المشركين من أهل الكتاب [دعوة للحوار]

بهاء الدين شلبي · #1 06-15-2015, 04:37 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) الحج 17

لماذا قال تعالى (وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) فلم يقل [والمشركين] إضافة لمن قبلهم من (الَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ)؟

ونفس الأمر تكرر فقال تعالى: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)

فلماذا قال (وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فلم يقل [ولا مشركا] إضافة لما قبله (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا)؟

وكذلك قال تعالى: (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ) البينة 1

وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) البينة 6

هنا أضاف (وَالْمُشْرِكِينَ) إلى (الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ) فهل المشركين هم صنف من أهل الكتاب أشركوا بالله تعالى فعبدوا الأوثان .. بينما تمسك الآخرون بالتوحيد والكتاب وإن كانوا حرفوه .. فجعل لأهل الكتاب حقوقا علينا بينما أمر بقتال المشركين منهم؟

بهاء الدين شلبي · #2 06-15-2015, 11:36 PM

قال تعالى: (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [العنكبوت: 46]

قوله عز وجل (إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) والظلم هنا هو الشرك لقوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13] .. فنخلص من هذا أن القرآن الكريم يتناول بالخطاب أهل الكتاب على قسمين قسم يتبعون كتبهم المحرفة وكفروا بما أنزل الله مثل يهود المدينة وخيبر .. وقسم مشركون تركوا كتبهم وعبدوا الأوثان مثل مشركي مكة فأصلهم أهل كتاب ثم تركوا كتبهم وانحرفوا عنها إلى الوثنية .. وهذا التقسيم لأهل الكتاب تكرر ذكره فدائما ما يقترن ذكر أهل الكتاب أو اليهود مع المشركين كما في قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) [البينة: 6] .. وقال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) [المائدة: 82] .. وقال تعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا) [آل عمران: 186]

سيوا · #3 06-15-2015, 11:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جند الله

قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَٰئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) [البينة: 6] ..

مالفرق بين الذين كفروا من أهل الكتاب وبين المشركين من أهل الكتاب ؟ ... أليس كلاهما واحد

بهاء الدين شلبي · #4 06-15-2015, 11:56 PM

اقتباس:

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيوا

مالفرق بين الذين كفروا من أهل الكتاب وبين المشركين من أهل الكتاب ؟ ... أليس كلاهما واحد

الكفر هو عدم تطبيق شرع الله وأحكامه .. أما الشرك فهو عبادة الأوثان لتقربهم الى الله تعالى

لذلك فمشركي مكة كانوا في الأصل أهل كتاب ثم اشركوا

#5 02-29-2016, 02:47 PM

اهل الكتاب : هم الذين نزلت فيهم الكتب السماوية السابقة او هم ذرية من نزلت في اجدادهم الكتب السماوية وهؤلاء انقسموا الى عدة اطياف :

الذين امنوا بالرسل السابقين وماتوا على ايمانهم ( الذين هادوا النصارى اتباع رسل اخرين) : وهؤلاء يطلق عليهم اليهود والنصارى وهذه الالفاظ تطلق كذلك على احفادهم من الذين يدعون انهم مازالوا على الحق رغم ما في كتبهم من تحريف

قال الله تعالى : ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة:82)

نلاحظ قول الله تعالى ( الذين قالوا انا نصارى ) ولم يقل ( النصارى ) لان النصارى الحقيقيون هم من ماتوا قبل ان تحرف كتبهم اما هم فما هم عليه يخالف ما كان عليه اجدادهم الذين عاصروا انبياءهم

الذين كفروا : هم الذين كذبوا رسلهم وحاربوهم

المشركين : الذين امنوا بوجود الله وصدقوا الرسل لكنهم حادوا عن الطريق المستقيم واشركوا مع الله ارباب اخرين وذلك بعلمهم ان هذا ليس ما جاء به رسلهم وذلك افتراء على الله

