة اللفظ للوقوف على خصوصيته، حيث لا يوجد تطابق في المعنى بين لفظين في القرآن، فأي تغير في المبنى يلزم منه تغير في المعنى. وفي المعجم: البرء هو تمييز الصورة وقولهم برأ الله الخلق أي ميز صورهم وأصله القطع ومنه البراءة وهي قطع العلقة وبرئت من المرض كأنه انقطعت أسبابه عنك وبرئت من الدين وبرأ اللحم من العظم قطعه وتبرأ من الرجل إذا انقطع[6]، وتدور معاني فروع فعل "برئ" حول الرجوع للأصل و الفطرة السليمة، وهذه المعاني معبرة وكاشفة لعمل الشيطان المضاد للفطرة وتغيير خلق الله. يقول الله تعالى: ( وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) ﴿النساء: ١١٩﴾. نسبة من المصابين بالمرض أصله وراثي، وهو المصنف في النوع الأول، وتعتبر تنزانيا (شرق وسط أفريقيا) من أكثر الدول تعرضا لهذا النوع الوراثي من المرض، وبالرجوع لبحث التسلسل الذري[7] للباحث بهاء الدين شلبي يمكن فهم كيف يمكن للشياطين نقل الاسحار [الأمراض] وراثيا. و الله أعلم. _________ _____________ [2] الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند الصفحة أو الرقم: 35 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم. [3] الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 1281 | خلاصة حكم المحدث : صحيح [4] (لَا تَدْخُلُ المَلَائِكَةُ بَيْتًا فيه كَلْبٌ ولَا صُورَةٌ) الراوي : أبو طلحة الأنصاري زيد بن سهل | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 3322 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] [5] https://www.coptstoday.com/Interpret...php?Chapter=14 [6] معجم الفروق اللغوية/ أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري/ (ت نحو ٣٩٥هـ)/ت: الشيخ بيت الله بيات ومؤسسة النشر الإسلامي/ مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بـ «قم»/ الطبعة: الأولى، ١٤١٢هـ. [7] رابط دائم: التسلسل الذري – تسلط الشيطان على الذرية | مدونة الباحث الشرعي: بهاء الدين شلبي (archive.ph) https://www.facebook.com/AlknystAlms...50251561698854 فقر الدم الخبيث - ويكيبيديا (wikipedia.org) بهاق - ويكيبيديا (wikipedia.org) ميلانين - ويكيبيديا (wikipedia.org) علاج البهاق: التكلفة، الأنواع، التحضيرات، سلبيات وإيجابيات، صور قبل العملية وبعدها. (jamalnow.com) https://en.wikipedia.org/wiki/Albino_redwood The Protective Role of Melanin Against UV Damage in Human Skin (nih.gov) https://en.wikipedia.org/wiki/Albino_redwood أبو بريص - ويكيبيديا (wikipedia.org) معلومات هامة حول البرص: تعرف عليها - ويب طب (webteb.com) Albinism - Wikipedia https://jawak.com/%D8%A3%D9%82%D8%AF...9%85%D8%A9-346 https://www.bbc.com/arabic/media-40321015
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
التعديل الأخير تم بواسطة ميراد ; 09-20-2021 الساعة 01:33 AM |
#2
|
|||||||
|
|||||||
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وضعت فرضية تربط بين هذه الأمراض وبين الأمراض الروحية، ولم تبين لنا وجه الربط بينها، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم تعوذ في نفس الحديث (ومن سَيِّئِ الأسقامِ) وهذا كلام عام شمل جميع سيء الأمراض. بحثك يلزمه دراسة بعمق أكثر كتاب وسنة لتثبت صحة وجهة نظرك عن ارتباط الأمراض الروحية بالأمراض العضوية.
|
#3
|
|||||||
|
|||||||
ثابت بالنصوص أن شياطين الجن تتسبب في أمراض عضوية للبشر كما قال صلى الله عليه وسلم: (الطاعونُ وخْزُ أعدائِكمْ من الجِنِّ ، وهُوَ لكمْ شهادةٌ) [1]، وهذا فعل من شياطين الجن يقع على الجسد يؤدي لمرض عضوي وهو الطاعون ، بغض النظرعن اختلاف الأقوال في كون الطاعون اسم لمرض أو اسم الأمراض المعدية أو كما قال آخرون كل مرض يستعصي علاجه. لكن يؤخذ كدليل عن ارتباط الأمراض الروحية بالأمراض العضوية.
