بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
منتـدى آخـر الزمـان  

العودة   منتـدى آخـر الزمـان > منتدى الباحث الشرعي [بهاء الدين شلبي] > مناقشة الأبحاث والدراسات > الأبحاث والدراسات

الأبحاث والدراسات
جميع أبحاث ودراسات الباحث: بهاء الدين شلبي.(للاطلاع فقط والمناقشات في قسم مناقشة الأبحاث والدراسات).

               
 
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-02-2022, 01:50 PM
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,833
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي حصري: العلم من الله عز وجل العليم

العلم من الله عز وجل العليم

الباحث الشرعي: بهاء الدين شلبي.


الله تعالى العليم وبعلمه يهتدي الإنسان:
إن علم جميع الخلائق مصدره من علم الله العليم، قال تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡعِلۡمُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَاۤ أَنَا۠ نَذِیرٌ مُّبِینٌ﴾ [الملك: 26]. حيث ورد اسم الله [العليم] ٣٢ مرة في كتاب الله تعالى. فالله عز وجل خلق الخلائق، وفق سنن كونية، قال تعالى: ﴿إِنَّمَاۤ إِلَـٰهُكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِی لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَۚ وَسِعَ كُلَّ شَیۡءٍ عِلۡمًا﴾ [طه: 98]، وهذه السنن جمعت كل العلوم، ما علمنا منها، وما جهلنا، فهو المستحق وحده للعبادة باسمه العليم. ثم الله تبارك وتعالى يؤتي من علمه من يشاء، وبالقدر الذي يشاء، قال تعالى: ﴿وَیَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلرُّوحِۖ قُلِ ٱلرُّوحُ مِنۡ أَمۡرِ رَبِّی وَمَاۤ أُوتِیتُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِ إِلَّا قَلِیلًا﴾ [الإسراء: 85]. قال صلى الله عليه وسلم عن موسى والخضر عليهما السلام "... ووَقَعَ عُصْفُورٌ علَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَغَمَسَ مِنْقَارَهُ في البَحْرِ، فَقالَ الخَضِرُ لِمُوسَى: ما عِلْمُكَ وعِلْمِي وعِلْمُ الخَلَائِقِ في عِلْمِ اللَّهِ إلَّا مِقْدَارُ ما غَمَسَ هذا العُصْفُورُ مِنْقَارَهُ ...". [1] يرفع الله بالعلم درجة العبد في الدنيا؛ فيوفقه بعلمه إلى العمل الصالح، أي العمل الموافق لشرع الله تعالى، وفي الآخرة فيدخله جنته، كما رفع الله يوسف على إخوته بعد أن نزغ الشيطان بينهم، فكاد بهم بوحي الله تعالى، ليأخذ أخاه معه في ملأ الملك وحاشيته، قال تعالى: ﴿فَبَدَأَ بِأَوۡعِیَتِهِمۡ قَبۡلَ وِعَاۤءِ أَخِیهِ ثُمَّ ٱسۡتَخۡرَجَهَا مِن وِعَاۤءِ أَخِیهِۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ كِدۡنَا لِیُوسُفَۖ مَا كَانَ لِیَأۡخُذَ أَخَاهُ فِی دِینِ ٱلۡمَلِكِ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ ٱللَّهُۚ نَرۡفَعُ دَرَجَـٰتٍ مَّن نَّشَاۤءُۗ وَفَوۡقَ كُلِّ ذِی عِلۡمٍ عَلِیمٍ﴾ [يوسف: 76].


وبتواضع العالم مع عباد الله، حتى أنه يفسح لهم في المجالس، فإن الله يفسح له في علمه، ليرفع به درجته، قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا قِیلَ لَكُمۡ تَفَسَّحُوا۟ فِی ٱلۡمَجَـٰلِسِ فَٱفۡسَحُوا۟ یَفۡسَحِ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَإِذَا قِیلَ ٱنشُزُوا۟ فَٱنشُزُوا۟ یَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمۡ وَٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَـٰتٍ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرٌ﴾ [المجادلة: 11]. فالعالم يتواضع لله تعالى الذي علمه، فلا يترفع على الناس بعلمه فيعتزل مجالسهم، ولا يزاحمهم بعلمه في مجالسهم ليتسيد عليهم.

كمثل طالوت في تواضعه؛ فقد زادة الله بسطة في العلم والجسم، ومع هذا لم يلتفت إليه قومه، ولم يلقوا له بالا، بل رأوه أقلهم شأنا ومالا، وأنهم أحق بالملك منه، حتى رفع الله درجته بتواضعه، فجعله ملكا عليهم، قال تعالى: ﴿وَقَالَ لَهُمۡ نَبِیُّهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ قَدۡ بَعَثَ لَكُمۡ طَالُوتَ مَلِكًاۚ قَالُوۤا۟ أَنَّىٰ یَكُونُ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ عَلَیۡنَا وَنَحۡنُ أَحَقُّ بِٱلۡمُلۡكِ مِنۡهُ وَلَمۡ یُؤۡتَ سَعَةً مِّنَ ٱلۡمَالِۚ قَالَ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰهُ عَلَیۡكُمۡ وَزَادَهُۥ بَسۡطَةً فِی ٱلۡعِلۡمِ وَٱلۡجِسۡمِۖ وَٱللَّهُ یُؤۡتِی مُلۡكَهُۥ مَن یَشَاۤءُۚ وَٱللَّهُ وَ ٰ⁠سِعٌ عَلِیمٌ﴾ [البقرة: 247].


علَّم الله عز وجل من علمه الخلائق بإلهام منه ووحيه، فعلَّم آدم مالم تعلمه الملائكة، فقال تعالى: ﴿وَعَلَّمَ ءَادَمَ ٱلۡأَسۡمَاۤءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمۡ عَلَى ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ فَقَالَ أَنۢبِـُٔونِی بِأَسۡمَاۤءِ هَـٰۤؤُلَاۤءِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ﴾ [البقرة: 31]. وهذا ما أقرت به الملائكة، قال تعالى: ﴿قَالُوا۟ سُبۡحَـٰنَكَ لَا عِلۡمَ لَنَاۤ إِلَّا مَا عَلَّمۡتَنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَلِیمُ ٱلۡحَكِیمُ﴾ [البقرة: 32]. وما اجتهاد الإنسان في تحصيل العلم بالبحث والدراسة إلا مجرد أخذ بالأسباب، والتي قدرها الله عز وجل له ليكتسب بها العلم، فالإنسان وما يعمله من خلق الله عز وجل، قال تعالى: ﴿وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ﴾ [الصافات: 96].


