#1
|
|||||||
|
|||||||
جبل المدينة يقطر عسلاً
أسرار وحكايات الكهوف ما زالت جبال المدينة المنورة لم تفصح عن أسرارها العجيبة، وتخفي بين صخورها حكايات الطبيعة. فمن بين صخور تلك الجبال تنبت الزروع والورود وتجري العيون، وتحيا في كهوفها ممالك من النحل وكنوز من شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس. ففي جبال غرب المدينة المنورة مازال عدد من أهالي المنطقة يدركون ما تخفيه الصخور من خيرات، فسلكوا دروب الجبل، وخبروا كهوفه، لتفشي لهم أسرارها، وما تحفظه من حكايات النحالين في جبال العسل. فلا يزال عدد من العسالين في تلك المنطقة يمارسون جلب العسل بالطريقة التقليدية القديمة، معتمدين في ذلك على نحت الصخور وتسخيرها بكل الوسائل لتهيئة اﻻجواء المناسبة وتوفير المناخ الملائم واستدراج النحل البلدي للعيش وسط تلك الكهوف التي هيئت لها من أجل ذلك. «المدينة» رافقت مجموعة من العسالين والنحالين في أحد اشهر الجبال بالمنطقة، وبالرغم من المشقة وطول الطريق، إﻻ انها كانت رحلة مميزة تعرفنا من خلالها على اسرار غريبة وعجيبة في عالم النحل والنحالين، حيث توجهنا قبيل بزوغ الفجر الى منطقة القاحه بالجنوب الغربي لطيبة الطيبة، لنصل الى منطقة تسمى بشعب اليماني التي توقفت عندها مركبتنا، لنكمل السير على الأقدام بين الصخور مسافة تقارب الخمسة كيلومترات في اﻻرتفاعات الجبلية والشعاب المنحدرة، لنصل الى احد المعاسل والتي تعرف بالعامية «الخشبة»، وعند وصولنا وجدنا النحل وهو في أوج توهجه للعمل في استخراج العسل، لتبدأ رحلة النحالين بالتخطيط لعمل كل ما يلزم وأخذ اكبر كمية من العسل، وكانت البداية مع الخبير وتاجر العسل المعروف الشيخ عياد بن عيادة اللهيبي الذي بدأ يشرح لنا، حيث قال: إن ممارسة هذه المهنة التي توارثناها عن آبائنا وأجدادنا فيها الكثير من اﻻسرار العجيبة والغريبة وتحتكم لعادات وأحكام شرعية وعرفية تضمن لأصحاب المناحل الجبلية حقوقهم، بحيث إن كل اصحاب هذه المهنة لديهم أملاك خاصة بهم محددة ومعروفة وﻻ يمكن لشخص آخر أن يأتي ويتجاوز حدوده المعروفة والتي يطلق عليها بالمصطلح الشعبي «المعاذيق»، وهي ما تخص شخصًا او مجموعة. طريقة عمل المنحلة يستثمر نحالو المرتفعات الجبلية بعض الكهوف والتشققات الصخرية التي تنتشر فيها، فيقوم العسال بتهيئتها لوضع «العود»، وهو الاكثر اهمية في المنحلة، حيث ﻻبد ان يكون مجوفا، وﻻ يقل طوله عن المتر وعرضه من 20 - 40 سم، ويفضل ان يكون من جذوع اشجار السدر او أشجار السيال والعرعر والخزم، فكلما كان العود صلبا ومتماسكا، كلما زاد اقبال النحل عليه بعد ان يتم تغطيته تمامًا بواسطة صفائح الصخور الحجرية والتي تحكم تمامًا ويترك ثقب بسيط لدخول النحل الى جوف العود بعد رشها وتعطيرها بمواد عطرية مستخرجة من بقايا النحل، ومن ثم تترك المنحلة، فاذا ازداد الربيع تكون جاهزة لاستقطاب مملكة جديدة من النحل. ولاستخراج العسل يقول اللهيبي: لابد ان نقوم بإشعال النار خارج المعسلة، ثم نقوم بوضع أعواد حطب من أشجار الكتاد والبشام أو السمر نظرًا لكثافة الدخان بها عند اشتعالها من اجل إبعاد النحل وعدم مهاجمته ثم نقوم بفتح الخلية. بعد ان