#1
|
|||||||
|
|||||||
حصري: الإيمان بوجود الجن في الكتاب والسنة
بسم الله الرحمن الرحيم الباحث الشرعي: بهاء الدين شلبي. التصديق بوجود الجن من الإيمان بالغيب: إن الإيمان بالغيبيات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم يهدي إلى تقوى الله عز وجل، قال تعالى: ﴿الۤمۤ * ذَ ٰلِكَ ٱلۡكِتَـٰبُ لَا رَیۡبَۛ فِیهِۛ هُدًى لِّلۡمُتَّقِینَ * ٱلَّذِینَ یُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَیۡبِ وَیُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ﴾ [البقرة: 1؛ 3]. فأمرنا الله عز وجل بالإيمان بما أخبرنا به في القرآن الكريم، خاصة الغيبيات، ومن يكفر بشيء منها، أو شك في وجدها، فقد ضل وحاد عن الحق، فقال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ ءَامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَـٰبِ ٱلَّذِی نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَـٰبِ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ مِن قَبۡلُۚ وَمَن یَكۡفُرۡ بِٱللَّهِ وَمَلَـٰۤىِٕكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَـٰلَۢا بَعِیدًا﴾ [النساء: 136]. وعالم الجن من الغيبيات لأنهم يرونا من جانب لا نراهم منه، لقوله تعالى: ﴿إِنَّهُۥ یَرَىٰكُمۡ هُوَ وَقَبِیلُهُۥ مِنۡ حَیۡثُ لَا تَرَوۡنَهُمۡۗ﴾ [الأعراف: 27]، فيمكن أن يراهم البعض من جوانب أخرى في صورتهم الجنية، أو متجسدين في صورة بشر أو حيوانات، أو متمثلين يقظة ومناما، وهذا سنذكر عليه أدلته في موضعه. لذلك وجب أن نؤمن بوجود الجن وإن لم ندرك وجودهم حسيا، فمن أنكر وجودهم فقد ضل وكفر بما أنزل في كتاب الله تعالى. حيث ورد ذكر الجن والإشارة إليهم بألفاظ صريحة تشير إليهم، وقد تكرر كل منها بأعداد مختلفة، في مواضع متعددة من القرآن الكريم، وفي العديد من السور، وأهمها السورة الثانية والسبعون من ترتيب المصحف الشريف باسم [سورة الجن]. [1] هذا فضلا عما ورد في السنن من أحاديث صحيحة مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تثبت وجود الجن وتعرفنا ببعض خصائص خلقهم وقدراتهم، وتفصل كثيرا مما ورد في كتاب الله تعالى عنهم، كما تؤكد على تواصل النبي صلى الله عليه وسلم بالجن المسلم في لقاءات متعددة له معهم. الجن منهم مسلمين وكافرين وشياطين: خلق الله عز وجل الجن والإنس ليعبدوه، فالجن عباد عقلاء مكلفون فقال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]. فإبليس وهو من الجن أمر بالسجود لآدم، وهذا يثبت أن الجن عقلاء مكلفون، قال تعالى: ﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦۤۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّیَّتَهُۥۤ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِی وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّـٰلِمِینَ بَدَلًا﴾ [الكهف: 50]. فالجن أمم كما الإنس، ومن كفر منهم أدخله النار، قال تعالى: ﴿قَالَ ٱدۡخُلُوا۟ فِیۤ أُمَمٍ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِكُم مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ فِی ٱلنَّارِۖ كُلَّمَا دَخَلَتۡ أُمَّةٌ لَّعَنَتۡ أُخۡتَهَاۖ حَتَّىٰۤ إِذَا ٱدَّارَكُوا۟ فِیهَا جَمِیعًا قَالَتۡ أُخۡرَىٰهُمۡ لِأُولَىٰهُمۡ رَبَّنَا هَـٰۤؤُلَاۤءِ أَضَلُّونَا فَـَٔاتِهِمۡ عَذَابًا ضِعۡفًا مِّنَ ٱلنَّارِۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعۡفٌ وَلَـٰكِن لَّا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 38]. فالجن منهم المسلمون، ومنهم الكافرون، ومنهم الشياطين، قال تعالى: ﴿وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَ ٰلِكَۖ كُنَّا طَرَاۤىِٕقَ قِدَدًا * وَأَنَّا ظَنَنَّاۤ أَن لَّن نُّعۡجِزَ ٱللَّهَ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَن نُّعۡجِزَهُۥ هَرَبًا * وَأَنَّا لَمَّا سَمِعۡنَا ٱلۡهُدَىٰۤ ءَامَنَّا بِهِۦۖ فَمَن یُؤۡمِنۢ بِرَبِّهِۦ فَلَا یَخَافُ بَخۡسًا وَلَا رَهَقًا * وَأَنَّا مِنَّا ٱلۡمُسۡلِمُونَ وَمِنَّا ٱلۡقَـٰسِطُونَۖ فَمَنۡ أَسۡلَمَ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ تَحَرَّوۡا۟ رَشَدًا * وَأَمَّا ٱلۡقَـٰسِطُونَ فَكَانُوا۟ لِجَهَنَّمَ حَطَبًا * وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَـٰمُوا۟ عَلَى ٱلطَّرِیقَةِ لَأَسۡقَیۡنَـٰهُم مَّاۤءً غَدَقًا * لِّنَفۡتِنَهُمۡ فِیهِۚ وَمَن یُعۡرِضۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِۦ یَسۡلُكۡهُ عَذَابًا صَعَدًا﴾ [الجن: 11؛ 17]. والجن لما سمعت القرآن أمنوا به، ورجعوا إلى قومهم ينذرونهم قال تعالى: ﴿وَإِذۡ صَرَفۡنَاۤ إِلَیۡكَ نَفَرًا مِّنَ ٱلۡجِنِّ یَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوۤا۟ أَنصِتُوا۟ۖ فَلَمَّا قُضِیَ وَلَّوۡا۟ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِینَ﴾ [الأحقاف: 29]. وكان الجن المسلم تحت قيادة سليمان عليه السلام، قال تعالي: ﴿وَحُشِرَ لِسُلَیۡمَـٰنَ جُنُودُهُۥ مِنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِ وَٱلطَّیۡرِ فَهُمۡ یُوزَعُونَ﴾ [النمل: 17]. قوله (مِنَ ٱلۡجِنِّ) لفظ عام يشمل المسلمين والشياطين والكافرين من الجن، ولكن قوله بعدها (فَهُمۡ یُوزَعُونَ) أي يأتونه طواعية، طاعة لأمر الله تعالى، فخرج اللفظ عن عمومه وصار مقيدا بمن يأتونه طواعية طاعة لأمر الله تعالى فيراد به أن جنوده كانوا من الجن المسلمين. وقد تكرر لفظ يوزعون بمعنى طواعية مرتين خلاف هذا الموضع: قال تعالى: ﴿وَیَوۡمَ نَحۡشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوۡجًا مِّمَّن یُكَذِّبُ بِـَٔایَـٰتِنَا فَهُمۡ یُوزَعُونَ﴾ [النمل: 83]، قال تعالى: ﴿وَیَوۡمَ یُحۡشَرُ أَعۡدَاۤءُ ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ فَهُمۡ یُوزَعُونَ﴾ [فصلت: 19] والطاعة لا تكون إلا من الجن المسلم، لأن الشياطين كانوا مسخرين له يعملون بأمره مكرهين، وهذا خوفا من العذاب والتصفيد، وليس طاعة لله عز وجل، لقوله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلۡجِنِّ مَن یَعۡمَلُ بَیۡنَ یَدَیۡهِ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَمَن یَزِغۡ مِنۡهُمۡ عَنۡ أَمۡرِنَا نُذِقۡهُ مِنۡ عَذَابِ ٱلسَّعِیرِ﴾ [سبأ: 12]. فالشياطين سخرت له يعملون مكرهين بأمره في الأعمال الشاقة المضنية، بينما الجن المسلمين كانوا جنودا له، يجاهدون معه طواعية ابتغاء وجه الله تعالى. فكانوا يسارعون لنصرته لإقامة الدين، كما تسابقوا للإتيان بعرش ملكة سبأ قال تعالى: ﴿قَالَ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلۡمَلَؤُا۟ أَیُّكُمۡ یَأۡتِینِی بِعَرۡشِهَا قَبۡلَ أَن یَأۡتُونِی مُسۡلِمِینَ * قَالَ عِفۡرِیتٌ مِّنَ ٱلۡجِنِّ أَنَا۠ ءَاتِیكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَۖ وَإِنِّی عَلَیۡهِ لَقَوِیٌّ أَمِینٌ * قَالَ ٱلَّذِی عِندَهُۥ عِلۡمٌ مِّنَ ٱلۡكِتَـٰبِ أَنَا۠ ءَاتِیكَ بِهِۦ قَبۡلَ أَن یَرۡتَدَّ إِلَیۡكَ طَرۡفُكَۚ فَلَمَّا رَءَاهُ مُسۡتَقِرًّا عِندَهُۥ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّی لِیَبۡلُوَنِیۤ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا یَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّی غَنِيٌّ كَرِیمٌ﴾ [النمل: 38؛ 40]. من المستبعد تماما؛ أن يوالي سليمان عليه السلام الشياطين، فيتخذهم أولياء وجنودا له من دون المسلمين، لقوله تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡكَـٰفِرِینَ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِ ٱلۡمُؤۡمِنِینَۚ أَتُرِیدُونَ أَن تَجۡعَلُوا۟ لِلَّهِ عَلَیۡكُمۡ سُلۡطَـٰنًا