#11
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
جميل جدا بدأت أفهم جزاك الله خيرا لكن هل ممكن توضح ماهو الفرق بين الحسد والغبطة ؟ لأن الغبطة محمودة ... وقد نقع في الحسد ونظن اننا في غبطة بسبب سوء الفهم في الفرق بين الاثنين ... اقتباس:
التعديل الأخير تم بواسطة سيوا ; 06-11-2014 الساعة 02:25 PM |
#12
|
|||||||
|
|||||||
نسخت كلام مهم جدا عن الحسد والغبطة من أحد أبحاث جند الله التي تناولت هذا الأمر ******************* الحسد والإصابة بالعين: لن أتناول الحسد تناولا وعظيا، فهذا ليس بابه، إنما أريد فقط أن أبين مساوئ الحسد، وأكشف أحد أهم أضراره، وكيفية تسببه في الإصابة بالعين. فالحسد هو تمني زوال النعمة عن المنعم عليه، قال تعالى: (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) [البقرة: 109]. وقال تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ) [النساء: 54]. وقد أمر الله تعالى بالتعوذ من شر الحاسد فقال: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) [سورة الفلق]. والحسد أدناه الغبطة وهي تمني مثل نعمة غيرك، وأعلاه النقمة وهي تمني زوال النعمة عن صاحبها، وذهابها إلى الحاسد، وأن تستبدل النعمة لدى المحسود بمصيبة، كما نقم فرعون من السحرة حين أسلموا، قال تعالى: (قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ * لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ * قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ * وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) [الأعراف: 123؛ 126]. فأراد أن يردهم عن نعمة الإسلام، ثم أبدلهم بها التعذيب والقتل، لذلك قالوا له: (وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا). وتمني متع الدنيا، والنظر والتطلع إليها، هو من الغبطة المذمومة والتي قد تفتن الإنسان لقوله تعالى: (وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) [طه: 131]. والغبطة من الحسد المذموم، عدا في أمرين ذكرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (لا حسدَ إلا في اثنتَينِ: رجلٌ علَّمه اللهُ القرآنَ فهو يَتلوه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ، فسمِعه جارٌ له فقال: ليتَني أوتيتُ مِثلَ ما أوتيَ فلانٌ، فعمِلتُ مِثلَ ما يَعمَلُ، ورجلٌ آتاه اللهُ مالًا فهو يُهلِكُه في الحقِّ، فقال رجلٌ: ليتَني أوتيتُ مِثلَ ما أوتيَ فلانٌ، فعمِلتَ مِثلَ ما يَعمَلُ). () المقصود بقوله (لا حسدَ إلا في اثنتَينِ) أي الغبطة المحمودة، فهذا من الحسد المباح؛ أي تمني مثل نعمة غيرك، وما غير ذلك من الغبطة، فهو من الحسد المذموم. فالحسد والغبطة المباحة في تمني القيام بالعمل الصالح، لا في تمني الدنيا ومتاعها الزائل، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المتحابون في الله في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء. قال: ولقيت عبادة بن الصامت فحدثته بحديث معاذ، فقال: سمعت رسول الله يقول عن ربه تبارك وتعالى: حقت محبتي على المتحابين في، وحقت محبتي على المتناصحين في، وحقت محبتي على المتباذلين في، وهم على منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء والصديقون). () فالأنبياء والشهداء لن يتمنوا متاع الدنيا الزائل، ولكن مناهم في العمل الصالح، فقوله: (لا حسدَ إلا في اثنتَينِ) من باب المجاز البياني، لا من باب الحصر، وإلا فأبواب العمل الصالح لا حصر لها. ولا يقتصر الحسد على التمني فقط، وإنما يشمل كذلك الأخذ بأسباب تحقيق هذه الأمنيات، من عداوة وبغضاء ومحاولات إزالة النعمة عن المحسود. إذن فالحسد آفة من أسوأ أمراض القلوب، وداء يصيب النفس البشرية، لقوله صلى الله عليه وسلم: (دبَّ إليْكم داءُ الأممِ قبلَكم الحسدُ والبغضاءُ، هيَ الحالقةُ، لا أقولُ تحلقُ الشَّعرَ، ولَكن تحلِقُ الدِّينَ. والَّذي نفسي بيدِهِ لا تدخلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا، أفلا أنبِّئُكم بما يثبِّتُ ذلِكَ لَكم؟! أفشوا السَّلامَ بينَكم). () وسلوك مشين يصدر عن الإنسان، فلا ينتفع معه بحسنات، بل يضيع الحسد الحسنات ويبددها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنَّ الحسدَ يُطفِئُ نورَ الحسناتِ). () والحسد يفسد الإيمان، فيحسب الحاسد أنه صحيح الإيمان ويغتر بإيمانه، ولا يشعر أن إيمانه أفسده الحسد، لقوله صلى الله عليه وسلم: (الحسَدُ يُفسدُ الإيمانَ، كَما يفسِدُ الصَّبرُ العسلَ). () إذا كان الشيطان مسؤول عن الإصابة بالعين، فإن الشيطان يستغل حسد ابن آدم فيندفع لتحويل الحسد من مجرد أمنيات شريرة إلى أذى حقيقي يصيب بالمحسود، فالعلاقة بين العين والشيطان والحسد ثابتة في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العين حق، ويحضر بها الشيطان، وحسد ابن آدم).() والشيطان يستغل أمراض القلوب إما ليسيطر على البشر وتوجهاتهم، فيحركهم بحسب هواه، وإما أن يبدد بها حسناتهم وكأنها لم تكن، وذلك من خلال بث البغضاء والكراهية بين المؤمنين، والتحريش بينهم، لذلك قال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الشَّيطانَ قد أيِسَ أن يعبُدَه المصلُّونَ في جزيرةِ العربِ ولَكنْ في التَّحريشِ بينَهم). () قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين تمني زوال النعمة والسعي في إزالتها، وبين البغضاء، أي شدة الكراهية، فقال: (دبَّ إليْكم داءُ الأممِ قبلَكم الحسدُ والبغضاءُ). والكراهية ضد الحب، والمحبة لا تتحقق إلا بالسلام والوئام بين الناس، لذلك قال: (والَّذي نفسي بيدِهِ لا تدخلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا، أفلا أنبِّئُكم بما يثبِّتُ ذلِكَ لَكم؟! أفشوا السَّلامَ بينَكم). فاتباع السلم والمحبة يعني تخلينا عن اتباع خطوات الشيطان، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) [البقرة: 208]. وخطوات الشيطان تؤدي بنا إلى الوقوع في العداوة والبغضاء قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء) [المائدة: 91]. ولنتنبه أن الشيطان ينزغ بين المؤمنين ويحرش بينهم، ويغريهم ببعضهم البعض، لذلك نجد النزاعات على أشدها بينهم، فأمرنا أن نقول أحسن القول لرد كيد الشيطان، قال تعالى: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا) [الإسراء: 53].
|
#13
|
|||||||
|
|||||||
فهمت مماسبق أن للغبطة شرطان كي تكون محمودة :
أولا: التمني الصادق للقيام بالعمل الصالح تقربا إلى الله تعالى ثانيا: لا يملك المرء القدرة والاستطاعة للقيام بهذا العمل في وقته الحاضر ... فهو يتمناه بصدق طاعة لله سبحانه ... طبعا لا يدخل في هذا الاعمال الصالحة التي يمكن القيام بها ... فمثلا أحدهم يحسد الاخر لأنه يقوم الليل بينما هو لا يأخذ بالاسباب التي تساعده في قيام الليل فهذا حسد مذموم وكذب ولايسمى غبطة أما الامور الاخرى - سواء دينية أو دنيوية - فكلها تدخل في الحسد المذموم ... سواء تمنى زوال النعمة وسعى لها أو لم يتمن ذلك جزاك الله خيرا يا أسماء على النقل
التعديل الأخير تم بواسطة سيوا ; 06-11-2014 الساعة 11:13 PM |
#14
|
|||||||
|
|||||||
|
#15
|
|||||||
|
|||||||
من الأهطاء العظيمة التي وقع فيها المسلمون .. والتي هي من علامات النفاق .. ومنه النفاق المبين والظاهر للناس وليس الخفي الذي لا يعلمه إلا الله تعالى .. فالمسلم يتوب عن أخطاءه ولا يتوب عن عيوبه ويخدع نفسه بأن التوبة وهي الإقلاع عن الذنب أمر كاف لإصلاح نفسه .. والحقيقة أننا لا نفرق بين العيوب وأمراض القلوب وبين الذنوب والمعاصي