وقد تتسبب الشياطين في بقع سوداء على البشرة، وهي علامة يستدل بها عن امكانية وجود إصابة روحية عند الإنسان، ولذلك لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سفعة : "وهو سَوَادٌ مُشْبَعٌ حُمْرَةً" على وجه جارية عند أم المؤمنين أم سلمة، قال عليه الصلاة والسلام: (اسْتَرْقُوا لَها؛ فإنَّ بها النَّظْرَةَ)[2]؛ وعليه إن كان تغير لون البشرة إلى السواد سببه العين وهو مرض روحي، فلا يستبعد أن يكون المرض الروحي سببا في تغير لون البشرة إلى البياض مع وجود قرائن في النص. (اللهم إنِّي أعوذُ بك من البَرَصِ والجنونِ والجُذامِ ، ومن سَيِّئِ الأسقامِ) نجد في النص أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في التعوذ بين مرض البرص والجنون، وهذا لسبب؛ يقول أصحاب البلاغة وجود الواو بين جملتين يفيد المغايرة في المعنى والمشاركة في نفس الوقت، أي ما بعد الواو يغاير ما قبلها رغم اشتراكهما في شيئ، مرض البرص مرض عضوي والجنون روحي هذه مغايرة، أما وجه الشراكة بينهما أن سببهما هو المس أو السحر. و الله أعلم. أما قوله صلى الله عليه وسلم: (ومن سَيِّئِ الأسقامِ.) لو قلنا سيئ الأسقام هل يمكن أن نقول خير الأسقام؛ هل هناك سقم جيد أو حسن..؟؟ أم الأسقام هي سيئة، و لكلام النبي صلى الله عليه وسلم معنى آخر؟؟ _________ ____________ [1] الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 3951 | خلاصة حكم المحدث : صحيح [2] الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 7181 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] [3] الراوي : أم سلمة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 918 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
التعديل الأخير تم بواسطة ميراد ; 09-23-2021 الساعة 12:57 AM |
#4
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
من المقزز طرح الأسئلة ونريد غيرنا يبحث لنا ويجيب عليها بدلا منا .. وكأن المسؤول أعقل من السائل .. كلنا سواسية في العقل وقدراته لسواء التكليف إلا لمجنوون فاقد العقل .. هذا عين الاستخفاف بعقل المسؤول .. لسنا بخدامين للآخرين يجلسون على أريكتهم تحت المكيفات يتنسمون هواءها البارد ويحتسون ما لذ وطاب من المشروبات المنعشة لينشغل غيرهم بالبحث بدلا منهم ويهدروا وقتهم وجهدهم في سبيل سد شغفهم بفضول الكلام والعلم لا على سبيل التعلم ولكن سبيل تصنع العلم .. وكأننا في مقهى لتلبية الرغبات وتقديم الطلبات والأجر والثواب يوم الحساب ولسنا في منتدى بحثي كل يبجث ويقدم ما توصل إليه من جديد .. لكن واضح أن الأمة صدأت عقوها فلم تعد تعمل ... وهل خربت الأمة وفسدت إلا بسبب هذا؟ علينا أن نجتهد ونبحث ثم نعرض النتائج في المنتدى لنناقشها الرأي .. فلا نسلم لأحد بالرأي وكأنهم أئمة معصومون .. وإلا فهكذا تصنع الأوثان البشرية وهذا من سنن من كانوا قبلنا والاستمرار في هذا اتباع لهم وهدم للدين
|
#5
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
|
#6
|
|||||||
|
|||||||
للأسقام خير يرجى وسوء يتقى؛ وفي الحديث النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا التعوذ من السوء الذي قد ينتج عن المرض( سَيِّئِ الأسقامِ )، من نقصان في الدين كأن يجزع المريض أو يضجر في لحظة ضعف منه، فيضيع على المسلم الأجر الذي وعد به، فالأدواء ابتلاء وتمحيص للذين آمنوا و محق وهلاك للكافرين.
يقول الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٥﴾ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿١٥٦﴾ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴿١٥٧﴾)[سورة البقرة] المرض يعتبر من المصائب؛ وخير الجزاء مشروط عند وقوعها بتنفيذ ماأمر به الله، وحسب فهمي أن سَيِّئِ الأسقامِ الذي ذكر في الحديث ليس صفة لمرض بعينه. و الله أعلم.
التعديل الأخير تم بواسطة ميراد ; 09-23-2021 الساعة 11:21 PM |
#7
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ بَعْضَهُمْ، يَمْسَحُهُ بيَمِينِهِ: (أذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، واشْفِ أنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا). فقوله (شِفَاءً لا يُغَادِرُ سَقَمًا) أي شفاءا لا يترك أثرا سيئا على المريض، كالبتر، وفساد لون الجلد وغير ذلك. أما جميع الأمراض، كالزكام، واعتلال الصحة كالصداع، وغير ذلك فإذا شفي المصاب فإنه يرجع قويا متعافيا بعدد شفاءه كما كان من قبل. وجميع الأمراض لشياطين الجن وسحرتهم القدرة على إصابة الإنسان بها، والتحكم في وظائف جسمه العضوية، وهذا ثابت في قصة أيوب عليه السلام، وهذا باب يطول شرحه. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 5750 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
اللهم إنِّي أعوذُ بك من البَرَصِ والجنونِ والجُذامِ، ومن سَيِّئِ الأسقامِ |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|