#1
|
|||||||
|
|||||||
ضرب الأولاد من أجل الصلاة
جاء في الحديث :
- مُروا أولادَكم بالصلاةِ وهم أبناءُ سبعِ سنينَ واضربوهُم عليها وهمْ أبناءُ عشرٍ وفرِّقوا بينهُم في المضاجعِ الراوي : جد عمرو بن شعيب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم: 495 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح شرح الحديث : [ حسب ما جاء في موقع الدرر السنية] " شرائعُ الدِّينِ يَنْبغي أنْ يتعَلَّمَها الأولادُ بالتَّدرُّجِ والتَّسلسُلِ حتَّى تكونَ سَهْلةً عليهم، ويُبْدَأُ معَهم في تَعليمِها قَبْلَ وقتِ وُجوبِها عليهم؛ فالطفلُ يُولَدُ لا يَعْقِلُ شيئًا، ثُمَّ يَكْتَسِبُ مَعارِفَه مِن المُلاحَظةِ والتَّعلُّمِ مِنَ الآخَرينَ وخاصَّةً الوالِدَينِ. وفي هذا الحَديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "مُروا أولادَكم بالصَّلاةِ وهم أَبناءُ سَبْعِ سِنينَ"، أي: اطْلُبوا مِنْهم ووَجِّهوا لهم الأَمْرَ بالصَّلاةِ، وتَعلُّمِ كيفيَّتِها وآدابِها، وما يَسْتدعيه ذَلِك مِنْ حِفْظِ بعضِ القرآنِ الكريمِ وهم في سِنِّ سَبْعِ سَنواتٍ، وهذا سِنُّ السَّماحِ والتَّجاوُزِ والتَّعلُّمِ. "واضْرِبوهم عليها وهم أَبْناءُ عَشْرٍ"، أي: إذا بَلَغَ الطِّفْلُ عَشْرَ سِنينَ أُلْزِمَ بالصَّلاةِ الَّتي ظَلَّ ثلاثَ سنَواتٍ يتَدرَّبُ عليها، فإذا قَصَّر في الصَّلاةِ بَعْدَ هذه السِّنِّ ضُرِبَ وعُوقِبَ حتَّى يعتادَ على أدائِها، فإذا ما دَخَل وقتُ التَّكليفِ يكونونَ قد اعْتادوا عليها دونَ أَدْنى تَفريطٍ مِنْهم في تِلْكَ العِبادةِ. "وفَرِّقوا بَيْنَهم في المَضاجِعِ"، أي: إذا بَلَغوا سِنَّ العاشِرةِ يُفرَّقُ بين الأولادِ بصِفةٍ عامَّةٍ، وبين الذُّكورِ والإناثِ بصِفةٍ خاصَّةٍ في النَّومِ بجانبِ بعضِهم البعضِ، ويُفْصَلُ بينَهم؛ لأنَّ هذا العُمرَ بدايةُ الدُّخولِ في مرحلةِ البُلوغِ ومعرفةِ الشَّهوةِ، حتَّى إذا وصَلوا إلى سِنِّ البُلوغِ والشَّهوةِ يَكونونَ قَدِ اعْتادوا على هذا الفَصْلِ، والْمُرادُ بالمَضاجَعِ: أماكِنُ النَّومِ. وفي الحديثِ: بيانُ عِظَمِ قَدْرِ الصَّلاةِ والاهتمامِ بها، ومشروعيَّةُ ضَرْبِ الأبناءِ على التَّقصيرِ في الصَّلاةِ عِنْدَ بُلوغِهم سِنَّ العاشِرةِ. وفيه: الحثُّ على تَعليمِ الأولادِ ما يَنفعُهم ويُصلِحُهم، والحثُّ على سَدِّ كلِّ ذَرائعِ الفِتنةِ بينَ الذُّكورِ والإناثِ " ---------- شرح ضرب على في لسان العرب : والضَّريبة: الطبيعة والسَّجِـيَّة، وهذه ضَريبَتُه التي ضُرِبَ عليها وضُرِبَها وضُرِبَ، عن اللحياني، لم يزد على ذلك شيئاً أَي طُبِـعَ ---------- قال الله تعالى : (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ) [البقرة : 61] وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ : لذلك لزمتهم صِفَةُ الذل وفقر النفوس ( القرطبي) قال الله تعالى : (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ ) [ آل عمران : 112] ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ: جعل الله الهوان والصغار أمرًا لازمًا لا يفارق اليهود ( القرطبي) قال الله تعالى : (فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا ) [الكهف : 11] فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ : فألقينا عليهم النوم العميق ، فبقوا في الكهف سنين كثيرة ( القرطبي) قال الله تعالى : ( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [النور : 