جميع المخلوقات بغير استثناء عاقلة، حتى الجمادات منها، ولولا ذلك ما أدركت بالفطرة أن ربها الله عز وجل فسبحته، وجهلنا بألسنتها لا ينفي ما أعلمنا به ربنا من تسبيحها، قال تعالى: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِیهِنَّۚ وَإِن مِّن شَیۡءٍ إِلَّا یُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَـٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِیحَهُمۡۚ إِنَّهُۥ كَانَ حَلِیمًا غَفُورًا﴾ [الإسراء: 44]. بدليل أن الدواب قادرة على التعلم، واكتساب الخبرات فتميز ما ينفعها مما يضرها. وبعضها يكيد ويمكر ليصطاد كالذئب، والغراب، والحيتان في البحر. فرغم أن الدواب مخلوقات غير مكلفة، ولكن علمها ربها وحيا وإلهاما كما أوحى للنحل، فقال تعالى: ﴿وَأَوۡحَىٰ رَبُّكَ إِلَى ٱلنَّحۡلِ أَنِ ٱتَّخِذِی مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُیُوتًا وَمِنَ ٱلشَّجَرِ وَمِمَّا یَعۡرِشُونَ * ثُمَّ كُلِی مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَ ٰ⁠تِ فَٱسۡلُكِی سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًاۚ یَخۡرُجُ مِنۢ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخۡتَلِفٌ أَلۡوَ ٰ⁠نُهُۥ فِیهِ شِفَاۤءٌ لِّلنَّاسِۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَتٍ لِّقَوۡمٍ یَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: 68، 69]. ولا يزال الإنسان حتى يومنا هذا يتعلم من النحل علوما يجهلها، وفوائد لم يصل الإنسان لمنتهاها بعد، مما أوحى به الله عز وجل للنحل، رغم أنها مخلوقات ضعيفة، وغير مكلفة.


لذلك الكافر غافل عن آيات ربه عز وجل، فهو أضل من الأنعام المسبحة بحمد ربها، فهو لا يعمل عقله في آيات الله تعالى في الكون، ولا ينتفع مما علمه ربه بالوحي إلى الأنبياء، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِیرًا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبٌ لَّا یَفۡقَهُونَ بِهَا وَلَهُمۡ أَعۡیُنٌ لَّا یُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانٌ لَّا یَسۡمَعُونَ بِهَاۤۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَٱلۡأَنۡعَـٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡغَـٰفِلُونَ﴾ [الأعراف: 179]. فالإنسان لن ينتفع بالوحي المنزل إلا بطلب العلم الشرعي والتعلم، لتصحيح عقيدته وعمله.


العلم آية وحجة على الناس امتحانا لهم:
إن القدرة على ابتكار الجديد، والإبداع لا يأتيان بحول الإنسان وقوته، ولا باجتهاد منه، وإنما بإلهام أو وحي من الله عز وجل، فلا يهتدي إلى معلومة جديدة إلا بإلهام منه، سواء كان هذا المبتكر مؤمنا أو كافرا. فيحاول ويجرب مئات المرات، ويفشل في كل مرة، وهذا دليل يثبت إفلاسه، وفجأة تخطر بباله الفكرة بإلهام من الله عز وجل، وهذه حجة على العقلاء والمبدعين، ولو كان العلم بحولهم وقوتهم لاهتدوا من أول مرة. وبهذا يستدل العالم على وجود الله تعالى، وبذلك تتحقق الخشية من الله عز وجل، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا یَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰۤؤُا۟ۗ﴾ [فاطر: 28]، فالعلم يدعو الكافر للإيمان، والمؤمن ليمتحن فيما علمه الله تعالى، أيعمل مزيدا من العبادات ما يشكر به ربه، أم يكفر، كما كفر قارون، اغتر بعلمه، فنسب الفضل في أمواله لعلمه، ولم ينسبه لله عز وجل، قال تعالى: ﴿قَالَ إِنَّمَاۤ أُوتِیتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِیۤۚ أَوَلَمۡ یَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ قَدۡ أَهۡلَكَ مِن قَبۡلِهِۦ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مَنۡ هُوَ أَشَدُّ مِنۡهُ قُوَّةً وَأَكۡثَرُ جَمۡعًاۚ وَلَا یُسۡـَٔلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ﴾ [القصص: 78].


وليس شرطا أن يكون الإنسان عالما، ولكن قد يكون طالب علم، فينتفع بعلم غيره، كما انتفع سليمان عليه السلام بعلم الذي عنده علم من الكتاب، فيكون هذا حجة عليه، فوجب عليه أن يشكر ربه عز وجل، قال تعالى: ﴿قَالَ ٱلَّذِی عِندَهُۥ عِلۡمٌ مِّنَ ٱلۡكِتَـٰبِ أَنَا۠ ءَاتِیكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن یَرۡتَدَّ إِلَیۡكَ طَرۡفُكَۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّی لِیَبۡلُوَنِیۤ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا یَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّی غَنِيٌّ كَرِیمٌ﴾ [النمل: 40]. فآل داوود مؤمنون يعبدون الله ويقيومن الدين، ومع هذا أمرهم بمزيد من العبادة شكرا له على ما أنعم به عليهم من علم وفضل، قال تعالى: ﴿ٱعۡمَلُوۤا۟ ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرًاۚ وَقَلِیلٌ مِّنۡ عِبَادِیَ ٱلشَّكُورُ﴾ [سبأ: 13]. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يشكر الله بمزيد من النوافل على ما علمه من علم وتفضضضل عليه من مغفرة حتى قَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فقِيلَ له: غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ، قالَ: (أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا). [2]


فالإنسان يولد لا يعلم شيئا، ثم تدفعه فطرته للتعلم واستكشاف المجهول فلا صبر للإنسان على الجهل، خاصة إن كان ممن يعقلون، أي ممن يعملون عقولهم، كما في قصة موسى والخضر عليهما السلام، فلم يستطع موسى صبرا على الجهل، قال تعالى: ﴿قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰ هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰۤ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمۡتَ رُشۡدًا * قَالَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِیعَ مَعِیَ صَبۡرًا * وَكَیۡفَ تَصۡبِرُ عَلَىٰ مَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ خُبۡرًا * قَالَ سَتَجِدُنِیۤ إِن شَاۤءَ ٱللَّهُ صَابِرًا وَلَاۤ أَعۡصِی لَكَ أَمۡرًا * قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعۡتَنِی فَلَا تَسۡـَٔلۡنِی عَن شَیۡءٍ حَتَّىٰۤ أُحۡدِثَ لَكَ مِنۡهُ ذِكۡرًا﴾ [الكهف: 66؛ 70]. فمن يعمل عقله يستفيد من قدراته التي أودعها الله عز وجل فيه على اكتساب المهارات، وفي بعض الحالات إذا بلغ أرذل العمر يبدأ تدريجا في فقد ما تعلمه، ونسيان ما اكتسبه من علم وخبرات، وتضعف قدرته على تخزين المعلومات، وعلى استدعاءها من الذاكرة قال تعالى: ﴿وَمِنكُم مَّن یُرَدُّ إِلَىٰۤ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَیۡلَا یَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٍ شَیۡـࣰٔاۚ﴾ [الحج: 5]، فالنعم إن لم يحفظها الله لنا فهي إلى زوال.