مُّبِینًا﴾ [النساء: 144]، وقد أمر الله باتخاذ المؤمنين أولياء، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِیُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلَّذِینَ یُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَ ٰكِعُونَ﴾ [المائدة: 55]، وعليه فمن يتخذ الشياطين جنودا له فقد اتخذهم أولياء وهذا يخالف قوله تعالى: ﴿وَمَن یَتَّخِذِ ٱلشَّیۡطَـٰنَ وَلِيًّا مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدۡ خَسِرَ خُسۡرَانًا مُّبِینًا﴾ [النساء: 119]. فدخول الشياطين والكافرين والمنافقين في صفوف الجنود المسلمين لا يؤمن سوء عواقبه، قال تعالى: ﴿لَوۡ خَرَجُوا۟ فِیكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوۡضَعُوا۟ خِلَـٰلَكُمۡ یَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِیكُمۡ سَمَّـٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِینَ﴾ [التوبة: 47]. الجن المسلمين: الجن المسلم منهم الصالحون المتبعون لأمر الله تعالى، فقال تعالى: ﴿وَأَنَّا لَمَّا سَمِعۡنَا ٱلۡهُدَىٰۤ ءَامَنَّا بِهِۦۖ فَمَن یُؤۡمِنۢ بِرَبِّهِۦ فَلَا یَخَافُ بَخۡسًا وَلَا رَهَقًا * وَأَنَّا مِنَّا ٱلۡمُسۡلِمُونَ وَمِنَّا ٱلۡقَـٰسِطُونَۖ فَمَنۡ أَسۡلَمَ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ تَحَرَّوۡا۟ رَشَدًا﴾[الجن: 13؛ 14]. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ بالمدينةِ جِنًّا قد أسلَموا فإنْ رأَيْتُم منها شيئًا فآذِنوه ثلاثةَ أيَّامٍ فإنْ بدا لكم بعدَ ذلك فاقتُلوه فإنَّما هو شيطانٌ). [2] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود (إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) [الإسراء: 57]، قَالَ: "كَانَ نَاسٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعْبُدُونَ نَاسًا مِنَ الْجِنِّ، فَأَسْلَمَ الْجِنُّ، وَتَمَسَّكَ هَؤُلَاءِ بِدِينِهِمْ". زَادَ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ) [الإسراء: 56]. [3] الجن الكافرين: وكما أن الجن المسلم منهم صالحون على الهدى، فمنهم منحرفون ضالون، فهم طرق ومذاهب ضالة، قال تعالى: ﴿وَأَنَّا مِنَّا ٱلصَّـٰلِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَ ٰلِكَۖ كُنَّا طَرَاۤىِٕقَ قِدَدًا) [الجن: 11]. ففيهم فرق ومذاهب ضالة، كالشيعة، والخوارج، والمعطلة، والمرجئة وغيرهم، وهؤلاء مصيرهم إلى جهنم إن لم يتوبوا ويرجعوا إلى دينهم، وإلا فإنهم مع أهل الملل الضالة ممن كفروا من أهل الكتاب كاليهود والصليبيين، وجميع من على شاكلتهم ممن حادوا عن الإسلام والتوحيد كالمجوس، والسيخ، والهندوس وغيرهم، قال تعالى: (وَأَمَّا ٱلۡقَـٰسِطُونَ فَكَانُوا۟ لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾ [الجن: 15]. شياطين الجن: كما أن منهم شياطين يحاربون الله ورسله كما هم شياطين الإنس تماما، فهم متحالفون معا على عداوة الأنبياء والمرسلين لقوله تعالى: (وَكَذَ ٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوًّا شَیَـٰطِینَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ یُوحِی بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضً زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورًاۚ وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا یَفۡتَرُونَ) [الأنعام: 112]. وهذا ليس عن إنكار منهم لنبوتهم، وإنما حسدا من عند أنفسهم على استخلاف الله تعالى لهم في الأرض فجعلهم أنبياء قال تعالى: ﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ قَالَ ءَأَسۡجُدُ لِمَنۡ خَلَقۡتَ طِینًا * قَالَ أَرَءَیۡتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِی كَرَّمۡتَ عَلَیَّ لَىِٕنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّیَّتَهُۥۤ إِلَّا قَلِیلاً﴾ [الإسراء: 61، 62]، فالشياطين تؤمن بوجود الله عز وجل، وهذا بإقرار إبليس يوم بدر، قال تعالى: ﴿وَإِذۡ زَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ ٱلۡیَوۡمَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَإِنِّی جَارٌ لَّكُمۡۖ فَلَمَّا تَرَاۤءَتِ ٱلۡفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِ وَقَالَ إِنِّی بَرِیۤءٌ مِّنكُمۡ إِنِّیۤ أَرَىٰ مَا لَا تَرَوۡنَ إِنِّیۤ أَخَافُ ٱللَّهَۚ وَٱللَّهُ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الأنفال: 48]، ومع هذا يعادون الله تعالى ويعادون أولياءه بمشاركة أولياءهم من شياطين الإنس. يـتـبـع ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] تعقيب: ورد ذكر الجن والإشارة إليهم بألفاظ صريحة تشير إليهم؛ [الجن - الجان - جان - الجِنَّة - قرين - قرناء - شيطان - الشيطان - شياطين - الشياطين - عفريت - مارد - مريد - مريدًا - الوسواس - الخنَّاس - إبليس]. حيث ورد لفظ [الجن] معرفة ٢٢ مرة، في ٢٢ آية. و[الجِنَّة] خمس مرات. و[الجان] مرتين، ولفظ [جان] نكرة مرتين ولفظ [شيطان] نكرة في ست آيات، منها [شيطانا] في آيتين، وبلفظ [شياطينهم] مرة واحدة. ومعرفة [الشيطان] ٦٢ مرة، في ٥٥ آية، وبصيغة الجمع [الشياطين] ١٥ مرة، في ١٤ آية، وبلفظ [شياطينهم] مرة واحدة. ولفظ [إبليس] اسم ١١ مرة. و[عفريت] مرة واحدة. [مارد] مرة واحدة. و[مريد] مرة واحدة، و[مريدا] مرة واحدة. وردت كلمة [قرين] ٧ مرات في ست آيات، منها [قرينا] مرتين. وبالجمع [قرناء] مرة واحدة. وردت كلمة [الخناس] صفة مرة واحدة. [2] دخَلْتُ على أبي سعيدٍ الخُدريِّ في بيتِه قال: فوجَدْتُه يُصلِّي فجلَسْتُ أنتظِرُه حتَّى قضى صلاتَه فسمِعْتُ تحريكًا تحتَ السَّريرِ في بيتِه فإذا حيَّةٌ فقُمْتُ لِأقتُلَها فأشار إليَّ أنِ اجلِسْ فلمَّا انصرَف أشار إلى بيتٍ في الدَّارِ وقال: ترى هذا البيتَ ؟ قال: فقُلْتُ: نَعم قال: إنَّه كان فيه فتًى منَّا حديثُ عهدٍ بعُرْسٍ فخرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى الخندقِ فكان ذلك الفتى يستأذِنُه بأنصافِ النَّهارِ ويرجِعُ إلى أهلِه قال: فاستأذَن النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا فقال له: (خُذْ سلاحَك فإنِّي أخشى عليك) فأخَذ سلاحَه ثمَّ ذهَب فإذا هو بامرأتِه بيْنَ البابَيْنِ فهيَّأ لها الرُّمحَ لِيطعَنَها به وأصابَتْه الغَيرةُ فقالت: اكفُفْ عنك رمحَك حتَّى ترى ما في بيتِك فدخَل فإذا حيَّةٌ عظيمةٌ منطويةٌ على فراشِه فأهوى إليها فانتظَمها فيه ثمَّ خرَج به فركَزه في الدَّارِ فاضطرَبتِ الحيَّةُ في رأسِ الرُّمحِ وخرَّ الفتى صريعًا فما يُدرى أيُّهما كان أسرَعَ موتًا الفتى أم الحيَّةُ قال: فجِئْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فذكَرْنا ذلك له وقُلْنا: ادعُ اللهَ أنْ يُحييَه فقال: (استغفِروا لصاحبِكم) ثمَّ قال: (إنَّ بالمدينةِ جِنًّا قد أسلَموا فإنْ رأَيْتُم منها شيئًا فآذِنوه ثلاثةَ أيَّامٍ فإنْ بدا لكم بعدَ ذلك فاقتُلوه فإنَّما هو شيطانٌ). الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم : 5637 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه [3] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ (إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ) [الإسراء: 57]، قَالَ: (كَانَ نَاسٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعْبُدُونَ نَاسًا مِنَ الْجِنِّ ، فَأَسْلَمَ الْجِنُّ ، وَتَمَسَّكَ هَؤُلَاءِ بِدِينِهِمْ). زَادَ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ) [الإسراء: 56]. الراوي : عبدالله بن سخبرة الأزدي أبو معمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 4714 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|