#1
|
|||||||
|
|||||||
مدة حمل البشر المُعمِّرين وفطامهم
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ)[العنكبوت:14] تذكر الآية أن نبي الله نوح عليه السلام عاش على الأقل 950 سنة، هل هي آية خاصة بالنبي المرسل على وجه الإعجاز أم أن البشر في زمنه كانوا يعمرون لمئات السنين ؟ نجد جواب هذا التساؤل على لسان الملأ الذين كفروا من القوم الذي أُرسل إليهم النبي نوح عليه السلام في قوله تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ * فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ)[هود:25؛27] وقال (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ * فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ) [المؤمنون:23؛24] من بين المغالطات التي استدل بها الملأ لرد الحق؛ الإشارة إلى التماثل بين بشريتهم وبشرية نوح عليه السلام، فلم يروا في عمره المديد آية، بل رأوه بشرا مثلهم، أي أن الإنسان في تلك الفترة الزمنية كان مُعمّرا. وكذلك نجد نفس الجواب على لسان الرسل عليهم السلام: قال تعالى (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ * قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [إبراهيم:9؛11] يُعتبر متوسط العمر للفرد عاملا هاما في معادلة المجتمع، وأي تغيير في معطيات المعادلة يُغيّر من نتائجها .. على كل الأصعدة .. فكيف بمجتمع عاش أفراده لعشرات أضعاف سنين ما يعيشه الفرد اليوم ! كيف كانت حياتهم اليومية ؟ كيف أثّر هذا العامل في المجتمع والحضارة آنذاك على الصعيد الديني، الاقتصادي، العلمي، العسكري ؟ قبل البدء في تصور مجتمع المعمرين يجب أن نقف على حقائق ونجيب على تساؤلات مشروعة تمس الخصائص العضوية لأجسام البشر آنذاك، كمدة الحمل، مدة الانتقال بين مراحل الحياة (الطفولة، الشباب، الكهولة، الشيخوخة) ، الخصوبة وسن اليأس عند المرأة في ذلك الزمان، هل كانت تلد لمئات السنين ؟ هل كان هناك تناسب بين الجسم والسن ؟ بمعنى؛ لو فرضنا أن متوسط العمر اليوم هو 100 سنة [1] وأن متوسط العمر في زمن نوح عليه السلام هو 1000 سنة، أي عشرة أضعاف .. هل يصح إسقاط هذه النسبة على كل الخصائص العضوية للإنسان .. مثال، إذا كانت مدة الحمل في زماننا تعادل 9 أشهر .. هل كانت في زمن نوح عليه السلام 90 شهرا ؟ (يُتبع) __________ [1] هو في الحقيقة أقل من ذلك، تذكر المصادر أن متوسط العمر العالمي هو تقريبا 72 سنة ويزيد وينقص باختلاف العوامل؛ كالبلد، والعرق. انظر هنا
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
|
#2
|
|||||||
|
|||||||
قال تعالى (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان:14]