نعمة العقل وإعمال العقول:
جميع البشر متساوون في قدراتهم العقلية، فلا يوجد إنسان خلق ذكيا، وآخر خلق غبيا، فلم يعدنا رب العالمين أن الأذكياء يدخلون الجنة، والأغبياء يدخلون النار. فالله عز وجل هو من يرزق العبد الفهم، كما في قوله تعالى: (فَفَهَّمۡنَـٰهَا سُلَیۡمَـٰنَۚ) من قوله تعالى: ﴿وَدَاوُۥدَ وَسُلَیۡمَـٰنَ إِذۡ یَحۡكُمَانِ فِی ٱلۡحَرۡثِ إِذۡ نَفَشَتۡ فِیهِ غَنَمُ ٱلۡقَوۡمِ وَكُنَّا لِحُكۡمِهِمۡ شَـٰهِدِینَ * فَفَهَّمۡنَـٰهَا سُلَیۡمَـٰنَۚ وَكُلًّا ءَاتَیۡنَا حُكۡمًا وَعِلۡمًاۚ وَسَخَّرۡنَا مَعَ دَاوُۥدَ ٱلۡجِبَالَ یُسَبِّحۡنَ وَٱلطَّیۡرَۚ وَكُنَّا فَـٰعِلِینَ﴾ [الأنبياء: 78، 79]. هذا إذا خلى قلب العبد من موانع الفهم، فإذا وجدت الموانع، وخلى القلب من التقوى تعذر الفهم، وحرم الإنسان العلم الموصل إلى المعرفة بالله رب العالمين، قال تعالى: ﴿وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۖ وَیُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمٍ﴾ [البقرة: 282].


وإنما هناك إنسان لبيب وآخر بليد العقل، فاللبيب هو من يحسن إعمال عقله، فيصبح قادرا على التدبر والاستيعاب والاستنباط وهذا يسمونه إنسان ذكي. فالإنسان اللبيب متفتح العقل، لا أقفال على عقله تمنعه من العمل، فهو يتدبر، ويستخلص الفوائد قال تعالى: ﴿أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَاۤ﴾ [محمد: 24].


أما بليد العقل، فتراه مغلق العقل، وشواغل القلب يتلهى بها تمنعه من العمل، فعقله مشغول بسفساف الأمور، فلا يجهد عقله فيها، فهذا يسمونه إنسان غبي، وهؤلاء هم شر الدواب عند الله قال تعالى: ﴿إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَاۤبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡقِلُونَ﴾ [الأنفال: 22]. وهذا مثله كمثل الحمار يحمل كتبا، لا يعمل عقله ليتدبر ما فيها، قال تعالى: ﴿مَثَلُ ٱلَّذِینَ حُمِّلُوا۟ ٱلتَّوۡرَىٰةَ ثُمَّ لَمۡ یَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ یَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِینَ كَذَّبُوا۟ بِـَٔایَـٰتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [الجمعة: 5].


في الحقيقة؛ ليس هناك إنسان خلق ذكي، وآخر غبي، وإنما الذكاء والغباء صفات مكتسبة، فجميع المكلفين متساوون في قدراتهم العقلية، عدا المجنون منهم. ولكن هناك إنسان يعمل عقله، وينمي قدراته على اكتساب الخبرات والمهارات والابتكار، فيزداد علما، وآخر بليد لا يعمل عقله فيزداد جهلا. والعلم النافع هو الذي يؤدي بالإنسان إلى مزيد من الإيمان، قال تعالى: ﴿أَمَّنۡ هُوَ قَـٰنِتٌ ءَانَاۤءَ ٱلَّیۡلِ سَاجِدًا وَقَاۤىِٕمًا یَحۡذَرُ ٱلۡـَٔاخِرَةَ وَیَرۡجُوا۟ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ قُلۡ هَلۡ یَسۡتَوِی ٱلَّذِینَ یَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِینَ لَا یَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا یَتَذَكَّرُ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ﴾ [الزمر: 9]. فالإنسان قادر على أن يزيد من علمه بالتعلم، قد يفشل في بداية الأمر، ولكن مع الإصرار وتكرار المحاولات سيوفقه الله عز وجل. فإذا فرغ قلبه تدريجيا من الانشغال بمشتتات الذهن، زاد تركيزه وصار قلبه معدا لاستقبال الإلهام من رب العالمين، وحينها سيتنبه لما لم يلفت له من قبل، وسيتعلم الجديد من الفوائد.


ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في طلب العلم، ومن سيرته نتعلم كيف كان مخلصا في التعلم، فكان جبريل عليه السلام معلما للنبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ﴿عَلَّمَهُۥ شَدِیدُ ٱلۡقُوَىٰ﴾ [النجم: 5]، وكان النبي يترقب نزوله ليتعلم منه القرآن ويقرأه عليه، قال تعالى: ﴿لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦۤ * إِنَّ عَلَیۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ * فَإِذَا قَرَأۡنَـٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ * ثُمَّ إِنَّ عَلَیۡنَا بَیَانَهُۥ﴾ [القيامة: 16؛ 19]. وفي تفسير الآية ورد عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ تَعالَى: (لا تُحَرِّكْ به لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بهِ) [القيامة: 16] قالَ: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، وكانَ ممَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ - فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: فأنا أُحَرِّكُهُما لَكُمْ كما كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحَرِّكُهُما، وقالَ سَعِيدٌ: أنا أُحَرِّكُهُما كما رَأَيْتُ ابْنَ عبَّاسٍ يُحَرِّكُهُما، فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ - فأنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى: (لا تُحَرِّكْ به لِسانَكَ لِتَعْجَلَ به إنَّ عليْنا جَمْعَهُ وقُرْآنَهُ) [القيامة: 17] قالَ: جَمْعُهُ لكَ في صَدْرِكَ وتَقْرَأَهُ: (فَإذا قَرَأْناهُ فاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) [القيامة: 18] قالَ: فاسْتَمِعْ له وأَنْصِتْ: (ثُمَّ إنَّ عليْنا بَيانَهُ) [القيامة: 19] ثُمَّ إنَّ عليْنا أنْ تَقْرَأَهُ، فَكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعْدَ ذلكَ إذا أتاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمع فإذا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما قَرَأَهُ. [3] فكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على طلب العلم، ويبذل جهده لتحصيل العلم، فكان يحرك لسانه بالقرآن ليحفظ ما يتلقاه من الوحي.


وكان جبريل عليه السلام يدارسه القرآن في رمضان كل عام، وراجعه في العام الذي توفي فيه مرتين، فعن فاطمة عليها السلام أن رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالت: فأخْبَرَنِي (أنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُهُ القُرْآنَ في كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ، وإنَّه عَارَضَهُ الآنَ مَرَّتَيْنِ، وإنِّي لا أُرَى الأجَلَ إلَّا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي، فإنَّه نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ). [4] ومعنى (يُعَارِضُهُ القُرْآنَ) أي يدارسه القرآن، فعن عبدالله بن عباس قال: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ. [5]


فالله عز وجل تكفل بأن يحفظ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بلسان عربي مبين عن ظهر قلب، قال تعالى: ﴿وَإِنَّهُۥ لَتَنزِیلُ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلۡأَمِینُ * عَلَىٰ قَلۡبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُنذِرِینَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِینٍ * وَإِنَّهُۥ لَفِی زُبُرِ ٱلۡأَوَّلِینَ﴾ [الشعراء: 192؛ 196]، وإن كانت الأمة لن تتعلم القرآن إلا أن نتعلم اللغة العربية أولا، وإلا فالعيش في غربة عن لغة القرآن سيجعل الإنسان معزولا عن فهم معاني القرآن، وقد يساء فهم معانيه. فالعرب قبل العجم ملزمون بإتقان اللغة العربية وعولمتها، وإن ترجمة معاني القرآن تضيق معاني النص الواحد، وتحصر تأويله في مفهوم واحد فقط، رغم أنه قد يحتمل تأويلات متعددة وكلها صحيح. فلا أحد يستطيع أن يدرك تأويل القرآن بالكامل، ولا أن يحصي معاني كل آية إلا الله عز وجل، قال تعالى: ﴿وَمَا یَعۡلَمُ تَأۡوِیلَهُۥۤ إِلَّا ٱللَّهُۗ﴾ [آل عمران: 7].


