الصلاة على ... الصحابة
السلام عليكم ورحمة الله. يقول الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }الأحزاب ، آية(56). يقال في الصلاة الابراهيمية : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد . يقول البعض .. أمرنا الله بالصلاة على النبي محمد (عليه الصلاة والسلام ) ..كما هو مذكور في الآية الكريمة .. وجاء ذكر الصلاة على آل محمد في الصلاة الابراهيمية عقب كلّ نهاية تشهدّ من كلّ صلاة .. والصلاة على أي كائن أمر جلل .. لا يأتي الّا اذا أمر الله بذلك .. فلماذا يصلى على الصّحابة ؟ وذلك في قول الناس : ( وصلّ اللهم على محمد وآله وصحبه أجمعين ).. هل جاء أمر بذلك ؟ ..ألم يكن من بين الصحابة منافقون .. اذن في لفظ الصلاة على الصحابة .. شيئ من الشك .. قد يقود الى عدم جواز فعل ذلك . |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
موضوع مهم أخت صبح ... يدخل في ذلك اطلاق الدعاء بالترضي عنهم مع أن من بينهم منافقين ... ثم لم يرد أمرا بفعل ذلك ... والمعضلة لو أن شخصا ناقش هذه القضية فأول تهمة ستوجه له أنه شيعي ... |
اقتباس:
والله أعلم . |
اقتباس:
بعض الأمور لم يرد فيها أمر .. بل ابتدعتها أجيال سابقة لغاية ما .. وتوارثتها وتناقلتها أجيال لاحقة تقليدا .. فأصبحت عادات وتقاليد .. |
اقتباس:
الراوي: عقبة بن عمرو بن ثعلبة أبو مسعود المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 16/183 خلاصة حكم المحدث: صحيح يقول الله تعالى غافر - الآية 45[فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ] قوله تعالى [...بآل فرعون سوء العذاب ]العذاب المذكور في الآية يشمل آل فرعون واتباعه من جيشه و ليس فرعون فقط... واضح ان كلمة [آلِ ] الواردة في الأحاديث أعم في ان تحصر في آلِ بيت الرسول صلى الله عليه و سلم من أزواجه و ذريته... وإنما ممكن ان تشمل أيضاً الاتباع من المؤمنين والصحابة... كما ان هناك احاديث اخرى اكثر تحديدا تخص الصلاة على النبي و أزواجه و ذريته قولوا : اللهمَّ صلِّ على محمدٍ و على أزواجِه و ذريَّتِه ، كما صليتَ على إبراهيمَ ، و بارك على محمدٍ ، و على أزواجِه و ذريَّتِه ، كما باركتَ على إبراهيمَ ، إنَّك حميدٌ مجيدٌ الراوي: أبو حميد الساعدي المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 4417 خلاصة حكم المحدث: صحيح أنهم قالوا : يا رسولَ اللهِ ، كيف نُصَلِّي عليك ؟ قال : قولوا : اللهمَّ ، صلِّ على محمدٍ وعلى أزواجِه وذريَّتِه ، كما صلَّيْتَ على آلِ إبراهيمَ ، وبارِكْ على محمدٍ وعلى أزواجِه وذريَّتِه ، كما بارَكْتَ على آلِ إبراهيمَ ، إنك حميدٌ مجيدٌ . الراوي: أبو حميد الساعدي المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 407 خلاصة حكم المحدث: صحيح هناك عدة احاديث اخرى واردة في صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم يجب ان يشملها النقاش لنصل الى نتيجة شرعية تطمأن لها قلوبنا |
اقتباس:
الحديث الأول حذفت كلمة الآل قبل كلمة ابراهيم الأولى .. بينما هي موجودة قبل كلمة ابراهيم الثانية.. الحديثين الثانيين حصر الصلاة في الرسول وأزواجه وذريته .. ولم يشر الى أشخاص آخرين ...وهذين الحديثين يؤيدان أن الصلاة واجبة على أهل بيت الرسول وذريته فقط. (ممّن اتبعوه باحسان ..أيضا ).. ..من كانوا مع النبي سألوه .. يارسول الله كيف نصلي عليك .. فأجابهم عن كيفية ذلك ..