وقال (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[الأحقاف:15] جاء في تفسير ابن كثير: (... وَقَوْلُهُ: ﴿وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ﴾ أَيْ: تَرْبِيَتُهُ وَإِرْضَاعُهُ بَعْدَ وَضْعِهِ فِي عَامَيْنِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾ [الْبَقَرَةِ: ٢٣٣] . وَمِنْ هَاهُنَا اسْتَنْبَطَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَغَيْرُهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ أَنَّ أَقَلَّ مُدَّةِ الْحَمْلِ سِتَّةُ أَشْهُرٍ؛ لِأَنَّهُ قَالَ تَعَالَى فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى: ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا﴾ [الْأَحْقَافِ: ١٥] . ...)ا.هـ وفي التحرير والتنوير لابن عاشور: (والفِصالُ: اسْمٌ لِلْفِطامِ، فَهو فَصْلٌ عَنِ الرَّضاعَةِ. وتَقَدَّمَ في قَوْلِهِ ﴿فَإنْ أرادا فِصالًا﴾ [البقرة: ٢٣٣] في سُورَةِ البَقَرَةِ. وذُكِرَ الفِصالُ في مَعْرِضِ تَعْلِيلِ أحَقِّيَّةِ الأُمِّ بِالبَرِّ، لِأنَّهُ يَسْتَلْزِمُ الإرْضاعَ مِن قَبْلِ الفِصالِ، ولِلْإشارَةِ إلى ما تَتَحَمَّلُهُ الأُمُّ مِن كَدَرِ الشَّفَقَةِ عَلى الرَّضِيعِ حِينَ فِصالِهِ، وما تُشاهِدُهُ مِن حُزْنِهِ وألَمِهِ في مَبْدَأِ فِطامِهِ. وذُكِرَ لِمُدَّةِ فِطامِهِ أقْصاها وهو عامانِ لِأنَّ ذَلِكَ أنْسَبُ بِالتَّرْقِيقِ عَلى الأُمِّ، وأُشِيرَ إلى أنَّهُ قَدْ يَكُونُ الفِطامُ قَبْلَ العامَيْنِ بِحَرْفِ الظَّرْفِيَّةِ لِأنَّ الظَّرْفِيَّةَ تَصْدُقُ مَعَ اسْتِيعابِ المَظْرُوفِ جَمِيعَ الظَّرْفِ، ولِذَلِكَ فَمُوقِعُ (في) أبْلَغُ مِن مَوْقِعِ (مِن) التَّبْعِيضِيَّةِ في قَوْلِ سَبْرَةَ بْنِ عَمْرٍو الفَقْعَسِيِّ: ونَشْرَبُ في أثْمانِها ونُقامِرُ لِأنَّهُ يَصْدُقُ بِأنْ يَسْتَغْرِقَ الشَّرابُ والمُقامَرَةُ كامِلَ أثْمانِ إبِلِهِ. وقَدْ تَقَدَّمَ ذَلِكَ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعالى ﴿وارْزُقُوهم فِيها واكْسُوهُمْ﴾ [النساء: ٥] في سُورَةِ النِّساءِ، وقَدْ حَمَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أبِي طالِبٍ، أوِ ابْنُ عَبّاسٍ عَلى هَذا المَعْنى فَأُخِذَ مِنهُ أنَّ أقَلَّ مُدَّةِ الحَمْلِ سِتَّةُ أشْهُرٍ جَمْعًا بَيْنَ هَذِهِ الآيَةِ، وآيَةِ سُورَةِ الأحْقافِ كَما سَيَأْتِي هُنالِكَ.)ا.هـ ومن مراجع لغوية: فصل (لسان العرب) (... والفِصال الفِطام؛ قال الله تعالى: وحَملُه وفِصالُه ثلاثون شهراً؛ المعنى ومَدى حَمْلِ المرأَة إِلى منتهى الوقت الذي يُفْصَل فيه الولد عن رَضاعها ثلاثون شهراً؛ وفَصَلت المرأَة ولدها أَي فطمَتْه. وفَصَل المولودَ عن الرضاع يَفْصِله فَصْلاً وفِصالاً وافْتَصَلَه: فَطَمه، والاسم الفِصال، وقال اللحياني: فَصَلته أُمُّه، ولم يخص نوعاً. وفي الحديث: لا رَضاع بعد فِصال، قال ابن الأَثير: أَي بعد أَن يُفْصَل الولد عن أُمِّه، وبه سمي الفَصِيل من أَولاد الإِبل، فَعِيل بمعنى مَفْعول، وأَكثر ما يطلق في الإِبل، قال: وقد يقال في البقر؛ ومنه حديث أَصحاب الغار: فاشتريت به فَصِيلاً من البقر، وفي رواية: فَصِيلةً، وهو ما فُصِل عن اللبن من أَولاد البقر. والفَصِيل: ولد الناقة إِذا فُصِل عن أُمه ..)