لذلك يجب على علماء اللغة العربية تكثيف جهودهم لتعليم المسلمين اللغة العربية بشرحهم لمعاني القرآن الكريم، لتضييق الفجوة بين اللغة العربية الفصحى، وبين فهم الناس للقرآن الكريم بلهجاتهم العامية. لذلك نحن في حاجة لمدارس خاصة بتعليم اللغة العربية فقط، تستقدم البعوث الإسلامية من العجم من جميع أنحاء العالم لتعليمهم اللغة العربية، وإعداد المسكن اللائق وتجهيزه لهم، وهذا على نفقة الأوقاف الإسلامية، فضلا عن إرسال معلمين إلى العجم لتعليمهم اللغة العربية. بشرط أن لا يقل المؤهل العلمي للمعلم عن درجة دكتوراه في اللغة العربية فما فوق، وفي هذه الحالة من المتوقع أن نشهد بداية نهضة للغة العربية على مستوى العالم، في غضون خمس سنوات، تعادل فترة إعداد الطالب، بهدف أن يتمكنوا من فهم القرآن الكريم وتدبره باللغة التي أنزل بها، فلا يعتمدوا في فهمهم له على ترجمات معاني القرآن الكريم، فأي ترجمة مهما كانت متقنة فهي قاصرة، وبالتالي يتم التخلص من التفسيرات الباطلة، والمعتقدات الضالة، بدون سيطرة على العقول. فأزمتنا الحالية هي عجمة اللسان، وليست أزمة فهم وتدبر وإعمال، فالكل يعمل عقله ولكن بلسان عربي شابه العجمة، وفرقته اللهجات العامية، فلو فصحت الألسن، لاستبانت العقول المعاني. لذلك سأل موسى عليه السلام ربه أن يرسل معه أخاه هارون لأنه أفصح منه وأبين، قال تعالى: ﴿وَأَخِی هَـٰرُونُ هُوَ أَفۡصَحُ مِنِّی لِسَانًا فَأَرۡسِلۡهُ مَعِیَ رِدۡءًا یُصَدِّقُنِیۤۖ إِنِّیۤ أَخَافُ أَن یُكَذِّبُونِ﴾ [القصص: 34].


التخصص في طلب العلم والرسوخ فيه:
اختص الله عز وجل يوسف عليه السلام بعلم تأويل وتعبير الرؤى، وهذا ما أدركه يعقوب عليه السلام من رؤيا يوسف وهو لا يزال غلام صغير، قال تعالى: ﴿وَكَذَ ٰ⁠لِكَ یَجۡتَبِیكَ رَبُّكَ وَیُعَلِّمُكَ مِن تَأۡوِیلِ ٱلۡأَحَادِیثِ﴾ [يوسف: 6] فعلم من رؤياه أنه سيصبح عالما بتأويل الرؤى. فتحري قدر الله عز وجل من خلال الرؤيا الصادقة، والرضى بالقدر مطلب إيماني، مما يساعد على استكشاف مواهب الإنسان منذ نشأته الأولى، وهذا مما يعين على توجيه قدراته، وتنميتها بتهيئة الظروف المناسبة لطلب العلم، وإعانته على التعلم بلزوم التقوى لقوله تبارك وتعالى: ﴿وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۖ وَیُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمٍ﴾ [البقرة: 282]. فالتخصص في طلب العلم مطلب يتحقق به إتقان العلم، فمن يشتت قدراته العقلية في تحصيل العلم سيكتسب الكثير من المعارف، ويكون إنسان واسع الثقافة، لكنه لن يكون صاحب تخصص متقن لما تعلمه، ولن يكون من الراسخين في العلم، قال تعالى: ﴿وَٱلرَّ ٰ⁠سِخُونَ فِی ٱلۡعِلۡمِ یَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلٌّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ﴾ [آل عمران: 7]، ولا من أولي الألباب الذين يحسنون إعمال عقولهم في تخصصهم، الذين يرجع إليهم في تخصصهم، قال تعالى: ﴿فَسۡـَٔلُوۤا۟ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: 43].


فنسب يوسف عليه السلام ما تعلمه إلى الله تعالى، فلما عبر الرؤيا للسجينين قال من قوله تعالى: ﴿ذَ ٰ⁠لِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِی رَبِّیۤۚ﴾ [يوسف: 37]، فالله عز وجل هو من علمه، وهو صاحب الفضل عليه، وعلى كل صاحب علم من الخلائق. وهذا يلزم منه أن يوسف عليه السلام كان طالب يتعلم من ربه تبارك وتعالى، فيتحلى بأخلاق طالب العلم ليزده الله تعالى من علمه، قال تعالى: ﴿وَكَذَ ٰ⁠لِكَ مَكَّنَّا لِیُوسُفَ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلِنُعَلِّمَهُۥ مِن تَأۡوِیلِ ٱلۡأَحَادِیثِۚ﴾ [يوسف: 21]. ففي ختام قصة يوسف عليه السلام نسب ما اكتسبه من علم إلى الله عز وجل، قال تعالى: ﴿رَبِّ قَدۡ ءَاتَیۡتَنِی مِنَ ٱلۡمُلۡكِ وَعَلَّمۡتَنِی مِن تَأۡوِیلِ ٱلۡأَحَادِیثِۚ فَاطِرَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضِ أَنتَ وَلِیِّۦ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِۖ تَوَفَّنِی مُسۡلِمًا وَأَلۡحِقۡنِی بِٱلصَّـٰلِحِینَ﴾ [يوسف: 101].


العلم وموانع تحقق الفهم:
أن يعمل الإنسان عقله فيتفكر ويتدبر، فهذا ما يميز العاقل من المجنون. والفارق بين المكلف من الدواب، وغير المكلف؛ أن المكلف يعقل ما يسمع ويراه، ﴿وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ قَالُوا۟ سَمِعۡنَا وَهُمۡ لَا یَسۡمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَاۤبِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلۡبُكۡمُ ٱلَّذِینَ لَا یَعۡقِلُونَ * وَلَوۡ عَلِمَ ٱللَّهُ فِیهِمۡ خَیۡرًا لَّأَسۡمَعَهُمۡۖ وَلَوۡ أَسۡمَعَهُمۡ لَتَوَلَّوا۟ وَّهُم مُّعۡرِضُونَ﴾ [الأنفال: 21، 23]. أما البهائم من الدواب فتعقل بالفطرة، ومن تجربتها في الحياة، ومما يعلمها الإنسان ويدربها عليه لقوله تعالى: (وَمَا عَلَّمۡتُم مِّنَ ٱلۡجَوَارِحِ مُكَلِّبِینَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ ٱللَّهُۖ)، وهذا من قوله تعالى: ﴿یَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَاۤ أُحِلَّ لَهُمۡۖ قُلۡ أُحِلَّ لَكُمُ ٱلطَّیِّبَـٰتُ وَمَا عَلَّمۡتُم مِّنَ ٱلۡجَوَارِحِ مُكَلِّبِینَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ ٱللَّهُۖ فَكُلُوا۟ مِمَّاۤ أَمۡسَكۡنَ عَلَیۡكُمۡ وَٱذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَیۡهِۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِیعُ ٱلۡحِسَابِ﴾ [المائدة: 4]، أي أحل لكم صيد (مَا عَلَّمۡتُم مِّنَ ٱلۡجَوَارِحِ) وفي (لسان العرب): "والجوارح من الطير والسباع والكلاب: ذوات الصيد لأنها تجرح لأهلها أي تكسب لهم، الواحدة جارحة؛ فالبازي جارحة، والكلب الضاري جارحة". والجوارح تصنف من اللاحمات Carnivore التي تعيش على الصيد. والجوارح من الطير؛ كالصقر، والباز، والشاهين. وقوله (مُكَلِّبِینَ) أي معلمين الجوارح من الطير والكلاب، ومن أشهر كلاب الصيد (السلوقي Saluki) موطنه جزيرة العرب، و[المُكَلِّب] هو معلم الكلاب الصيد ومؤدبها، ويطلق على مدربي الدواب، لأن الصيد بالكلاب هو الغالب.