31 ] وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ : وسبب هذه الآية أن النساء كن في ذلك الزمان إذا غطين رءوسهن بالأخمرة وهي المقانع سدلنها من وراء الظهر . قال النقاش : كما يصنع النبط ؛ فيبقى النحر والعنق والأذنان لا ستر على ذلك ؛ فأمر الله تعالى بلي الخمار على الجيوب ، وهيئة ذلك أن تضرب المرأة بخمارها على جيبها لتستر صدرها . روى البخاري ، عن عائشة أنها قالت : رحم الله نساء المهاجرات الأول ؛ لما نزل : وليضربن بخمرهن على جيوبهن شققن أزرهن فاختمرن بها . ودخلت على عائشة حفصة بنت أخيها عبد الرحمن - رضي الله عنهم - وقد اختمرت بشيء يشف عن عنقها وما هنالك ؛ فشقته عليها وقالت : إنما يضرب بالكثيف الذي يستر ( القرطبي) ----------- - ما رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ضرَب خادمًا قطُّ ولا ضرَب امرأةً له قطُّ ولا ضرَب بيدِه شيئًا قطُّ إلَّا أنْ يُجاهِدَ في سبيلِ اللهِ ولا نِيلَ منه شيءٌ قطُّ فينتقِمَه مِن صاحبِه إلَّا أنْ يكونَ للهِ فإنْ كان للهِ انتقَم له، ولا عرَض له أمرانِ إلَّا أخَذ بالَّذي هو أيسرُ حتَّى يكونَ إثمًا فإذا كان إثمًا كان أبعدَ النَّاسِ منه الراوي : عائشة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 488 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه - ما ضرَب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم امرأةً مِن نسائِه قطُّ ولا ضرَب بيدِه شيئًا قطُّ إلَّا أنْ يُجاهِدَ في سبيلِ اللهِ وما نِيلَ منه شيءٌ قطُّ فانتَقَمه مِن صاحبِه إلَّا أنْ تُنتَهكَ محارِمُ ربِّه فينتقِمَ للهِ الراوي : عائشة | المحدث : الطبراني | المصدر : المعجم الأوسط الصفحة أو الرقم: 320/5 | خلاصة حكم المحدث : لم يرو هذا الحديث عن بكر بن وائل إلا هشام بن عروة تفرد به علي بن هاشم بالنظر إلى: - الآيات المذكورات ،لم يأت لفظ الضرب على بمعنى الضرب الحسّي . - الأثرين المرويين عن السيدة عائشة ( رضي الله عنها ) ،فإنّ الرسول محمد عليه الصلاة والسلام لم ينفّذ الضرب الحسي على أي كائن وعلى أي شيء ،اي انه ضد فكرة الضرب ، فكيف يكون ضدها وبعدها ينصح بها ! وعليه فإنّ المعنى المتداول بوجوب تنفيذ الضرب الحسّي على الصغار من أجل ان يداوموا على الصلاة هو معنى مغلوط وقد يؤدي الى تنفير الطفل من الصلاة وليس الى حبها ( والمطلوب هو ان يداومها عن حب) ، فالمقصود ربما كان ان يحاولوا بطرق شتى – الّا الضرب - معنوية ، تحفيزية ، بان يجعلوها طبيعة في الطفل ،ملازما لها وكانّه جُبِل عليها والله اعلم
المصدر: منتـدى آخـر الزمـان
التعديل الأخير تم بواسطة طمطمينة ; 02-07-2018 الساعة 12:08 AM |
#2
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
النبي الكريم سلام الله عليه ممتثل لأمر الله فالضرب ليُعبد الله إكراه ولا إكراه في الدين: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) البقرة 256 يجب الاكتفاء بالتعليم بلا إكراه .لماذا لا يجب الإكراه في العبادة ؟ لأن العبد يجب أن يأتي ربه طوعا وهو في كامل حرّيته وهنا تتجلى حكمة الابتلاء حيث يكون العبد مخيرا بين الايمان والكفر في تجارب الحياة فتظهر سلامة قلبه من عدمها. وفي مثال ضرب الطفل لأجل الصلاة الإكراه والجبر على شيء لا يصنع الا منافقا مركّزا على أداء الطقوس الظاهرية إما خوفا وإما فكاكا من المراقبة المشددة التي تجعل الطفل سجينا في يد الجلّاد. فيعيش الوالدان مرتاحي البال لما تراه أعينهم ولا يعلمون انهم حوّلوا طفلهم الى عابد لوالديه وللمجتمع وليس لعابد لله وحده. أهم شيء ان يتعلم الطفل القيم والأخلاق كقاعدة متينة من طرف الوالدين أحدهما أو كلاهما . وهنا مطلوب ان يكون أحدهما أو كلاهما إماما وقدوة صدقا وعدلا حتى يتقبل الطفل الوعظ وانظروا في قول لقمان مع ابنه (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لقمان 13 بعد الوعظ قد تكون النتائج طيبة وقد تكون سيئة فلا يبتئس الوالدان لأنهما اعتنيا بالبذرة وسقياها وحمياها وليس عليها ان يجعلاا منها شجرة طيبة لأن هذا أمر الله في قوله ( لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ) البقرة 272 وقوله (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا ۗ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ) الانعام 107 وخير مثال ضربه الله ابن نوح فهذه البذرة حالت الى شجرة خبيثة رغم سعيه الأكيد في توفير الشروط المثالية للتربية السليمة والموعظة الحسنة.
التعديل الأخير تم بواسطة فتح قريب ; 02-14-2018 الساعة 08:03 PM |
#3
|
|||||||
|
|||||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان في القلب شك في قصور معاجم اللغة العربية في شمولية معاني ومترادفات الألفاظ العربية، ولكن حين تتصادم المعاني مع مفردات النصوص صار لدينا يقين بأن معاجم اللغة ليست قاصرة فحسب، بل محرفة في معاني الكلمات، ومن الجلي والواضح أن هذا أمر مدبر مخطط له، فلا نستبعد هذا خاصة وأن غالبية المعاجم من وضع أعاجم، وكأن بلاد العرب عقمت أرباب اللغة وفصحائها! فحسب المعاجم وأقوال المفسرين فإننا نتصادم مع معنى الضرب في القرآن الكريم مرتين، فمرة بضرب الأولاد في السنة، ومرة الأمر بضرب النساء كما في قوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) [النساء: 34] وهذا يتعارض مع عدة أحكام ونصوص، فقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الزوجة، والضرب إساءة لا إحسان فيه، كما في قوله تعالى: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة: 229] وكذلك يتعارض مع النهي عن الإضرار بالزوجة، والضرب بمعناه الظاهر ضرر، لأن فيه من القهر والإهانة والإذلال، فقال تعالى: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 231] وكذلك الضرب فيه إكراه، وهذا يتعارض مع أصل من أصول الدين، فالدين لا يقوم على الإكراه، كما في قوله تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 256] بل حرم الشرع إكراه النساء على البغاء، وهو فعل محرم (هذا إن قصد بالبغاء هنا الفاحشة)، فمن باب أولى أن يحرم إكراههن على طاعة الزوج، قال تعالى: (... وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النور: 33] فحمل ضرب النساء على معنى الجلد والتعذيب والإكراه، بغرض قهرها وتأديبها، فهذا منهج تربوي يتعارض مع صريح النص القرآني، ولا شك في هذا. وعليه فالعلة ليست في كلام الله تعالى، وإنما العيب كل العيب في سوء فهمنا للنصوص، وهذا لأننا ركنا إلى معاجم اللغة، ومنحناها من الثقة المطلقة ما لا تستحق، وكأنها كتب جامعة مانعة للمعاني، ومن هنا تنامى سوء الفهم للنصوص الشرعية. وقياسا على ما سبق؛ فضرب الأطفال بغرض تأديبهم منهج تربوي فاسد، يربي جيل من المنافقين، وثبت فساده في الإصلاح والتهذيب، فضلا عن مخالفته لثوابت كتاب الله عز وجل، عليه يجب أن نراجع فهمنا للنصوص من جديد، وأن لا نتمسك بنواقض تتعارض والثوابت الشرعية.
