الدّعاء هل هو جزء من القدر؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائماً ما يتبادر لذهني هذا السؤال؛ وأرجو من الجميع كتابة ماتوصل إليه حسب علمه. هل الدّعاء جزء من القدر أي إلهاما من الله للعبد وميسر له؟ أم إختيار من العبد نفسه ؟ مثلا صغير يبلغ من العمر 15 لا يحسن الدعاء كما ينبغي مثله لا يملك حكمة عالم ولا كبير علمته التجارب فيدعي بدعاء كثير هل نقول هنا دعاءه إلهام من الله أجراه على لسانه او جزء من قدره أنزله الله بالدعاء؟ لم أتوصل لشيء حتى الآن ولكن إن توصلت لإحابة مقنعة سأشاركها معكم هنا مؤكد. |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولماذا تفرضي خيارا واحدا من الاثنين إما إلهاما وإما اختيارا بمعني وجود عدة أدعية ثم يختار واحدا منها؟! ما المانع من وجود عدة خيارات أكثر مما ذكرت؟! فهناك دعاء بحسب الحاجة كقول [اللهم أغثني] [اللهم أعني] [يارب أنجح] [يارب اشفيني] ... إلخ فأدعية قضاء الحوائج لا تحتاج تعلم ولا إلهام لأن صاحبها مضطر تدفعه الحاجة لكن حسبما فهمت من كلامك ربما تقصدين يدعو [اجتهادا] أي يجتهد في صياغة دعاء من عنده وليس [اختيارا] أي يختار دعاء من بين عدة خيارات من الأدعية المأثورة .. لذلك عليك أن تعيدي صياغة سؤالك معنى ولغة حتى نتوصل لإجابة توافق ما تريدين السؤال عنه وهل الطفل دون سن البلوغ يحفظ الأدعية المأثورة ليختار من بينها؟ أما من بلغ 15 عاما فهذا شاب بالغ جرى عليه القلم فلم يعد طفلا ولا غلاما لأنه تجاوز الحلم وصار مكلفا |
ماقصدته هناك أدعيه يدعوها الشخص من أمور الدنيا من باب الأماني يرجوها من الله، ما إن يفتح الله على عقله ويؤتيه قليلا من الحكمه يندم على بعضها الذي قد يكون أُستجيب .
هل الدعاء هنا يصح أن نقول قدر؟ بخصوص العمر صحيح أنهم بالغين ويجري عليهم القلم ولكن كثيرا منهم تنقصهم الحكمه ولم تصقلهم التجارب فنجدهم مندفعين للحياه بلا خبره ولا وعي فتكثر أخطاءهم |
اقتباس:
طالما بلغ الإنسان الحلم فقد علم الحق من الباطل وجرى عليه القلم .. ولا علاقة للدعاء بخبرة الحياة وإنما باحتياجات الإنسان وكلما ازداد خبرة ازداد دعائه نضجا وقد يكون الدعاء لله تعالى من وحي الشيطان وتلاعبا منه بالإنسان .. فجميع أدعية السحرة [العزائم السحرية] و[أوراد الصوفية] من وحي الشيطان .. وأدعية المجرمين كلها من أهواء أنفسهم وشهواتهم كاللص يدعو الله أن يوفقه لسرقة أموال الناس قال تعالى: ﴿لَهُۥ دَعۡوَةُ ٱلۡحَقِّۚ وَٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا یَسۡتَجِیبُونَ لَهُم بِشَیۡءٍ إِلَّا كَبَـٰسِطِ كَفَّیۡهِ إِلَى ٱلۡمَاۤءِ لِیَبۡلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَـٰلِغِهِۦۚ وَمَا دُعَاۤءُ ٱلۡكَـٰفِرِینَ إِلَّا فِی ضَلَـٰلࣲ﴾ [الرعد ١٤] |
اقتباس:
لكن هل يمكن أن تستحاب هذه الأدعيه مادامت من اهواء النفس أو وحي الشياطين؟ |
اقتباس:
|
اقتباس:
في الحقيقة ليس لدي فكرة عن الموضوع لكن لن استغرب إن أُستجيب وسبق وقرأت لك كما أذكر في منشور تحدثت فيه عن الدعاء أنه من قرأه بصيغة معينه فقد سحر. لذلك لم أستبعد |
اقتباس:
وإن الشياطين توحي إلى أوليائها وتستدرجهم بزخرف القول لتضلهم وتحيد بهم عن صراط الله المستقيم قال تعالى: ﴿وَكَذَ ٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوࣰّا شَیَـٰطِینَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ یُوحِی بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضࣲ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورࣰاۚ وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا یَفۡتَرُونَ﴾ [الأنعام ١١٢] وإن كانت الشياطين توحي بزخرف القول فلا مانع أن توحي بدعاء فيه شرك أو شر أو غير ذلك فيستجاب لهم فتحل المصائب عليهم فقد ورد عن جابر بن عبدالله قال: سِرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ بَطْنِ بُوَاطٍ ، وَهو يَطْلُبُ المَجْدِيَّ بنَ عَمْرٍو الجُهَنِيَّ، وَكانَ النَّاضِحُ يَعْتَقِبُهُ مِنَّا الخَمْسَةُ وَالسِّتَّةُ وَالسَّبْعَةُ، فَدَارَتْ عُقْبَةُ رَجُلٍ مِنَ الأنْصَارِ علَى نَاضِحٍ له، فأنَاخَهُ فَرَكِبَهُ، ثُمَّ بَعَثَهُ فَتَلَدَّنَ عليه بَعْضَ التَّلَدُّنِ، فَقالَ له: شَأْ ، لَعَنَكَ اللَّهُ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: (مَن هذا اللَّاعِنُ بَعِيرَهُ؟) قالَ: أَنَا، يا رَسولَ اللهِ، قالَ: (انْزِلْ عنْه، فلا تَصْحَبْنَا بمَلْعُونٍ، لا تَدْعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا علَى أَمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ). [] فهذا رجل دعى على بعيره في لحظة غضب والغضب من الشيطان .. والشيطان يوحي للصوفية بأذكار وأدعية شركية فيسحرون ويحسبون أنهم مهتدون وهم أهل سحر وضلال فهذه الأقوام البائدة كما في قوله تعالى: ﴿كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحࣲ وَعَادࣱ وَفِرۡعَوۡنُ ذُو ٱلۡأَوۡتَادِ ١٢ وَثَمُودُ وَقَوۡمُ لُوطࣲ وَأَصۡحَـٰبُ لۡـَٔیۡكَةِۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ ٱلۡأَحۡزَابُ ١٣ إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ ١٤﴾ [ص ١٢-١٤] دعوا على أنفسم ولم يستفغروا قال تعالى: ﴿وَمَا یَنظُرُ هَـٰۤؤُلَاۤءِ إِلَّا صَیۡحَةࣰ وَ ٰحِدَةࣰ مَّا لَهَا مِن فَوَاقࣲ ١٥ وَقَالُوا۟ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبۡلَ یَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ ١٦﴾ [ص ١٥-١٦] فاستجاب لهم ربهم عز وجل فأبادهم .. كما دعى أهل مكة على أنفسهم قال تعالى: ﴿وَإِذۡ قَالُوا۟ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلۡحَقَّ مِنۡ عِندِكَ فَأَمۡطِرۡ عَلَیۡنَا حِجَارَةࣰ مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ أَوِ ٱئۡتِنَا بِعَذَابٍ أَلِیمࣲ﴾ [الأنفال ٣٢] فلم يستجب لهم لوجود النبي صلى الله عليه وسلم فيهم ولأنهم كانوا يستغفرون وهم على كفرهم فقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِیهِمۡۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ یَسۡتَغۡفِرُونَ﴾ [الأنفال ٣٣] .. ومثل هذا الدعاء على النفس ونسيان الاستغفار من عمل الشيطان وتزيينه ليتحقق عليهم الوعيد في الدنيا والآخرة قال تعالى: ﴿تَٱللَّهِ لَقَدۡ أَرۡسَلۡنَاۤ إِلَىٰۤ أُمَمࣲ مِّن قَبۡلِكَ فَزَیَّنَ لَهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَعۡمَـٰلَهُمۡ فَهُوَ وَلِیُّهُمُ ٱلۡیَوۡمَ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ﴾ [النحل ٦٣] _____________________ [] الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 3009 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] |
اقتباس:
لكن في حالة المرض إن كان الشخص معيون او مسحور مؤكد تؤثر هذه الأمراض على عقل المريض وتوحي لهم الشياطين وكل حالة حسب حالته و كثافة السحر عليه هؤلاء مؤكد لن يكون دعاهم سليم كمن لا شيء فيه فيبدأ المريض يستفيق تدريجيا مع العلاج فيدرك أخطاءه ويندم. ففي هذه الحاله ما نقول؟ خصوصا وأن المؤمن له خصوصية، فعن النّبي عليه السلام قال : عجبًا لأمرِ المؤمنِ ، إنَّ أمرَه كلَّهُ له خيرٌ ، و ليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمنِ ، إن أصابتْهُ سرَّاءُ شكر وكان خيرًا لهُ ، و إن أصابتْهُ ضرَّاءُ صبرَ فكان خيرًا له (١) وإن أخطأ أخطأ عن جهل حتى يعلم الصواب فيتنبه ويتبعه، وهذا يذكرنا بهذه الحادثة: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه : " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلا مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ، فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ، أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! لَا تُطِيقُهُ، أَوْ لَا تَسْتَطِيعُهُ، أَفَلَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ قَالَ: فَدَعَا اللَّهَ لَهُ، فَشَفَاهُ ". __________________________________ (١) الراوي : صهيب بن سنان الرومي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 3980 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج : أخرجه مسلم (2999) باختلاف يسير |
اقتباس:
لذلك يحتاج المسحور لمعالج شرعي يستكشف ألاعيب الشياطين فيساعده على الخروج منها سالما بإذن الله تعالى .. وهذا لدرايته وخبرته بحيل الشياطين وألاعيبهم وهذا لا يتوفر لدى الفقهاء لأن نظرتهم لعالم الجن سطحية بحسب ظاهر النصوص فتنقصها الخبرة والعلم والتجربة .. أما المعالج الشرعي فقد تعرض لما لا حصر له من الخدع والحيل وتمرس عليها .. فهو أقدر من غيره على كشفها من جهة والتعامل معها من جهة أخرى |
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا : للدعاء مواطن فاضلة كريمة جدير أن يستجاب للعبد فيها لشرفها وفضلها ، فمن تلك المواطن : جوف الليل الآخر ، ودبر الصلوات المكتوبات ، وعند النداء بالصلاة ، وعند التحام الصفوف في الجهاد ، وعند نزول المطر ، وفي حال السجود ، إلى غير ذلك من مواطن الإجابة . والداعي لا بد أن يتحلى بآداب الدعاء المستجاب حتى يستجيب الله له بإذنه سبحانه ، وكي يستجاب له فلابد من تحقيق شروط الاستجابة وانتفاء موانعها . قال ابن القيم رحمه الله : " والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح ، والسلاح بضاربه ، لا بحده فقط ، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به ، والساعد ساعدا قويا ، والمانع مفقودا ، حصلت به النكاية في العدو . ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير . فإن كان الدعاء في نفسه غير صالح ، أو الداعى لم يجمع بين قلبه ولسانه في الدعاء ، أو كان ثَمّ مانع من الإجابة لم يحصل الأثر " انتهى . "الجواب الكافي" (ص 8) وهذا شأن كافة الأذكار والأدعية والتعويذات الشرعية : لا بد من ثبوت الشروط وانتفاء الموانع ، وإلا لما رُدّ دعاء أحد ، قال الشيخ ابن باز رحمه الله : " كثير من الناس لا تنفعه الأسباب ولا الرقية بالقرآن ولا غيره ؛ لعدم توافر الشروط , وعدم انتفاء الموانع , ولو كان كل مريض يشفى بالرقية أو بالدواء لم يمت أحد " انتهى . "مجموع فتاوى ابن باز" (8 /61) فإذا تحلى الداعي بآداب الدعاء ، وقصد مواطنه وأوقاته الفاضلة ، وابتعد عن عصيان الله ، واحتاط لنفسه من الوقوع في الشبهات والريب ، وأحسن الظن بالله : فإنه جدير أن يستجاب له بإذن الله . ثانيا : قبول الله تعالى