نستخدم الدخان لإبعاد النحل عن العسل ثم نبدأ بجني العسل بطريقة احترافية، بحيث ﻻ يتساقط الشمع ويختلط بالاتربة ونستخدم في ذلك سكين حادة، فوضع العسل في اوعية حافظة من نوع البلاستيكات او المعادن، لأنها عملية وتحافظ على نظافة المنتج، بالرغم من اننا كنا في السابق نستخدم المواعين والتي يطلق عليها الميسب والسفرة، والمصنوعة من جلود الحيوانات، بعد ان يتم تهيئتها لذلك. ومن المشكلات التي تواجه العسالين ذكر اللهيبي منها لسعات النحل التي تستبسل في الدفاع عن خليته، ويكون اكثر شراسة عند وجود البيض والذي نطلق عليه بالعامية (الولد)، وتختلف الخشبة عن اﻻخرى، فبعضها هادئة الطبع سريعة اﻻستسلام، والاخرى تكون اكثر شراسة، اﻻ اننا اعتدنا على لسعات النحل، فلا يمنع حتى ولو زاد ذلك عن خمسين لسعة نحل في جسد الرجل الواحد. ويضيف: يتم إقفال المنحلة أو الخشبة بعد اﻻنتهاء من اخذ الكمية المحددة من العسل والذي يراعي فيه العسال عملية ابقاء شيء منه وعدم استخراج كل ما فيها أن ذلك يثير حفيظة الملكة فترحل عن الخلية احتجاجا على ذلك. عدو المناحل ويقول اللهيبي: إن حيوان الظربان هو ألد اﻻعداء للنحالين وللمنحلة، وهو حيوان يعيش في المناطق الجبلية وشبيهًا نوعًا ما لحيوان النيص والسناجب، حيث يهاجم هذا الحيوان الغريب الخلية ويقوم بتحطيمها واﻻعتداء على العسل، فهو قوي البنية ويقوم برفع وإزاحة الصخور بطريقة عجيبة بالرغم من انقراضه في السنوات اﻻخيرة، اﻻ انه يوجد في بعض اﻻماكن التي يتكاثر فيها النحل. وعن أنواع العسل يقول اللهيبي: إنها متعددة، ومنها عسل الربيع وهو أكثرها فائدة، لأن النحل يجنيه من رحيق مئات الزهور اﻻ انه تتكثف به نسبة السكريات، ويأتي بعد ذلك عسل الحميم وهو جيد وهو خليط لانواع متعددة من اﻻشجار والنباتات، وكذلك عسل السدر والطلح وعسل الكراث الذي انقطع تمامًا نظرًا لقلة نزول اﻻمطار في الفترة الأخيرة. ويشرح العسال حمد اللهيبي كيفية التعرف على العسل الجيد فيقول: إن هناك عدة طرق لعل ابرزها لون العسل، فكلما كان العسل مائلا للون الداكن يكون احد العلامات الجيدة، ثانيًا الثقل وليس مقصود بوزنه، وإنما التماسك والقوام، وهنا تلعب الخبرة دورا كبيرا في ذلك، وﻻ ننسى ان ثقة المصدر هي التي تحكم على جودته. المزيد من الصور : المصدر: جبل المدينة يقطر عسلاً | صحيفة المدينة
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
|
#2
|
|||||||
|
|||||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جميل جدا ... ومؤكد توجد غيرها الكثير ... الحقيقة أن أرض المدينة مليئة بالخيرات مؤكد لكن الأمر محتاج لبحث جزاكم الله خيرا وبارك فيكم على هذا النقل الرائع
|
#3
|
|||||||
|
|||||||
|
#4
|
|||||||
|
|||||||
وعليكم السلامورحمة الله وبركاته
الأخت فارسة الحرمين والأخت بيان الحق بارك الله فيكما وجزاكما الله خيرا فعلا المدينة المنورة فيها آثار وتحوي تراث وتاريخ عظيم .. وتحتاج منا لجهد كبير لاستخراج كل هذا
|
#5
|
|||||||
|
|||||||
|
#6
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
المدينة, جبل, يقطر, عسلاً |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|