فمهما أقلعنا عن الذنوب والمعاصي فحتما سنقع فيها مرة أخرى ما لم نصلح عيوب قلوبنا ونشفى من أسقامها المتسببة في إقبالنا على اقتراف المعاصي من جديد والوقوع فيها مرارا وتكرارا .. لأن سبب تكرار الوقوع في المعصية هو تعلقنا بمعصية القلوب لا بمعصية الجوارح فقد شغلنا أنفسنا بإصلاح الأخطاء عن إصلاح العيوب المتسببة في تلك الأخطاء .. لذلك نحن نفشل دائما في التقدم في حياتنا بسبب تراكم العيوب ونهمل الاستغفار للذنوب .. قد نتوقف عن الذنب لكن السبب فيه هو مرض القلب ما لم نعالجه .. وبالتالي ففساد القلوب هو السبب في خراب دنيانا وحرماننا الأرزاق الحلالُ بيِّنٌ، والحرامُ بيِّنٌ، وبينهما مُشَبَّهاتٌ لا يعلمُها كثيرٌ من الناسِ، فمَنِ اتقى المُشَبَّهاتِ استبرَأ لدينِه وعِرضِه، ومَن وقَع في الشُّبُهاتِ : كَراعٍ يرعى حولَ الحِمى يوشِكُ أن يواقِعَه، ألا وإن لكلِّ ملكٍ حِمى، ألا وإن حِمى اللهِ في أرضِه مَحارِمُه، ألا وإن في الجسدِ مُضغَةً : إذا صلَحَتْ صلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسَدَتْ فسَد الجسدُ كلُّه، ألا وهي القلبُ . الراوي: النعمان بن بشير المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 52 خلاصة حكم المحدث: [صحيح] فكما أن قلب الإنسان إن فسد أو أصابه عطب تعطل سائر الجسد وفسدت آلته .. كذلك قلب الإنسان إن فسد فسدت كل أعماله وخربت ثم يحرم بسبب هذا الرزق في الدنيا ورزق الآخرة .. فيخسر دنياه وآخرته القلب الخرب دائما ما يحاول صاحبه التملص من الإقرار والاعتراف بعيوبه .. يسشتعر حمى ونارا تتأجج في جسده كله إن ذكره أحد بعيوبه فيستشيط غيظا وكمدا .. وتقريبا هذا العيب موجود فينا جميعا عز أن يوجد إنسان بدونه .. والقلب العامر يتغلب على كل هذا الضعف بمواجهة عيوبه والإقرار بها لا التملص منها يجب أن نتعلم روح مكاشفة الذات بعيوبها .. وهناك فارق بين كشف الذنوب والمعاصي والمجاهرة بها وهذا منهي عنه .. وبين كشف العيوب لمعالجتها .. فالنفاق داء عضال متفشي في الأمة فلا يكاد يسلم منه أحد .. فتختلف نسبة النفاق من شخص للآخر ومن وقت للآخر .. وإن لم نقر ونعترف بوجود هذا العيب فينا فمحال سنتمكن من التخلص منه وعلاجه .. ليس المطلوب تقديم كشف باتفاصيل أنواع المعاصي والذنوب التي اقترفناها .. لكن المطلوب الإقرار بعيوبنا وأمراضنا لعلاجها .. فالحسد والغل مرض يترتب عليه اقتراف معاصي وذنوب لا حصر لها من العداوة والبغضاء والشحناء .. إلخ .. الكبر مرض عضال يترتب عليه اقتراف معاصي وذنوب لا حصر لها من الكذب والتضليل والمراوغة والانصراف عن الحق .. إلخ .. الأنيانية مرض عضال يترتب عليه اقتراف معاصي وذنوب لا حصر لها من الترفع على الناس والإحساس بأنه خير منهم .. فيزيح هذا من طريقه ويصرف هذا وذاك من أمامه ليخلو له الأمر كله .. فالأنانية مرض عضال يتسبب في الحسد .. والحسد يتسبب في العداوة .. إلخ ما دفع بليس لحسد آدم عليه السلام هو الأنانية لقوله تعالى: (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) [الأعراف: 12] .. فإبليس رأى نفسه خيرا من آدم عليه السلام (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ) فبدأ بكلمة (أَنَا) من الأنانية والعجب بالنفس .. فأعجبته نفسه .. وفرح بنفسه فرآها تستحق ما لم يصفه الله عز وجل إليها من خير .. ففرح الإنسان بالخيرات هو دليل على أنانيته وحبه نفسه .. فلما رآها نالت من الخير ما نالته .. قالت له نفسه: "لولا أنك لست أهل لهذا الخير ما ساقه الله إليك .. أنت عظيم .. أنت حسن .. أنت ليس لك مثيل .. يا فرحتي يا فرحتي بهذا النجاح ......." فمن يفرح بالدنيا الفانية هو إنسان أناني .. يحب الأنا .. أي يحب نفسه .. معجب بنفسه .. يراها حسنة تستحق كل خير رغم ما فيها من أسقام وعيوب .. ومن فرط غباءه ظن أن الله أتاه ما آتاه من الدنيا ليس إلا لأنه أهل لهذا الجزاء الحسن .. ونسي