#1
|
|||||||
|
|||||||
الأميّين
بسم الله الرحمن الرحيم يجب علينا كمسلمين (وخاصة علماء اللغة) مراجعة دلالة لفظ [الأمّي] و مشتقاته نحو [الأميّة] و[الأميّين]، لأن ظاهر قولنا (نصوص تنفي أمية النبي صلى الله تعالى عليه وسلم) يتعارض مباشرة مع حقيقة وجود (نصوص شرعية تُثبت أميّة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم) لقول الله تعالى {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158] وسبب هذا التعارض أننا نقصد بالأميّ (الذي لا يقرأ ولا يكتب)، وهذا الوصف منفي عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم للشواهد القويّة التي تضمنها الموضوع المنشور هنا في المنتدى[1]، أي أننا نعلم أنه (لم يكن أميّا) باعتبار أن الأمّي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب، ونعلم يقينا (أنه أمّي) لقول الله تعالى (النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ)، وهذا التعارض أو التصادم دليل على حدوث تحريف لغوي لدلالة لفظ (الأمّي) وطمس لمعناه الحقيقي. _________________ [1] انظر هنا
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
|
#2
|
|||||||
|
|||||||
|
#3
|
|||||||
|
|||||||
جزى الله تعالى الأخ خيرا على هذا المقطع الطيّب الذي كشف فيه بعضا من ضلالات اليهود، جاء في المقطع ذكر لفظ (جوويم) (Goyim)، وكذلك ما يقابله في اللغة العربية: (الغير يهودي)، (الأممي)، (الأجنبي)، أضف لهذه الثلاث كلمات كلمة (الأغيار) التي يستعملها المتخصصون أيضا في ترجمة لفظ (جوويم) إلى العربية.
ما يهمنا في هذا السياق هو لفظ (أممي) حيث تم استعماله في ترجمة التلمود البابلي من قبل المتخصصين، والسؤال هو لماذا تم اختيار هذا اللفظ تحديدا لترجمة (الغير يهوديين) ؟ لماذا يعتبر الغير يهوديين أمميّين ؟ على أي أساس قرر العلماء أن الأممي هو الغير يهودي ؟ في آخر المقطع ذكر الأخ قول الله تعالى {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 75] ما هي العلاقة أو الفرق بين (أمّي) و(أممي) ؟ وبين (أميّين) و(أمميّين) ؟ المعنى الاصطلاحي المعروف اليوم للفظ (أممي) أو (الأممية)، هو الأمر الذي تشارك فيه عدة أمم. الغريب أننا عند البحث في أمهات معاجم اللغة العربية لا نجد ولا ذكر للفظ (أممي) بل نجد (أمّي) أي أن (أممي) لفظ مستحدث. وعليه نطرح التساؤل التالي: هل لفظ (أمّي) أو (أميّين) هو اللفظ الفصيح لدلالة (تشارك عدة أمم) ؟ جذر [أمّ] في (مقاييس اللغة) (وأمّا الهمزة والميم فأصلٌ واحدٌ، يتفرّع منه أربع أبواب، وهي الأصل، والمرجِع، والجماعة، والدِّين ....)اهـ هل مرجع وأصل (الأميّين) يعود إلى عدة أمم ؟ من هي هذه الأمم ؟
|
#4
|
|||||||
|
|||||||
بناءً على المعنى اللغوي لجذر [أمّ] (الأصل والمرجع)، يمكن أن نستنتج أن وصف [الأمّي] و [الأميّين] فيه نسبة أو انتساب إلى أمم، نحو ما يحمله اللفظ المستحدث [أممي] من معنى، وبالعودة إلى القرآن الكريم، نجد قول الله تعالى:
{وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } [الأعراف: 160] أي إثنا عشر أمة تنحدر من الأسباط، وقد اختلف أهل العلم في الأسباط، فقال فريق أنهم أبناء النبي يعقوب الإثنا عشر، وقال فريق إن الأسباط من ذرية الأبناء وليس الأبناء أنفسهم، أي إثنا عشر أمة بدءً من أحفاد النبي يعقوب عليه السلام. قال الله تعالى {قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 84] وقال تعالى {أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: 133] وبغض النظر عن هذه المسألة الخلافية، لنا أن نقول إن الأمم الإثنا عشر ينتسبون إلى النبي يعقوب عليه السلام مرورا بالأسباط، أبناء أو أحفاد النبي يعقوب عليه السلام. وعليه يتقدر معنى [النبي الأمّي] أنه النبي الذي ينحدر نسبه من أمم الأسباط، أي أن [النسب الشريف] يصل إلى الأسباط، ثم يصعد إلى يعقوب عليه السلام، وفوقه النبي إسحاق عليه السلام وبعده النبي إبراهيم عليه السلام. وعليه يجب إعادة دراسة الآيات الكريمة التي جاء فيها ذكر [الأميّين] في ضوء هذا الاجتهاد المتواضع وبعيدا عن الشطط اللغوي الشاذ الذي يقول إن الأمي هو الذي لا يقرأ ولا يكتب، هذا والله تعالى أعلم.
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأميّين |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|