عرض مشاركة واحدة
  #58  
قديم 06-09-2018, 06:29 PM
بهاء الدين شلبي بهاء الدين شلبي غير متواجد حالياً
المدير
 Egypt
 Male
 
تاريخ التسجيل: 16-12-2013
الدولة: القاهرة
العمر: 57
المشاركات: 6,813
معدل تقييم المستوى: 10
بهاء الدين شلبي تم تعطيل التقييم
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اكرام حسين
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته :
سأبحث ان شاء الله حتى تتضح لنا الصورة أكثر .كل ما نريده هو الفهم الصحيح .
لقد لفتت انتباهي لجملة لم التفت لها من قبل و هي اخبار الله تعالى عن الرسول المذكور في هذه السورة أنه يتلو الصحف المطهرة و هناك فرق بين تلاوة القرآن ككتاب منزل و بين قراءة صحيفة القرآن فتلاوة القرآن ممكن ان تكون غيبا بلا قراءة مباشرة لكن تلاوة الصحيفة يجب ان تكون قراءة مباشرة من الصحيفة و النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن يقرأ المخطوط و لا الصحف.
صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يكتب ولا يقرأ قبل نزول الوحي، وهذا ثابت بنص صريح، ولكن بعد نزوله اختلف الحال، فالآية تنفي استمرار هذا الحال بعد الوحي، وهذا ما تغافل عنه الكثيرون [عمداً]، وإن قصد به إثبات حجة على الكافرين، أنه لم يقرأ كتب الأولين، ولم ينسخها، إلا أن استمرار هذه الحجة بعد نزول الوحي يعد طعن في نبوته، فلا يستقيم أن يكون نبي أمي لا يقرأ ولا يكتب، ثم يبلغ الوحي شفاهة حفظا عن ظهر قلب، بدون ضبطه كتابة! مما يلزم أن الله علمه الكتابة والقراءة بعد بعثته، إما بآية من الله عز وجل، كأن استيقظ فوجد نفسه يكتب ويقرأ، وهذا لا يعجز الله تعالى، وإما علمه جبريل عليه السلام الكتابة والقراءة ليجهزه لتقلي الوحي، ثم أوحي إليه القرآن الكريم.

وهذا ما سبق أن وضحته في ردي رقم [50] وأعيد نسخه مرة أخرى لمن لم ينتبه لكلامي على النحو التالي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الآيات هنا تنفي أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ أو يكتب قبل البعثة، فقال (مِن قَبْلِهِ)، أي من قبل نزول الوحي عليه، فلما أذن الله تعالى ببعثته علمه ربه الكتابة والقراءة، وهذا أمر بديهي لأنه من لوازم تبليغ الوحي للناس، فلا يستقيم أن يبلغ الوحي شفاهة دون أن يضبطه كتابة ورسما.

فتبليغ القرآن الكريم للناس غير قاصر على نقله شفاهة، ولكن جزء من الوحي نقله للناس كتابة، وهو ما يعرف (بعلم رسم المصحف)، وهو علم من المفترض أنه توقيفي، أي منقولا عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام، فلا اجتهاد لبشر فيه، ولا يمكن لبشر أن يجتهد فيرسم المصحف كما أنزل دون أن يطلع على صحيفة نقلها النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام، ولكن لابد للكاتب أن ينسخ رسم المصحف من صحيفة دونها رسول الله صلى الله عليه وسلم نقلا عن جبريل عليه السلام، وهذا قول لا يختلف عليه عاقلان، فالآيات تثبت أنه كان لا يقرأ ولا يكتب قبل البعثة، ثم تعلم الكتابة والقراءة بعدها.

ويبقى السؤال من أين أتى العلماء برسم المصحف إن كان توقيفيا؟

ويترتب على السؤال السابق سؤال آخر أهم منه:

أين الصحف التي دونها رسول الله صلى الله عليه وسلم نقلا عن جبريل عليه السلام؟

وبناءا عليه فإن المصاحف التي بين أيدينا اليوم، وهي منسوخة عن مصحف عثمان بن عفان، رسمها الصحابة بحسب قول المتخصصين!!! فهل هي مطابقة لمصحف النبي صلى الله عليه وسلم أم لا؟

وبالمناسبة فإن صناعة الورق كانت منتشرة في العالم زمن البعثة، وكان الصحابة رضوان الله عليهم أثرياء، يتارجون مع البلاد الأخرى في انحاء العالم، وتمر بهم القوافل من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال، فلم ولن يعجزهم أن يشتروا الورق من أي مكان في العالم لتدوين المصحف، فكان يصنع الورق من نبات البردي في مصر، وهي متاخمة لجزيرة العرب، فضلا عن إمكان تصنيعه في بلادهم من سعف النخل كبديل عن نبات البردي، وهذا لا يستقيم والأخبار التي تقول بأن الصحابة دونوا المصحف على الرقاع وعلى العظام، وكأنهم منعزلون عن العالم، ويعيشون في العصور الحجرية، وهذا القول مردود لا يستقيم وحال تجار العرب.



رد مع اقتباس