وبإعمال العقل بشكل سوي يتحقق الفهم السليم الذي يؤدي للعلم الحق، الذي ينفي الجهل، قال تعالى: قال تعالى: ﴿أَفَلَمۡ یَسِیرُوا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٌ یَعۡقِلُونَ بِهَاۤ أَوۡ ءَاذَانٌ یَسۡمَعُونَ بِهَاۖ فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَلَـٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِی فِی ٱلصُّدُورِ﴾: [الحج: 46]، وإلا فإن طرق التفكير المعوجة، وغير السوية تفضي إلى الجهل والجاهلية، وإلى المعرفة الزائفة والضلال. والمانع من الفهم السليم ليس قصور في وظائف العقل، فجميع المكلفين متساوون في قدراتهم العقلية، وإنما هناك موانع تحول دون إعمال العقل بشكل سليم، فلا يتحقق الفهم حتى ترتفع الموانع عن القلب التي تمنعه من الفهم والتدبر، قال تعالى: ﴿أَفَلَا یَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَاۤ﴾ [محمد: 24]. وهذه الأقفال على القلوب هي المانع من التفكير السوي الذي يفضي بأصحابه إلى التكذيب بالحق، والذين قال الله تعالى عنهم: ﴿إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَیۡهِ ءَایَـٰتُنَا قَالَ أَسَـٰطِیرُ ٱلۡأَوَّلِینَ * كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا۟ یَكۡسِبُونَ﴾ [المطففين: 14]. وسبب التكذيب هو ما علق بقلوب المكذبين من (رَانَ) وهي الخطايا، فلم يتوبوا منها، صارت كالأقفال على قلوبهم، فحالت بينها وبين التفكير السوي، حتى يتوبوا عنها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ العبدَ إذا أخطأ خطيئةً نُكِت في قلبِه نُكتةٌ فإنْ هو نزَع واستغفَر وتاب صُقِلت فإنْ عاد زِيدَ فيها وإنْ عاد زِيدَ فيها حتَّى تعلوَ فيه فهو الرَّانُ الَّذي ذكَر اللهُ جلَّ وعلا: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)). [6] وفي (لسان العرب): "والنُّكْتة أَيضاً: شِبْه وسَخٍ فِي المِرْآة، ونُقْطَةٌ سوداءُ فِي شَيْءٍ صافٍ". ا. هـ فأمر الذنوب لا يستهان به، فإن كان سببا في إغلاق القلوب، فقد يتسبب الذنب في موت القلب، فكثرة الضحك تميت القلب، لما ذكره أبو ذر الغفاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاه فقال: (وإياك وكثرةَ الضَّحِكِ، فإنه يميتُ القلبَ، ويذهبُ بنور الوجهِ). [7] ويزداد الإثم خاصة إن كان الضحك سخرية من الحق وأهله، لقوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔایَـٰتِنَاۤ إِلَىٰ فِرۡعَوۡنَ وَمَلَإِی۟هِۦ فَقَالَ إِنِّی رَسُولُ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ * فَلَمَّا جَاۤءَهُم بِـَٔایَـٰتِنَاۤ إِذَا هُم مِّنۡهَا یَضۡحَكُونَ﴾ [الزخرف: 46، 47]، ولقوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ أَجۡرَمُوا۟ كَانُوا۟ مِنَ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ یَضۡحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا۟ بِهِمۡ یَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا ٱنقَلَبُوۤا۟ إِلَىٰۤ أَهۡلِهِمُ ٱنقَلَبُوا۟ فَكِهِینَ﴾ [المطففين: 29؛ 31].


وسبب وجود تلك الأقفال هو قرائن المعاصي، فيقيض للعاصي بكل معصية عصاها شيطان مختص بها، يزين له معصيته فيتعلق قلبه بها، وهذا التعلق يحرمه الفهم الصحيح، قال تعالى: ﴿وَمَن یَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ نُقَیِّضۡ لَهُۥ شَیۡطَـٰنًا فَهُوَ لَهُۥ قَرِینٌ * وَإِنَّهُمۡ لَیَصُدُّونَهُمۡ عَنِ ٱلسَّبِیلِ وَیَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ * حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَنَا قَالَ یَـٰلَیۡتَ بَیۡنِی وَبَیۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَیۡنِ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرِینُ﴾ [الزخرف: 36؛ 38]. فإذا استغفر العبد وتاب انصرفت تلك الشياطين عن قلبه، قال تعالى: ﴿وَٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوۤا۟ إِلَیۡهِۚ إِنَّ رَبِّی رَحِیمٌ وَدُودٌ﴾ [هود: 90]، فالتوبة من الذنوب، وكثرة الاستغفار من مفاتيح الفهم لطالب العلم، خاصة العلم بالله رب العالمين الذي تتحقق به الخشية والإيمان، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا یَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰۤؤُا۟ۗ﴾ [فاطر: 28]. فإما أن يرفع الله تبارك وتعالى الموانع أو يبقيها، فإذا أراد الإنسان الفهم، واجتهد في رفع الموانع عن نفسه بالتوبة والاستغفار رفعها الله عنه بحوله وقوته. وإن تعلق قلب الإنسان بتلك الموانع، وأصر على بقاءها، استعصى عليه الفهم، فيرى الحق باطلا، فهذا أعمى القلب لا يميز، وإما أن يرزقه الله الفهم فيميز الحق من الباطل فيؤمن به، وإما يعلمه فينكره وهو مستكبر عنه، فلا يستكبر عن اتباع الحق إلا من علم الحق واستيقن به فرفضه، قال تعالى: ﴿إِلَـٰهُكُمۡ إِلَـٰههٌ وَ ٰ⁠حِدٌ فَٱلَّذِینَ لَا یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡـَٔاخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسۡتَكۡبِرُونَ﴾ [النحل: 22]. فهناك كثير من البشر على غير ملة الإسلام تتوق قلوبهم للحق، ولكن لم يقدر لهم العلم بالحق بعد، وخير أمة أخرجت للناس فضلها الله عز وجل بالعلم الحق، وعليهم أن يبلغوه للناس وأن يصبروا، يُعْلِمُونَهُم فلا يكرهونهم، أما التعليم فبعد أن يسلموا.


الإلهام الذي من الله تعالى، يخالف ما هو من الشيطان، ومن النفس:

أما الإلهام الذي هو من الله عز وجل؛ فهو الوحي المنزل على الأنبياء والمرسلين من كتب وتشريعات وعبادات، قال تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّینِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحًا وَٱلَّذِیۤ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡكَ وَمَا وَصَّیۡنَا بِهِۦۤ إِبۡرَ ٰ⁠هِیمَ وَمُوسَىٰ وَعِیسَىٰۤۖ أَنۡ أَقِیمُوا۟ ٱلدِّینَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا۟ فِیهِۚ كَبُرَ عَلَى ٱلۡمُشۡرِكِینَ مَا تَدۡعُوهُمۡ إِلَیۡهِۚ ٱللَّهُ یَجۡتَبِیۤ إِلَیۡهِ مَن یَشَاۤءُ وَیَهۡدِیۤ إِلَیۡهِ مَن یُنِیبُ﴾ [الشورى: 13]. فالدين قد واكتمل وتم، فلا يزاد فيه ولا ينتقص، قال تعالى: ﴿ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِی وَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِینًاۚ﴾ [المائدة: 3]. والنبي صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين فلا نبي يوحى إليه بعده إلى قيام الساعة، قال تعالى: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَاۤ أَحَدٌ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَـٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِیِّـۧنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَیۡءٍ عَلِیمًا﴾ [الأحزاب: 40].

أما أن يدعي أحد أنه ملهم من ربه، فيأتي بجديد مما اختص الله به الأنبياء والمرسلين من تشريع فيزيد عليه، أو ينقص منه؛ فقد ابتدع في الدين وأحدث، وجاء بضلالة، حتى وإن رآه حسنا، فهذا من تزيين الشيطان، قال تعالى: ﴿أَفَمَن زُیِّنَ لَهُۥ سُوۤءُ عَمَلِهِۦ فَرَءَاهُ حَسَنًاۖ فَإِنَّ ٱللَّهَ یُضِلُّ مَن یَشَاۤءُ وَیَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۖ فَلَا تَذۡهَبۡ نَفۡسُكَ عَلَیۡهِمۡ حَسَرَ ٰ⁠تٍۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمُۢ بِمَا یَصۡنَعُونَ﴾ [فاطر: 8]، فالحسن ما أمر به الشرع من الدين، والقبيح ما تركه الشرع فلم يأمر به من الدين، حتى وإن رآه الإنسان حسنا. فالعبادة لا تصح وتحسن إلا باتباع الوحي المنزل، لا بالابتداع، قال تعالى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِی یُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِیمٌ﴾ [آل عمران: 31]. وإلا صار الدين هدفا لكل مغرض وشيطان من شياطين الإنس والجن.


ومنه ما هو إلهام باتباع ما نزل من الوحي على المرسلين، فهذا لعامة المسلمين وخاصتهم. وقد يكون إلهام يقع في القلب، أو لمة ملك، وما كان خلاف هذذا فهو من الشييطان أو لنفس، قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للشَّيطانِ لمَّةً بابنِ آدمَ وللملَك لمَّةً فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكذيبٌ بالحقِّ وأمَّا لمَّةُ الملَك فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ فمن وجدَ ذلِك فليعلم أنَّهُ منَ اللهِ فليحمدِ اللَّهَ ومن وجدَ الأخرى فليتعوَّذ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ) ثمَّ قرأ (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ) الآيةَ. [8]


وقال صلى الله عليه وسلم: (ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا صِراطًا مُستَقيمًا، وعلى جَنبَتَيِ الصِّراطِ سُورانِ فيهما أبوابٌ مُفَتَّحةٌ، وعلى الأبوابِ سُتورٌ مُرخاةٌ، وعلى بابِ الصِّراطِ داعٍ يَقولُ: يا أيُّها الناسُ، ادخُلوا الصِّراطَ جَميعًا ولا تَعوجوا، وداعٍ يَدعو مِن فَوقِ الصِّراطِ، فإذا أرادَ الإنسانُ أنْ يَفتَحَ شَيئًا مِن تِلكَ الأبوابِ قال: وَيحَكَ، لا تَفتَحْه؛ فإنَّكَ إنْ تَفتَحْه تَلِجْه. فالصِّراطُ الإسلامُ، والسُّورانِ حُدودُ اللهِ، والأبوابُ المُفَتَّحةُ مَحارِمُ اللهِ، وذلك الدَّاعي على رأسِ الصِّراطِ كِتابُ اللهِ، والدَّاعي مِن فَوقِ الصِّراطِ واعِظُ اللهِ في قَلبِ كُلِّ مُسلِمٍ). [9]


وربما يلهم الله عز وجل مسلم لينفع أخاه، فيأمره بالمعروف، وينهاه عن المنكر، أو ينصح له، أو يصلح بين الناس، فهذا مسلم ألهمه الله ليدلك به على الخير وينصحك، قال تعالى: ﴿وَجَاۤءَ رَجُلٌ مِّنۡ أَقۡصَا ٱلۡمَدِینَةِ یَسۡعَىٰ قَالَ یَـٰمُوسَىٰۤ إِنَّ ٱلۡمَلَأَ یَأۡتَمِرُونَ بِكَ لِیَقۡتُلُوكَ فَٱخۡرُجۡ إِنِّی لَكَ مِنَ ٱلنَّـٰصِحِینَ﴾ [القصص: 20].


وإلهام بالفطرة يميز به الإنسان الحق من الباطل، وابصة بن معبد الأسدي قال: أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: (جِئتَ تسألُ عن البِرِّ؟) قُلتُ: نَعَمْ، فقال: (استَفتِ قلبَك، البِرُّ: ما اطمأَنَّتْ إليه النَّفسُ، واطمأَنَّ إليه القَلبُ، والإِثمُ ما حاكَ في النَّفسِ وتردَّد في الصَّدرِ، وإنْ أفتاكَ الناسُ وأفْتَوْكَ). [10] ولكن تنبه للفارق بين الفطرة وهي لا تخالف الشرع، وبين الهوى الذي يخالف الشرع، ويوافق شهوات النفس. قال صلى الله عليه وسلم: (حُجِبَتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ، وحُجِبَتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ). [11] أي أن اتباع الشهوات وأهواء النفس يؤدي للنار، وأن التزام المكاره يؤدي للجنة، وهي الالتزام بما أمر به الله عز وجل.


إلهام ببعض أمور الدنيا من علوم واختراعات، وهذه تقع لكل الناس. كما علم داود عليه السلام صناعة الدروع والزرد قال تعالى: ﴿وَعَلَّمۡنَـٰهُ صَنۡعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمۡ لِتُحۡصِنَكُم مِّنۢ بَأۡسِكُمۡۖ فَهَلۡ أَنتُمۡ شَـٰكِرُونَ﴾ [الأنبياء: 80]. وعلم نوح عليه السلام صناعة السفينة وحيا قال تعالى: ﴿فَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَیۡهِ أَنِ ٱصۡنَعِ ٱلۡفُلۡكَ بِأَعۡیُنِنَا وَوَحۡیِنَا﴾ [المؤمنون: 27].