ا.هـ فصل (مقاييس اللغة): (الفاء والصاء واللام كلمةٌ صحيحةٌ تدلُّ على تمييز الشَّيء. من الشَّيء وإبانته عنه. يقال: فَصَلْتُ الشَّيءَ فَصْلاً. والفَيْصل الحاكم. والفَصِيل: ولدُ النَّاقةِ إذا افتُصِلَ عن أُمِّه. ...)ا.هـ الآيتان السابقتان خبر يقين من الخالق عز وجل عن الإنسان .. جاء فيهما: - مدة الرضاعة تصل إلى عامين على أكثر تقدير. - مدة الحمل والفصال تصل إلى ثلاثين شهرا. - يبلغ الإنسان أشده في سن الأربعين. في النصين القرآنيين قواعد خلقية تسري على الإنسان كمخلوق بغض النظر عن الفترة الزمنية التي عاش فيها وبغض النظر عن التناقص الخلقي الذي طرأ عليه مع مرور الأزمنة[1]، ويُسثتنى من هذه القواعد كل من استثناه نص؛ كآدم عليه السلام .. خُلق من طين ولم يُولد بعد حمل. وعليه تسقط نظرية التناسب في مجتمع المعمرين .. على الأقل إلى غاية سن الأربعين، أي أن الإنسان آنذاك .. كانت أنثاه تحمل وترضع لنفس المدة التي تستغرقها الأنثى اليوم، وأنه كان أيضا يبلغ ذروة الشدة في سن الأربعين .. مهما عمّر من السنين بعدها. وهنا نأتي إلى تساؤل آخر لابد من الإجابة عليه، لو فرضنا أن الإنسان المُعمّر يعيش ألف سنة .. يبلغ أشده في الأربعين ثم تأخذ بنيته الجسدية منحنى تنازلي إلى غاية موعد وفاته .. هل يشيخ بنفس الوتيرة التي يشيخ بها الإنسان في زماننا اليوم ؟ اليوم يصير الإنسان عجوزا في سن المائة (مثلا) .. فكيف كان حال الإنسان المُعمّر عندما يبلغ نفس السن ؟ أظن أن وتيرة التقدم في العمر آنذاك (بعد سن الأربعين) تختلف عن الوتيرة التي نشهدها اليوم .. ولو كانت بنفس الشدة لأنهك العجز جسد الإنسان قبل أن يبلغ ربع المدة التي أثبتها القرآن (1000 أو 950 سنة). وفي صناعة النبي نوح عليه السلام للفلك إشارة ضمنية لذلك .. لأن الصناعة تستهلك جهدا .. والجهد يقتضي طاقة جسدية وعقلية. ____________ [1] عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ علَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِراعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ علَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنَ المَلائِكَةِ، جُلُوسٌ، فاسْتَمِعْ ما يُحَيُّونَكَ؛ فإنَّها تَحِيَّتُكَ وتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فقالَ: السَّلامُ علَيْكُم، فقالوا: السَّلامُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَزادُوهُ: ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حتَّى الآنَ.) الراوي : أبو هريرة|المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم : 6227
|
#3
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