أي أن السائلين كانوا من جملة الصحابة .. والرسول كان يعلم أن من جملة مصاحبيه منافقين .. وأنّ فيهم من به عيوب لا يعلمها الا الله .. فكيف يأمر الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه بأن يصلوا على أنفسهم .. كلّهم أجمعين ؟ ..فلو كانوا من جملة المصلى عليهم .. لتفاجئوا بهذه المنزلة المساوية بينهم وبين رسول الله .. ولحب الله لهم .. حتّ يصلي عليهم .. ولعلقوا على الأمر .. لكن هذا الأمر لم يأتي لا تلميحا ولا تصريحا في أي حديث. الآية الكريمة جاءت محددة مصرّحة .. بالصلاة على النبيّ وحده .. والصلاة الابراهيمية جاءت واضحة محددة .. بلفظ الآل ..أو الزوجات والذرية .. فعلى الأقل نتبّع لفظيا ماجاء مصرحا به في القرآن وفي الأحاديث .. أي بلفظ الآل على الأقل .. ولماذا الاضافة ؟!!! والله أعلم |
اقتباس:
لو تمّ اعطاء كلمة الآل مجالا أوسع من آل ابيت النبوة .. لشملت الكلمة ..والدي الرسول وأجداده وأعمامه وأخواله .. وأبناء عمومته ..وكل من كانت له صلة قرابة مع النبي ..وليس فقط الأتباع من صاحبوه . والله أعلم. |
اقتباس:
آل عمران - الآية 11[كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ] قوله تعالى [كدأب آلِ فرعون و الذين من قبلهم...] يتضح من الآية ان لكلمة[ آل] معنى محدد في كون الذين اتبعوا دين و طريقة و اتمروا بأمر فرعون و الشاهد لما سبحانه و تعالى أراد ان يزيد على هذه الفئة من الذين سبقوه من الأديان الضالة بغض النضر عن صلة القرابة قال[ و الذين من قبلهم ...] و الله و ملائكته يصلون على عباده بإخراجهم من الظلمات الى النور حتى يكون بهم رحيما وهو اعلم ما بقلوبنا من نفاق و عصيان .... الأحزاب - الآية 43[هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا] كما أودّ ان أورد بعض الأحاديث التي يصلي فيها الله على عباده أنَّ مَن صلَّى عليه واحدةً صلَّى اللهُ عليه عشرًا الراوي: - المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم: 4/135 خلاصة حكم المحدث: صحيح مَن ذُكِرتُ عِندَهُ فلْيُصَلِّ عليَّ ، فإِنَّهُ مَن صَلَّى عليَّ مَرةً صَلَّى اللهُ عليه عَشْرًا الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6246 خلاصة حكم المحدث: صحيح إذا سمعتُمُ المؤذِّنَ فقولوا مثلَ ما يقولُ . ثمَّ صلُّوا عليَّ . فإنَّهُ مَن صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللَّهُ عليه بِها عشْرًا . ثمَّ سلوا اللَّهَ ليَ الوسيلَةَ . فإنَّها منزِلةٌ في الجنَّةِ لا تنبغي إلَّا لعبدٍ من عبادِ اللَّهِ . وأرجو أن أكونَ أنا هو . فمن سأل ليَ الوسيلةَ حلَّتْ لهُ الشَّفَاعةُ الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 384 خلاصة حكم المحدث: صحيح أن رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - جاء ذاتَ يومٍ والبِشْرُ يُعرَفُ في وجهِه، فقال : إنه جاءني جبريلُ – عليه السلامُ -، فقال : إن ربَّك يقولُ : أَمَا يُرْضِيكَ يا مُحَمَّدُ ! أن لا يصليَ عليك أحدٌ من أمتِك إلا صليتُ عليه عَشْرًا، ولا يُسَلِّمَ عليك أحدٌ من أمتِك إلا سَلَّمْتُ عليه عَشْرًا ؟ ! الراوي: أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 888 خلاصة حكم المحدث: صحيح إنَّ ملَكا أتاني فقال : إنَّ ربَّك يقولُ لك : أما ترْضى أنْ لا يُصلِّي عليك أحدٌ من أمَّتِك إلا صلَّيْتُ عليْه عشرًا ، و لا يُسلِّمُ عليك إلا سلَّمتُ عليه عشرًا ؟ قلتُ : بلى الراوي: أبو طلحة زيد بن سهل الأنصاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2198 خلاصة حكم المحدث: حسن و الله اعلم |