لدعوة من دعاه ، وإجابته لما طلب ، على أنواع : إما تعجل له دعوته بخصوصها ، أو أن يصرف عنه من السوء بمثلها ، أو يدَّخر ذلك له أجراً وثواباً يوم القيامة . فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا ، قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَكْثَرُ ) . رواه أحمد ( 10749 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب ( 1633 ) . قال ابن عبد البر رحمه الله : " فيه دليل على أنه لا بد من الإجابة على إحدى هذه الأوجه الثلاثة " انتهى . "التمهيد" (10 /297) وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " كل داع يستجاب له ، لكن تتنوع الإجابة : فتارة تقع بعين ما دعا به ، وتارة بعوضه ، وقد ورد في ذلك حديث صحيح " انتهى . "فتح الباري" (11 /95) وقال ابن حجر أيضا رحمه الله : فِي شَرْحِ حَدِيثِ : " يَنْزِل رَبُّنَا . . . " : " لاَ يُعْتَرَضُ عَلَى ذَلِكَ بِتَخَلُّفِهِ عَنْ بَعْضِ الدَّاعِينَ ؛ لأِنَّ سَبَبَ التَّخَلُّفِ وُقُوعُ الْخَلَل فِي شَرْطٍ مِنْ شُرُوطِ الدُّعَاءِ كَالاِحْتِرَازِ فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَلْبَسِ أَوْ لاِسْتِعْجَال الدَّاعِي أَوْ بِأَنْ يَكُونَ الدُّعَاءُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ أَوْ تَحْصُل الإْجَابَةُ بِهِ . وَيَتَأَخَّرُ وُجُودُ الْمَطْلُوبِ لِمَصْلَحَةِ الْعَبْدِ أَوْ لأِمْرٍ يُرِيدُهُ اللَّهُ تَعَالَى " . انتهى من " فتح الباري" (3/31) . وما أحسن ما قال الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله ، بعد أن ذكر بعض أوقات الإجابة ، قال : " ينبغي للمؤمن والمؤمنة تحري هذه الأوقات والحرص على الدعوة الطيبة الجامعة في وسط الليل وفي آخر الليل وفي أي ساعة من الليل , لكن الثلث الأخير وجوف الليل أحرى بالإجابة . مع سؤال الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجيب الدعوة مع الإلحاح وتكرار الدعاء , فالإلحاح في ذلك وحسن الظن بالله وعدم اليأس من أعظم أسباب الإجابة , فعلى المرء أن يلح في الدعاء ويحسن الظن بالله عز وجل ويعلم أنه حكيم عليم ، قد يعجل الإجابة لحكمة ، وقد يؤخرها لحكمة ، وقد يعطي السائل خيرا مما سأل , كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ... ، وعليه أن يرجو من ربه الإجابة ويكثر من توسله بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى مع الحذر من الكسب الحرام , والحرص على الكسب الطيب ; لأن الكسب الخبيث من أسباب حرمان الإجابة " انتهى . "مجموع فتاوى ابن باز" (9 /353) المصدر : https://islamqa.info/ar/answers/1533...8A%D9%86%D9%87 |
آداب الدعاء الدعاء في الإسلام يُعد من أهم العبادات التي يُتوسل بها العبد إلى الله تعالى، وهو شكل من أشكال العبادة التي يتوجه بها المؤمن إلى ربه بالتضرع والطلب. وقد حثَّ الإسلام على الدعاء وأوضح آدابه التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم عند الدعاء. فيما يلي بعض من أهم آداب الدعاء:1. الإخلاص لله تعالى يجب أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى دون طلب من أحد سواه. قال الله تعالى: "وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ" (غافر: 60). 2. التوجه إلى الله في أوقات الإجابة من آداب الدعاء الدعاء في أوقات يكون فيها الله أقرب إلى عباده، مثل: في الثلث الأخير من الليل، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: من يدعوني فاستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له" (متفق عليه). 