وجود الإنسان المعمر حقيقة ثابتة بنص القرآن الكريم وليست [فرضا] يحتمل الصحة أو الخطأ لقوله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ [العنكبوت: 14] .. فلا يصح شرعا القول [لو فرضنا أن الإنسان المُعمّر يعيش ألف سنة] وإنما نثبت هذه الحقيقة ونسلم بها فنقول [بما أن الإنسان المُعمّر يعيش ألف سنة]
|
#4
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
أتفق معك تماما .. إلا أن الهدف من ذلك الافتراض هو تصور الحد الأقصى لعُمُر الانسان آنذاك .. إذ لم نقف بعد على دليل يُثبته .. فالخبر اليقين أعلمنا بحقيقة عيش الإنسان لمدة 950 سنة (على الأقل) والسؤال هو .. كم باستطاعته العيش بعدها ؟ 50 سنة ؟ 500 سنة ؟ 5000 أخرى ؟ ففرضت 1000 سنة (المدة منذ الولادة إلى الوفاة) كحد أدنى .. إلى أن نجد دليلا أو إشارة نبني عليها تفصيلا. وستظهر لنا أهمية معرفة العمر الكلي في جزئية الخصوبة وسن اليأس، ومن ثمة العدد التقريبي لأولاد الأسرة الواحدة (عشرات أو مئات ؟) كلما زاد عدد السنين المعمرة تباطأت وتيرة الشيخوخة عنده بعد بلوغ الأشد؛ فالإنسان اليوم الذي يصل حد عمره إلى المائة فقط .. تبدؤه الشيخوخة في منتصف الستينات والمُعمّر الذي نفرض أن مجمل عمره يعادل 1000 سنة .. يشيخ ربما في سن ال 600 أو 800 مثلا ولو فرضنا أنه يعيش 5000 سنة ... يشيخ مثلا في 4000 سنة وهكذا أما بالنسبة لسن اليأس .. ينقطع الطمث عن المرأة بين 45 و55 سنة[1]، أي قد تلد لخمسة عشر سنة بعد بلوغها أشدها، وقياسا عليه، قد تلد المرأة المُعمّرة لمئة سنة (على الأقل[2]) قبل أن تعجز. ليس الهدف من هذه الفرضيات الوصول لنتيجة علمية على وجه الدقة إذ لا نملك ما يكفي من المعطيات .. لكن يمكننا وضع تصور سليم لحال الأسرة .. ويتلخص ما سبق فيما يلي: يبلغ المعمّر أشده في سن الأربعين .. ويبقى على تلك الحال لمدة طويلة حتى يدخل في مرحلة الشيخوخة (بغض النظر عن عمره الإجمالي) .. وعليه كان بإمكان المرأة المُعمّرة ولادة عشرات الأولاد (على الأقل .. إن لم نقل المئات)، ونجد مصداق ذلك في قوله تعالى (كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلَاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (*) أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [التوبة:69،70] وكثرة عدد أولاد الأسرة الواحدة يُغير وجه المجتمع .. فإيواؤهم يلزمه بيتا كبيرا جدا أو عدة بيوت، ووتغذيتهم وتربيتهم وتعليمهم وكسوتهم تحتاج جهدا مضاعفا من الوالدين .. وأسباب رزق تكفيهم .. وفي المقابل تنتج عن تلك الكثرة قوة .. فاليوم مثلا نرى في الأسر الكبيرة تكاتف وتساعد بين الإخوة والأخوات .. كل في تخصصه ومجال عمله .. فكيف بأسرة فيها مثلا 80 أو 150 طفلا ؟ يكبرون وينكحون ويُنكح منهم فيتصاهرون مع أسر أخرى بنفس العدد وهكذا ! _______________ [1] انظر هنا [2] لو فرضنا أن مجمل عمرها هو 1000 سنة، وكلما زاد؛ زادت مدة خصوبتها.