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * ــــ * ــــ * ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]. قُلتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ: إنَّ نَوْفًا البَكَالِيَّ يَزْعُمُ أنَّ مُوسَى بَنِي إسْرَائِيلَ ليسَ بمُوسَى الخَضِرِ، فَقالَ: كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ، عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: قَامَ مُوسَى خَطِيبًا في بَنِي إسْرَائِيلَ فقِيلَ له: أيُّ النَّاسِ أعْلَمُ؟ قالَ: أنَا، فَعَتَبَ اللَّهُ عليه إذْ لَمْ يَرُدَّ العِلْمَ إلَيْهِ، وأَوْحَى إلَيْهِ: بَلَى عَبْدٌ مِن عِبَادِي بمَجْمَعِ البَحْرَيْنِ، هو أعْلَمُ مِنْكَ، قالَ: أيْ رَبِّ، كيفَ السَّبِيلُ إلَيْهِ؟ قالَ: تَأْخُذُ حُوتًا في مِكْتَلٍ، فَحَيْثُما فقَدْتَ الحُوتَ فَاتَّبِعْهُ، قالَ: فَخَرَجَ مُوسَى ومعهُ فَتَاهُ يُوشَعُ بنُ نُونٍ، ومعهُما الحُوتُ حتَّى انْتَهَيَا إلى الصَّخْرَةِ، فَنَزَلَا عِنْدَهَا، قالَ: فَوَضَعَ مُوسَى رَأْسَهُ فَنَامَ، - قالَ سُفْيَانُ: وفي حَديثِ غيرِ عَمْرٍو، قالَ: وفي أصْلِ الصَّخْرَةِ عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا: الحَيَاةُ لا يُصِيبُ مِن مَائِهَا شيءٌ إلَّا حَيِيَ، فأصَابَ الحُوتَ مِن مَاءِ تِلكَ العَيْنِ - قالَ: فَتَحَرَّكَ وانْسَلَّ مِنَ المِكْتَلِ، فَدَخَلَ البَحْرَ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ مُوسَى قالَ لِفَتَاهُ: (آتِنَا غَدَاءَنَا) الآيَةَ، قالَ: ولَمْ يَجِدِ النَّصَبَ حتَّى جَاوَزَ ما أُمِرَ به، قالَ له فَتَاهُ يُوشَعُ بنُ نُونٍ: (أَرَأَيْتَ إذْ أوَيْنَا إلى الصَّخْرَةِ فإنِّي نَسِيتُ الحُوتَ) الآيَةَ، قالَ: فَرَجَعَا يَقُصَّانِ في آثَارِهِمَا، فَوَجَدَا في البَحْرِ كَالطَّاقِ مَمَرَّ الحُوتِ، فَكانَ لِفَتَاهُ عَجَبًا، ولِلْحُوتِ سَرَبًا، قالَ: فَلَمَّا انْتَهَيَا إلى الصَّخْرَةِ، إذْ هُما برَجُلٍ مُسَجًّى بثَوْبٍ، فَسَلَّمَ عليه مُوسَى، قالَ: وأنَّى بأَرْضِكَ السَّلَامُ، فَقالَ: أنَا مُوسَى، قالَ: مُوسَى بَنِي إسْرَائِيلَ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: هلْ أتَّبِعُكَ علَى أنْ تُعَلِّمَنِي ممَّا عُلِّمْتَ رَشَدًا؟ قالَ له الخَضِرُ: يا مُوسَى، إنَّكَ علَى عِلْمٍ مِن عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَكَهُ اللَّهُ لا أعْلَمُهُ، وأَنَا علَى عِلْمٍ مِن عِلْمِ اللَّهِ عَلَّمَنِيهِ اللَّهُ لا تَعْلَمُهُ، قالَ: بَلْ أتَّبِعُكَ، قالَ: فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فلا تَسْأَلْنِي عن شيءٍ حتَّى أُحْدِثَ لكَ منه ذِكْرًا، فَانْطَلَقَا يَمْشِيَانِ علَى السَّاحِلِ فَمَرَّتْ بهِمْ سَفِينَةٌ فَعُرِفَ الخَضِرُ فَحَمَلُوهُمْ في سَفِينَتِهِمْ بغيرِ نَوْلٍ - يقولُ بغيرِ أجْرٍ - فَرَكِبَا السَّفِينَةَ، قالَ: ووَقَعَ عُصْفُورٌ علَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَغَمَسَ مِنْقَارَهُ في البَحْرِ، فَقالَ الخَضِرُ لِمُوسَى: ما عِلْمُكَ وعِلْمِي وعِلْمُ الخَلَائِقِ في عِلْمِ اللَّهِ إلَّا مِقْدَارُ ما غَمَسَ هذا العُصْفُورُ مِنْقَارَهُ، قالَ: فَلَمْ يَفْجَأْ مُوسَى إذْ عَمَدَ الخَضِرُ إلى قَدُومٍ فَخَرَقَ السَّفِينَةَ، فَقالَ له مُوسَى: قَوْمٌ حَمَلُونَا بغيرِ نَوْلٍ، عَمَدْتَ إلى سَفِينَتِهِمْ فَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أهْلَهَا (لقَدْ جِئْتَ) الآيَةَ، فَانْطَلَقَا إذَا هُما بغُلَامٍ يَلْعَبُ مع الغِلْمَانِ، فأخَذَ الخَضِرُ برَأْسِهِ فَقَطَعَهُ، قالَ له مُوسَى: (أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بغيرِ نَفْسٍ، لقَدْ جِئْتَ شيئًا نُكْرًا قالَ ألَمْ أقُلْ لكَ إنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا) إلى قَوْلِهِ (فَأَبَوْا أنْ يُضَيِّفُوهُما فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أنْ يَنْقَضَّ) - فَقالَ بيَدِهِ: هَكَذَا - فأقَامَهُ، فَقالَ له مُوسَى: إنَّا دَخَلْنَا هذِه القَرْيَةَ فَلَمْ يُضَيِّفُونَا ولَمْ يُطْعِمُونَا، (لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عليه أجْرًا، قالَ: هذا فِرَاقُ بَيْنِي وبَيْنِكَ، سَأُنَبِّئُكَ بتَأْوِيلِ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عليه صَبْرًا)، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ودِدْنَا أنَّ مُوسَى صَبَرَ حتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِن أمْرِهِما قالَ: وكانَ ابنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ: وكانَ أمَامَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ صَالِحَةٍ غَصْبًا، وأَمَّا الغُلَامُ فَكانَ كَافِرًا. الراوي : أبي بن كعب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 4727 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


[2] قَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى تَوَرَّمَتْ قَدَمَاهُ، فقِيلَ له: غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأَخَّرَ، قالَ: (أفلا أكُونُ عَبْدًا شَكُورًا).
الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 4836 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


[3] عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ تَعالَى: (لا تُحَرِّكْ به لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بهِ) [القيامة: 16] قالَ: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، وكانَ ممَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ - فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: فأنا أُحَرِّكُهُما لَكُمْ كما كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحَرِّكُهُما، وقالَ سَعِيدٌ: أنا أُحَرِّكُهُما كما رَأَيْتُ ابْنَ عبَّاسٍ يُحَرِّكُهُما، فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ - فأنْزَلَ اللَّهُ تَعالَى: (لا تُحَرِّكْ به لِسانَكَ لِتَعْجَلَ به إنَّ عليْنا جَمْعَهُ وقُرْآنَهُ) [القيامة: 17] قالَ: جَمْعُهُ لكَ في صَدْرِكَ وتَقْرَأَهُ: (فَإذا قَرَأْناهُ فاتَّبِعْ قُرْآنَهُ) [القيامة: 18] قالَ: فاسْتَمِعْ له وأَنْصِتْ: (ثُمَّ إنَّ عليْنا بَيانَهُ) [القيامة: 19] ثُمَّ إنَّ عليْنا أنْ تَقْرَأَهُ، فَكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعْدَ ذلكَ إذا أتاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمع فإذا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كما قَرَأَهُ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 5 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه مسلم (448) باختلاف يسير