3. الدعاء في حال الطهارة من السنة أن يدعو المسلم وهو على طهارة، لأن الطهارة من الأسباب التي يستجاب فيها الدعاء، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يفضل الدعاء في حال الطهارة. 4. رفع اليدين أثناء الدعاء يُستحب رفع اليدين أثناء الدعاء، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه في الدعاء، كما في الحديث: إنَّ ربَّكم تبارَكَ وتعالى حيِيٌّ كريمٌ، يستحيي من عبدِهِ إذا رفعَ يديهِ إليهِ، أن يردَّهُما صِفرًا . الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم : 1488 | خلاصة حكم المحدث : صحيح وجاء في الحديث الشريف أيضا فعل النبي عليه الصلاة والسلام : لَمَّا كانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ إلى المُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ، وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ القِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ برَبِّهِ: اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ ما وَعَدْتَنِي، ... الحديث . الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم : 1763 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] . وجاء في الحديث الشريف : إذا سألتم اللهَ، فاسألوهُ ببطونِ أكفكُم، ولا تسألوهُ بظهورها الراوي : مالك بن يسار السكوني والعوفي | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم : 595 | خلاصة حكم المحدث : صحيح 5. الدعاء بثقة في إجابة الله تعالى من آداب الدعاء أن يدعو المسلم ويثق بأن الله تعالى سيستجيب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة" (رواه مسلم). 6. التوسل إلى الله بأسمائه الحسنى يُستحب أن يتوسل المسلم إلى الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت، المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام" (رواه مسلم). 7. عدم الاستعجال في إجابة الدعاء يجب على المسلم أن يكون صبورًا وأن لا يستعجل الإجابة، كما جاء في الحديث الشريف: "يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت ربي فلم يستجب لي" (رواه البخاري). 8. الدعاء بعموم الخير يجب أن يتجنب المسلم الدعاء بالشر أو أن يسأل الله شيئًا قد يؤذي نفسه أو غيره. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير، فإن الدعاء مستجاب" (رواه مسلم). 9. الاعتراف بالذنوب والتوبة من آداب الدعاء أن يبدأ المسلم الدعاء بالتوبة والاعتراف بالذنب، فيكون في حال التضرع والاعتراف أمام الله. مثل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: "اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي" (رواه البخاري). هذه بعض من آداب الدعاء في الإسلام، وقد وردت في العديد من الأحاديث الشريفة. ينبغي للمسلم أن يتذكر أن الدعاء هو عبادة ويجب أن يؤديه بصدق وإيمان، متحليًا بأدب التوجه إلى الله. |
اقتباس:
شاهد النقطة الرابعة يحتاج مراجعة |
جزاكم الله خيرا على التنبيه
تم التعديل ووضع الاستشهاد الصحيح أيضا اختلف العلماء في مواضع رفع اليدين .. لكن درءا للاطالة ذكرت السنة بشكل عام ... ولمن أراد المعرفة يمكن الرجوع للكتب وكلام العلماء وشروحاتهم في ذلك والله الموفق |
الساعة الآن 09:29 AM بتوقيت الرياض |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Google
search by kashkol