هذا المغفل أنه الله ما ساق إليه ما ساقه من خير إلا ليبتليه ويمتحنه ... قال تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) [القصص: 76؛ 78] فقارون كان معجب بنفسه .. رآها أهل لهذا الخير كله .. وأنه أحق بهذا الخير وحده دون غيره .. فدخل قلبه الفرح والسرور با حققه .. وبدلا من أن يتقرب إلى الله بما وهبه إياه بغى على قومه وجحد فضل الله عز وجل عليه (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِي) على سبيل المثال من ينجح في دراسته ويتفوق .. نجده يفرح فرحا شديدا وكأنه صاحب إنجاز غير مسبوق .. رغم أن هناك عباقرة أفذاذ أحق منه بما وصل إليه لكن الفرصة لم تتاح لهم مثله لأن الله لم يقدر له الوصول إلى ما وصلوا إليه .. وهذا الغر الناقص من فرط عجبه بنفسه وانبهاره بها نسي أن الله ما وفقه إلى ما وصل إليه إلا ليبتليه ويمتحنه ويفضح له عيوبه في سجلات أعماله .. فإذا جاء يوم القيامة فضح وأبلس .. ولكن اللبيب الحصيف يتنبه لهذا ويسارع فيصلح من عيوبه وأسقامه وأمراض قلبه .. ويتخلص من هذه الأوساخ التي علقت به وبنفسه ومن علامات العجب بالنفس حب مديحها والثناء عليها وإطراها بكل ما هو ممدوح من القول والفعل .. فيكون هذا باب السوس الذي ينخر في قلبه ودينه ويدمره .. دائما يلمع من صورته .. حريص على إظهار نفسه في أفضل صورة حسنة ليبهر الناس ومن حوله به .. دائما يجمل من نفسه ويستر قبحها .. كأن ذاته صنم معبود داخل محراب التقديس وجب على الكل الخضوع داخله بسسكينة ووقار تقديسا لها وتمجيدا .. حب الذات قد يصل بالإنسان إلى حد الشرك الصريح .. فيصل هذا المريض إلى حد العمى فلا يرى إلا نفسه وينسى الله عز وجل .. وهذه هي الأنانية الفرعونية قال تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي) [القصص: 63] فلا يرى إلا محاسنه وفي المقابل لا يرى إل عيوب الآخرين فيسلط لسان الطعن والذم فيهم لقوله تعالى: (وَنَادَىٰ فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ) [الزخرف: 52]فهو يرى نفسه خير من موسى بدليل ما يملكه من ملك عظيم .. وفي المقابل لا يرى إلا عجز موسى عليه السلام عن البيان
|
#16
|
|||||||
|
|||||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع الحسد هو موضوع حساس وخطير لانه من المداخل المهمة ومن الاسلحة الفتاكة للشيطان. لكن هناك فرق بين حسد الانسان المتقي الذي يخاف الله والذي يكون حسده غير ظاهر لان الشيطان يستدرجه من حيث لا يعلم ...وبين حسد الانسان العاصي الذي لايخاف الله والذي لا يجد حرجا في حسد الناس . ولي تجارب مريرة ..مع هذا الصنف الثاني ..بحيث دائما اجد شخصا يحسدني ويستعمل جميع الوسائل المتاحة لاذيتي من استفزازات ونميمة وغيرها ...والتي تتم بطريقة شيطانية بحيث لا يمكن الرد عليها في اغلب الاحيان فيصبح هذا الشخص مع الوقت مريضا بي . والادهى والامر انه يعتقد انني انا من احسده ...وذلك عندما ابدي رد فعل عفوي على ايذاءه...وعندما يبتعد هذا الشخص من حياتي تتبدل علاقتي به نحو الافضل وتختفي تلك المشاعر التي يكنها لي ...وما يلبث الا ويظهر شخص اخر بنفس مواصفات سابقه بحيث لا تخلو حياتي من هكذا اشخاص مسلطون علي لايذائي ...ولا يمكن ان يجتمع شخصين في ان واحد وكان الامر اشبه بلعنة تنتقل من شخص الى اخر. والبداية كانت باخي الذي كان يغار مني كثيرا ...ثم تطور الامر معه مع مرور السنوات واصبح في فترة ما مريضا بي وهو ما حول حياتي الى كابوس على مدار سنوات. لكن في السنوات الاخيرة بدات امني نفسي بان هذا الامر ربما يكون سببه المس والسحر الذي اعاني منه فهل هناك سحر التعرض للحسد والغيرة والبغضاء ...او المس المتعدي ...ام للقرين الكافر دور في هذا ...خاصة وانني ارى اشخاص افضل مني ولا يحدث لهم ما يحدث معي . وعذرا على الخروج قليلا عن الموضوع .
