#21
|
|||||||
|
|||||||
يقول تعالى: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ) [ص: 45؛ 47] إلى هنا ذكر الله تعالى إبراهيم وإسحاق ويعقوب كسلالة واحد .. ثم ذكر إسماعيل مع أنبياء آخرين فلم يقرنه بإبراهيم وبنيه فقال تعالى: (وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ) [ص: 48] مما يدل على أن إسماعيل ليس من سلالة إبراهيم عليه السلام
قال تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) [مريم: 54، 55] فمن هم أهله الذين كان يأمرهم بالصلاة والزكاة؟ إنها ابنته أم إسحاق عليه السلام حيث قال تعالى: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ) فقال (ذُرِّيَّتِنَا) فلو كان لكل منهما ذرية مستقلة لقال بالتثنية (ذريتينا) إذن هما يشتركان معا في ذرية واحدة وطالما لم تذكر ذرية إسماعيل بينما ذكرت ذرية إبراهيم عليه السلام فهذا دليل على أنهما يشتركان معا في ذرية إبراهيم عليه السلام .. أي أن إسحاق ويعقوب من أبناء إبراهيم وإسماعيل وهذا لا يكون إلا أن تكون أم إسحاق هي بنت إسماعيل .. فيكون بذلك إسحاق حفيد إسماعيل .. وإبن إبراهيم حين ترك إبراهيم عليه السلام ولده عند البيت الحرام لم يكن المكان قفرا لا حياة فيه كما قد يتوهم من يقرأ قوله (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) .. صحيح أن الحال الغالب على مكة أنها واد غير ذي زرع ولا يزال هذا حالها حتى وقتنا المعاصر .. فهذه طبيعتها الجغرافية والجيولوجية مجرد واد تحيط به الجبال والشعاب فلا يصلح للحرث والزراعة .. لكن هذا لا يمنع أن المكان كان مأهولا بالناس لذلك كانت دعوة إبراهيم عليه السلام من قوله تعالى: (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) فكانت الأرزاق والثمار تأتيهم من كل بقاع الأرض .. ولا يزال هذا هو حال مكة حتى يومنا هذا تعتمد على التجارة .. فهي بلد غير صناعي ولا زراعي .. وإنما تعتمد معيشتها على التجارة كمصدر رزق من خلال من يفدون إليها من الحجيج والمعتمرين بل من يكمل الآية سيدرك أن مكة كانت عامرة بالبشر والحياة بدليل وجود البيت المحرم فيها فقال (عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) أي صارت مكة بلدا حراما تؤمه الناس ابتغاء الحج والعبادة .. بل يقينا جازما كانت مكة بلدا مأهولا عامرا بالناس لذلك قال إبراهيم في أول دعاءه بعد أن ترك ولده هناك من قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا) [إبراهيم: 35].. وبعد أن تلقى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ما أمرهما به الله عز وجل من تطهير البيت ورفع القواعد وتجهيزه لقدوم الطائفين والعاكفين والركع السجود .. تكرر نفس دعاء إبراهيم عليه السلام حينما ترك ولده في مكة فقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا) [البقرة: 126] أضف إلى هذا قوله تعالى في سورة البقرة (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [البقرة: 125] .. وهذا يدل على أن الأمر وتنفيذه تم بواسطة إبراهيم وإسماعيل قبل مولد إبنه البكري إسحاق عليه السلام .. فصارت مكة مأهولة عامرة بالناس وبهذا صارت بلدا حراما .. لأنه ترك ولده في مكة والبيت مشيد يؤمه الناس لقوله تعالى: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ * رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ) [إبراهيم: 35؛ 39] قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ * وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [البقرة: 125؛ 129]
|
#22
|
|||||||
|
|||||||
قوله تعالى: (وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ * أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [البقرة: 132، 133]
في هذه الآية أضاف تعالى وصية يعقوب إلى وصية إبراهيم لتطابقهما .. لأنهما وصية واحدة بما أغنى عن التكرار بدلا من أن يقول (ووصى بها إبراهيم بنيه ووصى بها يعقوب بنيه) .. أما إطلاق صيغة الجمع على المثنى فهذا من باب التشريف .. و"التشريف" إسلوب بلاغي من أحد أنواع "فن الالتفات البلاغي" قال تعالى: (قَالَ كَلَّا فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ) [الشعراء: 15] فقال هنا (مَعَكُم) بالجمع للتشريف ولم يقل (معكما) بالمثنى قال تعالى: (وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ) فقال هنا (لِحُكْمِهِمْ) بالجمع ولم يقل (لحكمهما) بالمثنى ولمزيد من العلم يمكنكم الاطلاع على كتاب عبارة عن رسالة دكتوراه بعنوان "بلاغة فن الالتفات في القرآن الكريم" إعداد: ظاهر الدين - باكستان http://media.tafsir.net/ar/books//2631/7615.pdf
|
#23
|
|||||||
|