|
#4
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
بارك الله فيك ، لقد ذكرت نقاطا مهمة . عندما يكره الوالدين ابناءهم على الصلاة بالضرب،فإن الأولاد يصلّون خوفا من ان يضربوا مجددا وليس حبا في الصلاة لقمان الحكيم كان يعظ ابنه ، فإذا كان رجل حكيم يستعمل أسلوب الوعظ وتقديم النصائح للابن ، فكيف بالأنبياء ؟ من المؤكد ان أسلوبهم في التربية وفي ايصال معاني الدين السليمة للاولاد كان احسن وأرقى من أسلوب رجل حكيم ، ولم يكن فيه ضرب والله أعلم
|
#5
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
ما ذكرتموه صحيح إذا كان الضرب الحسي امر وارد في القرآن الكريم ،لكان النبيّ عليه الصلاة والسلام هو اوّل واحد يطبقه خاصة وان النبي الكريم كان خلقه القرآن : - دخلنا على عائشةَ فقلنا : يا أمَّ المؤمنين ! ما كان خُلُقُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ؟ قالت : كان خُلُقُه القرآنُ الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الأدب المفرد الصفحة أو الرقم: 234 | خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره التخريج : أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (308) إلّا انه لم يستخدم الضرب الحسي كوسيلة تأديب عندما كانت نساؤه تهجرنه ، بل ما كان يفعله هو الإبتعاد عنهن ، وذلك كما جاء في هذه الرواية : - عن عَبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضي اللهُ عنهُما قال: لَم أَزل حَريصًا على أنْ أَسالَ عُمرَ بنَ الخطَّابِ عَنِ المَرأتينِ مِن أَزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم اللَّتينِ قال اللهُ تَعالى: إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا. حتَّى حجَّ وحَججتُ مَعَه، وعَدَل وعَدلتُ مَعَه بإِداوةٍ فتَبرَّز، ثُمَّ جاء فَسكبتُ على يَديْه مِنها فتَوضَّأَ، فقُلتُ لَه: يا أَميرَ المُؤمنينَ، مَنِ المَرأتانِ مِن أَزواجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، اللَّتانِ قال اللهُ تَعالى: إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا؟ قال: واعَجبًا لكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، هُما عائشَةُ وحَفصةُ، ثُمَّ استَقبَل عُمرُ الحَديثَ يَسوقُه قال: كُنتُ أنا وجارٌ لي مِنَ الأَنصارِ في بَني أُمَّيةَ بنِ زيدٍ، وَهُم مِن عَوالي المَدينةِ، وكنَّا نَتناوَبُ النُّزولَ عَلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فَينزِلُ يومًا وأَنزِلُ أَنا، فإذا نَزلتُ جِئتُه بِما حَدثَ مِن خبرِ ذلكَ اليومِ مِن وَحيٍ أو غَيرِه، وإذا نَزَل فَعَل مثلَ ذَلك، وكنَّا مَعشرَ قُريشٍ نَغلِبُ النِّساءَ، فلمَّا قَدِمنا على الأَنصارِ إذا قومٌ تَغلِبُهم نِساؤُهُم، فطَفِق نِساؤُنا يَأخُذنَ مِن أَدبِ نساءِ الأَنصارِ، فصَخِبتُ على امْرأَتي فراجَعتْني، فأَنكرتُ أن تُراجِعَني، قالت: ولم تُنكِرْ أن أُراجِعَك، فواللهِ إنَّ أَزواجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لَيُراجِعنَّه، وإنَّ إِحداهُنَّ لَتَهجرُه اليومَ حتَّى اللَّيلِ، فأَفزَعَني ذلكَ وقُلتُ لَها: قد خابَ مَن فَعَل ذلكَ مِنهنَّ، ثُمَّ جَمعتُ عليَّ ثيابي، فنَزلتُ فدَخلْتُ على حَفصةَ فقُلتُ لَها: أَيْ حَفصةُ، أتُغاضِبُ إِحداكنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم اليومَ حتَّى اللَّيلِ؟ قالت: نَعَم. فقُلتُ: قد خِبتِ وخَسرتِ، أفَتأمَنينَ أن يَغضبَ اللهُ لِغَضبِ رَسولِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فتَهلَكي؟ لا تَستكثِري النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ولا تُراجِعيهِ في شيءٍ ولا تَهجُريهِ، وسَليني ما بَدا لكِ، ولا يَغرَّنَّك أن كانت جارَتُك أَوضأَ مِنكِ وأحبَّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم. يُريدُ عائشَةَ. قال عُمرُ: كنَّا قد تَحدَّثْنا أنَّ غسَّانَ تَنعِلُ الخيلَ لِغَزونا، فنَزَل صاحِبي الأنصاريُّ يومَ نَوبتِه، فرَجَع إلينا عِشاءً فضَرَب بابي ضَربًا شديدًا، وقال: أثَمَّ هوَ؟ ففَزِعتُ فخَرجتُ إليه، فَقال: قد حَدَث اليومَ أمرٌ عَظيمٌ، قُلتُ: ما هوَ؟ أَجاء غسَّانُ؟ قال: لا، بل أَعظمُ مِن ذلكَ وأَهولُ، طلَّق النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم نِساءَه. فقُلتُ: خابتْ حَفصةُ وخَسِرتْ، قد كُنتُ أظُنُّ هَذا يوشِكُ أن يكونَ، فجَمعتُ عليَّ ثيابي، فصلَّيتُ صَلاةَ الفَجرِ مَع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فدَخَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم مَشرُبةً لَه واعتَزَل فيها، ودَخلتُ على حَفصةَ فإذا هي تَبْكي، فقُلتُ: ما يُبكيكِ؟ أَلَم أكنْ حَذَّرتُكِ هذا؟ أَطلَّقَكنَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم؟ قالَت: لا أَدري، هاهو ذا مُعتزِلٌ في المَشرُبةِ. فخَرَجتُ فجِئتُ إلى المِنبرِ، فإذا حولَه رهطٌ يَبكي بَعضُهم، فجَلستُ مَعَهم قليلًا، ثُمَّ غَلبَني ما أَجِدُ، فجِئتُ المَشرُبةَ الَّتي فيها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فقُلتُ لغُلامٍ له أَسودَ: استَأذِنْ لِعُمَر، فدَخَل الغُلامُ فَكلَّم النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ثُمَّ رجَع، كَلَّمتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وذَكرتُك لَه فَصمَتَ، فانصَرفتُ حتَّى جَلستُ مَع الرَّهطِ الَّذينَ عندَ المِنبرِ، ثُمَّ غَلَبني ما أَجِدُ، فجِئتُ فقُلتُ للغُلامِ: استَأذِنْ لِعُمرَ. فدَخَل ثُمَّ رَجَع فقال: قد ذَكرتُكَ له فَصَمتَ، فرَجعْتُ فجَلستُ مَع الرَّهطِ الَّذينَ عندَ المِنبرِ، ثُمَّ غَلبَني ما أَجِدُ، فجِئتُ الغُلامَ فقُلتُ: استَأذِن لِعُمَر، فدَخَل ثُمَّ رَجع إليَّ فَقال: قد ذَكرتُك له فَصَمتَ، فلمَّا وَلَّيتُ مُنصرِفًا، قال: إذا الغلامُ يَدعوني، فَقال: قد أَذِنَ لكَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فدَخلتُ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فإذا هوَ مُضطجعٌ على رِمالِ حَصيرٍ، لَيس بَينَه وبَينَه فِراشٌ، قَد أثَّر الرِّمالُ بِجَنبِه، مُتَّكئًا على وِسادةٍ مِن أَدمٍ حَشوُها لِيفٌ، فسلَّمتُ عليهِ ثُمَّ قُلتُ وَأنا قائمٌ: يا رَسولَ اللهِ، أَطلَّقتَ نِساءَك؟ فرَفَع إليَّ بَصرَه فقال: لا. فقُلتُ: اللهُ أكبرُ، ثُمَّ قُلتُ وَأنا قائمٌ أَستأنِسُ: يا رَسولَ اللهِ، لو رَأيتَني وكنَّا مَعشرَ قريشٍ نَغلبُ النِّساءَ، فلمَّا قَدِمنا المَدينةَ إذا قومٌ تَغلبُهم نِساؤُهم، فتَبسَّم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، ثُمَّ قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، لو رَأيتَني ودَخلتُ على حَفصَةَ فقُلتُ لَها: ولا يَغرَّنَّك أن كانتْ جارَتُك أَوضأَ مِنكِ وأحبَّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم. يريدُ عائشَةَ. فتبسَّم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم تَبسُّمةً أُخْرى، فجَلستُ حينَ رَأيتُه تَبسَّم، فرَفعتُ بَصَري في بَيتِه، فواللهِ ما رَأيتُ في بَيتِه شيئًا يردُّ البَصرَ، غيرَ أُهبةٍ ثلاثٍ، فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ادعُ اللهَ فلْيوسِّعْ على أُمَّتِك، فإنَّ فارسَ والرُّومَ قد وُسِّع عَليهم وأُعطوا الدُّنيا، وهُم لا يَعبُدونَ اللهَ. فجَلس النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وكان متَّكئًا فَقال: أَو في هَذا أنتَ يا ابنَ الخطَّابِ! إنَّ أولئكَ قومٌ عُجِّلوا طيِّباتِهم في الحياةِ الدُّنيا. فقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ استَغفِر لي. فاعتَزَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم نِساءَه مِن أَجلِ ذلكَ الحديثِ حينَ أَفشتْه حَفصةُ إلى عائشَةَ تسعًا وعِشرينَ ليلةً، وَكان قال: ما أَنا بِداخلٍ عليهنَّ شَهرًا. من شدَّةِ مَوْجدَتِه عليهنَّ حينَ عاتَبه اللهُ، فلمَّا مَضت تسعٌ وعِشرونَ ليلةً دَخل على عائشَةَ فبَدَأ بِها، فَقالتْ له عائشَةُ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّك قد أَقسَمتَ أن لا تَدخُلَ عَلَينا شَهرًا، وإنَّما أَصبحتَ مِن تسعٍ وعِشرينَ ليلةً أَعُدُّها عدًّا، فَقال: الشَّهرُ تِسعٌ وعِشرونَ. فَكان ذلك الشَّهرُ تسعًا وعِشرينَ ليلةً، قالت عائشَةُ: ثُمَّ أَنزَل اللهُ تَعالى آيةَ التَّخييرِ، فبَدَأ بي أوَّلَ امرأةٍ مِن نِسائِه فاختَرتُه، ثُمَّ خيَّرَ نِساءَه كُلَّهنَّ فقُلنَ مِثلَ ما قالتْ عائشةُ. الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 5191 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | والله أعلم
|
#6
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
وليست الحكمة كلاما يقال ولا علما يُكتتب انما هي فهم أحكام الله ومآلها أي آخرها بعيدا عن حكم الظاهر لقول الله (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) الروم 7 .مثال ذلك يعقوب سلام الله عليه رغم علمه بكيد أبنائه فهم ان الحُكم ظاهره شر لكنّ مآله خير وقوة وتمكين فكان أن صبر لحكم الله أحكم الحاكمين . بينما لو عبد لم يؤت هذا الفضل لأنفق سنين عمره باحثا عن ابنه ولعله يجده فيخرجه من الجب ليعيده الى حضنه الدافئ ويحضى بالوصال. فلا تجربة ولا ألم ولا قوة ولا تمكين في الحياة.