|
#5
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
وعلة ذلك مبينة في قول الله عز وجل{ وَمَا جَعَلۡنَـٰهُمۡ جَسَدࣰا لَّا یَأۡكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَمَا كَانُوا۟ خَـٰلِدِینَ }[سُورَةُ الأَنبِيَاءِ: ٨]فسبب عدم خلود البشر هو أكلهم الطعام وأنهم ليسوا أجسادا لا تأكل الطعام. ولهذا عاش أبو البشر عليه السلام ألف عام فقط. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"إنَّ أوَّلَ مَن جحَدَ آدَمُ عليه السَّلامُ -أو: أوَّلُ مَن جحَدَ آدَمُ- إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لمَّا خلَقَ آدَمَ، مسَحَ ظهرَه، فأخرَجَ منه ما هو مِن ذَرارِيَّ إلى يومِ القيامةِ، فجعَلَ يعرِضُ ذُرِّيَّتَه عليه، فرأى فيهم رجلًا يزهَرُ، فقال: أيْ ربِّ، مَن هذا؟ قال: هذا ابنُكَ داودُ، قال: أيْ ربِّ، كم عمُرُه؟ قال: سِتُّونَ عامًا، قال: ربِّ زِدْ في عمُرِه، قال: لا، إلَّا أنْ أزيدَه من عمُرِكَ، وكان عمرُ آدَمَ ألفَ عامٍ، فزاده أربعينَ عامًا، فكتَبَ اللهُ عزَّ وجلَّ عليه بذلك كتابًا، وأشهَدَ عليه الملائكةَ، فلمَّا احتَضرَ آدَمُ، وأتَتْه الملائكةُ لتقبِضَه، قال: إنَّه قد بقِيَ من عمري أربعونَ عامًا، فقيلَ: إنَّكَ قد وهَبتَها لابنِكَ داودَ، قال: ما فعَلتُ، وأبرَزَ اللهُ عزَّ وجلَّ عليه الكتابَ، وشهِدتْ عليه الملائكةُ" ونوح عليه السلام عاش أيضا ألفا سنة 950 منها مقدار لبثه في قومه بعد الإرسال إلى أن أخذهم الطوفان و40 عاما قبل إرساله إلى قومه إن كانت بعثته في أربعين سنة و10 أعوام بعد الطوفان فتلك 50 عاما. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ الراوي :عبدالله بن عباس| المحدث :شعيب الأرناؤوط| المصدر :تخريج المسند لشعيب الصفحة أو الرقم :2270| خلاصة حكم المحدث :حسن لغيره|
|
#6
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
اقتباس:
(خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ وطُولُهُ سِتُّونَ ذِراعًا، ثُمَّ قالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ علَى أُولَئِكَ مِنَ المَلائِكَةِ، فاسْتَمِعْ ما يُحَيُّونَكَ، تَحِيَّتُكَ وتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ، فقالَ السَّلامُ علَيْكُم، فقالوا: السَّلامُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَزادُوهُ: ورَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ علَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ حتَّى الآنَ.)[1] وفي هذا الصدد لابد من تناول مسألة أخرى، وهي حقيقة وجود الدجال في زمن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث تميم الداري، والنصوص التي تقول بخروجه آخر الزمان، أي أنه على أقل تقدير عاش منذ زمن البعثة إلى اليوم أي أكثر من 1400 سنة وبذلك يكون عمّر أكثر من ألف سنة. ____________________ [1] الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 3326 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
|
#7
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
اقتباس:
وقد وردت في السنة أيضا أحاديث تشير إلى تناقص عمر بعض الأمم بتواليها بمعنى أن الأمة السابقة يكون معدل عمرها أكبر من التي تليها فأعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم مثلا ليست كأعمار من سبق فقد جاء في حديث(أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم أُرِيَ أعمارَ الناسِ قبلهُ وما شاء اللهُ من ذلك فكأنهُ تقاصرَ أعمارَ أمتهِ أنْ لا يَبلغوا من العملِ الذي بلغهُ غيرُهم في طولِ العمرِ، فأعطاهُ اللهُ ليلةَ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهرٍ)(١) وفي حديث آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما قال(كُنَّا جُلوسًا عندَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والشَّمسُ على قُعَيقِعانَ بعدَ العَصرِ، فقال: ما أعمارُكم في أعمارِ مَن مَضَى، إلَّا كما بَقيَ من النَّهارِ فيما مَضَى منه)(٢) وفي حديث آخر (إنَّما أجَلُكُمْ في أجَلِ مَن خَلا مِنَ الأُمَمِ، كما بيْنَ صَلاةِ العَصْرِ، ومَغْرِبِ الشَّمْسِ، ومَثَلُكُمْ ومَثَلُ اليَهُودِ والنَّصارَى، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَعْمَلَ عُمَّالًا، فقالَ:مَن يَعْمَلُ لي إلى نِصْفِ النَّهارِ علَى قِيراطٍ، فَعَمِلَتِ اليَهُودُ، فقالَ:مَن يَعْمَلُ لي مِن نِصْفِ النَّهارِ إلى العَصْرِ علَى قِيراطٍ، فَعَمِلَتِ النَّصارَى، ثُمَّ أنتُمْ تَعْمَلُونَ مِنَ العَصْرِ إلى المَغْرِبِ بقِيراطَيْنِ قِيراطَيْنِ، قالوا: نَحْنُ أكْثَرُ عَمَلًا وأَقَلُّ عَطاءً، قالَ: هلْ ظَلَمْتُكُمْ مِن حَقِّكُمْ؟ قالوا: لا، قالَ: فَذاكَ فَضْلِي أُوتِيهِ مَن شِئْتُ)(٣). اقتباس:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ (١)الراوي :-| المحدث :السيوطي| المصدر :الخصائص الكبرى الصفحة أو الرقم :2/207| خلاصة حكم المحدث :له شواهد (٢)الراوي :عبدالله بن عمر| المحدث :شعيب الأرناؤوط| المصدر :تخريج المسند لشعيب الصفحة أو الرقم :5966| خلاصة حكم المحدث :صحيح لغيره| (٣)الراوي :عبدالله بن عمر| المحدث :البخاري| المصدر :صحيح البخاري الصفحة أو الرقم :5021| خلاصة حكم المحدث :[صحيح] التخريج :من أفراد البخاري على مسلم
|
#8
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
ولا مانع أن يستخدم الدجال سحره في التصور أو إلقاء شبه إنسان على إنسان آخر وقد يكون هو من فتن بني إسرائيل في عهد عيسى عليه السلام كما فتنهم بإخراج العجل فعبدوه قال تعالى: ﴿وَقَوۡلِهِمۡ إِنَّا قَتَلۡنَا ٱلۡمَسِیحَ عِیسَى ٱبۡنَ مَرۡیَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِینَ ٱخۡتَلَفُوا۟ فِیهِ لَفِی شَكࣲّ مِّنۡهُۚ مَا لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ یَقِینَۢا﴾ [النساء ١٥٧] أما أن يلقي الله عز وجل الشبه على إنسان ليضل الناس بعد إذ هداهم فهذا مستبعد ويخالف الثبات بكتاب الله تعالى في قوله: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُضِلَّ قَوۡمَۢا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰهُمۡ حَتَّىٰ یُبَیِّنَ لَهُم مَّا یَتَّقُونَۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمٌ﴾ [التوبة ١١٥] فالاعتقاد بأن الله عز وجل ألقى شبه المسيح عليه السلام على أحد أتباعه ليفديه فينجو المسيح من الصلب ويصلب شبيهه فيه ظلم للشبيه وفرار من الشهادة للمسيح عليه السلام لا تليق بني مرسل .. لأن الفرار من مواجهة أعداءه عند اللقاء فعل توعد الله فاعله فقال تعالى: ﴿وَمَن یُوَلِّهِمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ دُبُرَهُۥۤ إِلَّا مُتَحَرِّفࣰا لِّقِتَالٍ أَوۡ مُتَحَیِّزًا إِلَىٰ فِئَةࣲ فَقَدۡ بَاۤءَ بِغَضَبࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأۡوَىٰهُ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِیرُ﴾ [الأنفال ١٦] فكيف بنبي مأمور بالتبليغ أن يفر من المواجهة حتى وإن هددوه بالقتل بدليل أن كثير من الأنبياء قتلوا ومنهم النبي صلى الله عليه وسلم مات مسموما فهذه شبهات تحتاج لبحث
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مجتمع, المُعمِّرين |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|