|||||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى ( رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)[إبراهيم:37] لغة : ذرية الرجل هو ولده - سواء ذكر أو انثى - وأيضا نسله ... وجمعها ذريات أو ذراري نلاحظ في هذه الاية أن كلمة ( مِن ) تفيد التبعيض ... وهذا يعني أن ابراهيم عليه السلام كان له أكثر من ذرية ...وأنه أسكن في هذا الوادي أكثر من ولد له ... ولو كان ولدا واحدا لجاء لفظ ( ولدي أو ذريتي ) بدون كلمة التبعض ... كما أنه لم يقل ( أسكنت من أهلي أو أهلي ) هنالك نقطة لم أفهمها .. إذا كانت مكة مأهولة بالناس - كما اتضح من شرحك السابق - فلماذا دعى ابراهيم عليه السلام بهذه الدعوة ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) ؟ عند البحث عن معاني المفردات لكلمتي ( أفئدة ) و ( تهوي إليهم ) وجدت : أفئدة : جمع فؤاد وهو القلب أو العقل تهوي إليهم : فسرت بعدة معاني : تميل ، تحبهم ، تسرع إليهم كل هذه المعاني لاتفيد ضمنيا أن المكان غير مأهول بالسكان ... فقد يكون هنالك سكان لكنهم لم يميلوا إلى ذرية إبراهيم عليه السلام ... لهذا دعى بهذه الدعوة ... والله أعلم
التعديل الأخير تم بواسطة سيوا ; 03-09-2015 الساعة 10:13 PM |
#24
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
حرف (من) للتبعيض أي جزء من ذريته .. حيث أن الله عز وجل بشره بإسحق ومن وراءه يعقوب ... فقد علم سلفا أنه سيكون لإسحاق ذرية .. فهو يدعو وقلبه مستبشر خيرا بالإجابة لأنه ينتظر استكمال البشرى أما دعوته ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) فهذا لا يعني أنهم في مكان معزولون عن البشر فهذا الفهم يتعارض مع توافد الحجيج إلى مكة قبل ميلاد إسحاق عليه السلام .. وقد يكون المعنى بصيغة المضارعة يفيد الاستمرارية والتجدد.. أي يسارعون إليهم مرارا وتكرارا فلا يتوقف توافدهم إلى مكة المكرمة بالويارة والثمرات والتجارة .. وهذا نجد أثره اليوم في قلوب كل من يزور مكة ففي كل عام يجد قلبه يتوق إلى تكرار الزيارة .. والاستمرارية لا تعني خلو المكان قبل دعوته ففي لسان العرب: "وقوله عز وجل: فاجْعَلْ أَفْئِدةً من الناس تَهْوَى إِليهم وارْزُقْهم من التَّمرات، فيمن قرأَ به إِنما عدَّاه بإِلى لأَن فيه معنى تميل، والقراءَة المعروفة تَهْوي إِليهم أَي تَرْتَفِع، والجمع أَهْواء؛ وقد هَوِيَه هَوًى، فهو هَوٍ؛ وقال الفراء: معنى الآية يقول اجعل أَفئدة من الناس تُريدُهم، كما تقول: رأَيت فلاناً يَهْوي نَحْوَك، معناه يُريدك، قال: وقرأَ بعض الناس تَهْوى إِليهم، بمعنى تَهْواهم، كما قال رَدِفَ لكم ورَدِفَكم؛ الأَخفش: تَهْوى إِليهم زعموا أَنه في التفسير تَهْواهم؛ الفراء: تَهْوي إِليهم أَي تُسْرعُ".
|
#25
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
هي لم تلد من قبل بدليل قوله تعالى : ( فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ )[الذاريات:29] ... فالاية هنا توضح أنها كانت عقيم فعلا أي أنها لم تنجب قبل ابنها الذي بشرت به - اسحاق - أحد ... وهذه البشارة جائت حينما أتى الرسل من الملائكة لاهلاك قوم لوط عليه السلام قال تعالى :هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ .. الايات إلى قوله تعالى : فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ * فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ * قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ * لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ * مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ * فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ )[الذاريات :24-36 ] لكن بقيت نقطة ... هل كان ابراهيم عليه السلام هو كذلك أيضا أم ان الامر خاص بزوجه عليهما السلام ؟
التعديل الأخير تم بواسطة سيوا ; 03-10-2015 الساعة 06:29 AM |
#26
|
|||||||
|
|||||||
يقول الله عز وجل : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ)[إبراهيم: 39]
هذه الاية تثبت أن إسماعيل هو ابن ابراهيم وجاء ذكره قبل اسحاق عليهم السلام جميعا باقي الايات لمزيد من المدارسة ... قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ *رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ *رَبَّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي وَمَا نُعْلِنُ وَمَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِن شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ * الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ )[ابراهيم:35-40]
|
#27
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