التعديل الأخير تم بواسطة فتح قريب ; 02-15-2018 الساعة 07:31 PM |
#7
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
الله اعلم ، ربما ان هذا البحث كان قد تمّ لكنه لم يجده ، لأن أي أب كان ليبحث عن ولده ان هو ضاع ( سواء كان إنسان عادي او نبي )، وهذا بشكل غريزي ، والقرآن لم يذكر فيه هذا التفصيل ، لانه امر تلقائي وعادي جدا ، والقرآن تذكر فيه الأحداث بشكل عام ومجمل أو ان يعقوب عليه السلام ، فعلا ، لم يقم بالبحث ، واعتمادا على رؤيا النبي يوسف عليه السلام التي قصها عليه ووحي من الله ، صبر ولم يفعل شيئا قال الله تعالى : ( فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَٰذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ 15 وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ 16 قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ 17 وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ 18 ) يوسف
|
#8
|
|||||||
|
|||||||
إذا كان إخوة يوسف عليه السلام جاؤوا بخبر مكذوب، وهو خبر موته، فزعموا أن أكله الذئب، وهم كاذبون، قال تعالى: (قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ ۖ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ) [يوسف: 17]. بل أكدوا روايتهم المكذوبة بأن جاؤوا على قميصه بدم، قال تعالى: (وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ) [يوسف: 18]. إلا أن يعقوب عليه السلام لم يصدق روايتهم المكذوبة، ولم تنطلي عليه حيلة الدم المكذوب، فكان على يقين من كذبهم، وبأن الحقيقة خلاف ما يدعون من قوله تعالى: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا). وعلى يقين من أنه يوسف عليه الصلاة والسلام كان حي يرزق، بدليلين؛
أولهما أن تأويل رؤيا يوسف عليه السلام لم يتحقق بعد، فلزم من هذا أنه حي، فكان في انتظا تحقق الرؤيا، وفي انتظار لقائه بيوسف عليه السلام قال تعالى: (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ۖ وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ۖ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف: 100]. والدليل الثاني أنه ظل يذكر يوسف، ويترقب لقائه بدليل قول إخوته: (قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّىٰ تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ) [يوسف: 85]. مما يجزم بأنه على يقين أنه حي يزق، فلم يمت. لكن من الواضح أنه لم يدري ما حدث ليوسف عليه السلام على وجه التحديد، وبالتالي لم يكن من الحكمة أن يخرج للبحث عنه وهو على يقين من كذبهم، وأنهم فعلوا بيوسف خلاف ما يدعون، فلم يكن أمامه إلا الصبر، والاستعانة بالله تعالى حيث قال: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ). نخلص من هذا أن يعقوب عليه السلام عدم الحيلة طالما لم يصله خبر صادق، ولزم الصبر على فراق يوسف عليه السلام، واستعان بالله تعالى على كذبهم. فهو لم يتك البحث عن يوسف مخيرا، ولكنه كان مضطرا لتك البحث لغياب الحقيقة عنه، وعدم علمه بما حدث ليوسف عليه السلام. ولو علم أنهم ألقوه في غيابة الجب، لهب فزعا لنجدته، أو للبحث عن البئر. فمن الواضح أن يعقوب عليه السلام تعرض لابتلاء عظيم من الله تبارك وتعالى، فلم يوحى إليه نبأ بشأن يوسف عليه السلام، لبيان حقيقة ما فعله به إخوته، وإلا لما صبر على كيد إخوته له، ولخرج باحثا عنه عسى أن ينقذه، فلم تكن تلك مشيئة الله تعالى، إنما ادخر له قدرا آخر، فأوحى الله ليوسف عليه السلام بالبشارة تثبيتا له في محنته، فقال تعالى: (فَلَمّا ذَهَبوا بِهِ وَأَجمَعوا أَن يَجعَلوهُ في غَيابَتِ الجُبِّ وَأَوحَينا إِلَيهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمرِهِم هـذا وَهُم لا يَشعُرونَ) [يوسف: 15]. وهذا الابتلاء العظيم يذكرنا ولا شك بقصة ذبح إبراهيم لابنه إسحق عليهما السلام، فهذا الابتلاء من جنس ذاك الابتلاء، وإن كان إبتلاء إبراهيم عليه السلام أشد، إلا أن ابتلاء يعقوب عليه السلام أطول زمنا. لكن يؤخذ من هذا التضحية بالأبناء في سبيل الله تعالى، صبرا على قدره، وحكمه.