وطبعا المشركين هم صنف من اهل الكتاب لانه اذا كنت اشركت فهذا يعني انك عرفت الله ثم اشركت معه سواه فكيف عرفت الله ان لم تكن نزلت عليك كتب سماوية

ولهذا يمكن قراءة الايات اعلاه على اساس هذا التصنيف

والله اعلم

ايوب · #6 03-01-2016, 12:49 AM

السلام عليكم
ما الفرق بين الاوثان و الاصنام ؟

ايوب · #7 03-01-2016, 12:50 AM

هذا كلام للدكتور علي منصور الكيالي في الشرك و الكفر
https://ar-ar.facebook.com/DrAliKaya...62011327209577
مقـالة اليوم : ( و لا يرضى لعبـاده الكـفْر ) الزمر 7
المعنى اللغويّ :
الكُـفْر : هو التغطية و الستر ، لذلك يُسمّى المزارعون [ كُفّاراً ] ، لأنهم [ يُغطّون ] الأرض بالمزروعات فقال تعالى ( أعْجبَ الكُفّار نباته ) الحديد 20 ، و تُسمّى المزرعة ب [ الكَفْر ] ، و قال تعالى : ( و مَنْ يتّق الله يُكفّر عنه سـيّئاته ) الطلاق 5 ، أي يسترها ،
و الكُفْر نـوعان :
1 _ كفْـرُ العبـادة : و قد أوضحه الله سبحانه في [ سورة الكافرون ] : ( قُلْ يا أيّهـا الكافرون ، لا أعبد ما تعبدون ...... ) . و هم وحدهم [ فقط ] الذين سوف يُشاهدون نار جهنّم في الآخرة لقوله تعالى : ( و عرضْنـا جهنّم يومـئذٍ للكافرين عرْضـاً ) الكهف 100
2 _ كفْـرُ نعْمة الله و تعليماته :
و هذا النوع من [ الكفْر ] أهمّ مافيه أنّه [ لا يُخْرجُ صاحبه من الإسلام ] ، و يتّضح ذلك في قول سليمان عليه السلام : ( ليبْلوني أ أشْكر أمْ أكْفرْ ) النحل 40 ، و حاشى سليمان [ كفر العبادة ] ، و قد ورد هذا النوع منَ الكفْر [ الذي لا يُخْرجُ صاحبه منَ الإسلام ] كثيراً ، و من الأمثلة : قوله صلى الله عليه و سلّم : [ سبابُ المؤمن فسوق و قتالهُ كُفْر ] رواه البخاري ، و قوله : [ ليس بين العبْد و الكُفْر إلاّ ترْكُ الصلاة ] رواه مسلم ، و كذلك قوله : [ مَنْ أتى رجلاً شهوةً دون النساء فقد كفر ] رواه الربيع ، و كذلك قوله : [ لا يزني الزاني و هو مؤمن .... ] ، و قد أوضح هذا النوع منَ [ الكفْر ] كتابُ عثمان بن عفّان رضي الله عنه إلى معاوية : [ أمّا بعْد : فإنّ أهْل المدينة قد كفروا و أخلفوا الطاعة ... ] أخرجه الطبري ،
و كلّ هذه الأعمال [ الكفْر ] قابلة للمغفرة لقوله تعالى : ( قُلْ للذين كفروا : إنْ ينتهوا يُغْفرْ لهم ما قدْ سلَفْ ) الأنفال 38 ، لأنّ [ الكبائر ] بالنسبة للمسلم هي [ كُفْر طاعة ] و ليست [ كفْر عبادة ] ،
يسْتوجبُ العفْـوَ الكـريمَ إذا اعتـرفْ ..... و تابَ عمّـا قدْ جناهُ و اقْـترفْ
لقوله : ( قُلْ للذيــــنَ كفـــــــــروا ...... إنْ ينتهـوا يُغْفرْ لهم ما قدْ سلفْ ) الأنفال 38

اري ان الدكتور في المقاله لم يوضح ماذا يقصد بكفر العباده

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)