|
#17
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
لم توضح لنا الفارق بينهما!!! ونصيحة اهتم بعلاج الحسد داخلك .. فكل منا داخله نصيب من الحسد ينهش في حسناته ... حاول أن تكتشفه بصوره المختلفة لتتمكن أن تعالج نفسك وتتقدم إلى الأمام وهذا هو ما نحاول أن نتعلمه سويا من هذا الموضوع لا أقول اكشف أخطاءك وذنوبك وقد سترك الله تعالى كما قد يفهم خطئا من كلامي .. ولكن اكشف العيوب التي لا يخلو منها إنسان لنتعلم علاجها .. فهناك فارق بين العيب والخطأ أو الذنب ولا تشغل نفسك بحسد الآخرين فهذا لن تتمكن من علاجه إنما يمكن أن تتقيه فالوقاية خير من العلاج في هذه الحالة
|
#18
|
|||||||
|
|||||||
اشكرك شيخنا على النصيحة
اما عن الفرق بينهما ...حسد الانسان الذي يخاف الله يكون غير ظاهر حتى لصاحبه تقريبا وضرره يقتصر على صاحبه فقط ...اما حسد العاصي فضرره يمتد الى المحسودين كذلك عن طريق الاذى بانواعه المختلفة ...ولا احسب انتشار السحر الا بسبب الحسد خاصة بين النساء .
|
#19
|
|||||||
|
|||||||
وخيرا جزاكم الله وبارك فيكم
الحسد الخفي والمكتوم يسمى (الحقد) .. ولو تمكن الحاسد من إنفاذ بغضه وكراهيته لفعل .. ولكن لضعفه أو عجزه وقلة حيلته فإنه يكتم هذا البغض فلا يبديه حتى لا يتعرض لما لا يطيق .. أما الحسد الظاهر فيكون مع تمكن من إيقاع الأذى بالمحسود والقدرة على التصدي لردود فعله وقمعه وهناك فارق بين (كظم الغيظ) وبين (كتم الحسد) وبين (الحقد) ... فمن يكظم غيظه هو إنسان قادر على إيقاع الأذى بمن آذاه واعتدى عليه ظلما وجورا .. ولكنه يتحكم في ردود فعله فلا يعتدي عليه .. أما الحاقد فيتمنى لو أنه استطاع أن يوقع الأذى بمن يحسده على نعمة يملكها ولكنه عاجز قليل الحيلة فيكتم كراهيته مرغما ولو تمكن أن يفتك بالمحسود لفعل
|
#20
|
|||||||
|
|||||||
قصدت بالحسد الخفي هو ان الانسان المتقي يخاف الله ويحاسب نفسه ويحاول تقويمها طاعة لله ولن يسمح لنفسه بحسد احد فقد يكون في قلبه بعض الاثر للحسد وهو لا يدري او قد يعينه الله على اكتشافه فيسعى جاهدا للقضاء عليه ...وهو موضوع الحديث ...اما ان كان الحسد متغلغلا في قلبه ولا يترجمه الى افعال لضعفه فحتما سيظهر للناس بطريقة او باخرى ولا اعتبره حسد خفي لانه خفي عن الناس فقط ولبعض الوقت.
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
..., أمراض, القلوب, وعلاجها |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|