عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 04-21-2015, 07:51 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صبح


كلمة شديد القوى في الآية الكريمة .. على من تعود ..؟ .. هل المقصود بها الله عزّ وجلّ .. أم جبريل عليه السّلام ؟

هو جبريل عليه السلام .. فهو الذي علم رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي وهو القرآن الكريم .. وقد خلقه الله عز وجل ذو قوة

في لسان العرب: "والمِرَّةُ القوّة، وجمعها المِرَرُ. قال الله عز وجل: ذو مِرَّةٍ فاسْتَوَى، وقيل في قوله ذو مِرَّةٍ: هو جبريل خلقه الله تعالى قويّاً ذا مِرَّة شديدة؛ وقال الفراء: ذو مرة من نعت قوله تعالى: علَّمه شدِيدُ القُوى ذو مِرَّة؛ قال ابن السكيت: المِرَّة القوّة، قال: وأَصل المِرَّةِ إِحْكامُ الفَتْلِ. يقال: أَمَرَّ الحبلَ إِمْراراً. ويقال اسْتَمَرَّت مَريرَةُ الرجل إِذا قويت شَكِيمَتُه."

فقد رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين على صورته التي خلقه الله عز وجل عليها .. أي في صورته الملائكية .. فمن الواضح أن جبريل عليه السلام ضخم الحجم جدا يتجاوز حجم الأرض بمراحل .. فهو آية كبرى من ملكوت الله العظيم (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) فلا تسعه الأرض بحجمها الضخم ليظهر فيها على صورته الأكبر والأعظم منها بمراحل .. وإنما كان يتمثل بشرا سويا للأنبياء عليهم الصلاة والسلام حتى يتمكن من الظهور في حجم يتناسب مع قاماتهم .. وإلا لو ظهر في صورته فلن يكون ثمة تكافؤ في الأحجام وسيكون من العسير التواصل بينهما

ولكي نقرب للأذهان مدى ضخامة الملائكة الكرام عليهم السلام فلنقرأ هذا الحديث:

( إنَّ اللهَ تعالى لما فرغ من خلقِ السمواتِ والأرضِ خلق الصُّورَ وأعطاهُ إسرافيلَ فهو واضعُه على فيهِ شاخصٌ ببصرِه إلى العرشِ ينتظرُ متى يؤمَرُ) فقال أبو هريرةَ قلت : يا رسولَ اللهِ وما الصُّورُ ؟ قال : (قرنٌ) فقلتُ : وكيفَ هوَ ؟ قال : (هو عظيمٌ والذي نفسي بيدِه إنَّ عظمَ دارةٍ فيه لكعرضِ السماءِ والأرضِ ....)

الراوي : أبو هريرة المحدث : ابن العربي
المصدر : التذكرة للقرطبي الصفحة أو الرقم: 194 خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


إذا كان الصور فقط؛ (عظمَ دارةٍ فيه لكعرضِ السماءِ والأرضِ) فكيف يمكن أن يكون حجم الصور؟ وكيف يمكن أن يكون حجم الملك؟

أعتقد مستحيل أن نتصور حجم الملك أليس كذلك؟!

إذن فجبريل عليه السلام حجمه أكبر من حجم السموات والأرض فمحال أن ينزل بصورته الملائكية على الأرض فلن تسعه .. وإنا يلزم تمثله بشرا سويا حتى يمكن رؤيته .. أو أن يجتمع للرسل الإبصار بالفؤاد والعين معا حتى يمكن رؤيته

لذلك لما رآه النبي عليه الصلاة والسلام لم يره على الأرض .. إنما رآه في السماء السابعة فمرة رآه (وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى) ومرة رآه (عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى) .. ورؤية ما في السماء السابعة يحتاج لرؤية بالفؤاد فلا تستطيعها العين المجردة أن ترى بدون الفؤاد .. لذلك قال تعالى: (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) .. فإذا اجتمعت العين مع الفؤاد أبصر الإنسان ما لا يراه بعينه المجردة .. لذلك فما مال بصره عما رآه .. ولا تجاوز بصره ما رآه (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى)

وعدم الطغيان هنا أي أنه لم يرى من آيات ربه أعلى من جبريل عليه السلام .. أي لم يرى ربه تبارك وتعالى .. إنما رأى بعض آيات ربه عز وجل فقال تعالى (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)

هذا والله تبارك وتعالى أعلى وأعلم



رد مع اقتباس