[4] كُنَّ أَزْوَاجُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عِنْدَهُ، لَمْ يُغَادِرْ منهنَّ وَاحِدَةً، فأقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي، ما تُخْطِئُ مِشْيَتُهَا مِن مِشْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ شيئًا، فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ بهَا، فَقالَ: (مَرْحَبًا بابْنَتي) ثُمَّ أَجْلَسَهَا عن يَمِينِهِ، أَوْ عن شِمَالِهِ، ثُمَّ سَارَّهَا فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى جَزَعَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ فَضَحِكَتْ، فَقُلتُ لَهَا: خَصَّكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مِن بَيْنِ نِسَائِهِ بالسِّرَارِ، ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ؟ فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، سَأَلْتُهَا ما قالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟ قالَتْ: ما كُنْتُ أُفْشِي علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ سِرَّهُ، قالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قُلتُ: عَزَمْتُ عَلَيْكِ، بما لي عَلَيْكِ مِنَ الحَقِّ، لَما حَدَّثْتِنِي ما قالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَتْ: أَمَّا الآنَ، فَنَعَمْ، أَمَّا حِينَ سَارَّنِي في المَرَّةِ الأُولَى، فأخْبَرَنِي (أنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُهُ القُرْآنَ في كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، أَوْ مَرَّتَيْنِ، وإنَّه عَارَضَهُ الآنَ مَرَّتَيْنِ، وإنِّي لا أُرَى الأجَلَ إلَّا قَدِ اقْتَرَبَ، فَاتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي، فإنَّه نِعْمَ السَّلَفُ أَنَا لَكِ) قالَتْ: فَبَكَيْتُ بُكَائِي الذي رَأَيْتِ، فَلَمَّا رَأَى جَزَعِي سَارَّنِي الثَّانِيَةَ فَقالَ: (يا فَاطِمَةُ أَما تَرْضِيْنَ أَنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ، أَوْ سَيِّدَةَ نِسَاءِ هذِه الأُمَّةِ) قالَتْ: فَضَحِكْتُ ضَحِكِي الذي رَأَيْتِ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 2450 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (3623) مختصراً، ومسلم (2450).


[5] قال: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضانَ حِينَ يَلْقاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ يَلْقاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضانَ فيُدارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 6 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (6) واللفظ له، ومسلم (2308)


[6] (إنَّ العبدَ إذا أخطأ خطيئةً نُكِت في قلبِه نُكتةٌ فإنْ هو نزَع واستغفَر وتاب صُقِلت فإنْ عاد زِيدَ فيها وإنْ عاد زِيدَ فيها حتَّى تعلوَ فيه فهو الرَّانُ الَّذي ذكَر اللهُ جلَّ وعلا: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)).
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم : 2787 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه


[7] (أُوصيك بتقوى اللهِ ، فإنها زَينٌ لأمرِك كلِّه). قلتُ: يا رسولَ اللهِ! زِدْني. قال: (عليك بتلاوة القرآنِ ، وذكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ ؛ فإنه ذِكرٌ لك في السماءِ ، ونورٌ لك في الأرضِ). قلتُ: يا رسولَ اللهِ! زِدْني. قال: (وإياك وكثرةَ الضَّحِكِ ، فإنه يميتُ القلبَ ، ويذهبُ بنور الوجهِ). قلتُ: زِدْني، قال: (قُلِ الحقَّ وإن كان مُرًّا). قلتُ: زِدْني. قال: (لا تَخَفْ في اللهِ لومةَ لائمٍ).
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم : 2868 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره
[8] (إنَّ للشَّيطانِ لمَّةً بابنِ آدمَ وللملَك لمَّةً فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكذيبٌ بالحقِّ وأمَّا لمَّةُ الملَك فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ فمن وجدَ ذلِك فليعلم أنَّهُ منَ اللهِ فليحمدِ اللَّهَ ومن وجدَ الأخرى فليتعوَّذ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ) ثمَّ قرأ (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ) الآيةَ.

الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم : 2988 | خلاصة حكم المحدث : صحيح التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (11051)، وأبو يعلى (4999)، وابن حبان (997) باختلاف يسير
[9] (ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا صِراطًا مُستَقيمًا، وعلى جَنبَتَيِ الصِّراطِ سُورانِ فيهما أبوابٌ مُفَتَّحةٌ، وعلى الأبوابِ سُتورٌ مُرخاةٌ، وعلى بابِ الصِّراطِ داعٍ يَقولُ: يا أيُّها الناسُ، ادخُلوا الصِّراطَ جَميعًا ولا تَعوجوا، وداعٍ يَدعو مِن فَوقِ الصِّراطِ، فإذا أرادَ الإنسانُ أنْ يَفتَحَ شَيئًا مِن تِلكَ الأبوابِ قال: وَيحَكَ، لا تَفتَحْه؛ فإنَّكَ إنْ تَفتَحْه تَلِجْه. فالصِّراطُ الإسلامُ، والسُّورانِ حُدودُ اللهِ، والأبوابُ المُفَتَّحةُ مَحارِمُ اللهِ، وذلك الدَّاعي على رأسِ الصِّراطِ كِتابُ اللهِ، والدَّاعي مِن فَوقِ الصِّراطِ واعِظُ اللهِ في قَلبِ كُلِّ مُسلِمٍ).
الراوي : النواس بن سمعان الأنصاري | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير الصفحة أو الرقم : 1/66 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة إلى صحته] التخريج : أخرجه الترمذي (2859)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11233)، وأحمد (17634)

[10] أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: (جِئتَ تسألُ عن البِرِّ؟) قُلتُ: نَعَمْ، فقال: (استَفتِ قلبَك، البِرُّ: ما اطمأَنَّتْ إليه النَّفسُ، واطمأَنَّ إليه القَلبُ، والإِثمُ ما حاكَ في النَّفسِ وتردَّد في الصَّدرِ، وإنْ أفتاكَ الناسُ وأفْتَوْكَ).
الراوي : وابصة بن معبد الأسدي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج رياض الصالحين الصفحة أو الرقم : 591 | خلاصة حكم المحدث : في إسناده أيوب بن عبد الله بن مكرز وهو مجهول؛ لكن في الباب عن أبي ثعلبة بسند صحيح فيتقوى به التخريج : أخرجه أحمد (17999)، والدارمي (2533) باختلاف يسير، وأبو يعلى (1586) مطولاً

[11] (حُجِبَتِ النَّارُ بالشَّهَواتِ، وحُجِبَتِ الجَنَّةُ بالمَكارِهِ).
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 6487 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | التخريج : أخرجه البخاري (6487)، ومسلم (2823





رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
العلل, طلب


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


Facebook Comments by: ABDU_GO - شركة الإبداع الرقمية
تابعونا عبر تويترتابعونا عبر فيس بوك تابعونا عبر وورد بريس


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO Designed & TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنتدى آخر الزمان©

تابعونا عبر تويتر