04-20-2015, 12:06 AM
|
المدير
|
|
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صبح
السلام عليكم ورحمة الله .
هل أفهم ممّا كتب .. أنّ حادثة الاسراء والمعراج الشهيرة .. لم تحدث .. وأنّ ليلة بداية الهجرة الى المدينة .. هي ليلة الاسراء ذاتها ؟ ..
اذا كان الأمر كذلك .. فبهذا يكون النبيّ محمد عليه الصلاة والسّلام قد هاجر وحده الى يثرب .. ولم يكن برفقة أحد .. أي أنّ أبا بكر .. لم يكن معه !!
وأنّ الهجرة الى المدينة .. في ليلة واحدة .. كانت بمثابة معجزة ..
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الإسراء: 1]
النص القرآني يصرح أنه (الإسراء) أي المسير إلى المسجد الأقصى كان بدايته (لَيْلًا) .. ولم يحدد زمن الوصول فتركه مطلقا مما دل على أنه وصل بعد زمن .. فإسراء الله تعالى به ليلا كان آية عظيمة أن سلمه من كيد الكافرين رغم أنه كان بين أيديهم حيث أجمعوا على قتله لذلك قال تعالى (لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا) .. لذلك بدأ الآية بقوله: (سُبْحَانَ) تنزيها لله عز وجل
فإن ذكر أنه أسري به (مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى) ليدل على رحلة الذهاب .. إلا أنه لم يذكر رحلة الإياب أو ما يدل على حدوثها .. مما ينفي حدوث رحلة إيابه .. فكانت رحلة ذهاب بلا عودة بخلاف ما تذكره النصوص
وعلى هذا فلا علاقة لإسرائه بمسألة البراق .. وهذا لا يمنع سفره ومعه صاحب لقوله تعالى: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [التوبة: 40]
والملفت في الآية مواساته لصاحبه وطمأنته له .. بينما أنزل الله تعالى سكينته على الرسول عليه الصلاة فقط فقال بالمفرد لا بالتثنية (فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) أي على النبي فقط فلم تشمل السكينة صاحبه .. والخطاب موجه إلى الكفار ليغيظهم فقال (وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا) فواو الجماعة في قوله (لَّمْ تَرَوْهَا) عائد على أعدائه من الذين كفروا بعدما أجمعوا كلمتهم على قتله .. لذلك قال بعدها (وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا)
وتأييده (بِجُنُودٍ) هم الملائكة الكرام عليهم السلام لذلك قال (لَّمْ تَرَوْهَا) فالملائكة لا يراهم البشر .. لذلك فقوله (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) من الراجح أنه قول جبريل عليه السلام .. كان يواسي رسول الله صلى الله عليه وسلم لحزنه على فراق مكة وإخراج أهله له منها .. ويطمئنه لخوفه من مكرهم وكيدهم به لقتله
فلا يستقيم عقلا أن يواسي النبي عليه الصلاة والسلام صاحبه ثم تنزل السكينة عليه وحده لا على صاحبه .. وأن يطمئن صاحبه من خوفه ثم تؤيده الملائكة فلا تؤيد معه صاحبه .. مما يؤكد أن النبي عليه الصلاة والسلام كان حزينا وخائفا .. بينما كان صاحبه كان مطمئنا آمنا .. فنزلت السكينة على النبي وحده وأيده الله بالملائكة
فجبريل عليه السلام كان مصاحبا للنبي عليه الصلاة والسلام في الهجرة وليس أحد من البشر .. فكان صاحبه يرشده ويدله على الطريق إلى المدينة ويواسيه ويؤيده .. فالملائكة في سكينة ولا يحزنون من كيد البشر فلا يصلون إليهم .. لذلك خصت السكينة بالنبي وحده ولم يخص بها صاحبه من الملائكة .. وأيده بجنود من الملائكة لخوفه أن يدركوه فيقتلوه
وعلى هذا فمسألة الإسراء ذهاب وعودة في نفس الليلة واليمامتان والعنكبوت لا صحة لها .. هذا اجتهادي في ضوء النص .. والله أعلم
|