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حتى اللحظة لم يحسم الخلاف في الفارق بين كلمتي (آل) و(أهل) .. لكن الأظهر هو أن (آل) الأتباع والأولياء .. بينما (أهل) أصحاب الدار من الزوجة والأولاد ولكن ورد تخصيص تطهير أهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام بفاطمة وعلي وذريتهما الحسن والحسين فلا يدخل فيهم من أزواجه وأصهاره غيرهم .. وهذه خصوصية لهم ولذريتهم من بعدهم لا تسري في حق سائر زوجاته الأخريات لورود نص بهذا التخصيص نزلَت هذِهِ الآيةُ على النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) في بيتِ أمِّ سلَمةَ، فدعا النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فاطمَةَ وحَسنًا وحُسَيْنًا فجلَّلَهُم بِكِساءٍ وعليٌّ خَلفَ ظَهْرِهِ فجلَّلَهُ بِكِساءٍ ثمَّ قالَ: اللَّهمَّ هؤلاءِ أَهْلُ بيتي فأذهِب عنهمُ الرِّجسَ وطَهِّرهم تطهيرًا قالَت أمُّ سلمةَ: وأَنا معَهُم يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: أنتِ على مَكانِكِ وأنتِ إلي خَيرٍ الراوي: عمر بن أبي سلمة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3787 خلاصة حكم المحدث: صحيح ففيما عدا تخصيص التطهير بأهل البيت .. يبقى معنى آل النبي عليه الصلاة والسلام تشمل كل من اتبعوه على ما كان عليه .. وبهذا يخرج المنافقون من تبعيته إلى يوم الدين ولا ننسى أن للنبي عليه الصلاة والسلام ولد اسمه إبراهيم من مارية القبطية .. لكنه مات صغيرا .. وعليه فالتطهير الوارد في الآية خاص بعترته أهل بيته .. وإن كانت زوجاته من أهل بيته إلا أن التطهير خاص بعترته دون غيرهم أيها الناسُ قد تركتُ فيكم ما إن أخذتُم به لن تَضِلُّوا : كتابَ اللهِ و عِتْرتي ، أهلُ بيتي الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2748 خلاصة حكم المحدث: صحيح إنِّي تاركٌ فيكم خليفتين كتابَ اللهِ عزَّ وجلَّ حبلٌ ممدودٌ ما بينَ السَّماءِ والأرضِ أو ما بينَ السَّماءِ إلى الأرضِ وعِترتي أهلَ بيتي وإنَّهما لن يفتَرِقا حتَّى يَرِدا عليَّ الحوضَ الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/165 خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد وعليه فالصلاة على آل النبي عليه الصلاة والسلام لا تخص أهل بيته فحسب .. وإنما تشمل أتباعه ومن والاه على ما كان عليه وتبرأ من كل بدعة ومبتدع .. أما تخصيص الصحابة بالصلاة فهو تخصيص بعد تعميم للتأكيد .. وإلا فالصلاة على آله شملت أصحابه والله أعلم |
اقتباس:
اذن وعلى حسب ما ذكر .. فانّ آسية زوجة فرعون ليست من أل فرعون .. لأنّها خالفته في الدين والطريقة والأمر .. اذن فكلّ مخالف للمعتقد والدين لا يصلح أن يكون من الآل .. وبالتالي من رافق النبيّ ( عليه الصلاة والسلام ) ..وخالف منهاجه بعد وفاته .. سرا أو علانية .. فلا يكون ضمن الآل . |
اقتباس:
اذن وعلى حسب ما ذكر ..فانّ الصلاة على الصحابة جائزة .. لكن أليس من المستحسن اضافة عبارة .. ممّن تبعه باحسان .. أو أيّ عبارة مشابهة .. لكي يخرج المصلي كلّ منافق من الدعاء .. وذلك عوضا عن عبارة كلّهم أجمعين .. والتّي تشمل الصالح من الصحابة .. و تشمل أيضا من أحدث سوءا بعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام. |
اقتباس:
طالما أن الكلمة تشمل الصالحين منهم فلما الاضافة ؟ ... إذ الواجب على المسلم الالتزام بالنص الوارد في الأحاديث اتباعا لهدي النبي عليه الصلاة والسلام |
اقتباس:
على حسب الآية .. فانّه يمكن اضافة كلمة المؤمنين للدعاء وكذلك المسلمين .. كما أضيفت كلمة الصحابة .. وذلك لكي تشملهم الصلاة .. فهم أتباع النبيّ في الدين والمعتقد . |
اقتباس:
ولكن .. ربّما أضيفت للتخصيص (كما ذكر جند الله ) .. ربّما لرفعة شأن الصحابة .. وأنا من رأيك في ضرورة التزام المسلم بالنصوص الواردة في الأحاديث .. ما دام هناك نصوص |
اقتباس:
أما تخصيص الله تبارك وتعالى النبي وعليه الصلاة والسلام وآله أو أهله بالصلاة عليهم فهذا فضل من الله وتكريم لهم على سائر الأمة فلا يدخل فيه الأتباع والموالين .. وهذا لورود نصوص تؤثر بالفضل آل البيت أو أهل بيت النبوة .. فمهما اجتهد العابد فلا ولن يصل إلى فضل ذرية النبي عليه الصلاة والسلام .. فهذه خصوصية من الله عز وجل للصالحين من أهل البيت فالقول (آل بيت النبي) أخص من (أهل بيت النبي) والأخير أعم .. فالأول يخص من اتبعه من أهله وذريته .. أما الثاني فهو عام يشمل الصالح والطالح من ذريته لكن من المخازي التي ألحقت بالمسلمين بدعة المساواة بين الصحابة وبين آل بيت النبوة .. وكأنه لا فارق بينهما .. وهذا يعارض الخصوصية التي خص الله تبارك وتعالى بها آل بيت النبوة (آل إبراهيم) (آل عمران) (آل محمد) عليهم الصلاة والسلام جميعا .. وهذا من الغلو في الصحابة ورفعهم فوق منزلتهم ومساواتهم بآل البيت وبكل تأكيد فالغلو في الصحابة بخس فضل آل البيت عليهم .. وأخر وجوب تقديهم في الولاية العظمى (الخلافة) فنزعت منهم غصبا وإكراها ببدعة باطلة |
جزاكم الله خيرا...
كما يجب ان نتنبه الى ان الصلاة بمفهوم العبادة لا تكون الا لله[ من العباد ] لقوله تعالى الأنعام - الآية 162[قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ] طه - الآية 14[إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي] هود - الآية 87[قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ] وعلى الطريقة التي امر بها جل جلاله لقوله تعالى: المائدة - الآية 6[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ] فلم تقبل من المشركين لما كانت لغير الله وبغير الطريقة الصحيحة رغم انها كانت في أقدس بقاع الارض : الأنفال - الآية 35[وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً ۚ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ] فهنا الصلاة [ل]الله وجائت مقترنة بحرف اللام الذي [ يفيد الملكية ]اي ان الله اختص بها نفسه ولم يرخص بها لسواه و الا حكم عليها بالبطلان في حين نجد ان الصلاة بمفهوم[ الانتفاع] جاءت بحرف[ على ]كقوله تعالى: البقرة - الآية 157[أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ] التوبة - الآية 99[وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ ۚ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ ۚ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ] التوبة - الآية 103[خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ] الأحزاب - الآية 56[إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا] الأحزاب - الآية 43[هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا] وعليه فإن الصلاة التي نحن بصددها غير الصلاة المكتوبة التي هي بمعنى عبادة الله وإنما صلاة طلب المنفعة من الله لأحد العباد . و الله اعلم |
في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا) [الأحزاب: 43]
وقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56] وقوله تعالى: (أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 157] وقوله تعال: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [التوبة: 103] نجد أن معنى الصلاة هنا يختلف عن معنى الصلاة التي فرضت علينا .. كما في لسان العرب: "والصَّلاةُ من الله تعالى: الرَّحمة؛ قال عدي بن الرقاع: صلى الإلَهُ على امْرِئٍ ودَّعْتُه، وأَتمَّ نِعْمَتَه عليه وزادَها وقال الراعي: صلى على عَزَّةَ الرَّحْمَنُ وابْنَتِها ليلى، وصلى على جاراتِها الأُخَر وصلاةُ الله على رسوله: رحْمَتُه له وحُسْنُ ثنائِه عليه. وفي حديث ابن أَبي أَوْفى أَنه قال: أَعطاني أَبي صَدَقة مالهِ فأَتيتُ بها رسولَ الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم صَلِّ على آلِ أَبي أَوْفى؛ قال الأَزهري: هذه الصَّلاةُ عندي الرَّحْمة؛ ومنه قوله عز وجل: إن اللهَ وملائكته يصلُّون على النبيِّ يا أَيُّها الذين آمنُوا صَلُّوا عليه وسَلِّموا تسليماً؛ فالصَّلاةُ من الملائكة دُعاءٌ واسْتِغْفارٌ، ومن الله رحمةٌ، وبه سُمِّيَت الصلاةُ لِما فيها من الدُّعاءِ والاسْتِغْفارِ. وفي الحديث: التحيَّاتُ لله والصَّلوات؛ قال أَبو بكر: الصلواتُ معناها التَّرَحُّم. وقوله تعالى: إن الله وملائكتَه يصلُّون على النبيِّ؛ أَي يتَرَحَّمُون. وقوله: اللهم صَلِّ على آلِ أَبي أَوْفى أَي تَرَحَّم عليهم، وتكونُ الصلاةُ بمعنى الدعاء. وفي الحديث قوله، صلى الله عليه وسلم: إذ دُعيَ أَحدُكُم إلى طَعامٍ فليُجِبْ، فإن كان مُفْطِراً فلَيطْعَمْ، وإن كان صائماً فليُصَلّ؛ قوله: فلْيُصَلّ يَعْني فلْيَدْعُ لأَرْبابِ الطَّعامِ بالبركةِ والخيرِ، والصَّائمُ إذا أُكِلَ عنده الطَّعامُ صَلَّت عليه الملائكةُ؛ ومنه قوله، صلى الله عليه وسلم: من صَلى عليَّ صَلاةً صَلَّت عليه الملائكةُ عَشْراً. وكلُّ داعٍ فهو مُصَلٍّ؛ ومنه قول الأَعشى: عليكِ مثلَ الذي صَلَّيْتِ فاغتَمِضِي نوْماً، فإن لِجَنْبِ المرءِِ مُضْطَجَعا معناه أَنه يأْمُرُها بإن تَدْعُوَ له مثلَ دعائِها أَي تُعيد الدعاءَ له، ويروى: عليكِ مثلُ الذي صَلَّيت، فهو ردٌّ عليها أَي عليك مثلُ دُعائِكِ أَي يَنالُكِ من الخيرِ مثلُ الذي أَرَدْتِ بي ودَعَوْتِ به لي. أَبو العباس في قوله تعالى: هو الذي يُصَلِّي عليكم وملائكتُه؛ فيصلِّي يَرْحَمُ، وملائكتُه يَدْعون للمسلمين والمسلمات. ومن الصلاة بمعنى الاستغفار حديث سودَةَ: أَنها قالت يا رسولَ الله، إذا مُتْنا صَلَّى لنا عثمانُ بنُ مَظْعون حتى تأْتِينا، فقال لها: إن الموتَ أَشدُّ مما تُقَدِّرينَ؛ قال شمر: قولها صلَّى لنا أَي اسْتَغْفَرَ لنا عند ربه، وكان عثمانُ ماتَ حين قالت سودَةُ ذلك. وأَما قوله تعالى: أُولئك عليهم صَلَوات من ربهم ورحمةٌ؛ فمعنى الصَّلوات ههنا الثناءُ عليهم من الله تعالى؛ وقال الشاعر: صلَّى، على يَحْيَى وأَشْياعِه، ربُّ كريمٌ وشفِيعٌ مطاعْ معناه ترحَّم الله عليه على الدعاءِ لا على الخبرِ. ابن الأَعرابي: الصلاةُ من اللهِ رحمةٌ، ومن المخلوقين الملائكةِ والإنْسِ والجِنِّ: القيامُ والركوعُ والسجودُ والدعاءُ والتسبيحُ؛ والصلاةُ من الطَّيرِ والهَوَامِّ التسبيح. وقال الزجاج: الأَصلُ في الصلاةِ اللُّزوم. يقال: قد صَلِيَ واصْطَلَى إذا لَزِمَ، ومن هذا مَنْ يُصْلَى في النار أَي يُلْزَم النارَ". ا. هـ |
الساعة الآن 12:46 AM بتوقيت الرياض |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO Designed & TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
Google
search by kashkol