ملاحظة هامة وتحتاج لدراسة .. ولكنك تعجلت إصدار الحكم قبل أن تدرسي النص .. وهذا من الشيطان فتنبهي .. فقد وقع في نفس المكيدة جل علماء الأمة إلا ما رحم ربي فهل يلزم من معنى الهبة البنوة والذرية فقط لا غير؟ في مقاييس اللغة: "الهاء والباء مُعظَمُ بابِه الانتباه والاهتِزازُ والحركة، وربما دلَّ على رِقَّةِ شيء.الأوَّل هبَّت الريح تَهُبُّ هُبوباً. وهَبّ النائم يَهُبُّ هَبَّاً." وفي اللسان "والـمَوْهِـبةُ: العطيَّةُ." لاحظي هنا أن إبراهيم عليه السلام ذكر أن الله عز وجل وهب له (عَلَى الْكِبَرِ) في سن الضعف والشيخوخة اثنين (إِسْمَاعِيلَ) و(إِسْحَاقَ) لكنه لم يذكر (يعقوب) رغم أنه بشر به .. إذن نفهم من هذا أن الهبة هنا مقترنة بالعجز والضعف الملازمان للشيخوخة .. فوهب الله عز وجل له (إِسْمَاعِيلَ) ليعينه على بناء البيت ورفع قواعده .. ووهب له من بعد ذلك (إِسْحَاقَ) ولده البكري من عقم وشيخوخة فأنهم عليه بالذري .. مما يدل على أنه هو باكورة ذريته فلم يرزق بالولد من قبل بينما في آية أخرى قرن عزل وجل ذكر الهبة بإسحاق ويعقوب فقال: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [الأنعام: 84] ثم بدأ يذكر نوحا من قبل ثم ذريته من بعده وهذه آيات أخرى تؤكد على حصر الذرية في إسحاق ويعقوب ولم يرد لإسماعيل عليه السلام ذكر فيها .. مما يفيد أن المعنى في الآية المستشهد به مغاير للمراد من الآيات المتعلقة بذكر الذرية قال تعالى: (فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا) [مريم: 49] قال تعالى: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ) [الأنبياء: 71، 72] (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) [العنكبوت: 27] فالآية الأولى كان الكلام في مقام ذكر النعمة من العون على بناء البيت وحصول الذرية من بعد عقم ويأس .. والآية الثانية والممثالة هي في مقام التذكير بنعمة النسل والذرية .. فالمقامان مختلفان تماما فلا وجه للمقارنة والمقاربة بينهما فهبة المولى تبارك وتعالى لا تنحصر في الذراري فقط .. لكن تتبعي معي كل ما ورد من ذكر لهبة في كتاب الله تعالى فلن تجديها انحصرت في معنى الذرية فقط .. وإنما تعددت الاستخدامات فقد يهب الله عز وجل الإنسان ملكا يستعين به على نصرة الدين، قال تعالى: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ) [ص: 35] وقد يهب الله عز وجل الأخ عونا وسندا ونصيرا رحمة منه بضعفه، قال تعالى: (وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا) [مريم: 53] وقد يهب الله عز وجل الإنسان حكما وعلما وآيات مؤيدة، قال تعالى: (فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [الشعراء: 21] وقد تكون الهبة من شخص إلى شخص .. كما في قوله تعالى: (وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) [الأحزاب: 50] إذن فعلى أي أساس حصرت معنى الهبة في النسل والذرية فقط؟
|
#28
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله . من المسلمات علميا .. أنّ المرأة العجوز (أي المرأة الكبيرة جدا في السّن والتّي انقطعت عنها الدورة الشهرية) عقيمة .. أي لا تنجب أولادا .. وبالتالي من المنطقي أن تستغرب زوج النبي ابراهيم عليه السّلام عندما بشرّتها الملائكة .. وذلك في قولها ضمنيا : أألد وأنا عجوز !!.. أي كيف ألد وأنا قد تجاوزت فترة استطاعة الانجاب !؟ وهذا التساؤل لا ينفي أن تكون زوج ابراهيم .. قد رزقت بأولاد من قبل .عندما كانت في مرحلة الانجاب.
|
#29
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
|
#30
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
لدينا كلمتين معناهما متقارب ولكن مؤكد بينهما اختلاف كبير وهما كلمة (عاقر) وكلمة (عقيم) والكلمتين بحاجة إلى دراسة لغوية وعدم تسرع في إصدار الأحكام من ظاهر الكلام فقط فقد قال تعالى: (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) [الشورى: 50] أي لا ينجب مطلقا فلم يذكر العقر قال تعالى: (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) [الذاريات: 29] قال تعالى: (وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) [الحج: 55] قال تعالى: (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) [الشورى: 50] قال تعالى: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) [الذاريات: 41] قال تعالى: (قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) [آل عمران: 40] قال تعالى: (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) [مريم: 5، 6] فهو كان يخشى على (الْمَوَالِيَ) أي بناته ومن يتولى أمرهن .. فكان يدعو الله تعالى بولد يتولى أمر بناته ومواليه من بعده .. وهن (مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) .. فهو لم يسأل الذرية كحال إبراهيم عليه السلام وإنما قال (فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا) أي ولد ذكر .. وهذا يدل على أنه كان له بنات ولم يكن يولد له ولد قال تعالى: (قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا) [مريم: 8] لذلك أرجو التريث وإعادة البحث في المسألة
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
التوراة, الدابة, ذكر, في |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7) | |
|
|