|
#9
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
ولما لا يكون الوحي قد كان ليعقوب عليه السلام لذلك لم يصدقهم ولم يصدّق دليلهم المزعوم لذلك قال : ( بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ) ففي ذلك الوقت يوسف كان صغيرا ولا يوجد دليل ان الله اوحى اليه وهو غلام لان الله تعالى قال : ( وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ )[ يوسف :22] بينما النبي يعقوب كان في ذلك الوقت كبيرا و نبيا اي ان الوحي ينزل اليه وبالتالي حرف " تُ " في كلمة ( لَتُنَبِّئَنَّهُم ) تعود على يعقوب عليه السلام والله اعلم
|
#10
|
|||||||
|
|||||||
اقتباس:
الأول: أن سياق الآية منصرف إلى يوسف عليه السلام في قوله تعالى: (فَلَمّا ذَهَبوا بِهِ وَأَجمَعوا أَن يَجعَلوهُ في غَيابَتِ الجُبِّ وَأَوحَينا إِلَيهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمرِهِم هـذا وَهُم لا يَشعُرونَ) [يوسف: 15] فقوله (فَلَمّا ذَهَبوا بِهِ وَأَجمَعوا أَن يَجعَلوهُ في غَيابَتِ الجُبِّ) مقصود به يوسف عليه السلام، وهذا مما لا خلاف حوله، وعليه فالضمير في ما بعده منصرف إلى يوسف عليه السلام، فلم يرد أدنى إشارة في الآية ليعقوب عليه السلام، ولو فرضنا أن الضمير عائد عليه وأن الآية استئناف للآيات السابقة، حيث قال تعالى قبلها: (قالَ إِنّي لَيَحزُنُني أَن تَذهَبوا بِهِ وَأَخافُ أَن يَأكُلَهُ الذِّئبُ وَأَنتُم عَنهُ غافِلونَ﴿١٣﴾قالوا لَئِن أَكَلَهُ الذِّئبُ وَنَحنُ عُصبَةٌ إِنّا إِذًا لَخاسِرونَ﴿١٤﴾) [يوسف] فإن السياق انقطع بقوله (فَلَمّا ذَهَبوا بِهِ وَأَجمَعوا أَن يَجعَلوهُ في غَيابَتِ الجُبِّ) فالحوار بينهم وبين يعقوب عليه السلام انتهى، ودخلت الآية في سياق ذكر ما فعلوه بيوسف عليه السلام الثاني: أن النبوءة تحققت على يد يوسف عليه السلام، ولم تتحق على يد يعقوب عليه السلام، فنبأهم بأمرهم وهم لا يشعرون به كيف كان يكيد بهم، وهذا في قوله تعالى: (قالَ هَل عَلِمتُم ما فَعَلتُم بِيوسُفَ وَأَخيهِ إِذ أَنتُم جاهِلونَ﴿٨٩﴾ قالوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يوسُفُ قالَ أَنا يوسُفُ وَهـذا أَخي قَد مَنَّ اللَّـهُ عَلَينا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللَّـهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ ﴿٩٠﴾ قالوا تَاللَّـهِ لَقَد آثَرَكَ اللَّـهُ عَلَينا وَإِن كُنّا لَخاطِئينَ ﴿٩١﴾ قالَ لا تَثريبَ عَلَيكُمُ اليَومَ يَغفِرُ اللَّـهُ لَكُم وَهُوَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ﴿٩٢﴾) [يوسف] ولو أن الله تعالى أوحى ليعقوب بفعلهم بيوسف عليه السلام، لذهب وأخرجه من الجب بنفسه. ولا أجد في كتاب الله مانعا أن يوحى ليوسف عليه السلام وهو صغير، يلعب ويرتع، خاصة أنه كان راشدا ومدركا، بدليل رؤياه فيها تفاصيل تدل على وعيه وإدراكه.
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
آدم, من, الأولاد, الصلاة, ضرب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|